الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2015, 09:36 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

وقيل لحزب الجوارح الهيكلية: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين .

فحصلت الإغاثة والحمد لله، برد لهفة الطلب وحصل المطلوب وبعد إقامة ثلاثة عشر سنة في الجامع الأزهر والرحاب المبارك الأنور أخذ الإجازة من مشايخ الجامع يومئذٍ، ولم يبق علم مدون أو فن مقروء إلا واستقصاه، ومنح به الإجازة من أهله والمنة لله.

وهذه بوارق الحقائق

وهنا قامت بارقة من معارج مقام القطب الغوث الجامع وأنا في رواق الجامع، فقال صاحبها: أيها السيد أنت المخطوب المحبوب قم فَسِرْ في طريق الله إلى الله. إنتدب لما أُردت له. آن إبّان اقامتك لشأنك. هذه هدرات بحور الواردات من اكناف جميع الحضرات تجتمع من عليّ محادرها، فتتوجه إليك، وأنت على حافة الطريق فوق فراشك وسنابك خيل الفيوضات تقدح طائرة لايصالك. اعيذك بالله من الغفلة. قم ايدك الله بسر بسم الله الرحمن الرحيم .

اضرب فيفاء عراقك حيث ديار عناصرك السابقة وأعراقِك هناك بين خيام الجحاجح الذين عرفتهم المضروبة الأطناب على أوتاد البروج المتصلفة في قبب الآفاق الممنطقة بحزم الزهر الجامعة من كبكبة الألى كل قرم وارث نبوي العزم والعزيمة . غاب وجوده عن الأبصار وحضر بارق سره في الأقطار بإذن الملك الجبار . وقف قبل خروجك من مصر متريضاً ريِّض القلب بالذكر مندفعا عنك واقفاً مع الإشارة لا تبارح وارد طورك منسلخاً في منازلاته من شهودك ممتلئاً مع هزاته تمكيناً ، وليكن علمك بشريعة نبيك حجتك في طريقك دليلك في سيرك واصفع طوارق خواطرك باكُف برهان فقهك فانصرف بسيرك عنك وعن غيرك آخذاً إثر جدك في أخذك وردك والسلام عليك من حضرة القرب التي تلحقك بالركب ورحمة الله وبركاته . فهزتني نغمة كلامه من رياضة السكون إلى روضة الارتياح فقلت وفيها ذكرت ما فعلت:

