المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم للإمام أحمد‎ ‎الرفاعي رضي الله عنه


البدوي
09-02-2015, 01:54 PM
حكم للإمام أحمد‎ ‎الرفاعي رضي الله‎



بسم الله الرحمن‎ ‎الرحيم‎
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على‎ ‎سيدنا محمد، ‏وآله وصحبه أجمعين، والسلام علينا وعلى عباد الله‎ ‎الصالحين‎.
من العبد اللاشيئ: أحيمد، إلى الشيخ المحتشم‎ ‎أخينا عبد ‏السميع الهاشمي، كان الله لنا وله وللمسلمين ...آمين‎ .
أي أخي‎: ‎أوصيك بتقوى الله، وإتباع سنة رسوله صلى الله ‏عليه وسلم، وأحب أن تحرص على نصيحتي‎ ‎هذه، فهي نافعة ‏لك ولأمثالك إن شاء الله، وإياك أن تودعها غير أهلها ‏فتظلمها‎ !

أي عبد السميع‎:
‎1- ‎الفقير إذا انتصر لنفسه تعب، وإذا سلم الأمر إلى الله ‏تعالى نصره‎ ‎من غير عشيرة ولا أهل‎ .
‎2- ‎العقل كنز الفوائد، وكيمياء السعادة‎ .
‎3- ‎العلم شرف في الدنيا، وعز في‎ ‎الآخرة‎
‎4- ‎ما أقام مع المستعار إلا‎ ‎المحجوب‎
‎5- ‎ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة‎ .
‎6- ‎كم طيرت طقطقة النعال حول الرجال من رأس وكم‎ ‎أذهبت من دين‎!
‎7- ‎لفظتان ثلمتان في الدين: القول بالوحدة‎ ‎والشطح المجاوز ‏حد التحدث بالنعمة‎.
‎8- ‎دفتر حال الرجل: أصحابه‎
‎9- ‎تعب الناس وحسابهم على الرئاسة والشهوة وفيهما‎ ‎الغايات‎!.
‎10- ‎كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة‎.
‎11- ‎غاية المعرفة بالله: الإيقان بوجوده تعالى،‎ ‎بلا كيف ولا ‏مكان‎.
‎12- ‎ثقل مرض الموت، أول قناطر المعرفة بالله عند ‏المحجوبين، ولهذا‎ ‎قيل لنا: موتوا قبل أن تموتوا . حضرة الموت ‏تكشف الحجب، كما ورد: "الناس نيام، فإذا‎ ‎ماتوا انتبهوا‎".
‎13- ‎كل توحيدك قبل تنزيهه تعالى شرك، التوحيد‎: ‎وجدان ‏في القلب يمنع عن التعطيل والتشبيه‎ .
‎14- ‎رح وتعال، كلك خيال، إنزل يا مسكين عن فرس‎ ‎عجبك‎.
‎15- ‎رب عثرة، أوصلت الحفرة، رب علم ثمرته جهل،‎ ‎ورب ‏جهل ثمرته علم‎ .
‎16- ‎كيف يصبح لك عز العلم وأنت كسوت علمك ثوب‎ ‎الذل؟‎.
‎17- ‎لا تظن أن صبغك يستر شيبك، غيره وما ستره‎ .
‎18- ‎لو خطا الرجل من قاف إلى قاف، كان جلوسه‎ ‎أفضل، ‏ولو تكلم عن الذات والصفات، كان سكوته‎ ‎أفضل‎.
‎19- ‎من تطاول على الخلق، قصر عند الخالق، من‎ ‎تعالى ‏على العباد، سقط من عين المعبود‎ .!
‎20- ‎كل حال تحوله فيه، وكل ظاهر به ما يخفيه‎ .
‎21- ‎من أدرع بدرع الصبر، سلم من سهام العجلة‎ .
‎22- ‎الرجل المتمكن إذا نصب له سنان على أعلى‎ ‎جبل ‏شاهق في الأرض، وهبت عليه رياح الليالي الثمان ما غيرت ‏منه شعرة واحدة‎ .
‎23- ‎الكاذب يقف مع المبدعات، والعاقل غايته‎ ‎وراءها‎ .
من كمل أنفت نفسه من كل شيء غير ربه‎ .
‎24- ‎الخلق كلهم لا يضرون ولا ينفعون حجب نصبها‎ ‎لعباده، فمن رفع تلك الحجب وصل إليه‎ .
‎25- ‎الاطمئنان بغيره تعالى خوف، والخوف منه اطمئنان من ‏غيره‎ .
‎26- ‎تحت كل حالة، حال رباني، لو عرفته لعلمت‎ ‎أنك ‏تسكن به وتسعى به وأنت مسخر: "اعملوا ولا تتكلون، ‏فكل ميسر لما خلق له‎" .
الصوفي: من صفا، فلم ير لنفسه على غيره مزية‎ .
‎27- ‎كل الأغيار حجب قاطعة، فمن تخلص منها‎ ‎وصل‎.
الوقت سيف يقطع من‎ ‎قطعه‎
‎28- ‎علامة العاقل: الصبر عند المحنة، والتواضع‎ ‎عند السعة، ‏والأخذ بالأحوط، وطلب الباقي سبحانه وتعالى‎ .
‎29- ‎علامة العارف: كتمان الحال، وصحة المقال،‎ ‎والتخلص ‏من الآمال‎ .
‎30- ‎الدنيا والآخرة بين كلمتين: عقل ودين‎ .
‎31- ‎العلم ما رفعك عن رتبة الجهل، وأبعدك عن‎
منزل العزة، وسلك بك سبيل أولي العزم‎ .
‎32- ‎الشيخ من إذا نصحك أفهمك، وإذا قادك دلك،‎ ‎وإذا ‏أخذك نهض بك‎ .
‎33- ‎الشيخ من يلزمك الكتاب والسنة، ويبعدك عن المحدثة ‏والبدعة‎ .
‎34- ‎الشيخ ظاهرة الشرع، وباطنه الشرع‎ .
‎35- ‎الطريقة: الشريعة، لوث هذه الخرقة كذاب‎ ‎قال: ‏الباطن غير الظاهر! العارف يقول: الباطن باطن الظاهر، ‏وجوهره‎ ‎الخالص‎.
‎36- ‎القرآن بحر الحكم كلها ولكن أين الأذن‎ ‎الواعية ؟‎!
