المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلاوة وتدبير 3 - نقلا عن سيدى ابو الانوار


البدوي
06-01-2019, 07:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تلاوة وتد بر3.
يوم " الجمعة " يظهر لي وكأننا بالمفهوم السائد والمتداول لم نعط هذا اليوم العظيم حقه من العناية.
قال تالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ". سورة الجمعة9.
أولا خاطبت الآية الذين آمنوا ولم تخاطب الناس ولا المسلمين إنما الذين آمنوا وهم قال فيهم تعالى" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" الأنفال 2’3’4.
إن تعريف الايمان والاعتقاد به شيء وبلوغ مرتبته.’ شيء آخر .
اعتدنا في يوم الجمعة على أن نغتسل ونختار أجمل الملابس والعطور لنتوجه الى الصلاة في المسجد.. فهل ينظر الله غني اغتسالنا وارتدائنا أجمل الملابس وتطيبنا بأحسن العطور كلا إنه ينظر لما في قلوبنا..
علينا إن ندرك أن يوم الجمعة هو يوم الجمع وهو حضرة من حضرات الذات المحمدية . والهاء هي الهوية الجامعة للأسماء والصفات . أو سميها الضير العائد الى المنادي. وهو اليوم الأزلي الذي جمع الرب فيه الأنفس وأخذ منها الميثاق وأشهدهم على أنفسهم " ألست بربكم قالو ا بلى"..
فجعل من ذلك اليوم فرض عين أن نحتفل بهذا المشهد العظيم من يوم التعارف عندما ينادى للصلاة.
فاذا علمنا أن الصلاة هي تجديد العهد والبيعة على الإسلام وفي ذلك اليوم اختار الله أن يكون عند الظهر وهو التجلي الالهي باسمه الظاهر لمناجاته تعبدا وتذللا وتضرعا واستكانة وخشية واستعطافا ومدحا وثناء ليحصل الاتصال به من حيث لا يعلمه الا هو.
فيقول :" فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ". وذكر الله هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالذكر اسم من أسمائه كما جاء في قوله تعالى:"۞ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" الحديد16.فأراد أن نسعى الى الحبيب سعيا بالأرواح لا بالأبدان.
ويقول: ذروا البيع" والبيع هنا يتضمن البيع والشراء وكلما هو من مصالح النفس هو بيع وشراء فالموضوع لا يخص أهل المحلات التجارية فقط لأن النداء هو للمؤمنين كلهم.
فإذا سعى المؤمن الى الحضرة الجامعة للناس وتم التعارف مع الرسول الذي هو في داخلنا لقوله تعالى:" وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ* "لجرات 7.
فليستمتع بهذا القرب المعنوي العظيم . ولذلك يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: " أكثروا من الصلاة على في الليلة الغراء والصبح الأزهر". فالصلاة عليه هي أقرب الوسائل على الإطلاق للاتصال بالنور الذي بداخلنا.
فاذا قضيت الصلاة أي تمت الصلة بذلك النور" فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
فالأرض هنا هي النفس وهذا المعنى هو المشار اليه في قوله تعالى:" وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ" الأعراف56.
فالنفس بعد أن أصلحتها بالاتصال بالحبيب في يوم الجمع فلا تفسدها بمطاوعة هواها وأكثر من الدعاء خوفا وطمعا إن رحمت الله وهو سيدنا محمد قريب من الذين بلغوا مرتبة الإحسان. انظر كيف جاءت كلمة الرحمة بتاء مفتوحة ولم يقل قريبة رغم أن الكلمة مؤنثة افهم.
فالانتشار في النفس من أجل التدبر في مكائدها ودسائسها لتطهرها وتزكيها وتجعلها مستعدة للترقي في مقامات الاحسان ليتم لك الابتغاء من فضل الله كما في قوله تعالى:" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" يونس58,
فالفضل هنا هو الاتصال الفعلي بالنور المحمدي في مقامات الإحسان التي هي المراقبة والمشاهدة والمعرفة .
فلعلكم تفلحون لأن الفلاح مشروط بما قدره الله لكم " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" الأنبياء 23.
ما أحلاك يا يوم الجمع متعنا الله وإياكم بأنوار الحبيب المصطفي الفاتح الخاتم ناصر الحق بالحق والهادي.
