المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما تيسر من القصائد الوترية فى مدح خير البرية


البدوي
06-21-2018, 06:53 AM
ماتيسر من القصائد الوترية في مدح خير البرية

القصائد الوترية في مدح خير البرية
(مجد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي بكر بن رشيد البغدادي الوتري) شاعر وفقيه شافعي هو صاحب القصائد الوترية في مدح خير البرية التي نظمها توفي في 662هـ وبعضهم قال 663هـ، وكان شافعيا نظارا فقيها واعظا، قال اليافعي في مرآة الجنان:

وقدم مصر والإسكندرية ووعظ بها وسمع منه جماعة منهم الإمام العلامة شرف الدين أبو العباس أحمد بن عثمان السخاوي الشافعي إمام الأزهر، والإمام العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة، سمع منه قصائده الوتريات ورافقه في الحج ودخل الأفريقية وجال في بلاد المغرب وكان ظاهر التدين والصلاح.

وقد نظم 29 قصيدة على عدد حروف المعجم باعتبار “لا” حرف بحيث تبتدئ جميع أبيات القصيدة بحرف من حروف المعجم ويكون هو القافية، وجعل عدد أبيات كل قصيدة 29، فكان عدد القصائد وترا وعدد أبيات كل قصيدة وترا (أي فرديا وليس زوجيا)، وقد أطلق عليها ناظمها اسم: (القصائد الوترية في مدح خير البرية) وهو أو كما يعرف ب (الأمام الوتري)، ويقال له صاحب الوترية. له كتب في المدائح النبوية سماها «الوتريات في مدح أفضل الكائنات» توفي ببغداد. ودفن في جامع القبلانية سنة (662 هـ / 1264 م).

يعرف أهل بغداد جامع القبلاني حيث لم يتبقى منها ألا حجرة مطلة على (سوق هرج) المعروف ببغداد.

وهذه جزء من قصيدته:

أَمَا آنْ لِلْــــــعَاصِى رُجُوعٌ بِتَوْبَةِ.....وَقُرْبٌ لِقَــبْرِ المُصْطَفَى بِــمَحَبَّةِ

تَرَى المِسْــكَ وَالكَافُورَ بُثَّا بَتُرْبَةِ.....ثَوَى جِسْمُ خَيْر الخَلْقِ فِى أَرْضِ طَيْبَةِ

فَأَضْحَى بِهَا المِـسْكُ المُعَنْبَرُ ينْفُثُ....لَقَـدْ ضَوَّعَ الآفـــاقَ طِيبًا بِنَشْرِهِ

وَقَــدْ عَطَّرَ الكَوْنَيْنِ مِنْهُ بِعِطْرِهِ.....وَلَمَّا حَـــدَا حَادِى الرِّكَابِ بِذِكْرِهِ

ثَنَى الـــوَجْدُ أَعنَاقَ النِّيَاقِ لِقَبْرِهِ......فَسَارَتْ بِهِمْ تَــحْتَ المَحَامِلِ تَلْهَثُ

إَذَا البُدْنُ حَنَّتْ فاحْدُهَا لِى تَرَفُّقَا.....فَإِنَّ لَـــهَا جَفْنًا لَـــجِفنِى مُؤَرِّقا

وَإِنْ وَصَلَتْ نَجْدًا فَـــنَادى مُحَقِّقَا......ثُغُورُ قُباً تَنْـــعِى وَتَبْكى تَشَوُّقا

إِلَــى سَيِّدٍ عَــنْهُ المكــارِمُ تُورَثُ......فَيَا حَادِياً أَظْعــــــَانَهُمْ دَعْهُمُ

وَعَنْ طُرْقِ أَصْلاَدِ الحَصَالِىَ صُنْهُمُ.....فَيَا لَيْتَ إِذْ فـــازُوا بِهِ كُنْتُ مَعْهُمُ

ثَكِلْتُكِ نَفْسِى لِمْ تَقَاعَدْتِ عَنْهُمُ......إِلَـــى كَمْ عَلَى كَسْبِ المَآثِمِ أَلْبَثُ

فَيَـــا أَيُّهَا العُشَّاقُ جِدُّوا وَاطْلُبُوا......وَحُثُّوا السُّرَى نَحْوَ الحَبِيبِ وَأَطْنِبُوا

فَكَمْ عَنْهُ بِالْعِصْيَانِ وَالذَّنْبِ تُحْجَبُوا......ثُبُوا وَانْهَضُوا يَامَنْ أَسَاؤُا وَأَذْنَبُوا