‎37- ‎رنة النجاح تسمع عند قرع باب الرضا من‎ ‎الله، أرض ‏عن الله، ونم مرضيا، ولك الأمن‎ .
‎38- ‎ما شم رائحة المعرفة من افتخر: بأبيه وأمه، وخاله ‏وعمه، وماله،‎ ‎ورجاله ليس عند الله على شيء من رأى نفسه‎ ‎‎!
‎39- ‎لو عبد الله العابد بعباده الثقلين، وفيه ذرة من الكبر ‏فهو من‎ ‎أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم‎ .
‎40- ‎ثلاث خصال من كن فيه لا يكون وليا إلا إذا طهره ‏الله منهن‎: ‎الحمق، والعجب، والبخل‎ .
‎41- ‎أكذب الناس على الله والخلق: من رأى نفسه خيرا من‎ ‎الخلق‎.
‎42- ‎كل الظلم: التعالي على الناس. الظلم حرص‎ ‎الرجل ‏على المراتب الكاذبة الدنيوية، ومنها أن يحب الارتفاع على ‏أخيه بكلمه أو جلسة‎ ‎لا حق له به، وعلى ذلك تقاس ‏المراتب‎ .!
‎43- ‎من أخذ الناس بقوته القاهرة ترك في قلوبهم الضغائن ‏عليه كيف‎ ‎كان‎.
ومن أخذ الناس بانكساره ترك في قلوبهم الاعتراف‎ ‎له، عز أو ‏هان‎ .
‎44- ‎نعم الرفيق في بلاد الله تقوى الله ونعم‎ ‎المراح ‏الإخلاص‎.
‎45- ‎لن يصل العبد إلى مرتبة أهل الكمال، وفيه‎ ‎بقية من ‏حروف: أنـا‎ .
‎46- ‎الشطاح يقف مع شطحه حالة الشطح، إذا لم يسقط ‏والكامل لا يشتغل عن‎ ‎خدمته‎.
‎47- ‎الدعوى: بقية رعونة في النفس، لا يحتملها‎ ‎القلب ‏فينطق بها لسان الأحمق‎!.
‎48- ‎التحدث بالنعمة ذكر القربية، والتخلص من تجاوز ‏مرتبة العبدية‎ .
‎49- ‎العارف لا ينظر إلى الدنيا ولا إلى الآخرة‎ .
‎50- ‎كل الكمال ترك الأغيار، وطرح الاستبشار‎ ‎بحوادث ‏الأكوان، والذل بكسوة الفناء، بين يدي الحي الذي لا‎ ‎يموت‎.
‎51- ‎لا تجعل رواق شيخك حرما وقبره صنما وحاله‎ ‎دفة ‏الكدية‎ .
‎52- ‎الرجل من يفتخر به شيخه، لا من يفتخر‎ ‎بشيخه‎.
‎53- ‎من أصم أسماعه عن أصوات الأغيار سمع نداء‎: {‎لمن ‏الملك اليوم} فنزل عن فرس:كذبه، وعجبه، وأنانيته، وحوله ‏وقوته، ووحدته، وانقهر‎ ‎في مقام عبوديته‎.
‎54- ‎إياك والقول بالوحدة التي خاض بها بعض المتصوفة‎ .
‎55- ‎إياك والشطح، فإن الحجاب بالذنوب أولى من‎ ‎الحجاب بالكفر: {إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما ‏دون ذلك لمن‎ ‎يشاء‎}.
‎56- ‎إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فلا تعتبره،‏‎ ‎حتى تزن ‏أقوال هو أفعاله بميزان الشرع‎ .
‎57- ‎إياك والإنكار على الطائفة في كل قول وفعل سلم لهم ‏أحوالهم، إلا‎ ‎إذا ردها الشرع فكن معه‎ .
‎58- ‎التكلم بالحقائق قبل هجر الخلائق من شهوات‎ ‎النفوس‎.
‎59- ‎من عدل عن الحق إلى الباطل تبعا لهوى في‎ ‎نفسه، فهو ‏من الضلال بمكان‎
‎60- ‎أول أبواب المعرفة: الاستئناس بالله سبحانه وتعالى، ‏والزهد أول‎ ‎قدم القاصدين إلى الله عز وجل‎.
‎61- ‎من مات محبا مات شهيدا، ومن عاش مخلصاً عاش ‏سعيداً، وكلا الأمرين‎ ‎بتوفيق الله تعالى‎ .
‎62- ‎من سلك الطريق بنفسه أعيد قسراًَ، هذه الطريقة لا ‏تورث عن الأب‎ ‎والجد إنما هي طريقة العمل والجد، والوقوف ‏عند الحد وذر الدموع على الخد، والأدب مع‎ ‎الله تعالى‎ .
‎63- ‎ظن بعض الجهلة أن هذه الطريقة تنال بالقيل‎ ‎والقال، ‏والدرهم والمال، وظواهر الأعمال! لا والله، إنما نيلها بالصدق ‏والانكسار،‎ ‎والذل والافتقار وإتباع سنة النبي المختار، وهجر‎ ‎الأغيار‎.
‎64- ‎من اعتز بذي العزة عز ومن اعتز بغيره وقف‎ ‎معه بلا ‏عز‎.
‎65- ‎كتاب الله آية جامعة اندرجت فيها الآيات‎ ‎الربانيات‎.
‎66- ‎من أنعم الله عليه بفهم بواطن كتابه،‎ ‎والتزام ظاهر ‏الشرع، فقد جمع بين الغنيمتين، ومن أخذ برأيه ضل، وانقطع ‏عن الباطن‎ ‎والظاهر‎.
‎67- ‎ذكر الله جنة من كل نازلة سماوية، وحادثة‎ ‎أرضية، ‏أجل، إن الذاكر جليس الحق ، فعليه أن يتأدب مع المذكور، ‏لكيلا يقطع عن‎ ‎المجالسة، التي هي بركة القبول والطهارة عن ‏الغفلة‎ .
‎68- ‎كل لسان يتلكم مترجما عن حضرة القلب: يظهر‎ ‎بضاعتها، ويفتح خزانتها، فمن طهرت حضرة قلبه طاب ‏لسانه، وعذب بيانه، فإن اعتبر‎ ‎بالفتح السيال على لسانه، ‏واعتنى بتطهير حضرة القلب: ازداد عرفانه وبرهانه، ومن‎ ‎اكتفى بحظ اللسان بقى مع الأقوال، قصير الباع عن تناول ‏ثمرات‎ ‎الأفعال‎.
