المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اذكار ليلة النصف من شعبان من كتاب كنز النجاح والسرور


البدوي
05-21-2016, 11:41 AM
ومن أولى ما يدعى به أيضًا ما رواه جمع بسند لا بأس به عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: «لما هبط آدم إلى الأرض طاف بالبيت أسبوعًا وصلى خلف المقام ركعتين، ثم قال:
اللهم إنك تعلمُ سرِّي وعلاَنيتِي فاقبَل معذِرَتي، وتعلم حاجتي فاعطني سؤْلي، وتعلمُ ما في نفسي فاغفر لي ذنبي. اللهم إني أسألك إيمانا يباشرُ قلبي، ويقينا صادقًا حتى أعلمَ أنه لا يصيبني إلا ما كتبتَ لي، ورضِّني بقضائِك.
فأوحى الله إليه: يا آدمُ، إنك دعوتني بدُعاء فاستجبتُ لك فيه، ولن يدعوَني به أحدٌ من ذُريتك من بعدك إلا استجبتُ له، وغفرتُ له ذنبه، وفرَّجتُ هَمّه وغَمه، واتَّجرتُ له من وراءِ كل تاجرٍ، وأتتهُ الدنيا راغمة وإن كان لا يريدها». انتهى.
قلتُ: وقد جمع دعاء مأثور مناسب للحال خاصٌّ بليلة النصف من شعبان مشهور، يقرؤه المسلمون تلك الليلة الميمونة فرادى وجمعا في جوامعهم وغيرها، يلقِّنهم أحدهم ذلك الدعاء، أو يدعو وهم يؤَمِّنون كما هو معلوم.
وكيفيته: تقرأ أولاً قبل ذلك الدعاء بعد صلاة المغرب سورة يس (ثلاثا) الأولى بنية طول العمر، والثانية بنية دفع البلاء، والثالثة بنية الاستغناء عن الناس. وكلما تقرأ السورة مرة تقرأ بعدها الدعاء مرة. وهذا هو الدعاء المبارك:
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، اللهم يا ذا المنّ( ) ولا يُمَنُّ عليه يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت ظهر اللاجينَ، وجارَ المستجيرين، ومأمنَ الخائفين. اللهم إن كنتَ كتبتني عندك في أمِّ الكتاب شقيًّا أو مَحرُومًا أو مطرُودًا أو مقَتَّرًا عليّ في الرزق فامْحُ اللهم بفضلك شقاوَتي وحرماني وطردِي وإقتَارَ رزقي، وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيدًا مرزوقا موفقا للخيرات، فإنك قلتَ وقولُك الحقّ في كتابك المنزل، على لسان نبيك المرسل، يَمحُو الله ما يشاء ويُثبتُ وعنده أم الكتاب، إلهي بالتَّجلي الأعظم، في ليلة النصف من شعبان المكرّم، التي يُفرَق فيها كل أمرٍ حكيم ويُبْرم، أسألك أن تكشفَ عنَّا من البلاء ما نعلمُ وما لا نعلمُ، وما أنت به أعلمُ، إنك أنت الأعزُّ الأكرمُ، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. انتهى.
وذكر هذا الدعاء العلامة الشرجي رحمه الله تعالى في فوائده وجعله دعائين؛ فانظره إن شئت. وقال العلامة الديربي في مجرباته؛ ومن خواصّ سورة يس كما قال بعضهم أن تقرأها ليلة النصف من شعبان (ثلاث مرات): الأولى بنية طول العمر، والثانية بنية دفع البلاء، والثالثة بنية الاستغناء عن الناس، ثم تدعو بهذا الدعاء (عشر مرات) يحصل المراد إن شاء الله تعالى، وهو:
إلهي جودُك دلّني عليكَ، وإحسانُك قرّبني إليك، أشكو إليك ما لا يخفَى عليك، وأسألك ما لا يعسرُ عليك، إذ علمُك بحالي يكفي عن سؤالي، يا مفرِّج كربِ المكروبين، فرِّجْ عنّي ما أنا فيه، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظاليمن، فاستجبنا له ونجيناه من الغمِّ وكذلك ننجي المؤمنين. اللهم يا ذا المنّ ولا يُمنُّ عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت ظهر اللاجين، وجار المستجيرين، ومأمنَ الخائفين، وكنْز الطالبين اللهم إن كنت كتبتني عندك في أمِّ الكتاب شقيًّا أو مَحرُومًا أو مطرُودًا أو مقَتَّرًا عليّ في الرزق فامْحُ اللهم بفضلك شقاوَتي وحرماني وطردِي وإقتَارَ رزقي، وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيدًا مرزوقا موفقا للخيرات، فإنك قلتَ وقولُك الحقّ في كتابك المنزل، على لسان نبيك المرسل، يَمحُو الله ما يشاء ويُثبتُ وعنده أم الكتاب، أسألك اللهم بحق التَّجلي الأعظم، في ليلة النصف من شعبان المكرّم، التي يُفرَق فيها كل أمرٍ حكيم ويُبْرم، أسألك أن تكشفَ عنَّا من البلاء ما نعلمُ وما لا نعلمُ، وما أنت به أعلمُ، إنك أنت الأعزُّ الأكرمُ، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وذكر في سفينة العلوم دعاء نصف شعبان للقطب الرباني سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره، ولعله مذكور في غير السفينة من مؤلفاته، وهو:
اللهم إذ أطلعتَ ليلة النصف من شعبان على خلقك، فعد علينا بِمنّك وعتقك، وقدِّر لنا من فضلك واسعَ رزقك، واجعلنا ممن يقومُ لك فيها ببعض حقك. اللهم من قضيت فيها بوفاته فاقض مع ذلك له رحمتك، ومن قدَّرتَ طولَ حياته فاجعل له مع ذلك نعمتك، وبلِّغنا ما لا تبلغ الآمالُ إليه، يا خيرَ من وقفتِ الأقدامُ بين يديه يا رب العالمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد خير خلقه وعلى آله وصحبه أجمعين.
ونقل سيدي العلامة السيد حسن الحداد المذكور في رسالة له دعائين لليلة النصف من شعبان: (أحدهما) هذا الدعاء المذكور وزاد عليه بأدعية نفيسة مأثورة. (وثانيهما) دعاء آخر مطول نفيس جدًا مشتمل على أدعية نبوية، ومناجاة جُنيدية. قال صاحب الرسالة المذكور: دعاء شعبان المشهور هو دعاء عظيم النفع، فيه فوائد عظيمة وأدعية جليلة، وبعضه قد ورد عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو يُقرأ ليلة النصف من شعبان، وقريب المغرب أحسنُ وأولى، جمعه سيدنا بركة الوجود وعمدة المحققين وحاوي أسرار آبائه الصالحين، العارف بالله قطب الزمان، السيد الشريف بدر الدين الشيخ الحسن بن القطب عبد الله بن باعلوي الحداد، نفع به وبعلومه آمين.
وهذه طريقه: تقرأ أوله سورة يس (ثلاث مرات) الأولى بنية طول العمر مع التوفيق للطاعة، الثانية بنية العصمة من الآفات والعاهات ونية سعة الرزق، الثالثة لغني القلب وحسن الخاتمة، ثم تقرأ الدعاء، وهو هذا:
