المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا حقق الشيخ ابن تيمية الرسالة القشيرية وعلق عليها فى هوامشها


البدوي
06-25-2018, 08:23 AM
الرسالة القشيرية هي مصنف للإمام أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري الشافعي المتوفى سنة 465 هـ،
وهي على أربعة وخمسين باباً وثلاثة فصول.
وهى من اهم الكتب فى الرقائق والتصوف الصحيح
هذا الكتاب من أعمدة كتب السلوك والرقائق، وضعها مؤلفها لأهل الارتقاء في مقامات الإحسان، المشتغلين بتحقيق معاني التقوى في أقوى مبانيها وأوسع معانيها.
وقد بنى الإمام القشيري كتابه على توضيح جانبين:
- الجانب الأول: سيرة رجال السلوك وبعض أقوالهم، وذكر كثيراً من أعلامهم كنماذج يسير المريد على هديها.
- والجانب الثاني: ذكر مبادئ السلوك ومناهجه، حيث قال رحمه الله تعالى: (ذكرت فيها بعض سير شيوخ الطريقة، في آدابهم، وأخلاقهم، ومعاملاتهم،وعقائدهم بقلوبهم، وما أشاروا إليه من مواجيدهم، وكيفية ترقيهم من بدايتهم إلى نهايتهم، لتكون لمريدي هذه الطريقة قوة، ومنكم لي بتصحيحها شهادة، ولي في نشر هذه الشكوى سلوة، ومن الله الكريم فضلاً ومثوبة).
لقد كانت هذه الرسالة وما تزال النبع الصافي الذي يستقي منه كل دارس لعلم السلوك، وكل مستشرف ومتشوف لحياة النور؛ خصوصاً في هذه الأيام الحالكة بالأمور الدنيا.

وحريٌّ بنا أن نبعث بكتب التزكية بيضاء نقية؛ فهي مدعاة لبناء القيم والأخلاق وإحياء النفوس، وبعثها من رقادها.

وقد شرحها علماء ومشايخ منهم :
حكام الدلالة على تحرير الرسالة، تأليف: القاضي زكريا الأنصاري المتوفى سنة 910 هـ.
الدلالة على فوائد الرسالة، تأليف: سديد الدين بن محمد عبد المعطي بن محمود بن عبد العلي اللخمي.
ومنهم ايضا الملا علي القاري في مجلدين.
وفى العصر الحديث حققها الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود
....ولكن العجيب ان الشيخ بن تيمية حقق هو ايضا هذه الرسالة وعلق عليها فى الهوامش ....فلماذا وهو كان يكره التصوف والصوفية ....او هذا ما نقل لنا
فهل هذه هى الحقيقة انه كان يكره الصوفية والتصوف ام ان هذا من ادعاءات اتباعه ؟

