المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقة حديث النهى عن الانتعال قائما


شموس راحلة
04-01-2018, 03:51 AM
فقة حديث النهى عن الانتعال قائما

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

اولا هذا الحديث لا شك في ثبوته بل وفي صحته ولكن النهي عنه أو لنهي فيه إنما هو كما يقول بعض أهل العلم من باب الإرشاد
ما كان كذلك فيلاحظ فيه أن النهي معقول المعنى وليس تعبدي محضاً
و الأحكام الشرعية تنقسم إلى قسمين :

(1) تعبدية غير معقولة المعنى .

(2) ومعقولة المعنى .
فما كان من القسم الأول لا يوجه إي توجيه يخالف الأستسلام والتعبد بما جاء به الشرع
أما ماكان ما كان من القسم الثانى * إي ماكان معقول المعنى فهنا للعلماء جولات ومفاهيم يفتح لكل منهم بحسب ما كتب الله له .
فهذا الحديث نهي أن ينتعل الرجل قائماً هل هو من القسم الأول إي هل هو تعبدي محض لإي يوقف عند النهي ولا يفصل أم هو معقول المعنى ،
بعض العلماء ذهبوا إلى الأمر الثاني على كون النهي معقول المعنى مفهوم المراد به وهو الرفق ، رفق الإنسان بنفسة واعتنائه بها خشية أن يقع فيما يضره .
إذا لوحظ هذا المعنى

فلا شك أن النعال تختلف من حيث سهولة لبسها ومن حيث صعوبة ذلك فما كان من النوع الأول ، سهل الإنتعال فحينذاك لا بأس من أن ينتعل الرجل قائماً لأنه لا يخشى عليه ضرر ما بخلاف ما إذا كان النعل صعب الإنتعال حين ذاك خشية أن تزل به القدم أو ينقلب يميناً أو يساراً أو على ظهره أو يكب على وجه على الأرض حينئذٍ يجلس ويطمئن وينتعل .

بهذا التفصيل يمكن فهم الحيث
حيث انه لا يعرقل على الناس عملية الإنتعال السهلة ونحن نفخر والحمد لله بأن الإسلام دينٌ سمحٌ سهلٌ كما قال عليه الصلاة والسلام :
(( بعثتُ بالحنيفية السمحة))،

وأنتم ترون الآن حينما يدخل المسلم إلى المسجد فيصلي ما كتب الله له ثم إذا ما سلم الإمام من الصلاة خرج الناس زرفات ووحدانا يكاد باب المسجد مهما كان وسيعاً لا يسع لهم إلا على الرفق بعضهم ببعض والتمهل فإذا ما أرادوا الإنتعال ،
نتصور الآن فيما لو كان كل نعل يجب أن يجلس صاحبه لإنتعاله ماذا سيقع عندما يخرج الجمهور من المسجد خاصة في المسجدين الحرمين الشريفين
فإذاً ينبغي أن يلاحظ الذي يريد الإنتعال المعنى المذكور إذا كان الإنتعال لا يحتاج إلا أن يدك هذه ثم هذه ثم ينطلق ،
فليس له من حاجة أن يجلس على الأرض لينتعل ، أما إذا كان النعل من تلك النعال الطويلة أي ما يمكن أن تسمونه بالخف الذي له ساق يستر مكان الفرض فهذا بلا شك أنه لا يمكن أن يلبس كما تلبس هذه النعال المعروفة في هذه البلاد.
فإذا أستطيع أن أقول أخيراً مقتبساً من قوله تبارك وتعالى في خصوص هذه المسألة :
(( بل الإنسان على نفسة بصيرة))
فما كان إنتعاله صعب اللبس فعليه أن يجلس خشية ان يصاب بشيء ليس في حسبانه ، ومن كان نعله سهل الإنتعال فلا بأس عليه من أن ينتعل قائماً هذا ماعندي ...
والحمد لله رب العالمين