‎69- ‎روح جسم المعرفة الانتباه الدائم والسر‎ ‎السليم والقلب ‏الرحيم، والقدم الثابت‎.
‎70- ‎من الحكمة: أن تودع المعروف أهله، ومن الصدق: أن ‏لا تمنعه أهله،‎ ‎وثمرة الصنيعين من الله تعالى‎ .
‎71- ‎إذا أودعت معروفا فلا تكفره فإنه ثقيل عند الله‎ .
‎72- ‎ما أفلح من دس، ولا عز من ظلم، ولا يتم حال‎ ‎لباغ،ولا يخذل عبد رضي بالله وكيلاً ونصيرا‎.
‎73- ‎مشكك لا يفلح، ودساس لا يصل، وبخيل لا يسود، ‏وحسود لا ينصر، وكلب‎ ‎الدنيا لا يستولى على لحم جيفتها ‏والله محول‎ ‎الأحوال‎.
‎74- ‎غارة الله تقصم وتقهر، وتدمر وتفعل، وتقلب‎ ‎حال ‏مملكة كسروية لكسر قلب عبد مؤمن انتصر بالله‎ .
‎75- ‎كل الناس يرون أنفسهم فيُغان على قلوبهم،‎ ‎فالمحمدي ‏يستغفر ويدفع الحجاب والمحجوب يزداد طمسا على طمس، ‏والمعصوم من عصمه الله‎ .
‎76- ‎لا دواء للحمق ولا دافع للحق ولا صحبة‎ ‎للمغرور، ‏ولا عهد للغادر، ولا نور للغافل، ولا إيمان لمن لا عهد له‎ .
‎77- ‎كتب الله على كل نفس زكية أن تعذب في‎ ‎الدنيا ‏بأيدي الأشرار، وألسنة الفجار. وكتب على كل نفس خبيثة ‏أن تسيء للمحسن، وتمكر‎ ‎بالمجمل‎.
والعون الإلهي محيط بالعبد المخلص المنكسر‎: {‎وما للظالمين ‏من أنصار‎}
‎78- ‎علامة العدو: أن يرغب بما في يدك، وأن يرغب عنك ‏إذا قل مالك، وان‎ ‎يستل سيف لسانه بغيبتك، وأن يكره أن ‏تمدح! فدعه لله، فهو عثور على رأسه، كالنار‎ ‎تأكل حطبها: ‏‏{وكفى بالله نصيراً} وعلامة الصديق: أن يحبك لله فالصق به، ‏فإن أهل‎ ‎المحبة لله قليل‎.
‎79- ‎أوِّل كلام بعض الفقراء، وكأنك تدرأ الحدود ‏بالشبهات، لو كنت في‎ ‎زمن الحلاج لأفتيت مع من أفتى ‏بقتله، إذا صح الخبر، ولأخذت بالتأويل الذي يدرأ عنه‎ ‎الحد، ‏ولقنعت منه بالتوبة والرجوع إلى الله، فإن باب الرحمن لا يغلق‎ ‎‎.
‎80- ‎وهب الله عبادا من عباده رتبا رفيعة أطلع‎ ‎عليها أهل ‏الوهب، فمن أدرك سر الله في طي هذه المواهب: تواضع ‏للخلق جميعا، فإن‎ ‎الخواتيم مجهولة، وساحة الكرم، وسيعة، ‏ولا قيد في حضرة الوهب،{يفعل الله ما يشاء‏‎} {‎يختص ‏برحمته من يشاء‎}.
‎81- ‎قال بعض الأعاجم من صوفية خراسان: إن روحانية ‏ابن شهريار الصوفي‎ ‎الكبير قدس سره يتصرف في ترتيب جموع ‏الصوفية في العرب والعجم إلى ما شاء الله! ذلك‎ ‎لم يكن إلا ‏لله الوهاب الفعال‎.
‎82- ‎النيابة المحمدية عند أهل القلوب ثابتة، تدور بنوبة أهل ‏الوقت‎ ‎على مراتبهم وتصرف الروح لا يصح لمخلق، إنما ‏الكرم الإلهي يشمل أرواح بعض أوليائه،‎ ‎بل كلهم فيصلح ‏شأن من يتوسل بهم إلى الله، قال تعالى: {نحن أولياؤكم في ‏الحياة‎ ‎الدنيا وفي الآخرة} . هذا الحد‎.
‎83- ‎إياك وفرط الأعاجم، فإن في أعمال بعضهم الإطراء ‏الذي نص عليه‎ ‎الحبيب، عليه صلوات الله وسلامه‎.
‎84- ‎وإياك ورؤية الفعل في العبد حيا كان أو ميتاً، فإن ‏الخلق كلهم لا‎ ‎يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعاً. نعم خذ محبة ‏أحباب الله وسيلة إلى الله، فإن محبة‎ ‎الله تعالى لعباده سر من ‏أسرار الألوهية يعود صفة للحق، ونعم الوسيلة إلى الله سر‎ ‎ألوهيته، وصفة ربوبيته‎ .
‎85- ‎الولي من تمسك كل التمسك بأذيال النبي صلى الله ‏عليه وسلم ورضي‎ ‎بالله وليا‎.
‎86- ‎من اعتصم بالله جل ومن اعتمد على غير الله‎ ‎ذل ومن ‏استغنى بالأغيار قل، ومن اتبع غير طريق الرسول‎ ‎ضل‎.
‎87- ‎العلم نور، والتواضع سرور‎ .
‎88- ‎الهمة حالة الرجل مع الله، يتفاوت علو‎ ‎مرتبة الإيمان ‏بعلو الهمة‎.
‎89- ‎من أيقن أن الله الفعال المطلق: صرف همته عن‎ ‎غيره‎.
‎90- ‎من علت في الله همته، صحت إلى الله عزيمته،‎ ‎وانفصلت عن غير الله هجرته‎.
‎91- ‎مائدة الكرام يجلس عليها البر‎ ‎والفاجر‎.
‎92- ‎لله عند الخواتيم حنان ولطف على عباده فوق‎ ‎حنان ‏الوالدة على ولدها‎.
‎93- ‎إن الله إذا وهب عبده نعمة ما استردها‎ .
‎94- ‎فيوضات المواهب الإلهية فوق مدارك العقول‎ ‎وتصورات الأوهام‎ .
‎95- ‎من علم أن الله يفعل ما يريد، فوض الأمر إلى الفعال ‏المقتدر،‎ ‎وفرش جبينه على تراب التسليم‎ .