البدوي
06-25-2018, 08:25 AM
سُئلَ الشيخ بن تيمية رَحمَهُ اللَّهُ عما ذكر الأستاذ القشيري في ‏(‏ باب الرضا‏)‏ عن الشيخ أبي سليمان أنه قال‏:‏ الرضا ألاّ يسأل اللّه الجنة، ولا يستعيذ من النار، فهل هذا الكلام صحيح‏؟‏
فأجاب‏:‏ الحمد للّه رب العالمين، الكلام على هذا القول من وجهين‏:‏ أحدهما ‏:‏ من جهة ثبوته عن الشيخ‏.‏ والثاني‏:‏ من جهة صحته في نفسه وفساده‏.‏ أما المقام الأول‏:‏ فينبغي أن يعلم أن الأستاذ أبا القاسم لم يذكر هذا عن الشيخ أبي سليمان بإسناد، وإنما ذكره مرسلًا عنه، وما يذكره أبو القاسم في رسالته عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والمشائخ وغيرهم، تارة يذكره بإسناد، وتارة يذكره مرسلًا، وكثيرًا ما يقول‏:‏ وقيل كذا ثم الذي يذكره بإسناد تارة يكون إسناده صحيحًا، وتارة يكون ضعيفًا، بل موضوعًا‏.‏ وما يذكره مرسلًا، ومحذوف القائل أولى، وهذا كما يوجد ذلك في مصنفات الفقهاء، فإن فيها من الأحاديث والآثار ما هو صحيح، ومنها ما هو ضعيف، ومنها ما هو موضوع‏. ‏‏ فالموجود في كتب الرقائق والتصوف من الآثار المنقولة، فيها الصحيح، وفيها الضعيف، وفيها الموضوع‏.‏ وهذا الأمر متفق عليه بين جميع المسلمين لا يتنازعون أن هذه الكتب فيها هذا وفيها هذا، بل نفس الكتب المصنفة في ‏[‏التفسير‏]‏ فيها هذا وهذا، مع أن أهل الحديث أقرب إلى معرفة المنقولات وفي كتبهم هذا وهذا فكيف غيرهم‏؟‏‏!‏ والمصنفون قد يكونون أئمة في الفقه أو التصوف أو الحديث، ويروون هذا تارة؛ لأنهم لم يعلموا أنه كذب، وهو الغالب على أهل الدين، فإنهم لا يحتجون بما يعلمون أنه كذب، وتارة يذكـرونه وإن علمـوا أنه كـذب؛ إذ قصـدهم رواية مـا روي في ذلك الباب، ورواية الأحاديث المكذوبة مع بيان كونها كذبًا جائز‏.‏ وأما روايتها مع الإمساك عن ذلك رواية عمل فإنه حـرام عند العلماء، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من حدث عني حديثًا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين‏"‏‏ وقد فعل كثير من العلماء متأولين أنهم لم يكذبوا، وإنما نقلوا ما رواه غيرهم وهذا يسهل إذ رووه لتعريف أنه روى؛ لا لأجل العمل به ولا الاعتماد عليه‏.‏ والمقصود هنا أن ما يوجد في الرسالة وأمثالها‏:‏ من كتب الفقهاء والصوفية وأهل الحديث من المنقولات عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من السلف فيه الصحيح والضعيف والموضوع‏. ‏‏ فالصحيح‏:‏ الذي قامت الدلالة على صدقه، والموضوع الذي قامت الدلالة على كذبه، والضعيف الذي رواه من لم يعلم صدقه، إما لسوء حفظه وإما لاتهامه، ولكن يمكن أن يكون صادقًا فيه؛ فإن الفاسق قد يصدق والغالط قد يحفظ‏. ‏‏ وغالب أبواب الرسالة فيها الأقسام الثلاثة‏. ‏‏ ومن ذلك‏:‏ باب الرضا، فإنه ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "ذاق طعم الإيمان من رضي باللّه ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا‏"‏‏‏.‏ وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه، وإن كان الأستاذ لم يذكر أن مسلمًا رواه لكنه رواه، بإسناد صحيح‏. ‏‏ وذكر في أول هذا الباب حديثًا ضعيفًا بل موضوعا وهو حديث جابر الطويل الذي رواه من حديث الفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر، فهو وإن كان أول حديث ذكره في الباب فإن أحاديث الفضل بن عيسى من أوهى الأحاديث وأسقطها، ولا نزاع بين الأئمة أنه لا يعتمد عليها ولا يحتج بها؛ فإن الضعف ظاهر عليها وإن كان هو لا يتعمد الكذب، فإن كثيرًا من الفقهاء لا يحتج بحديثهم لسوء الحفظ لا لاعتماد الكذب، وهذا الرقاشي اتفقوا على ضعفه كما يعرف ذلك أئمة هذا الشأن؛ حتى قال أيوب السختياني‏:‏ لو ولد أخرس لكان خيرًا له، وقال سفيان بن عيينة‏:‏ لا شيء، وقال الإمام أحمد والنسائي‏:‏ هو ضعيف‏. ‏‏ وقال يحيى بن معين‏:‏ رجل سوء‏.‏ وقال أبو حاتم وأبو زرعة‏:‏ منكر الحديث‏.‏ وكذلك ما ذكره من الآثار؛ فإنه قد ذكر آثارًا حسنة بأسانيد حسنة مثل ما رواه عن الشيخ أبي سليمان الداراني أنه قال‏:‏ إذا سلا العبد عن الشهوات فهو راض، فإن هذا رواه عن شيخه أبي عبد الرحمن السلمي بإسناده، والشيخ أبو عبد الرحمن كانت له عناية بجمع كلام هؤلاء المشائخ وحكاياتهم، وصنف في الأسماء كتاب ‏[‏طبقات الصوفية‏]‏ وكتاب ‏[‏زهاد السلف‏]‏ وغير ذلك، وصنف في الأبواب كتاب ‏[‏مقامات الأولياء‏]‏ وغير ذلك ومصنفاته تشتمل على الأقسام الثلاثة‏.‏ وذكر عن الشيخ أبي عبد الرحمن أنه قال‏:‏ سمعت النصر آبادي يقول‏:‏ من أراد أن يبلغ محل الرضا فيلزم ماجعل اللّه رضاه فيه، فإن هذا الكلام في غاية الحسن، ......الى اخر ما قال .
الخلاصة انه لم يتهم الشيخ او رسالته بما اتهمهم به تلامذته كما سنرى فيما ياتى...