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم يا ذا المنّ ولا يُمنُّ عليك، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت ظهر اللاجين، وجار المستجيرين، ومأمنَ الخائفين. اللهم إن كنت كتبتني عندك في أمِّ الكتاب شقيًّا أو مَحرُومًا أو مقَتَّرًا عليّ في الرزق فامْحُ من أم الكتاب شقاوَتي وحرماني وتقتير رزقي، وأثبتني عندك سعيدًا مرزوقا موفقا للخيرات، فإنك قلتَ وقولُك الحقّ في كتابك المنزل، على نبيك المرسل، يَمحُو الله ما يشاء ويُثبتُ وعنده أم الكتاب، إلهي بالتَّجلي الأعظم، في ليلة النصف من شعبان المكرّم، التي يُفرَق فيها كل أمرٍ حكيم ويُبْرم، اكشف عني من البلاء ما أعلمُ وما لا أعلمُ، واغفر لي ما أنت به أعلمُ، اللهم اجعلني من أعظم عبادك حظًّا ونصيبًا في كل شيء قسمتَه في هذه الليلة من نورٍ تهدِي به، أو رحمة تنشرُها، أو رزقٍ تبسطُه، أو فضل تقسمه على عبادك المؤمنين، يا الله، يا الله، لا إله إلا أنت. اللهم هب لي قلبًا تقيّا نقِيّا، من الشركِ برِيّا، لا كافرًا ولا شقيا، وقلبا سليما خاشعا ضارعا. اللهم املأ قلبي بنورك وأنوار مشاهدتك، وجمالك وكمالك ومحبتك، وعصمتك وقدرتك وعلمك يا أرحم الراحمين، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا أقله. وأكمله:
إلهي تعرَّضَ إليك في هذه الليلة المتعرِّضون، وقصدَكَ وأمَّل معرُوفك وفضلك الطالبون، ورغب إلى جُودك وكرمك الراغبون، ولك في هذه الليلة نفحات، وعطايا وجوائز ومواهبُ وهباتٌ، تَمنُّ بها على من تشاء من عبادك وتخصُّ بها من أحببته من خلقك، وتمنع وتحرِمُ من لم تسبق له العنايةُ منك، فأسألك يا الله بأحبِّ الأسماء إليك، وأكرم الأنبياء عليك، أن تجعلني ممن سبقت له منك العناية، واجعلني من أوفرِ عبادك، واجزَل خلقك حظًّا ونصيبا وقَسما وهبةً وعطية، في كل خير تقسمه في هذه الليلة أو فيما بعدها، من نورٍ تهدِي به أو رحمةٍ تنشرها، أو رزق تبسطه، أو ضرٍِّ تكشفه، أو ذنب تغفرُه، أو شدةٍ تدفعها، أو فتنة تصرفها، أو بلاءٍ ترفعه، أو معافاة تَمنُّ بها، أو عدُوٍّ تكفيه، فاكفني كل شرٍّ، ووفقني اللهم لمكارم الأخلاق، وارزُقني العافية والبركة والسعة في الأرزاق وسلّمني من الرِّجزِ والشرك والنفاق.
اللهم إن لك نسماتِ لطفٍ إذا هبَّت عل مريض غفلةٍ شفتهُ، وإن لك نفحاتِ عطفٍ إذا توجهت إلى أسيْر هوًى أطلقته، وإن لك عناياتٍ إذا لاحطت غريقا في بحر ضلالةٍ أنقذته، وإن لك سعاداتٍ إذا أخذَت بيد شقيّ أسعدته، وإن لك لطائف كرَم إذا ضاقت الحيلةُ لمذنب وسعته، وإن لك فضائل ونعما إذا تحولت إلى فاسد أصلحته، وإن لك نظرات رحمة إذا نظرت بِها إلى غافل أيقظته، فهب لي اللهم من لطفك الخفي نسمةً تشفي مرض غفلتي، وانفحني من عطفك الوفي نفحةً طيبةً تُطلق بها أسري من وَثاق شهوتي، والحظني واحفظني بعين عنايتك ملاحظةً تُنقذُني بِها وتنجيني بِها من بَحر الضلالة, وآتني من لدُنك رحمةً في الدنيا والآخرة، تبدِّلُني بها سعادةً من شقاوةٍ واسمع دعائي، وعجّل إجابتي، واقض حاجتي وعافني، وهب لي من كرمك وجودك الواسع ما ترزقني به الإنابة إليك مع صدق اللجاء وقبول الدعاء، وأهِّلني لقرعِ بابك للدعاء يا جوّادُ، حتى يتصل قلبي بما عندك، وتُبلّغني بها إلى قصدك يا خيرَ مقصود، وأكرمَ معبود. ابتهالي وتضرُّعي في طلب معُونتك( )، وأتخذك يا إلهي مفزَعا وملجأ أرفعُ إليك حاجتي ومطالبي وشكوَاي، وأُبدي إليك ضُرِّي، وأفوِّضُ إليك أمرِي ومناجَاتي، وأعتمدُ عليك في جميع أموري وحالاتي.