‎96- ‎كل الحقائق إذا انجلت يقرأ في صحائفها سطر: {كل ‏شيء هالك إلا‎ ‎وجه‎}.
‎97- ‎إذا أمعنت النظر في دوائر الأكوان: رأيت‎ ‎العجز محيطا ‏بها، والافتقار قائما معها، ولربك الحول والقوة، والغنى ‏والقدرة، وحده‎ ‎لا شريك له‎ .
‎98- ‎مزالق الأقدام: الدعوى، ورؤيا النفس،‎ ‎ومعارضة ‏الأقدار‎!
‎99- ‎لو كان لك ما ادعيت من الحول والقوة والقدرة لما ‏مت‎ .
‎100- ‎أين أنت يا عبد الرياسة، أين أنت يا عبد‎ ‎الدعوى؟ ‏أنت على غرة، تنح عن رياستك وغرتك، والبس ثوب ‏عبديتك وذلتك‎.
‎101- ‎كل دعواك كاذبة، وكل رياستك وغرتك هزل،‎ ‎القول ‏الفصل: {قل كل من عند الله‎}.
‎102- ‎سر بين الحائطين: حائط الشرع، وحائط‎ ‎العمل‎.
‎103- ‎اسلك طريق الاتباع، فإن طريق الاتباع خير‎ ‎وطريق ‏الابتداع شر، وبين الخير والشر بون بيّن‎ .
‎104- ‎مرغ خدك على الباب ، وافرش جبينك على ‏التراب، ولا تعتمد على‎ ‎عملك، والجأ إلى رحمته تعالى وقدرته، ‏وتجرد منك ومن غيرك، علك تلحق بأهل‎ ‎السلامة:{الذين ‏آمنوا وكانوا يتقون‎}.
‎105- ‎بركة العبد في الوقت الذي يتقرب به إلى الله عز‎ ‎وجل‎.
‎106- ‎الأولياء لهم الحرمة في الباب الإلهي، ولو‎ ‎لا أن جعل ‏الله لهم هذه القسمة لما اختصهم دون غيرهم بولايته سبحانه ‏وتعالى، هؤلاء‎ ‎حزب الله، جيشه العرمرم الذي أيد الله به ‏الشريعة ونصر به الحقيقة، وصان به شرف‎ ‎نبيه صلى الله عليه ‏وسلم وألحقه به .قال تعالى: {يا أيها النبي حسبك الله ومن ‏اتبعك‎ ‎من المؤمنين‎}.
‎107- ‎المعرفة بالله على أقسام، وأعظم أقسامها‎: ‎تعظيم ‏أوامر الله تعالى‎ .
‎108- ‎بين العبد وبين الرب حجاب الغفلة لا غير، قال ‏تعالى: {فاذكروني‎ ‎أذكركم‎}.
‎109- ‎العبد العارف يفزع إلى الله، ويتوقع سر‎ ‎الله، وسر ‏الله: العون الناشيء من محض الكرم والفضل من دون سابقة ‏صنع ولا‎ ‎عمل‎.
‎110- ‎القلب يتقلب بين أصبعي قدرة الرحمن،‎ ‎فاسألوا الله ‏أن يثبت القلوب على محبته ودينه {وكفى بالله‎ ‎وليا‎}.
‎111- ‎المظاهر البارزة منها ما قيض للخير، ومنها‎ ‎ما قيض ‏للشر، والمتصرف فيها باريها، فالمظهر المقيض للخير يشكر، ‏والمظهر المقيض‎ ‎للشر ينكر، والله في الحالين يذكر‎.
‎112- ‎لا يتم نظام رجل أقامة الله مظهرا للشر، لأن الله لو ‏أراد أن‎ ‎يتم نظامه لما أقامة مظهرا فيما يكرهه‎ .
‎113- ‎دع عنك الاهتمام بتقويم المعوج قبل بروز الساعة ‏المقومة، فإن‎ ‎سحاب الخير يمطر بإبانه، ولا يطلب قبل أوانه‎.
‎114- ‎لا تسقط همتك بيد همك فتنقلب عن المطالب ‏العلية، فإن الهم كافور‎ ‎الهمة والإقدام عنبرها، والمقضي كائن ‏وغيره لا يكون‎ .
‎115- ‎قف عند أفعالك التي وهبت لك، ولا تكلف‎ ‎نفسك تبديل ما اضطررت بفعله، ولا تراك مجبوراً ولا مختاراً، ‏فإن الأمر بين الأمرين‎ .
‎116- ‎كل ولي يقول ويصول فهو في حجاب القول‎ ‎والصولة، حتى ينقهر تحت سطوة الربوبية ، ويفيء إلى أمر ‏الله، فإذا فاء دنا فتدلى‎ ‎بصدقه إلى قاب قوسي المتابعة ‏المحمدية، وحينئذ تصح له رتبة العبودية التي هي أكمل‎ ‎الرتب ‏وأعلاها، وأقربها من الله وأدناها، وأعظمها وسيلة إليه ‏وأقواها، وليس للخلق‎ ‎سواها‎.
‎117- ‎كل من اكتحل بإثمد التوفيق علَمِ علْمَ‎ ‎اليقين، وحق ‏اليقين: أن المباطن والمظاهر تحت قهر الباطن‎ ‎الظاهر‎.
‎118- ‎صفاء القلب والبصيرة، ونفاذ نور البصر‎ ‎يكون من ‏قلة الطعام والشراب، لأن الجوع يزيل الكبر والتعاظم ‏والتجبر، وبه تعذيب‎ ‎النفس حتى تصير مشغولة بالحق، وما ‏رأيت شيئا يكسر النفس مثل الجوع قط، وأما الشبع‎ ‎فإنه ‏يورث قسوة القلب وظلمته، وعدم نفاذ نور البصيرة، وتكثر ‏بسببه‎ ‎الغفلة‎.
‎119- ‎رعاية خواطر الجيران أولى من رعاية خواطر‏‎ ‎الأقارب، ‏لأن الأقارب خواطرهم مجبورة بالقرابة، والجيران لا‎ .
‎120- ‎القلب المنور يميل إلى صحبة الصلحاء‎ ‎والعارفين، ‏وينفر من صحبة المتكبرين والجاهلين‎.
‎121- ‎معاملة عباد الله بالإحسان، توصل العبد إلى الديان، ‏والصلاة على‎ ‎رسول صلى الله عليه وسلم تسهل المرور على ‏الصراط، وتجعل الدعاء مستجابا، والصدقة‎ ‎تزيل غضب الله ‏والإحسان للوالدين يهون سكرات‎ ‎الموت‎.
