الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2019, 12:49 PM رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وفي ( القسطنطينية ) تشرفت بزيارة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا الإمام الجليل خالد أبي أيوب بن زيد الأنصاري، عليه رضوان الباري، فشارفني بذاته، وعمني بهباته، وأكرمني بود أخلصه لي الرحم المتصل به، والموصول الحبل بي، من طرق في نسب سيدي الجد الأكبر، والكبريت الأحمر، مولى الدوائر أبي العلمين رضي الله عنه.

وعجيب وأنا أدور في الجامع الأنصاري، شمَّيت رائحة أحمدية شرحت صدري، فتتبعت أثرها، حتى انتهيت إلى رجل بهيج المنظر، وسيم الشكل والهيئة، عربي، فحدَّق بي واشتغل عن نفسه، ثم هرع إلي، فقبض على يدي، وما قدرت على الانفلات منه حتى صافحني، فقلت: من أيّ البلاد أنت؟ فقال: من (حماة). فقلت: ما اسمك؟ قال: عمر. قلت: وما اسـم أبيك؟ قال: محمد. قلت: ومن أي بيت؟ قال: من بيت الحريري. قلت: من أي الحريرية؟ قال: من الرفاعية. فاسـتجمعت شـأنه، فرأيت فيه حالاً خالصاً، وطوراً صادقاً، وشـأناً تاماً من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وله برهان قلبي من منـازلات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه كثير الصلاة عليه، فدعوت له، وأسعفته بحاله، وأودعت فيه نمطة سر ستظهر في بيته إن شاء الله تعالى.

وبعد ما تمت خدمتي، وكملت حضرتي، خرجت من ( القسطنطينية )، فطفت غربي بلاد الروم وشماليها، عواصمها وقراها وطرقت منها (فارس)، وجُلْت في (الهند)، وأخذت إلى (نجد)، واستقبلت (الجزائر) والسـواحل الشرقية منتهياً إلى (اليمن)، تم توسطت (بلاد الحبشة)، ورحت ألُفّ الطريق كاراً إلى (مصر)، ثم إلى (الإسكندرية)، وفيها رأيت السيد عمر بن الحريري الحموي، الذي سبق ذكره، وكنت يوم سألته بالقسطنطينية عن اسم أبيه في رفة جلال غلبته دهشتها، حتى ظن أنني الخضر عليه السلام، فطارفته بطارفة جمال هناك، فانبسط إلي وانطبع في، فقلت: عرفت صاحبك في (القسطنطينية) بجامع الإمام أبي أيوب رضي الله عنه فقال: نعم.

فقلت: ما اسم أبيك؟ فقال: حسن. فقلت: وأبوه؟ فقال: محمد. فقلت: حينئذ يوم سميت أباك هناك محمداً، جئت بما عليه العرب فإن أحدهم ينتسب إلى جده؟ فقال لا والله بل دهشني حالك، وظننت أنك الخضر.

فقلت: صل على نبيك، رأيت رجلاً من آل عمك بني رفاعة يجتمع على الخضر عليه السلام، فبكى وجداً وطلب مني الدعاء، فدعوت له وطويت في بيته حال من إسمي سينشره تعالى بعد حين، ((والحمد لله رب العالمين)). وتركه وانصرفت.

وكريت في السير إلى الشام، ومنها إلى (أم عبيدة) أطوي القيعان، وأفرى الشقق، وأمزق ديباجات البلدان، حتى انتهيت إليها سلام الله على ساكنيها صبح خميس، والربيع يهف، والأزهار تشف، وسندس حدائق ذاك البر يرف، ولؤلؤ ندى الندى يطف، والغيم يستشتي برشاش أشبه الماء بدمع محب اجتمع على حبيب، أو مريض أنس إلى طبيب، فمثلت هناك بعتبة فرد الرجال، سلطان أهل المقام والحال، فانشق رداء الشراع الأحمدي، وانبلج من طي السـجف الطرازي ضمن طوايا المحضرين نور أبي العلمين، فسلم عليّ، وردني إليّ، فحضرت بعد غيبة، وفرقت بعد جمع، وأمرني هناك بالاعتكاف إلى الجمعة القابلة، فظننت المدة تسعة أيام، فأخذت بعزم العزيمة على هذا المنوال، وقبل انبلاج فجر الجمعة من اليوم الثاني:

(دعيت في الحضرة، وفرشت سجاجيد الدولة النبوية)

وهناك وتصدر على البساط حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد توفي قبل ساعتين القطب الغوث صاحب الوقت في بادية (يفرس) من اليمن، وفُوِّضت إليَّ مرتبته من قِبَل النبي صلى الله عليه وسلم تحكماً وتصرفاً، فخفقت عليّ من المرتبتين أثواب الرايتين؛ بمشهد الإمام أبي العلمين؛ وبويعت على ثمانين ألف نص، رصعتها في صدري مجلساً مجلساً، وأخذت أقوم بها على نكتة نوع ومحضر حال يوقر تفصيله بعيراً.