البدوي
06-25-2018, 08:29 AM
لو تأملنا ما قاله بن تيمية فى رده السابق سنجد انه لم يتهم الشيخ القشيرى او شيخه السلمى بشىء ولم يسىء بهم الظن بل انه التمس لهم العذر فيما احتوت كتبهم من بعض الاحاديث التى ضعفها بعضهم

وتأمل معى ما كتبه احد مشايخ هذا العصر الدكتور الحوالى حتى تدرك الفارق

رد: (ضرورى) ما رأى حضراتكم فى كتاب ( الرسالة القشيرية فى علم التصوف )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري
هو مِن أئمَّة الصوفية؛
له كتب منها:
(الرسالة في التصوف ؛ ولطائف الإشارات في التصوف).
ورسالة القشيري من أقدم الكتب المؤلفة في شرح أحوال أهل التصوف؛

يقول الشيخ الدكتور سفر الحوالي - حفظه الله -:
"وهو ينقل فيها (يعني الرسالة) عن أئمة الصوفية أمثال "الجنيد" "وسهل بن عبد الله ورويم" ، و"المحاسبي" وأمثالهم ما يقولونه
وهَؤُلاءِ كانوا - بعضهم أو كثير منهم - يظهرون عبارات السلف الصالح في الأسماء والصفات؛
لأنهم كانوا ينتسبون إِلَى أهل الحديث إما حقيقة وإما ادعاءً والله أعلم بالبواطن،
أمثال هَؤُلاءِ يقولون: إنهم عَلَى مذهب الإمام أَحْمَد في العقيدة.
ولكننا نهتم بالتربية والتزكية وبالأذكار والأوراد، لكننا في باب الصفات عَلَى عقيدة الإمام أَحْمَد
ومنهم "القشيري" وهو ينقل عن الشيخ "أبى عبد الرحمن السلمي" وهو أقدم طبقة من طبقة "القشيري" وقد ألف في التصوف،
وهو من الناحية الحديثة رجل وضاع وكذاب، لكن عند الصوفية إمام جليل معتبر لا يداني رتبته عندهم إلا قليل.
وهو ينقل بالسند عن أئمة التصوف (يعني السلمي) ونحن لا نأخذ منه الحديث،
لكن نأخذ نقوله عن أئمة الصوفية على أنه رجل من الصوفية يكتب عنهم" اهــ.

البدوي
06-25-2018, 08:32 AM
وهذا مقال منقول لاحد الباحثين عن بن تيمية بنصه " ما لا يعرفه ثلة من أصحاب «ثقافة الأذن» الذين يتحدثون بغير علم عن السادة الصوفية.. أن ابن تيمية رحمه الله، وهو من هو عند هؤلاء، أظهر احتراما كبيرا لشيوخ التصوف الذين إلتزموا بالكتاب والسنة من أمثال الفضيل بن عياض وإبراهيم بن أدهم والسري السقطي والجنيد والشيخ عبد القادر الكيلاني وعدي بن مسافر ..

والقليل ربما يعرف أن جورج مقدسي ذكر انتساب ابن تيمية للطريقة القادرية استند فيه على سلسلة شيوخ ابن تيمية التي تبدأ بموفق الدين بن قدامة تلميذ الشيخ عبد القادر المباشر وخريج المدرسة القادرية ببغداد ..!

فضلا عن الإحترام والتقدير اللذين يبثهما ابن تيمية في كتاباته للشيخ عبد القادر، فهو يشير إليه بلقب «قطب العارفين» وهو« شيخنا أبو محمد قدس الله روحه » ..