‎122- ‎صحبة الأشرار، والحمقى والظلمة وأهل‎ ‎الحسد: ‏ظلمة سوداء‎.
‎123- ‎العارف من كان على جانب كبير من سلوك طريق ‏الحق، مع المواظبة‎ ‎والاستقامة عليه فلا يتركه دقيقة واحدة‎.
‎124- ‎الصوفي يتباعد عن الأوهام والشكوك، ويقول ‏بوحدانية الله تعالى‎ ‎في ذاته، وصفاته، وأفعاله، لأنه ليس كمثله ‏شيء، يعلم ذلك علما يقينا، ليخرج من باب‎ ‎العلم الظني، ‏وليخلع من عنقه ربقة التقليد‎.
‎125- ‎الصوفي لا يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى الله ‏عليه وسلم فلا‎ ‎يجعل حركاته وسكناته إلا مبنية عليه‎ .
‎126- ‎الصوفي لا يصرف الأوقات في تدبير أمور نفسه، ‏لعلمه أن المدبر‎: ‎الحق عز وجل، ولا يلجأ في أموره ويعول ‏على غير الله تعالى‎ .
‎127- ‎الصوفي يتجنب مخالطة الخلق مهما أمكن، لأن‎ ‎الصوفي كلما زاد اختلاطه بالخلق ظهرت عيوبه، والتبس عليه ‏الأمر، وإذا خالط البعض‎ ‎فليختر لنفسه صحبة الصالحين، ‏فإن المرء على دين‎ ‎خليله‎.
‎128- ‎نفس الفقير مثل الكبريت الأحمر لا يصرف‎ ‎إلا بحق ‏لحق‎.
‎129- ‎من لم يزن أقواله وأفعاله وأحواله في كل‎ ‎وقت ‏بالكتاب والسنة، ولم يتهم خواطره لم يثبت عندنا في ديوان ‏الرجال‎.
‎130- ‎من علم ما يحصل له هان عليه ما‎ ‎يبذل‎.
‎131- ‎من استقام بنفسه استقام به غيره ، كيف‎ ‎يستقيم ‏الظل والعود أعوج؟‎!
‎132- ‎الفقير إذا كسر نفسه، وذل وانداس، واحترق بنار ‏الشوق والصدق،‎ ‎وثبت في ميدان الاستقامة بين يدي الله ‏تعالى، صار معدن الخيرات، ومقصد المخلوقات،‎ ‎وصار ‏كالغيث: أين وقع نفع، ويكون حينئذ رحمة وسكينة على ‏خلق الله‎ ‎تعالى‎.
‎133- ‎ربما اتبع الكاذب وهجر الصادق، وكثرت‎ ‎طقطقة ‏النعال حول المغرورين، وتباعد الناس عن المتروكين، فلا ‏تعجب من ذلك، فإن حال‎ ‎النفس: تحب القبة المزينة، والقبر ‏المنقوش، والرواق الوسيع، وتألف الشيخ الكبير‎ ‎العمامة، ‏الوسيع الكم، الكثير الحشمة. فسير همة القلب لا همة ‏النفس لكشف هذه الحجب،‎ ‎وقل لنفسك: لو رأيت رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم على حصيرة وقد أثرت في جنبه‎ ‎الشريف ورأيت أهل بيته –رضوان الله وسلامه عليهم– لا ‏طعام لهم ولا حشم، ثم رأيت‎ ‎كسرى العجم على سريره ‏المرصع بالجواهر واليواقيت، وأهل بيته مستغرقين بالترف‎ ‎والنعيم، محاطين بالخدم والحشم، أين تكونين؟ ومع أي صنف ‏تنصرفين؟ فلا بد إن وفقها‎ ‎الله، أن تحب معية رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، فقد بهذا الشأن همة‎ ‎القلب ‏إلى أهل الحال المحمدي تحسب في حزب الله: إن حزب الله ‏هم‎ ‎الغالبون‎.
‎134- ‎وإياك أن تنظر حال تقشفك شيئا، فإن الجوع‎ ‎بلا ‏معرفة وأدب محمدي، وصف من أوصاف الكلاب‎ !
‎135- ‎فارفع قدرك بالأدب المحمدي إلى مراتب أهل الوصلة ‏من صدور القوم،‎ ‎واقطع عنك رؤية العمل، واطمس حروف ‏أنانيتك فإنها بقية إبليس، وكن عبداً محضاً تفز‎ ‎بقرب سيدك، ‏وكفى بالله وليا‎.
‎136- ‎تعلق الناس اليوم بأهل الحرف والكيمياء والوحدة ‏والشطح، والدعوى‎ ‎العريضة، إياك ومقاربة مثل هؤلاء الناس، ‏فإنهم يقودون من اتبعهم إلى النار، وغضب‎ ‎الجبار، ويدخلون ‏في دين الله ما ليس منه! ومن من جلدتنا، إذا رأيتهم حسبتهم ‏سادات‎ ‎الدعاة إلى الله تعالى، حسبك الله، إذا رأيت أحدا ‏منهم قل: {يا ليت بيني وبينك بعد‎ ‎المشرقين‎}.
‎137- ‎جاهل من أهل هذه الخرقة يلحق يدك بيد‎ ‎القوم، ‏ويأمرك بذكر الله، وملازمة الكتاب والسنة، خير من تلك ‏الطائفة كلها، فر منهم‎ ‎كفرارك من الأسد، كفرارك من ‏المجذوم‎.
‎138- ‎قال حذيفة رضي الله عنه : "كانوا يسألون رسول الله ‏صلى الله‎ ‎عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة ‏أن يدركني، فقلت: يا رسول الله ! إنا‎ ‎كنا في جاهلية وشر، ‏فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ‏نعم‎. ‎قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال: نعم، وفيه ‏دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم‎ ‎يستنون بغير سنتي ‏ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، فقلت: فهل بعد ‏ذلك من شر؟‎ ‎قال: دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم ‏إليها قذفوه فيها. فقلت يا رسول الله صفهم لنا‎ ‎؟ قال: هم ‏من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ‏ذلك؟ قال: تلزم‎ ‎جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم ‏يكون لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك‎ ‎الفرق كلها، ‏ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ‏ذلك " .. هذه وصية‎ ‎نبيك الأمين، سيدنا وسيد العالمين، ‏عليه صلوات الله وسلامه، فاحفظها واعمل بها‎ .

