المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأعداد في أحاديث خير العباد صلى الله عليه وسلم - منقول


البدوي
11-01-2017, 07:10 AM
الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
منقول من منتدى الجمعية اللغوية للمترجمين واللغويين العرب
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد اثنا عشر)
***
روى الإمام البخاري أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه وكان غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة قال سمعت أربعا من النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبنني قال : (لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا ومعها زوجها أو ذو محرم ولا صوم في يومين الفطر والأضحى ولا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي هذا)

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (اثنا عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقد غزا مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة وفيه قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع أربعا من النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبنه وهم كما يلي :
1ـ لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا ومعها زوجها أو ذو محرم .
2ـ لا صوم في يومين الفطر والأضحى .
3ـ لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب .
4ـ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي هذا .

وفي هذا الحديث يتبين لنا أحكاما فقهية لسفر المرأة وللصوم وللصلاة ولشد الرحال كما توضح ما أنعم الله به من خير على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد غزا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة وروى لنا العديد من الأحاديث النبوية الشريفة فجزاه الله عن السنة المشرفة خير الجزاء . (ونجد هنا الأعداد اثنين وثلاثة وأربعة واثنتي عشرة)

كما نجد صحابيا آخر غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن زر بن حبيش قال وفدت في خلافة عثمان بن عفان وإنما حملني على الوفادة لقي أبي بن كعب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت صفوان بن عسال فقلت له : (هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم وغزوت معه اثنتي عشرة غزوة)
فرضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليهم وسلم أجمعين .

كما روي البخاري عن حفصة بنت سيرين قالت : (كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن فقدمت امرأة فنزلت قصر بني خلف فحدثت أن أختها كانت تحت رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة عزوة وكانت أختي معه في ست غزوات قالت كنا نداوي الكلمى ونقوم على المرضى فسألت أختي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هل على إحدانا بأس إن لم يكن لها جلباب أن لا تخرج قال لتلبسها صاحبتها من جلبابها ولتشهد الخير ودعوة المؤمنين فلما قدمت أم عطية رضي الله تعالى عنها سألنها أو قالت سألناها فقالت وكانت لا تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قالت بأبي فقلنا أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا قالت نعم بأبي فقال لتخرج العواتق ذوات الخدور أو العواتق وذوات الخدور والحيض فيشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيض المصلى فقلت آلحائض فقالت أو ليس تشهد عرفة وتشهد كذا وتشهد كذا) ورواه أحمد .

وفي هذا الحديث أيضا نجد صحابيا جليلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا مع الحبيب المصطفى اثنتي عشرة غزوة منهم ست غزوات اصطحب فيها زوجه فيها تشترك مع النساء المجاهدات في مداواة الجرحى والقيام على رعاية المرضى فلله درهم من صحابيات مجاهدات رضي الله عنهن جميعا ، ونجد التوجيه النبوي الشريف بخروج العواتق والجواري وذوات الخدور والحيّض لشهود الخير في صلاة العيدين وشهود دعوة المسلمين وتعتزل النساء الحيض المصلى فالحائض تشهد عرفة ولها حضورها فحيضها لا يمنعها إلا من الموانع الشرعية المعلومة في فقه النساء . (ونجد هنا الأعداد ستة واثنتي عشرة)

ونجد العدد اثني عشرة في حديث شريف رواه الإمام مسلم في (باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن) عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار إليه قال سمعت أم حبيبة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس)

ورواه أبو داود عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا بني له بهن بيت في الجنة)

ورواه أحمد عن النعمان بن سالم قال سمعت عمرو بن أوس يحدث عن عنبسة عن أم حبيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى لله عز وجل كل يوم ثنتي عشرة ركعة الا بنى له بيت في الجنة قالت أم حبيبة فما زلت أصليهن بعد وقال عنبسة فما زلت أصليهن بعد وقال عمرو بن أوس فما زلت أصليهن قال النعمان وأنا لا أكاد ادعهن قال بن جعفر عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد مسلم يصلي لله عز وجل كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة فذكر نحوه) :

ولنتدبر ما جاء في هذا الحديث النبوي الشريف :

1ـ عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار إليه قال سمعت أم حبيبة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة) .
2ـ قالت أم حبيبة (زوج النبي صلى الله عليه وسلم) فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3ـ وقال عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة .
4ـ وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة .
5ـ وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس .
فانظروا رحمكم الله كيف يكون الإقتداء والتأسي بالهدي النبوي القويم ، وأسأل نفسي وأسألكم أيها القراء الأعزاء : هل سنتركهم بعدما سمعناهم ؟! اللهم ارزقنا بيوتا في جنتك وقصورا بها وخياما وحورا عينا يا رب العالمين .