جاء البشير ليعقوبي بيوسفه = اهلا بيوسف وقت سرّ يعقوبي

رنّت له في طريق السّمع داعية = فقمت مبتهجا في طور مجذوب

أرتاح هذا قميص الوعد مس به = على عيون فؤادي كفّ محبوبي

أبصرت بعد انطماس كنت أحمله = وراق لي من كؤوس القرب مشروبي

وصرت أشهده في كل بارزة = وصرت أقرؤه في كل مكتوبي

والصحو يثبت لي حالا يثبتني = والمحو يبرز عندي حال مسلوب

لم أخش بعد شهودي حسن طلعته = تلوين حالي بمعزول ومنصوب

إن صح لي وشؤن الكون عاطلة = فلا ضرار لعمري ذاك مطلوبي

أقوم والليل مدجاة عوالمه = وذيله ساقط في شكل مسحوب

أإن أنة ثكلى الحي فاقدة = وأستعيد صراخا شأن مرعوب

واستميل غصون البان عاكفة = عليّ اطيارها تصغى لتشبيبي

وحجتي وقفول القوم قافلة = بكل خير مسيري نحو مرغوبي

كأن بي يوم أن تلوى جنائبهم = موقورة الرّحل كسبا ما بمسلوب

أطير وجدا ولي في النفس مثقلة = فكم لها قلت يالوامتي توبي

وراقصات على الضلعين قلن أفق = ما شأن منتدب يسعى كمندوب

هذي السعادة قد جاءتك رافلة = ببردها ضمن خدر الوهب مضروب

وخاطبتك به العلياء قائلة = قم أنت يا ابن رسول الله مخطوبى

فاجمع شتات شؤن أنت صاحبها = وجل ببيد التدلي خير مصحوبي

دنوت إذ ذاك من طور الخطاب وقد = أجريت ضمن جوابي حسن اسلوب

ولاح لي جمع شطح كدت أشهده = مقام مرتبتي أوهام مغلوب

وقمت من حضرتي والأنس يجمعني = وقد تولى رسول الله تأديبي

حكّمت فقهي بإشراقات واردتي = بالنص لا بمعاني فهم موهوب

وكل طارق الهام ينازلني = قيدته بقياس غير مكذوب

وقلت يانخوتي بالذّلة انقطعى = ويا علائق نفسي مرّة ذوبى

فساقني من أبي الزهراء سوق هدى = إلى العراق وفاحت نفحة الطيب

وقيل لي خذ لشيخ المتقين يدا = فتلك أشرف مكسوب وموهوب

فجلت واللمعة البيضاء تسبقني = أنى ذهبت وهذا برء ايوبى

وجبت بيض دمشق واتصلت بها = وقد وقفت بهاتيك المحاريب

وبعد أنجدت حتى البصرة اتضحت = بعد الغموض ونار الوجد تعلو بي

زرت المقام وإبراهيم واتّخذت = ذاتي مصلّى به من بعد تغريبي

وضعت كفا بكف بالإشارة عن = أمر على بيعة الرضوان تهذيبي

وكان شيخي من الأوتاد منزلة = وفي أولي العلم فذا مثل يعسوب

ألقى علىّ إشارات بدمدمة = رشيقة ذات تشريق وتغريب

بنى عليها سلوكي كلها حكم = كلؤلؤ ببديع السلك مثقوب

طرقت بعد الهجوع الحيّ ممتثلا = أمر السماوات أبغي قرب مرقوبى

وصلت أم عباد والصباح له = غلاغل فيه أصناف الأساليب

فجت لناظر سري أي بارقة = من ذلك القبر أحيت ميت منسوبى

فقلت يانظرتي بالحضرة ابتهجى = ويازليخاء نفسي باللقا طيبي

الحمد لله هذا باب سيدنا = شيخ العواجز حامى كل محسوب

فتى يريع الليالي بأس صولته = ويستريح لديه كل متعوب

من الحسين انتقي عقد يتيمته = عصماء عاقبة الزهر الشآبيب

ذو ساحة من رياض الخلد طاف بها = من العلا كل روحىّ وكرّوبي

لذنا بديوان قدس عند مرقده = مرفرف بشفوف الوهب منصوب

وقد طرقنا له الصحراء عافية = نخبّ وجدا بتمزيق الجلابيب

جلا لنا قبسا من طور قبته = حىّ بنور على الأكناف مصبوب

وانشق عن فيض عرفان به جمل = مبسوطة مزجت حسن التراكيب

أحيت قلوبا طماها القبض فانبسطت = بفهمها غير مقروء ومكتوب

من رشة ابن الرفاعي الإمام روت = حين ارتوت كل أنواع الأعاجيب

هذا الذي هد ركن الشطح يوم زها = بخلعة الفتح لكن زهو مطلوب

هذا الذي هز سيف العزم منتدبا = للّه واطرح إذا هز الاحاديب

هذا الذي وصدور القوم شاهدة = مدّ اليمين له الهادي لتقريب

هذا المجرب ترياق القلوب فخذ = منه الأماني ودع زعم التجاريب

هذا الكريم المحيا كم به فرجت = من كربة صعبة عن قلب مكروب

هذا ابن فاطمة الزهراء وهو لها = بعد الأئمة حقا خير منسوب

هذا الذي قام سر النصر فيه فمن = يلجأ به بعراك غير مغلوب

هذا المحجب في الأقطاب سيدهم = في كل باب بإطراق وتأويب

لم يجهل العز من عالي تحجبه = عن قادة القوم إلا كل محجوب

على أرسلان والجيلي قد ضربت = خيامه بعد عزاز ومهيوب

وكان سبعون فردا تحت رايته = غير المحاذين من دان ومحبوب

العرش والفرش والأكوان تعرفه = أنعم بسطر بلوح القدس مكتوب

تكبكبت همم الأقطاب وانجمعت = به بتمكين عزم غير مسلوب

قف عند أعتابه القعساء متثقا = وطب فلست بمتعوب ومعتوب

وقل عليك سلام الله خذ بيدي = فالركب سار وحملى عاق مركوبى

وكان كما نصت هذه السانحة، فقمت على قدم التجريد اتلو: بسم الله الرحمن الرحيم . متوكأً على جذع العناية، اقارع طرق البر من مفازة إلى مفازة، ومن صعدةٍ إلى واد حتى انتهت بي نوبة السير بعد مفارقة ذيل العريش إلى بيداء الشام.

يتبع إن شاء الله تعالى






آخر تعديل الرفاعي يوم 05-09-2022 في 07:47 PM.
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97