لو رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ومحضراً منيراً وسراً نورانياً وشأناً نبوياً! الله ما أعلى مرتبة الغوثية! وأعلى منها الاشتغال بالله عنها! وإني لأرجو منها مظهراً إلى الله تعالى.

وانظر ما قاله بشأن الغوثية والغوث، سيد أغواث الأمة بعد الأئمة، مولانا السـيد الكبير أحمد الرفاعي رضي الله عنه، فقد نقل عنه صاحب "غنيمة الفريقين" أنه قال:

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا وسيد ملوك الحضرات، محمد وآله وأصحابه الطاهرين.

أما بعد: فالغوثية علم يعني به القطب الفرد، سيد الأبدال في زمانه، الذي قدَّمه الله باستعداده وسعة علمه ونور قلبه وكثرة عرفانه وعقله عليهم، جاء في الخبر، عن النبي الأطهر صلى الله عليه وسلم: (إن لله عز وجل في الخلق ثلاثمائة، قلوبهم على قلب آدم؛ ولله في الخلق أربعون، قلوبهم على قلب إبراهيم؛ ولله في الخلق سبعة، قلوبهم على قلب موسى، وله في الخلق خمسة، قلوبهم على قلب جبرائيل؛ ولله في الخلق ثلاثة، قلوبهم على قلب ميكائيل؛ ولله في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل؛ فإذا مات الواحد، أبدل الله مكانه من الثلاثة، وإذا مات من الثلاثة، أبدل الله مكانه من الخمسة، وإذا مات من الخمسة، أبدل الله مكانه من السبعة، وإذا مات من السبعة، أبدل الله مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين، أبدل الله مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات من الثلاثمائة، أبدل الله مكانه من العامة، فبهم يحي ويميت، ويمطر وينبت، ويدفع البلاء.

وهنا لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن أحداً منهم على قلبه الشريف المبارك، إذ لم يخلق الله تعالى في عالمي الخلق والأمر أعز وأشرف وأكرم وألطف من قلبه صلى الله عليه وسلم.

فقلوب جميع الأنبياء والملائكة والأولياء، بالإضافة إلى قلبه الأنور الأطهر كإضافة سائر الكواكب إلى إضاءة الشمس.

ولما كانت الطائفة المنوه بذكرها كريمة على الله، بها يحي ويميت، ويمطر وينبت، ويدفع البلاء، وأعلاهم منزلة ومقاماً الواحد المختار للمقام التنزلي في المظهر الإنساني على القلب الإسرافيلي، جعل الله به قوام الدنيا وأهلها و وقيل له لذلك: (الغوث)، ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال، الذين بهم قوام الدنيا وأهلها: الرضاء بالقضاء، والصبر عن محارم الله، والغضب في ذات الله).

ويا عجباً لك أيها المحجوب بنفسك، المنقطع عن القافلة الواصلة، تقول: كيف يمكن لرجل من بني آدم الغوثية، وهي مقام التصرف والنهي والأمر في الذرات؟ وأنت ترى أن الشمس سرت أشعتها ـ وهي في مستقرها ـ إلى الحادثات، وعمت جميع البارزات، وقامت بإغاثة النباتات والمرئيات، وامتدت سجف أذيال نفعها على الكليات في الأرض والجزئيات، ولها في العالم السماوي محضر لا يستغنى عنه ولا بد منه، وأنت تقول بذلك، وتعلم أن الذي وهبها هذه القدرة وأمدها بهذه القوة، إنما هو الله الذي لا إله إلا هو الخالق الباريء المصور العزيز الجبار، وإنها لكوكب؛ الآدمي عند الله أكرم منها وأفضل وأعز، وله سبحانه التصرف المطلق والقدرة الشاملة، وأنه لقادر على استيداع ما قام بذلك الكوكب في حجر أسود ملقى في فلاة.

وإذا كان كذلك، والأمر ـ والله ـ كذلك، فالقطب الغوث هو المستودع للأسرار الإلهية في الكبكبة الآدمية، يغيث بإذن الله حاضراً كان أو غائباً، حياً كان أو ميتاً، نعم يكون ذلك بإغاثة الله، بمعونة الله، بإحسان الله، بحول الله، بقوة الله، لا حول ولا قوة إلا بالله.

أتزعم أيها المردود إن عقدة الوصلة بين الخالق والخلق مفلوتة، أم دولة إمداده المتدلية إلى خلَّص عباده على حياة دون موت موقوتة، حجَّرت على كريم، وقيَّدت إطلاق عظيم، يدعو الولي فيجيب الله بمحض الكرم وسابقة الوهب من دعاه، ولا إله إلا الله.