ورواه الدارمي عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (ما من عبد مسلم يصلي كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا له بيت في الجنة أو بني له بيت في الجنة قالت أم حبيبة فما برحت أصليهن بعد وقال عمرو مثله وقال النعمان مثله)

وتوضح لنا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيف كان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره حيث روى مسلم عنها رضي الله عنها وأرضاها : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة) ورواه أحمد .
وروى مسلم عنها في حديث نبوي آخر : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة قالت وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح وما صام شهرا متتابعا إلا رمضان )
ولنتدبر ما بهذا الحديث من هدي نبوي قويم :
1ـ ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته (داوم عليه) .
2ـ وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة .
3ـ وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح .
4ـ وما صام شهرا متتابعا إلا رمضان .
ورواه أحمد عن قتادة عن زرارة بن أوفى أن سعد بن هشام حدثه قال قلت يا أم المؤمنين حدثيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : (ألست تقرأ القرآن قال قلت بلى فذكر الحديث قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة داوم عليها وكان إذا فاته القيام من الليل غلبته عيناه بنوم أو وجع صلى ثنتي عشرة ركعة من النهار قالت ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يتمها حتى الصبح ولم يقرأ القرآن في ليلة يتمه ولم يصم شهرا يتمه غير رمضان حتى مات)
بلى كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم فلنقرأ القرآن ولنتدبر القرآن فإنه خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجدرنا أن نتخلق بخلق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قال : إنا بعثت لأتمم مكارم الخلاق .

وروى ابن ماجة في ذلك أحاديثا في باب (ما جاء في ثنتي عشرة ركعة من السنة)
فيها تفصيل الإثنتي عشرة ركعة كما يلي :

ــ عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة) ورواه النسائي

ــ عن عطاء عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بني له بيت في الجنة أربع قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر)
ــ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة ركعتين قبل الفجر وركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين أظنه قال قبل العصر وركعتين بعد المغرب أظنه قال وركعتين بعد العشاء الآخرة)
وبالحديث الآتي الذي رواه ابن ماجة والترمذي عن انس بن مالك فضل صلاة الضحي :
ــ عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة) .
كم روى النسائي في هذا الباب أحاديث شريفة منها ما يلي :
ـــ عن عطاء عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر) ورواه الترمذي
ــ عن بن جريج قلت لعطاء بلغني (أنك تركع قبل الجمعة اثنتي عشرة ركعة ما بلغك في ذلك قال أخبرت أن أم حبيبة حدثت عنبسة بن أبي سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من ركع اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة سوى المكتوبة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة)
ــ عن بن أبي رباح عن شهر بن حوشب حدثه عن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت : (من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم فصلى قبل الظهر بنى الله له بيتا في الجنة) ورواه أحمد
ـ عن عمرو بن أوس عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (اثنتا عشرة ركعة من صلاهن بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين قبل العصر وركعتين بعد المغرب وركعتين قبل صلاة الصبح)
وروي الترمذي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يصل من الليل منعه من ذلك النوم أو غلبته عيناه صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح قال أبو عيسى وسعد بن هشام هو بن عامر الأنصاري وهشام بن عامر هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عباس هو بن عبد العظيم العنبري حدثنا عتاب بن المثنى عن بهز بن حكيم قال كان زرارة بن أوفى قاضي البصرة وكان يؤم في بني قشير فقرأ يوما في صلاة الصبح {فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير} خر ميتا فكنت فيمن احتمله إلى داره) .