البدوي
09-02-2015, 01:55 PM

‎139- ‎وإياك والتعزز بالطريق، فإن ذلك من سوء‎ ‎الأدب ‏مع الله والخلق وإنما بنى هذا الطريق على التذلل، فإن القوم ‏ذلوا حتى أتاهم‎ ‎الله بعز من عنده، وافتقروا حتى أتاهم بغنى ‏من‎ ‎فضله‎.
‎140- ‎واحذر صحبة الفرقة التي دأبها تأويل كلمات‎ ‎الأكابر، والتفكه بحكاياتهم وما نسب إليهم، فإن أكثر ذلك ‏مكذوب عليهم، وما كان ذلك‎ ‎إلا من عقاب الله للخلق، لما ‏جهلوا الحق وحرصوا على الخير! فابتلاهم الله بأناس من‎ ‎ذوي ‏الجرأة السفهاء، فأدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏أحاديث، تنزه مقام‎ ‎رسالته على الصلاة والسلام عنها، من ‏المرغبة والمرهبة، والغامضة والظاهرة وسلط الله‎ – ‎أيضا – ‏أناسا من أهل البدعة والضلالة فكذبوا على القوم وأكابر ‏الرجال، وأدخلوا في‎ ‎كلامهم ما ليس منه، فتبعهم البعض، ‏فألحقوا بالأخسرين‎ ‎أعمالا‎!.
‎141- ‎فعليك بالله، وتمسك للوصول إليه بذيل نبيه‎ ‎عليه ‏الصلاة والسلام، والشرع الشريف نصب عينيك وجادة ‏الاجماع ظاهرة‎ ‎لك‎.
‎142- ‎لا تفارق الجماعة أهل السنة، تلك الفرقة‎ ‎الناجية:، ‏واعتصم بالله، واترك ما دونه، وقل في سرك – أي سيدي‎ – ‎قولي‎:
وليتك تخلو والحياة مريـرة *** وليتك ترضى‎ ‎والأنام غضاب‎
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين‎ ‎العالمين خراب‎
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق‎ ‎التراب ‏تراب‎
‎143- ‎لا تعمل عمل أهل الغلو، فتعتقد العصمة في‎ ‎المشايخ أو تعتمد عليهم فيما بينك وبين الله، فإن الله غيور، ‏لا يجب أن يدخل فيما‎ ‎آل إلى ذاته بينه وبين عبده أحداً‎.
‎144- ‎نعم هم أدلاء على الله، ووسائل إلى طريقه، يؤخذ ‏عنهم حال رسول‎ ‎الله صلى الله عليه وسلم: {رضي الله عنهم ‏ورضوا عنه}. نتوسل إلى الله برضا الله‎ ‎عنهم، لا يخزي الله ‏عباده الذين أحبهم، وهو أكرم الأكرمين‎ .
‎145- ‎أترك الفضول وانقطع عن العمل بالرأي، وإذا‎ ‎أدركك زمان رأيت الناس فيه على ما قلناه، فاعتزل الناس، ‏فقد قال عليه الصلاة‎ ‎والسلام: "إذا رأيت شحاً مطاعاً، ‏وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه‎ ‎فعليك ‏بخويصة نفسك‎".
‎146- ‎تخلق بخلق نبيك، كن لين العريكة، حسن الخلق، ‏عظيم الحلم، وفير‎ ‎العفو، صادق الحديث، سخي الكف، ‏رقيق القلب، دائم البشر، كثير الاحتمال والإغضاء،‎ ‎صحيح ‏التواضع، مراعيا للخلق، راعيا حق الصحبة، متواصل ‏الأحزان، دائم الفكرة، كثير‎ ‎الذكر، طويل السكوت، صبوراً ‏على المكاره، متكلا على الله، منتصراً بالله، محباً‎ ‎للفقراء ‏والضعفاء، غضوبا لله إذا انتهكت محارم الله‎ .
‎147- ‎كل ما وجدت، ولا تتكلف لما فقدت ولا تأكل‎ ‎متكئا والبس خشن الثياب كي يقتدي بك الأغنياء، ولا تحزن ‏لجديد ثيابك قلوب الفقراء،‎ ‎وتختم بالعقيق، ونم على فراش ‏حشي بالليف، أو على الحصير، أو على الأرض، قائما بسنة‎ ‎نبيك صلى الله عليه وسلم، في الحركات والسكنات، ‏والأفعال، والأقوال‎ ‎والأحوال‎.
‎148- ‎حسن الحسن، وقبح القبيح، ولا تجلس ولا تقم‎ ‎إلا ‏على ذكر، وليكن مجلسك مجلس حلم وعلم، وتقوى وحياء ‏وأمانة، وجليسك الفقير،‎ ‎ومؤاكلك المسكين‎.
‎149- ‎ولا تكن صخابا ولا فحاشا ولا تذم أحداً ولا تتكلم ‏إلا فيما ترجو‎ ‎ثوابه، وأعط كل جليس لك نصيبه، ولا تدخر ‏عن الناس برك‎.
‎150- ‎واحذر الناس، واحترس منهم، ولا تطو‎ ‎عن أحد‎ ‎منهم بِشْرك، ولا تشافه أحد بما يكره‎
‎151- ‎وصن لسانك وسماعك عن الكلام القبيح، ولا تنهر ‏الخادم، ولا ترد‎ ‎من سألك حاجة إلا بها، أو بما يسر من ‏القول‎.
‎152- ‎وإذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما، ما لم يكن‎ ‎مأثما‎.
‎153- ‎وأجب دعوة الداع وتفقد أصحابك وإخوانك‎ ‎واعف ‏عمن ظلمك، ولا تقابل على السيئة بالسيئة، وقم الليل باكيا ‏في الباب، وطب بالله‎ ‎وحده، وكفى بالله وليا‎.
‎154- ‎قال إمامنا الشافعي رضي الله‎ ‎عنه‎:
من شهد في نفسه الضعف: نال الاستقامة‎ .
وقال: أركان المروءة أربعة: حسن الخلق،‎ ‎والتواضع، ‏والسخاء، ومخالفة النفس‎.
وقال: التواضع يورث المحبة، والقناعة تورث الراحة‎ .
وقال: الكيس العاقل: الفطن‎ ‎المتغافل‎.
وقال: إنما العلم ما‎ ‎نفع‎.
‎155- ‎فاشهد نفسك بالضعف والفقر تستقم، وشيد‎ ‎أركان ‏المروءة تحسب من أهلها، وتواضع واقنع تصر محبوبا مستريحا، ‏وتغافل تكن‎ ‎كيسا‎.
‎156- ‎وخذ من العلم ما ينفعك إذا أقبلت على ربك‎ ‎فإن ‏الدنيا خيال، وكلها زوال، والله محول‎ ‎الأحوال‎.
يا أيها المعدود أنفاسه *** لا بد يوما أن يتم‎ ‎العدد‎
لا بد من يوم بلا ليله *** وليلة تأتي بلا يوم‎ ‎غد‎
‎157- ‎إن الله طوى أولياءه في برد ستره تحت‎ ‎قبابه، ‏وحجبهم عن غيره، لا يعرفهم إلا هو، وهذا إلزام بحسن الظن ‏في الخلق، فإياك‎ ‎وسوء الظن بأحد، إلا إذا قامت لك عليه ‏حجة شرعية، فراع شرع الله من دون انتصار إلى‎ ‎نفسك، ‏آخذا بالإخلاص، متجرداً من غرض نفسك ومرض قلبك، ‏وقبح ما قبحه الشرع، وحسن ما‎ ‎حسنه الشرع، ولا يكن ‏قولك وفعلك إلا لله‎ .
‎158- ‎وإذا لم تقم لك حجة شرعية على الرجل لا تأخذ ‏الخلق أو تؤاخذهم‎ ‎بالشبهات، عليك بحسن الظن، فإن لله ‏مع الخلق مضمرات أسرار يغار عليها، لا يعلمها‎ ‎إلا هو ‏سبحانه وتعالى‎.
‎159- {‎ولكل وجهة هو موليها} فلتكن وجهتك المحجة ‏البيضاء، شريعة سيد‎ ‎الأنبياء عليه صلوات الله وسلامه: ‏‏{وكفى بربك هادياً‏‎ ‎ونصيراً‎{
‎160- ‎أبى العقل إلا إعقال ما بلغه بواسطة‎ ‎الفهم، وأبى ‏القلب إلا الترقي إلى ما فوق الفهم، فاجعل همتك قلبية، ‏وحكمتك عقلية‎ ‎تفلح‎.
‎161- ‎في الكف عرق متصل بالقلب، إذا أخذ به شيء‎ ‎من ‏الدنيا تسري آفتها إلى القلب ! وهذه آفة عظيمة مخفية، لا ‏يطلع عليه‎ ‎الخلائق‎.
‎162- ‎قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حب‎ ‎الدنيا ‏رأس كل خطيئة", ازهد في الدنيا، وتباعد عن لذائذها‎ .
‎163- ‎وإياك ونوم الليل كالدابة، فإن لله في‎ ‎الليل تجليات ‏ونفحات، يغتنمها أهل القيام، ويحرم ثمرتها أهل التلذذ‎ ‎بالمنام‎.
‎164- ‎قل للمغرور بأمنه، المتلذذ بنومه، المشغول‎ ‎القلب ‏عن ربه‎:
يا نؤوم الليل في لذته *** إن هذا النوم رهن‎ ‎بسهر‎
ليس ينساك وإن نسيته *** طالع الدهر وتصريف‎ ‎الغير‎
إن ذا الدهر سريع مكره *** إن علا حط، وإن أوفى‎ ‎غدر‎
أوثق الناس به في أمنه *** خائف يقرع أبواب‎ ‎الحـذر‎
‎165- ‎المشاهدة حضور بمعنى قرب مقرون بعلم‎ ‎اليقين، ‏وحق اليقين، فمن حماه الله من البعد والغفلة، وتقرب إلى الله ‏بعلم اليقين‎ ‎وحق اليقين – بمعنى: "أعبد الله كأنك تراه، فإن ‏لم تكن تراه فإنه يراك" فقد دخل‎ ‎حضرة الشهود وهي هذه لا ‏غير، وإلا فالمشاهدة لغة لا تصح لمخلوق في هذه الدار. ‏وحسبك‎ ‎قصة موسى عليه السلام‎.
‎166- ‎حضرة المشاهدة لغة ومعنى، حضر اختص بها ‏صاحب قوسين، بالقلب‎ ‎والعين، والاختلاف فيها معلوم، ‏واختصاصه بها عند أهل الله‎ ‎مجزوم‎.
‎167- ‎فأدب نفسك بالتقرب إليه بما يرضيه، تحسب‎ ‎من ‏أهل تلك الحضرة، بنص: " لا يزال عبدي يتقرب إليه ‏بالنوافل‎" ‎الحديث‎.
‎168- ‎هدى الله هو الهدى، وكفى بالله‎ ‎وليا‎.
‎169- ‎من تمشيخ عليك تتلمذ له، ومن مد لك يده‎ ‎لتقبلها ‏فقبل رجلة، وكن آخر شعرة في الذنب، فإن الضربة أول ما ‏تقع في الرأس‎ !
‎170- ‎إذا بغى عليك ظالم، وانقطعت حيلتك عن‎ ‎دفاعه، ‏فاعلم أنك حينئذ وصلت بطبعك إلى صحة الالتجاء إلى الله ‏تعالى، فاصرف وجهة‎ ‎قلبك عن غيره واسقط مرادك في بابه، ‏واترك الأمر إليه تنصرف إليك مادة المدد، فتفعل‎ ‎لك ما لا ‏يخطر ببالك، وهذا سر التسليم وصدق الالتجاء إلى الله‎ .
‎171- ‎وإن ارتفعت همتك إلى الرضا بالقدر، كما‎ ‎وقع للأمام ‏موسى الكاظم، سلام الله عليه ورضوانه حين اعتقله الرشيد ‏‏– غفر الله له‎ – ‎وحمله من المدينة إلى بغداد مقيداً، وحبسه، ‏فبقى في حبسه، فلم يفرج عنه حتى مات رضي‎ ‎الله عنه، ‏وأخرج ميتا مسموما، وقيده فيه، وما انحرف عن قبلة الرضا ‏حتى مات راضيا عن‎ ‎الله .فتلك مرتبة الفوز العظيم التي ‏درجت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على‎ ‎قلب ‏بشر: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‎}.
‎172- ‎وقد اندرج أئمة أهل البيت – عليهم سلام الله ‏ورضوانه – على‎ ‎الرضا الخالص، مع قوة الكرامة ورفعة القدر ‏عند‎ ‎الله‎.