اللهم إني وهذه الليلة خلقٌ من خلقك فلا تُبلني فيها ولا بعدها بسوءٍ ولا مكروهٍ، ولا تقدِّر عليّ فيها معصيةً ولا زَلّةً، ولا تُثبت عليّ فيها ذنبًا، ولا تبلُني فيها إلا بالتي هيَ أحسنُ، ولا تزيِّن لي جراءةً على محارمك، ولا ركونًا إلى معصيتك، ولا ميلاً إلى مخالفتك، ولا تركًا لطاعتك، ولا استخفافًا بحقك، ولا شكًّا في رزقك، فأسألك اللهم نظرةً من نظراتك ورحمةً من رحماتك، وعطيةً من عطيَّاتك اللطيفة، وارزُقني من فضلك، واكفني شرّ خلقك، واحفظ عليّ دين الإسلام، وانظر إلينا بعينك التي لا تنام، وآتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار (ثلاثا).
إلهي بالتجلِّي الأعظم في ليلة النصف من شعبانَ الشهر الأكرَم، التي يُفرقُ فيها كل أمرٍ حكيم ويُبْرم، اكشفْ عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم، واغفر لنا ما أنت به أعلمُ (ثلاثا).
اللهم إني أسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شرّ ما تعلم، وأستغفر من كل ما تعلمُ، إنك أنت علاّم الغيوب. اللهم إني أسألك من خير ما تعلم وما لا أعلم، وأستغفرك لما أعلمُ وما لا أعلم. اللهم إن العلمَ عندك وهو عنا محجوبٌ، ولا نعلمُ أمرًا نَختاره لأنفسنا، وقد فوَّضنا إليك أمورنا، ورفعنا إليك حاجاتنا، ورجوناك لفاقاتنا وفقرنا، فارشُدنا يا الله، وثبِّتنا ووفّقنا إلى أحبّ الأمور إليك، وأحمدها لدَيك، فإنك تحكم بما تشاء وتفعلُ ما تريدُ، وأنت على كل شيء قديرٌ، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، سبحان ربك ربِّ العزّة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
انتهى دعاء شعبان.
فـــــــــــائـــدة
ذكر بعض الصالحين: أن من قرأ:
﴿ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين ﴾
(68) (483) (141) (531) (1152)
ليلة النصف من شعبان بعدد حروفها بحساب الجُمَل وهو عدد (2375) خمسة وسبعون وثلاثمائة وألفان، فإن تلاوة هذه الآية في هذه الليلة بالعدد المذكور تكون أمانًا في ذلك العام من البلايا والأوهام.
قلتُ: كيف لا تكون أمانًا وقد روى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «لقد كان دعاء أخي يونس عجيبًا، أوّله تهليل وأوسطه تسبيح وآخره إقرار بالذنب: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ما دعا به مهموم ولا مغموم ولا مكروب ولا مديون في يوم ثلاث مرات إلا استجيب له» إلى غير ذلك من الأحاديث المجموعة في «خزينة الأسرار» وغيرها.
فـــــــــــائـــدة أخــرى
قال الشرجي رحمه الله تعالى في فوائده: من قرأ أول سورة الدخان إلى قوله تعالى: ﴿ الأولين ﴾ في أول ليلة من شعبان خمس عشرة مرة إلى ليلة الخامس عشر ويقرؤها ثلاثين مرة، ثم يذكر الله تعالى ويصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ويدعو بما أحبّ فإنه يرى تعجيل الإجابة فيها إن شاء الله تعالى.
تــنــبــيـــه
يحصل الإحياء والقيام الواردان في الأحاديث بمعظم الليل. وقيل بساعة. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بصلاة العشاء في جماعة والعزم على صلاة الصبح في جماعة كما قالوه في ليلة العيدين. وأما ما يفعله بعض الناس من صلاة مائة ركعة في هذه الليلة فهو بدعة كما تقدم. والأولى للإنسان أن يصلي في هذه الليلة صلاة التسابيح التي علّمها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لعمّه العباس رضي الله تعالى عنه ولغيره من أقاربه صلى الله تعالى عليه وسلم. وصفتها مذكورة في كتب الفقه فاطلبها، وبالله التوفيق.