وجاء العدد اثنا عشر في تحديد ما أصدق به رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وما أُصدقت به بناته رضوان الله عليهم كي يدع الناس المغالاة في المهور :

حيث روى أبو داود في باب الصداق باب الصداق عن أبي العجفاء السلمي قال خطبنا عمر رحمه الله فقال (ألا لا تغالوا بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية)

ورواه ابن ماجة والدارمي عن محمد بن سيرين عن أبي العجفاء السلمي قال قال عمر بن الخطاب ((لا تغالوا صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم وأحقكم بها محمد صلى الله عليه وسلم ما أصدق امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية وإن الرجل ليثقل صدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه ويقول قد كلفت إليك علق القربة أو عرق القربة وكنت رجلا عربيا مولدا ما أدرى ما علق القربة أو عرق القربة))

وروى أبو داود وابن ماجة والدارمي عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة قال (سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن صداق النبي صلى الله عليه وسلم قالت ثنتا عشرة أوقية ونش فقلت وما نش قالت نصف أوقية)

وروى الأمام احمد عن بن سيرين سمعه من أبي العجفاء سمعت عمر رضى الله تعالى عنه يقول ((لا تغلوا صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أنكح شيئا من بناته ولا نسائه فوق اثنتي عشرة وقيه وأخرى تقولونها في مغازيكم قتل فلان شهيدا مات فلان شهيدا ولعله ان يكون قد وقر عجز دابته أو دف راحلته ذهبا وفضة يبتغى التجارة فلا تقولوا ذاكم ولكن قولوا كما قال محمد صلى الله عليه وسلم من قتل في سبيل الله فهو في الجنة))

وفيه نجد الفوائد الآتية :
1ـ لا تغلوا صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه .
2ـ ما أنكح شيئا من بناته ولا نسائه فوق اثنتي عشرة وقيه .
3ـ وأخرى تقولونها في مغازيكم قتل فلان شهيدا مات فلان شهيدا ولعله ان يكون قد وقر عجز دابته أو دف راحلته ذهبا وفضة يبتغى التجارة فلا تقولوا ذاكم .
4ـ ولكن قولوا كما قال محمد صلى الله عليه وسلم من قتل في سبيل الله فهو في الجنة .

ونرى جانبا من فقه الصلاة في السفر في حديث الصحابي الجليل عبد الله بن عمر الذي رواه الإمام مالك في موطئه (باب صلاة المسافر ما لم يجمع مكثا) من حديث سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر كان يقول : (أصلي صلاة المسافر ما لم أجمع مكثا وإن حبسني ذلك اثنتي عشرة ليلة)

ونقرأ جانبا من فقه الوصية في الحديث الذي رواه مالك في موطئه عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن حزم : (ان غلاما من غسان حضرته الوفاة بالمدينة ووارثه بالشام فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فقيل له ان فلانا يموت أفيوصي قال فليوص قال يحيى بن سعيد قال أبو بكر وكان الغلام بن عشر سنين أو اثنتي عشرة سنة قال فأوصى ببئر جشم فباعها أهلها بثلاثين ألف درهم قال يحيى سمعت مالكا يقول الأمر المجتمع عليه عندنا ان الضعيف في عقله والسفيه والمصاب الذي يفيق أحيانا تجوز وصاياهم إذا كان معهم من عقولهم ما يعرفون ما يوصون به فأما من ليس معه من عقله ما يعرف بذلك ما يوصي به وكان مغلوبا على عقله فلا وصية له)

ونشاهد ببصائرنا كيف كان أصحاب الحبيب المصطفى يفتدونه بأرواحهم وأنفسهم ونرى ما فعله الصحابي الجليل سعد بن الربيع في غزوة أحد ودعوته الصحابة للذود عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ولنطالع الحديث الذي رواه مالك في موطئه عن يحيى بن سعيد قال لما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من يأتيني بخبر سعد بن الربيع الأنصاري فقال رجل انا يا رسول الله فذهب الرجل يطوف بين القتلى فقال له سعد بن الربيع ما شأنك فقال له الرجل بعثني إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتيه بخبرك قال فأذهب إليه فأقرأه مني السلام وأخبره اني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة وأني قد أنفذت مقاتلي وأخبر قومك انه لأعذر لهم عند الله ان قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وواحد منهم حي)

فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .