المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخي المريد الصادق (3)


الفيضة التجانية
01-24-2016, 12:13 PM
أخي المريد الصادق (3)
من هم عباد الله؟
إن الله أخبرنا عن صفات عباد الرحمن فقال :(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) سورة الفرقان الآية68 .ولكن لم يصف لنا عباد الله!!.
لأن العبودية لله إذا تحققت فلا توصف، لكون هذه المرتبة جامعة لجميع الأسماء والصفات، وأسماءه وصفاته أزلية أبدية، وكل اسم لابد له من عبد هو ربه، والتحقق بها يعني أن الإنسان يتخلق بها جميعها مخلصاً لكل صفة، ولكل اسم في جميع تجلياته وتنزلاته حتى يتحقق بها وذلك عين الكمال ولذلك لا يسمي حقيقة عبد الله إلا سيد خلقه عليه الصلاة والسلام ولذلك سمي الإنسان الكامل.
فأصناف العبد كثيرة إما إن يكون الإنسان في العبودية وإما أن يكون عبد الهوى، أو عبد الدنيا، أو عبد الرق، أو عبد الإيجاد، وتحت كل هذه المسميات عباد لا حصر لهم، فمنهم من يكون حامداً تائباً طائعاً مهديا الخ.
ومنهم من يكون عاصياً مذنباً ظالماً فاسقاً مجرماً.. الخ.
قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.(هؤلاء العباد هم الذين قال فيهم : (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي). فهم الذين يجدهم الله حيث أمرهم ولا يراهم حيث منعهم منه، لأنهم أقروا أنهم لا يملكون معه شيئاً، ولا يدعوا لأنفسهم شيئاً. فاستسلموا وأسلموا أولائك من لهم مال وولد ووالد وقلوبهم فارغة منهم لأنهم أحبوا الله ولا يسع القلب إلا واحدا. قال تعالى: (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ). وقال: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
كل من تبصر هذه الآيات كانسان لا يسعه إلا أن يرجع لأصله وهو الافتقار الذاتي الأزلي .لأن الفقر والذل والعجز والضعف هي صفات ذاتية لكل عبد تحت جميع مسمياته، وتقابلها الصفات الذاتية للربوبية، وهي الغنى والعز والقدرة والقوة. فكلما يتخلق العبد حتى يتحقق من صفة من صفاته أبدله الله بصفة مقابلة فيدخل ضمن العباد المخلصين بفتح اللام.
جاء في الخبر: يا عبدي أطعني أجعلك عبدا ربانيا تقول للشيء كن فيكون.
أخي المريد الصادق: يجب أن تتحقق من عبوديتك لله مستعينا بكثرة الصلاة على رسول الله، فقد تتضاءل شهواتك وتصغر أمام عينك فتحب ما أحب الله وتكره ما كره الله فتكون صادقا معه فتصبر على الأذى وتخالق الناس بخلق حسن. تعفو عن من ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك .
***