كما أن ابن تيمية كثير الاستشهاد به كنموذج يقتدى به في الإعتقاد والسلوك؛ والشاهد ما أفرده في مئات الصفحات لشرح كتاب الشيخ عبد القادر " فتوح الغيب" في المجلد العاشر من الفتاوى والمسمى 'كتاب علم السلوك' ..

وهناك بعض الإشارات في كتب ابن تيمية تدل حسب الدارسين على أنه كانت لأسرته صلة روحية بالشيخ عبد القادر، فمثلا يذكر في كتاب 'علم السلوك ' ما يلي: حدثني أبي عن محيي الدين النحاس وأظنني سمعتها منه أنه رأى الشيخ عبد القادر في منامه وهو يقول إخبارا عن الحق تعالى : من جاءنا تلقيناه ...»

تلك أمور قد لا يعرفها أصحاب ' ثقافة الأذن' .

وهذا فقط لمع !

والصوفية عند ابن تيمية مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب . ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه.

وأما انتساب الطائفة إلى شيخ معين يقول ابن تيمية في الفتاوى دائما : 'فلا ريب أن الناس يحتاجون من يتلقون عنه الإيمان والقرآن كما تلقى الصحابة ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاه عنهم التابعون وبذلك يحصل اتباع السابقين الأولين بإحسان. فكما أن المرء له من يعلمه القرآن والنحو فكذلك له من يعلمه الدين الباطن والظاهر' ج11 ص510.

وأسرار الحق بينه وبين أوليائه، وأكثر الناس لا يعلمون .. كما قال ابن تيمية."

البدوي
06-25-2018, 08:43 AM
https://www.youtube.com/watch?v=5ai7nstixds

هذا راى الشيخ على جمعة " ان بن تيمية كتب كتابا فى التصوف وانه مات صوفيا "

البدوي
06-25-2018, 08:47 AM
وهذا راى الشيخ الشهيد البوطى رحمه الله
https://www.youtube.com/watch?v=vXF9hjJS6Q0

البدوي
06-25-2018, 08:48 AM
وهذا الكتاب " ابن تيمية الصوفى "
نسخة صوتية :
https://archive.org/details/htammam83_gmail_201703

البدوي
06-25-2018, 08:50 AM
https://www.youtube.com/watch?v=Dezq5eQmJaE

البدوي
06-25-2018, 08:57 AM
والخلاصة :
كان لابن تيمية اخطاء طبعا فى اجتهاده يحكم عليها ويرد عليها الكثير من العلماء المجتهدين
ولكن فى حقيقة الامر هو كان يميل للصوفية المعتدلة والتى نحن نطالب بها جميعا
الصوفية الشرعية
ولكن تلامذت بن تيمية استخرجو كل اجتهاداته التى كفر بها الكثير من المسلمين ووظفوها توظيفا يوافق اهوائهم فى العصر الحديث
ومازالوا يغالون حتى طعن بعضهم فى بن تيمية نفسه
وان شئت فاقرا الرسالة القشيرية بتخريج بن تيمية فلقد علق بن تيمية على هوامش الرسالة ما شاء له ان يعلق برايه
ثم علق فى نفس الطبعة بهامش الهامش احد المشايخ المحدثين بتعليقات كتب فيها تعليقا على تعليق شيخه بن تيمية يكاد يكفر فيها بن تيمية بعد ان يتهمه بالخطا
وهذا من اعجب ما قرات
ولذلك فمن الانصاف ان نقول ان توظيف اجتهادات المشايخ تبعا لاهواء او توجهات معينة هو ما يؤدى فى النهاية الى التعصب والاخطاء
والله اعلم

البدوي
06-25-2018, 08:59 AM
وهذا مقال منقول للاستزادة

مقال بقلم لحميتي سعد: نشر بتاريخ 24/8/2001م

"استهدف شيخ الإسلام إبراز كنه التصوف كمدرسة تربوية هدفها الأساسي تهذيب النفس وتطهيرها من أخلاقها الدميمة، ولذلك عارض كل انحراف طرأ على التصوف. وانطلاقا من هذه القاعدة أظهر احتراما كبيرا لرواد الزهد والتصوف الملتزمين أمثال : الجنيد، الفضيل بن عياض،إبراهيم بن أدهم … وعموما، اتخذ الإمام ابن تيمية موقفا يتميز بأمرين :

1 – يرى أن شيوخ التصوف الأوائل قيدوا علومهم وتربيتهم بالكتاب والسنة، أما المتأخرون فقد ضل كثير منهم، وهذا ما تجده في كتابه <الفتاوى> -علم السلوك- ج 10 ص 485 –516.