‎173- ‎فقد صح أن عبد الملك بن مروان الأموي حمل‎ ‎الإمام علياً زين العابدين سلام الله عليه ورضوانه – من ‏المدينة مقيداً مغلولا في‎ ‎أثقل قيود وأغلظ أغلال! فدخل عليه ‏الزهري – رحمه الله – يودعه، فبكى، وقال: وددت‎ ‎أني ‏مكانك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم‎ .
فقال: تطن أن ذلك يكربني؟ لو شئت لما كان، وإنه ليذكرني ‏عذاب الله‎ ‎تعالى، ثم أخرج يديه ورجليه من القيد ثم أعادها، ‏فعلم الزهري - رحمه الله – أن‎ ‎الإمام حل منزلة الرضا، ‏ووصل مقام التسليم المحض، ودخل حضرة الفوز العظيم، ‏فطاب‎ ‎صدره، وسلا حزنه‎ .
‎174- ‎فزن نفسك، فإن قدرت على المرتبة العليا- وهي ‏رتبة الرضا‎ – ‎فافعل، وإلا فانزل إلى المرتبة الثانية التي هي ‏مرتبة صدق الالتجاء إلى الله مع قطع‎ ‎النظر عن تدبيرك، ‏وحولك وقوتك، وكلك وجزئك، وهو تعالى يفعل بك بنصره ‏وقدرته فوق‎ ‎إرادتك وتدبيرك: {وكفى بالله نصيراً‎}.
‎175- ‎إذا هرعت إلى الله، والتجأت إليه، فاجعل وسيلتك ‏حبيبة صلى الله‎ ‎عليه وسلم تسليماً، وأكثر من الصلاة ‏والسلام عليه مهما أمكنك، وقف في باب الله‎ ‎بالعمل بسنته ‏عليه الصلاة والسلام، واسأل الله سبحانه معتمداً عليه تعالى، ‏مستعينا‎ ‎به متوكلاً عليه‎ .
‎176- ‎وإذا أغلقت عليك الأبواب، فترقب من الفتاح فتح ‏الباب، فما سد‎ ‎الخلق طريقا إلا فتحه الخالق، انفراداً بربويته، ‏وتعززاً بألوهيته، فلا تقنط من‎ ‎رحمته، ولا تيأس من روحه، ‏وعليك به {وكفى بالله‎ ‎وليا‎}.
‎177- ‎التوفيق في جميع الأحوال إنما هو من الله‎ ‎سبحانه ‏وتعالى‎.
‎178- ‎دع هم الحسود، فهمه بك فوق همك به، خل‎ ‎جانب الأحمق فكدرك به فوق كدره بنفسه‎!
‎179- ‎لازم مجالس العقلاء، وخذ الحكمة أين رأيتها، فإن ‏العاقل يأخذ‎ ‎الحكمة لا يبالي على أي حائط كتبت وعن أي ‏رجل نقلت، ومن أي كافر‎ ‎سمعت‎
‎180- ‎هذه الدنيا خلقت للعبرة، والعبرة بكل ما‎ ‎فيها عقل، ‏فخذ بقوة عقلك العبرة من كل مأخذ، واصرف نظرك عن ‏محلها‎ .
‎181- ‎إياك والتقرب من أهل الدنيا، فإن التقرب‎ ‎منهم ‏يقسي القلب، والتواضع لهم موجب لغضب الرب، ‏وتعظيمهم يزيد في الذنوب‎.
‎182- ‎اتخذ الفقراء أصحابا وأحبابا، وعظمهم، وكن‎ ‎مشغولا ‏بخدمتهم، وإذا جاءك واحد منهم فانتصب له على أقدامك ‏وتذلل‎ ‎له‎.
‎183- ‎وإذا وقعت خدمتك لدى الفقراء موقع القبول‎ ‎فاسألهم الدعاء الصالح، واجتهد أن تعمر لك مقاما في ‏قلوبهم، فإن قلوب الفقراء مواطن‎ ‎الرحمة، ومواقع ‏النظرالقدسي، وصف خاطرك من الرعونات‎ ‎البشرية‎.
‎184- ‎ومن كان لك عليه حق أو له عليك حق، فداره‎ ‎حتى يعطيك حقك، أو إلى أن تعطيه حقه، وإن قدرت ‏فسامح من لك عليه حق يعوض الله عليك‎ .
‎185- ‎وكن مع الخلق بالأدب، فإنه أدب مع‎ ‎الخالق‎.
‎186- ‎تب بكليتك من رؤية نفسك، ونسبك، وأهلك،‎ ‎فإن ‏‏"من أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه‏‎".
‎187- ‎قم بصلة رحم رسول صلى الله عليه وسلم، عظم ‏ذوي قرابته، فإن طوق‎ ‎منته في أعناقنا، قال تعالى: {قل لا ‏أسألكم عليه أجراً إلا المودة في‎ ‎القربى‎}.
‎188- ‎صحح الحب لجميع أصحابه رضوان الله وسلامه‎ ‎عليهم، فإنهم مصابيح الهدى، ونجوم الإقتداء، قال عليه ‏الصلاة والسلام: " أصحابي‎ ‎كالنجوم بأيهم اقتديتم ‏اهتديتم‎".
‎189- ‎خف الله، خف الله "رأس الحكمة مخافة الله". عليك ‏بتقوى الله‎ ‎فإنها جماع كل خير هذه نصيحتي لك‎ .
‎190- ‎أي أخي، أخذتني سكرة التعليم إلا أني جربت الزمان ‏وأهله، وعاركت‎ ‎النفس، وخدمت الشرع، وانتفعت بصحبة ‏أهل الصفا. فاقبل نصيحتي، فإنه إن شاء الله نشأت‎ ‎بإخلاص عن حب لك. رب حامل فقه إلى من هو أفقه‎ ‎منه‎.
‎191- ‎أي عبد السميع، اعمل بنصيحتي ولا ترني‏‎ ‎رجلا إن ‏قال لك‎ ‎قائل: إن في مملكة الرحمن مخلوقا هو أضعف من ‏هذا اللاشيء أحيمد فلا‎ ‎تصدقه، بل أقول: يسر الله عليّ ‏وعليك الطريق، وجعلنا وإياك والمسلمين من المصطفين‎ ‎الأخيار والمخلصين الأبرار، أحباب الله ورسوله {وكفى بالله ‏وليا} والحمد لله رب‎ ‎العالمين‎.