وَشُدُّوا المَطَايَا وَحَثْحِثُوا.......وَسِيرُوا إِلَى قَبْرِ الحَبيبِ الَّذِى ارْتَضَى

وَزُورُوهُ إِنَّ العُمْرَ أَكْثــرُهُ انْقَضَى......وَدعُوا بِهِ كَىْ يَغْفِـرَ اللهُ مَا مَضَى

ثِمَالُ اليَتَامَى عِنْدَهُ يَنْزِلُ الرِّضَى.....وَثَــــمَّ يُغَاثُ الخَاضِــعُ المُنَغَوِّثُ

نَبِىٌّ لَـــــهُ الدِّينُ الحَنِيفِىُّ مِلَّةٌ.......وَكَعْبَتُهُ لِلإِنْسِ وَالـــــجِنِّ قِبْلَةُ

فَقُومُوا بِنَا نَسْــــعَى وَنَحْنُ أَخِلَّةٌ........ذُنُـــوبٌ وَآثـــَامُ تُـــزَاحُ وَزَلَّـةٌ

تَزُولُ وَعَدْنٌ فِـــى القِيَامَةِ مَبْعَثُ......نَبِىُّ كَرِيمُ قَــــدْ حَوَى طَيبَ مُنجِدِ

بِعِزّ وَجَـــــاهٍ وَاعـــتِلاَءِ وَسُودَدِ.....لأِمَّتِهِ هَـــادٍ وَلِلــحَقِّ مُـــهْــتَدِ

ثِقُوا بِمَدِحي فِــى مَنَاقِبِ أَحْمَدِ.....فَإنِّى بِهَا عَــــنْ كُلِّ فَضْلٍ مُحَدِّثُ

أًتَـــــــى بِكِتَابِ اللهِ حَقًّا فَنَصَّهُ.......وَإِسْرَاؤُه لَيْلاً تَـــلاَهُ وَقَـــصَّــهُ

وَكَانَ جَنَاحُ الكُفْــــرِ وَافٍ فَقَصَّهُ......ثَــــــلاَثَ ةُ أَشْيَاءٍ بَهَا الله خَصَّهُ

فَوَالله لَــوْ أَقْسَمْتُ مَا كُنْتُ أَحْنَتُ......رَأَى مُلْـــــكَ رَبِّ العَالَمِينَ فَعَظَّمَا

وَنَــــادَى التَّحِيَّاتُ ابْتِدَاءً وَسَلَّمَا......فَأَيَّـــــ دَهُ بِالْمُعْجِزَاتِ تَـــكَرُّمَا

ثُبَاتٍ لِرُؤْيَا الرَّبّ وَالوَحْىِ بِاِلسَّمَا......وَثَالِثُهَ ا بِالْـــــحُجْبِ كَانَ التَّلَبُّثُ

فَلِلهِ مَـــا أزْكَــى الوُجُــودَ بِبَثِّهِ.......وَأَسْعَدَ مَنْ فِى مَـــدْحِهِ كُلُّ بَحْثِهِ

وَمَنْتَزِحٌ عَـــــنْهُ فَيَا طُولَ مُكْثِهِ.....ثَلَمْنَا ثُـــغُورَ المُشْـــركِينَ بِبَعْثِهِ

فَظَلَّتْ أَعادِى اللهِ فِى الخِزْىِ تَمْكُثُ......بِـــهِ عُـصْبَةُ الإِسْلاَمِ أَيَّدَ حَقَّهُمْ

كمَـا زُعَـــمَاءُ الشِّرْكِ مَلَّكَ رِقَّهُمْ.......وَهُــمْ فِى مَخِيبٍ وَالرِّمَاحُ تَدُقُّهُمْ

ثــْكَالَى حَيَارَى وَالسُّيُوفُ تَشُقُّهُمْ.......وَسَـــــا َاتُهُمْ فِيهَا الأَسِنَّةُ تَعْبَثُ

وَنَحْـــنُ بِهِ نَعْلُو عَلَى كُلِّ مَنْ عَلاَ......بِــهِ كَانَ فَوْقَ الطُّوِر مُوسَى تَوَسَّلاَ

لَقَــــدْ حَازَ مَجْدًا مُجْمَلاً وَمُفَصَّلاَ....ثَنَائى عَلَى ذَاكَ المُنَاجِى مِنَ العُلاَ

لَـهُ العَرْشُ طُوراً كَانَ مِنْهُ يُحَدِّثُ.......مَــلاَحَتُه جَلَّــتْ فَــجَلَّ أُمُــورُهَا

