المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب إبراهيم أبو الأنبياء للدكتور عبد الحليم محمود


محمد حسن ابو مازن
12-18-2016, 08:02 PM
أكتب هذه الكلمات بعد أن* أنهيت مطالعة كتاب -* إبراهيم أبو الانبياء -- للمفكر الكبير عباس محمود العقاد فهو قامة كبيرة لا تحتاج إلى تعريف فقد أدهشني بأسلوبه وما لدية من عمق الفكرة وجهد البحث كما ان للشخصية التي يكتب عنها شجون وشجون <br>
طاف بنا المسيرة الخالدة التي سار بها سيدنا إبراهيم الخليل من أور في جنوب العراق وما شاهده من انحراف قومه في عباداتهم واعتراضه عليهم إلى الدرجة التي عزموا ان يلقوه في النار فرحل إلى اشور في شمالها <br>
لم يكتف المؤلف ببحثه على مصدر واحد بل أخذ مما كتب عنه في الكتب المقدسة القديمة ومما كتبه المؤرخون والباحثون ومما أثبتته الاحافير بل وما كتبت عنه* الديانات غير السماوية في عصره وما تلاه من العصور حتى وصل به المطاف إلى مكة المكرمة والتي أنكرت وصوله إليها الديانات الأخرى كما أنكرت ان الذبيح كان سيدنا اسماعيل عليه السلام <br>
ويكمل سيدنا إبراهيم رحلته إلى فلسطين مكافحا لنشر عقيدة التوحيد وما تحمله من أجلها ويقارن المؤلف معاناته بين ما ذكر في تلك الوثائق والقرآن الكريم مبديا أوجه الخلاف والاتفاق حتى وصل به المطاف إلى مصر مع زوجه ساره<br>
ويشير المؤلف ان عقيدة التوحيد لم تكن غائبة كل الغياب ولكن انحرافها عن الصراط المستقيم كان مبررا كافيا لتتابع الرسالات السماوية فلم تذكر الكتب المقدسة القديمة اي ذكر لقوم عاد وثمود كما ان التضحية بالولد الأصغر كان سائدا في الأمم السابقة قبل سيدنا إبراهيم فهل كان التضحية لوالد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أثرا من هذه المعتقدات ؟<br>
وينهي المؤلف جولة سيدنا إبراهيم في مكة المكرمة غير انني عجبت من عدم اكماله دائرة ديانة التوحيد بديانة النبي صالح والنبي هود في الأحقاف ففي ذلك اكتمال الدائرة من أور إلى اشور إلى فلسطين ومصر ومكة المكرمة والاحقاف <br>
ثم يتطرق إلى المعجزة وهي لب الديانات السماوية فيقول : فليس المقياس الحق للمعجزة ان تسأل : هل هي ممكنة او غير ممكنة . كلا بل المقياس الحق ان تسأل عن حكمتها ولزومها فإن ألذي يدبر الكون كله يتنزه عن العبث فلا يصنع شيئا لغير حكمة ولا تفوت هذه الحكمة أدراك الناس ما داموا هم المقصودين بادراكها <br>
نعم كتاب جدير بالمطالعة فهو ينقلك من الأرض إلى السماء ويجول بك في اقطارها ويشهدك نجومها وكواكبها ثم يعود بك إلى الأرض لتشهد ظالمها ومظلومها وحقها وباطلها وغنيها وفقيرها وعزيزها* وحقيرها وفي ظلمة الليل وعندما تضع رأسك على الوسادة لا يسعك الا أن تقول ( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما انا من المشركين ) صدق الله العظيم* <br>
<br>
<br>
*