المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتبَ الظَّلامُ على الوُجودِ سُطورا والفجرُ أطلْعَ في البَرِيَّةِ نورَا


الرفاعي
07-30-2017, 02:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصيدة لسيدي وشيخي السيد محمد مهدي بهاء الدين الصيادي الرفاعي الحسيني الشهير بـ( الرواس ) رضي الله عنه وأرضاه


كتبَ الظَّلامُ على الوُجودِ سُطورا = والفجرُ أطلْعَ في البَرِيَّةِ نورَا

خطُّ الظَّلامِ أَفادَنا برُموزِهِ = أَنَّ المعاصي تُظلِمُ المَنْشورَا

والفجرُ أَفهَمَنا بريقُ ضِيائِهِ = أَنَّ الصَّلاحَ يُنَوِّرُ المَسْطُورَا

فاجعَلْ لقلبِكَ بالشُّهودِ رُقايَةً = ليكونَ دوماً ضاحِكاً مَسْرُورَا

واحْفَظْهُ من طمسِ الغَوايَةِ إنَّها = تدَعُ الفُؤادَ منكَّداً مَقْهُورَا

الوِزْرُ يهدِمُهُ ويَخْرِبُ رُكْنَهُ = والبِرُّ يجعَلُ حِصْنَهُ مَعْمُورَا

فاجْعلهُ منتَبِهاً بربِّكَ عامِراً = ليُريكَ من غيبِ الأَمورِ أُمُورَا

وأَذِبْهُ وألْبِسْهُ الخُشوعَ ومِرْطَهُ = وشِّحْهُ ذِكراً غيبَةً وحُضُورَا

وأطِرْهُ في حَضَراتِ حالٍ خالِصٍ = ليكون فيها سعيَهُ مَشْكُورَا

حقِّقْهُ بالإخْلاصِ واصْلِحْ شأنَهُ = بالذِّكرِ يغدو في العُلى مَذْكُورَا

فالعارِفونَ مرامُهُمْ مَذْكورُهُمْ = إنْ رامَ قومٌ جنَّةً وقُصُورَا

نهَضَتْ إلى مَقْصودِهِمْ هِمَّاتُهُمْ = وعليه أعواماً طوَتْ وشُهُورَا

عملُ المُحِبِّ أَغاثَهُ الإخْلاصُ بال = إِقْبالِ حتَّى أنْ غَدا مَبْرُورَا

فاخْلصْ بحبِّكَ والقَ حبَّكَ طيِّباً = إن رُمْتَ منه عنايَةً وظُهُورَا

وامْحَقْ صُنوفَ الحادِثاتِ لأجلِهِ = لتقومَ عنه بسِرِّهِ مَنْصُورَا

وبنيَّ إيَّاكَ القُنوط فكم وكم = نشَرَ الكَريمُ على العَديمِ سُتُورَا

ولكَمْ يُرى ذنْبُ الحَقيرِ لدى العَظيـ = ـمِ تعَزُّزاً بجَلالِهِ مغْفُورَا

وقُمِ الدُّجى في خلوَةٍ متبَتِّلاً = لتُعَدَّ عبداً للإلهِ شَكُورَا

ودعِ الحَسودَ وما افْتراهُ وكنْ على = عزمٍ يَروحُ بخِزْيِهِ مَحْقُورَا

واصبِرْ على البلوى اتِّباعاً إنَّه = كان النَّبيُّ على البَلاءِ صَبُورَا

واستَجْلِ من رُفُفِ الغُيوبِ مسرَّةً = تدَعُ الكَسيرَ بلُطْفِها مَجْبُورَا

ولَكَمْ طمى حزنٌ بعتْمٍ طامِسٍ = وعليه قدْ رشَّ الكَريمُ النُّورا

إيَّاكَ والدُّنيا فَجانِبْها فقدْ = قامتْ مَتاعاً للبَصيرِ غُرُورَا

إنْ أَقبلَتْ خُذْها ولا تعبأْ بها = أو أدبَرَتْ دعْها ونَمْ مَسْرُورَا

آياتُ حكمَتِهِ وحكمُ جَنابِهِ = والكلُّ كانَ بلوحِهِ مَسْطُورَا

واسْلَمْ بتسليمٍ شُموسُ نِظامِهِ = شرَحَتْ لأَرْبابِ القُلُوبِ صُدُورَا

وغَرِ الزَّمانَ على الحَبيبِ فقد ترَى = أنَّ المحِبَّ على الحَبيبِ غَيُورَا

وارقُبْ بِشاراتِ السَّماءِ فإنَّها = نقَشَتْ على صُحُفِ القُلُوبِ سُطُورَا

تَفْتَرُّ عن حالٍ خفِيٍّ مُبْهَمٍ = وتَراهُ ضمنَ خِلالِها مَنْظُورَا

فلْيَغْشَ منكَ الطَّوقَ حُبًّا باللِّقا = وتَذَكَّرَنْ إذْ حلَّ موسى الطُّورا

واجْهَدْ فإنْ ما مُتَّ في طُرُقِ الهَوَى = قدْ متَّ مَعْذوراً بها مأجُورَا

المصدر: ديوان مشكاة اليقين ومحجة المتقين صفحة 147 + 148 + 149