2- أن الإمام ابن تيمية لم يرفض التصوف جملة، بل انتقد ما طرأ عليه من خروج عن الأهداف الأولى ومناهج التربية والسلوك الأولى وفي ذلك قوله : < الصوفية بنوا أمرهم على الإرادة ولابد منها لكن يشترط أن تكون إرادة الله وحده. > نفس المصدر ج19 ص172 ، وفي آخر يقول < الصوفي من صفا من الكدر، وامتلأ من الفكر، واستوى عنده الذهب والحجر. والتصوف كتمان المعاني وترك الدعاوى وأشباه ذلك، وهم يسيرون بالتصوف إلى معنى الصديق.> وفي ج11 ص18 يقول :< والصواب انهم مجتهدون في طاعة الله > الآن دقق رحمك الله في القول المأخوذ من مجموعة الفتاوى ج11 ص510 : < وأما انتساب الطائفة إلى شيخ معين فلا ريب أن الناس يحتاجون من يتلقون عنه الإيمان و القرآن كما تلقى الصحابة ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتلقاه عنهم التابعون وبذلك يحصل اتباع السابقين الأولين بإحسان. فكما أن المرء له من يعلمه القرآن والنحو فكذلك له من يعلمه الدين الباطن والظاهر>. وهذا يبين أن شيخ الإسلام سليم من الغلو الذي وقعت فيه بعض الناس هدانا الله وإياهم الذين فسروا كلا شيخ الإسلام رحمه الله بتفسير هو منه براء.

في مجلده العاشر من الفتاوى والمسمى كتاب علم السلوك نجده يسير على نهج الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله في كتابه <فتوح الغيب> إن لم نقل أنه يشرح هذا الكتاب. وتلميذه الإمام ابن القيم قام هو الآخر بشرح كتاب الصوفي الهروي رحمه الله.

كما يجدر الإشارة إلى أن الإمام ابن تيمية رحمه الله كان يكن للشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله احتراما كبير و يقول في حقه: قطب العارفين، شيخنا قدس الله سره، أعظم شيوخ زمانه… هذا إضافة إلى كثرة استشهاده بكلامه.

وليتم المراد لا بأس أن نورد ما قاله بعض محبيه في رثائه مما ذكر في <العقود الذرية> للحافظ ابن عبد الهادي الحنبلي رحمه الله :

1 - فمن كان تاج العارفين لوقتنا وشيخ الهدى قل لي بغير حمية

شربت بكأس العارفين مدامة حقيقته من سر عين الحقيقة



2 - في زهده ما سمعنا من يشاكله إلا رجالا مضوا أهل الكرامات

قطب الحقائق حاروا في فضائله أهل التصوف أصحاب الرياضات


3 - شيخ الطريقة و الحقيقة عارف ورث الإمامة والعلوم محقق


4- وله مقام في الوصول لربه ومقامه نطقت به الأق

وتصوف و تقشف وتعفف وقراءة وعبادة وصيام


والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الميولات الصوفية التي نجدها عند الشيخ ابن تيمية رحمه الله وعند تلميذه ابن الجوزية رحمه الله صدفة ؟ أم هي وليدة توجه صوفي خفي؟ و يتبادر إلى ذهني مقالة البروفيسور جورج المقدسي(دكتور باحث في تراث ابن تيمية) التي يقول فيها أن ابن تيمية صوفي من الطريقة القادرية ؟!!!"ا.هـ.

اقول: ما رأي إخواننا "السلفية" ؟
ألا تزالون تصرون على تكفير عامة الصوفية ؟
إذا كان الجواب نعم، أقول: فهل وصل بكم الحال إلى تكفير شيخكم ومرجعكم المقدّس ؟
إذا كان الجواب لا، أقول: الآن قد حصحص الحق وبارك الله فيكم لعودتكم إلى سبيل الرشاد ....وأسال الله العلي الفدير أن لا يزيغ قلوبنا وقلوبكم وقلوب المسلمين كافة بعد إذ هدانا وأن يهب لنا ولكم وللمسلمين أجمعين رحمة إنه هو الوهاب.