المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبومسلم الخولانى


Mounya
09-29-2017, 05:49 PM
السلام عليكم

فى اليمن.. فى ذلك الزمان.. ادعى رجل أنه نبى!
هو الأسود العنسى الذى ادعى النبوة فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واجتمع حوله الجهال، وكثر أتباعه، وعظم شأنه واستشرت فتنته. وسقط الناس فيها أفواجا.
وجاء الدور على أبى مسلم الخولانى الذى يعلم الأسود الكذاب أنه على دين النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
استدعاه الأسود العنسى إلى مجلسه المحاط بمظاهر القوة والسلطان، وقال له على مشهد من الناس:
- أتشهد أن محمدًا رسول الله؟
فدمعت عينا أبى مسلم لذكر النبى صلى الله عليه وسلم، وقال:
- نعم!
فقال العنسى:
- فتشهد أنى رسول الله؟
فاشمئزت نفس أبى مسلم، وقال:
- ما أسمع
فقال العنسى ثانية:
- أتشهد أن محمدًا رسول الله؟
- نعم
- فتشهد أنى رسول الله؟
فرفع أبو مسلم صوته:
- ما أسمع!
استشاط العنسى الكذاب غضبا، وتوعد أبا مسلم بالعذاب الشديد، وأمر أعوانه أن يشعلوا نارًا عظيمة، فأججوا نارًا تصهر الحديد، ثم ألقوا فيها أبا مسلم.

لم تضر النار أبا مسلم شيئا، بل كان جالسًا فيها كأنه جالس بين المراوح وعلى التكايا.فأسرع مستشاروا الكذاب وقالوا له:
- إن هذا إذا بقى فى بلادك أفسدها عليك، فاخرجه منها.
أُمر أبا مسلم بالرحيل عن اليمن كلها إلى غير رجعه.

فحمل متاعه البسيط، ورحل ميمما شطر المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فوصلها بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، وأصبح الصديق – رضى الله عنه- خليفة على المسلمين.

دخل أبو مسلم المسجد، وقام إلى سارية من سواريه يصلى، فوقع بصر عمر بن الخطاب عليه، فانتظره حتى فرغ من صلاته، ثم أقبل عليه:
- من أين الرجل؟
- من اليمن.
فقال عمر:
- ما فعل عدو الله (يقصد الأسود العنسى) بصاحبنا الذى حرقه بالنار فلم تضره؟
- ذاك عبد الله بن ثوب.
فقال له عمر بفراسة المؤمن:
- نشدتك بالله عز وجل. أنت عبد الله بن ثوب؟
- اللهم نعم.
فأقبل عليه عمر وقبل ما بين عينيه، ثم أقامه وسار به حتى أجلسه بينه وبين أبى بكر وقال:
- الحمد لله الذى لم يمتنى حتى أرانى فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فُعل به كما فُعل بإبراهيم خليل الرحمن عليه السلام.

( صفة الصفوة 4/208)