لَـــهُ قـــامَةٌ عَزَّتْ فَعَزَّ نَضِيرُهَا.......وَوَجْنَتُه أَزْهَـــتْ فَــفَاحَ عَبِيرُهَا

ثَنَايَاهُ لاَ كَالْبَرْقِ بَـــلْ زَادَ نُورُهَا........فَمِنْ نُوِرِه لِلشَّـمــْسِ نُــورٌ مُوّرَّثٌ

أَبَــى البَدْرُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ كَفَرْ قَدِ........إِذَا لاَحَ وَجْهُ المُصْطَفَى بَيْنَ مَشْهَدِ

أَلاَ قَائِلٌ مَدْحِى فِيهِ فِى كُلِّ مَسْجِدِ......ثَمِــلْنَا سَكِرْنــَا مِنْ مَدِيحِ مُحَمَّدِ

أَعِـــدْهُ عَــليْنَا فالمَسَرَّتُ تَحْدُثُ........أَعِدْ مَــدْحَهُ إِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ وِدِّهِ

وَمَا قَــدْ مَضى مِنْهُ فَجُدْ لِى بِرَدِّهِ.......وَكُــلُّ مُحِبٍّ قـــالَ فَــرْطِ وَجْدِهِ

ثَبْتْنَا عَــلَى حُبِّ الحَبِيبِ وَعَهْدِهِ........فَلاَ الحُبُّ مَصْروُفٌ وَلاَ العَهْدُ يُنْكَثُ

أُحَدِّثُكمْ عَــــنْ شَـوْقِنَا لِحَبِيبِنَا.......فَنَــارُ الأسَى مَشْبُوبَةٌ بِضُــلُوعِنَا

فَلَمْ تَطْفُ يَوْمًا مِنْ سَحَابِ عُيُوننَا......تَــرَى طَيْبَةً تُسْقَى بِمَاءِ دُمُوعِنَا

وَإِنْ حُرِثَتْ يَوْمًا عَلَى الدَّمْعِ تُحْرَثُ......بِــهِ رَبُّهُ فِى الفُلْكِ سَلَّمَ نُـــوحَهُ

وَسَخَّرَ قِدْمَا لأِبْـــنِ دَاوُدَ رِيــحَهُ.......فَلَوْلاَهُ لَـمْ يُــرْسِلْ لِمَرْيَمَ رُوحَهُ

ثَوَاقِبُ فَهْمِى لَيْسَ تُحْصِى مَديِحَه......بِبَحْثٍ وَمَنْ تَلْقَى عَن البَحْرِ يَبْحَثُ

أَلاَ مُسْــعِدٌ يَبْكِى عَلَى مَنْ تَلَوَثَّتْ.......صَحِيفَتُه بِالذَّنْبِ حَتّــَى تَمَزَّقَتْ

فَبُعْداً لِنَفْسِى بِـئْسَ مَالىَ أَوْرَثَتْ.......ثِيَابُ شَبَابِى بِـــالذُّنُوبِ تَشَعَّثَتْ

وَبِالْمَدْحِ أَرْجُـــو أَنْ يُلِم التَّشَعُّثُ.......وَمَا أَنَا إِلاَّ قَـــــدْ بُلِيتُ بِشِقَوَتِى

بِإبْليِسَ وَالدُّنْيَا وَنَفْسِى وَغَفْـلَتِى.........فَيَا رَبِّ كُنْ عَوْنًا عَــلَيْهِمْ بِتَوْبَتِى

ثقِيلاً أَرَى ظَهْرِى بِــعُذْرِى وَزَلَّتِى.......غَــرِيقٌ أَنَــا بِالْمُصْطَفَى أَتَشَبَّثُ

رَعَى الله قَبْرَا قَدْ تَعَالَى بِرُوحِهِ........تَـرَى وَمَتَى أَحْظَى بِلَثْمِ ضَرِيحِهِ

ثِـمَارُ الرَّجَا تُجْنَى بِطيبِ مَدِيحِهِ...... إِذَا نُشِرَ الأَمْــوَاتُ وَالخَلْقُ تُبْعَثُ

مَدَحْتُ حَبِيباً قّدْ عَلاَ وَتَعَزَزَا......وَجِيئْتُ بِمَا عِنْدِي وَاصبَحتُ مُعُوزا

اَقُولُ وَقَولي بِالثَنَاءِ مُطَرّزاً.....جَزَىَ اللهُ عَنَّا أَحْمَدَ خَيْرَ مَا جَزَا