المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث الرجل ذو الصدقات الثلاث بليل


الباحث92
08-01-2019, 01:50 PM
قصة الرجل الذي تصدق على السارق والزانية والغني
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( قَالَ رَجُلٌ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ, فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ, فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ زَانِيَةٍ, فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ لأتصدقن بِصَدَقَةٍ, فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَيْ غَنِيٍّ, فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سَارِقٍ وَعَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِيٍّ, فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ, وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا, وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أعطاه ألله.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأمل من منظور قرآني في حديث الرجل ،وأحواله مع الله ،وكذالك أحوال القوم المشار أليهم في الحديث ((فأصبحوا يتحدثون)).
إن من ينظر بعين البصيرة ،ويتأمل في مفردات الحديث ، يجد أن في الحديث ،(ثلاث أحوال )و(ثلاث حالات .
فالثلاث أحوال وتعلقها نية الرجل ومعاملته مع الله عز وجل في العمل الذي لايصحبه رياء ولاسمعة في ستر فعله عن الناس والصدقة (بليل.
(والحالات الثلاث )السارق والزانية والغني ) ومن حيث تشابه الحكمة ألإلهية في الناتج هي (عينها قصة سيدنا موسى والعبد الصالح ) في (الثلاث ،سفينة وغلام وجدار)،ومقتضى بيان الحكمة في الأفعال الثلاث ،من فعل بعض العبادألأخفياء الذين أشير إليهم في قوله عزمن قائل في سورة الكهف (((عبدا من عبادنا ))( والتأمل) في(أصبحوا يتحدثون )وردت بالجمع إشارة أن الجمع هنا (خاص وليس عام )بدلالة (من عبادنا )الذين فعلهم (وما فعلته عن أمري )والذين هم من الاخفياء ،بقرينة استشهاد :ـ
1ـ من أعلم هؤلاء الذين أصبحوا يتحدثون عن أحوال المتصدق في ما بينهم ؟.
2ـ من أعلم الرجل الذي تصدق أن هناك من علم بصدقته ؟.
3ـ إن كان المتحدثون يعلمون ،عمل العباد ويعلمون أحوالهم ،في السرقة والزنا والبخل ،لماذا يفضحونهم والعمل بليل ؟.
4ـ وكيف علموا أن المتصدق ،علم أنهم علموا وتحدثوا وعلم من حديثهم (أن الصدقات في أحوالها الثلاث على المذكور؟.
5ـ لقد ذكرت الرواية (فأصبحوا)بضمير الغائب ،والتفسيرات للمتحدثين من بعض الشراح،يذكرون الناس ،والحال في الرواية يفيد الخصوص ولا يفيد عموم الناس ،إذ لوكان عموم الناس ،لكان الناس يعلمون أحوال الجميع ،وهذا لا يجوز ،والحديث ذكر خصوصية في العلم ،إذ ربما ،تكون الرواية ينقصها التخصيص ولم يدرج فيها (لأن آفة الحديث الراوي )والذي أطمأن أليه والله أعلم أنها ينقصها في الذكر للتخصيص لفضة(القوم يتحدثون ) وهم العباد المخصوصين في آية التخصيص لخصوصية الذكر كحال ((عبدا من عبادنا(وهم شهود الله على الناس ،من الناس ) فمثل هؤلاء ينطبق عليهم حال الرواية (فأصبحوا)أي (القوم )(يتحدثون )،لأنها خاصة وخصوصية ،(كحال العبد الصالح مع سيدنا موسى عليه السلام والعلم الذي وهبه الله له ،في تسير الحكمة ،وهذا حال مخصوص ليس في كل الناس ،(بل قوم مخصوصين )وهم القوم (أهل الله )هذا الذي أطمئن أليه في التأمل المستفاد.
6ـ وقول (ألقوم المتحدثون )في متابعة أحوال الرجل المتصدق ،بليل ،وهم يعلمون عنه ،أحواله المذكورة ،يعزز ناتج التأمل ،كقرينة قريبة ،في هؤلاء العباد المخصوصين ،وهم الشهود ألأخفياء وهم من البشر وليسوا من الملائكة .
7ـ وآية (ويتخذ منكم شهداء )وآية (لتكونوا شهداء على الناس )،) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون )كلها آيات معززة ،أن المتحدثون قوم مخصوصون) ولله في خلقه شؤون).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين

Mounya
08-03-2019, 05:34 PM
بوركت على الشرح.