أبو الأنوار
بسم الله الرحمن الرحيم
تلاوة وتد بر3.
يوم " الجمعة " يظهر لي وكأننا بالمفهوم السائد والمتداول لم نعط هذا اليوم العظيم حقه من العناية.
قال تالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ". سورة الجمعة9.
أولا خاطبت الآية الذين آمنوا ولم تخاطب الناس ولا المسلمين إنما الذين آمنوا وهم قال فيهم تعالى" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" الأنفال 2’3’4.
إن تعريف الايمان والاعتقاد به شيء وبلوغ مرتبته.’ شيء آخر .
اعتدنا في يوم الجمعة على أن نغتسل ونختار أجمل الملابس والعطور لنتوجه الى الصلاة في المسجد.. فهل ينظر الله غني اغتسالنا وارتدائنا أجمل الملابس وتطيبنا بأحسن العطور كلا إنه ينظر لما في قلوبنا..
علينا إن ندرك أن يوم الجمعة هو يوم الجمع وهو حضرة من حضرات الذات المحمدية . والهاء هي الهوية الجامعة للأسماء والصفات . أو سميها الضير العائد الى المنادي. وهو اليوم الأزلي الذي جمع الرب فيه الأنفس وأخذ منها الميثاق وأشهدهم على أنفسهم " ألست بربكم قالو ا بلى"..
فجعل من ذلك اليوم فرض عين أن نحتفل بهذا المشهد العظيم من يوم التعارف عندما ينادى للصلاة.
فاذا علمنا أن الصلاة هي تجديد العهد والبيعة على الإسلام وفي ذلك اليوم اختار الله أن يكون عند الظهر وهو التجلي الالهي باسمه الظاهر لمناجاته تعبدا وتذللا وتضرعا واستكانة وخشية واستعطافا ومدحا وثناء ليحصل الاتصال به من حيث لا يعلمه الا هو.
فيقول :" فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ". وذكر الله هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالذكر اسم من أسمائه كما جاء في قوله تعالى:"۞ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" الحديد16.فأراد أن نسعى الى الحبيب سعيا بالأرواح لا بالأبدان.
ويقول: ذروا البيع" والبيع هنا يتضمن البيع والشراء وكلما هو من مصالح النفس هو بيع وشراء فالموضوع لا يخص أهل المحلات التجارية فقط لأن النداء هو للمؤمنين كلهم.
فإذا سعى المؤمن الى الحضرة الجامعة للناس وتم التعارف مع الرسول الذي هو في داخلنا لقوله تعالى:" وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ* "لجرات 7.
فليستمتع بهذا القرب المعنوي العظيم . ولذلك يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: " أكثروا من الصلاة على في الليلة الغراء والصبح الأزهر". فالصلاة عليه هي أقرب الوسائل على الإطلاق للاتصال بالنور الذي بداخلنا.
فاذا قضيت الصلاة أي تمت الصلة بذلك النور" فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
فالأرض هنا هي النفس وهذا المعنى هو المشار اليه في قوله تعالى:" وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ" الأعراف56.
فالنفس بعد أن أصلحتها بالاتصال بالحبيب في يوم الجمع فلا تفسدها بمطاوعة هواها وأكثر من الدعاء خوفا وطمعا إن رحمت الله وهو سيدنا محمد قريب من الذين بلغوا مرتبة الإحسان. انظر كيف جاءت كلمة الرحمة بتاء مفتوحة ولم يقل قريبة رغم أن الكلمة مؤنثة افهم.
فالانتشار في النفس من أجل التدبر في مكائدها ودسائسها لتطهرها وتزكيها وتجعلها مستعدة للترقي في مقامات الاحسان ليتم لك الابتغاء من فضل الله كما في قوله تعالى:" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" يونس58,
فالفضل هنا هو الاتصال الفعلي بالنور المحمدي في مقامات الإحسان التي هي المراقبة والمشاهدة والمعرفة .
فلعلكم تفلحون لأن الفلاح مشروط بما قدره الله لكم " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" الأنبياء 23.
ما أحلاك يا يوم الجمع متعنا الله وإياكم بأنوار الحبيب المصطفي الفاتح الخاتم ناصر الحق بالحق والهادي.
أبو الأنوار