كيف ينكر العاقل خواص الأزمنة والأمكنة والأشخاص، وها هي آثارها بارزة العيان، جليَّة لأولي الإذعان، جعل ربك زمن الشتاء ماطراً، وزمن الصيف قاشعاً، وجعل مكان الكعبة قبلة، ومكان العُزَّى مهجوراً، وجعل اليد الأعظم المصطفى نبياً رسولاً محبوباً مكرماً معظماً؛ وجعل أبا جهل ملعوناً مطروداً مهاناً مبغوضاً، وجعل ماء فم الصدفة دراً، وماء فم الحية سماً، وجعل جوهر الذهب عزيزاً، وجوهر التراب مهملاً، وأقام في مادة التراب نفعاً، وفي مادة النار إتلافاً، وفي روح الماء حياة، وفي غلبته المضمرة فيه إماتة، وصب في الهواء نشأة سيارة، وفي غلبة الريح عذاباً، وفي رقيقه رحمة.

ومن هذه الأسرار قسم للغوث في كل زمان هذه الخصوصيات، وأعطاه هذه المزيات، وأكرمه وأيده وأقامه نائباً عن نبيه الكريم، سيدنا وسيد سادات الوجود محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يثقلن عليك ـ أيها المتعالي بطورك، المحجوب بغرورك ـ أن تنقاد إليه، فقد قادك الله لتعظيم حجر وأمرك بتقبيله واستلامه، وسبقك لذلك روح هذه الوجودات، سـيد السادات محمد صلى الله عليه وسلم، انقياداً لأمر الله تعالى، وعملاً به، وتحققاً بالخضوع تحت مجاري الأحكام الربانية، وتسليماً لله تعالى وتقدس بكل ما شاء، ((ألا له الخلق والأمر)).

وإني ـ ولله الحمد ـ صوإني ـ ولله الحمد ـ صاحب هذه المرتبة، ووارث نوبة هذه النيابة المحمدية، وكل من تصدر في هذا المقام، فهو نائب عن النبي عليه الصلاة والسلام.

ولهذا المقام مراتب لا تحد، يترقى بها المؤيدون إلى غاية الغايات، ولا يكون ذلك لامرأة قط، ولا لمن لم ينسلخ من كلياته وجزئياته.

وهذه الإشارات التي تخفق، والحجب التي تفتق وترتق، قمت بها في منزلة حمل أعبائها أجوب برها وبحرها، فلا يصعب عليك أيها المستبعد لذلك حسداً أو جهلاً؛ فإن صاحب هذه المرتبة أعجز منك، لولا أن قواه الله تعالى، أبعد منك لولا أن أدناه، أفقر منك لولا أن أغناه، أجهل منك لولا أن علمه.

هذا مقام الحل والعقد في القرب والبعد، منزلة الصديقين المتمكنين، يقوم فيها بعضهم من طريق الخلعة، وبعضهم من طريق المرتبة، وبعضهم من طريق الإضافة، وبعضهم وهم المحمديون الجامعون يجمعون بين هذه وهذه وهذه، ما شاء الله كان.

ختمت بـي هذه الولاية الجامعة المحمدية، كما ختمت بجدي رسـول الله محمد المصـطفى صلى الله عليه وسلم النبوة، فعوِّل علي ـ أي أُخيّ ـ في طريقك إلى ربك، بسيرك إلى حضرة قرب نبيك، وانتشق رائحة مسك الرسول الإلهي الذي علمك الكتاب والحكمة وزكاك بإذن الله تعالى بملازمة مجلسي، بسلوك طريقي؛ فإني تحققت بما جاء به تخلقاً وتمكناً، وعليَّ نظره، وفيَّ سرّه، وأنا محل دولة مدده اليوم، وكل وليٍّ محمديٍّ إذا مات يؤخذ سيف ولايته ويعلَّق في بابي إلى ما شاء الله.

أنا شيخ من لا شيخ له، أنا شيخ كل موحد، ولي على كل مسلم بيعة عامة من طريق التجديد، في حضرة السعادة الأبدية، بيَ الله يعطي ويمنع، ويصل ويقطع، ويفرق ويجمع، ويعز ويذل، ويفعل لي فوق ما أريد بلا قصد ولا اختيار.

أضمر الله فيَّ سراً إلهياً من كرمه، أُفرغ إلي من قلب نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، أُحي وأُميت به بإذن الله تعالى.

يا أهل البوادي والحواضر، يا رجال الدوائر، يا معاشر أكابر الحظائر والأصاغر، كلكم يعلم أن الله ـ تعالت قدرته ـ أقامني اليوم على منبر النيابة عن رسوله الأعظم عليه الصلاة والسلام، ورزقني في منزلتي التحكم المحض، وأفرغ علي من لدنه نعمة سابغة، ووعدني بمحض الفضل تسلسل بركة هذه النوبة في أهل بيتي وخلفائي ومحبي إلى يوم القيامة، لا تنقطع هذه البركة بإذن الله: ((قل كل من عند الله))، ((حسبنا الله ونعم الوكيل)).

قد يُسأل عن حديثه المتحدث: ((وأما بنعمة ربك فحدث)) أنا مظهر البرهان المحمدي في دائرة السلطنة المصطفوية تحت ثوب العَلَم الرسولي المنشور إلى يوم الدين. فخذ أي طالب الفيض الرباني، أي مغترف موجة الفضل النبوي، واروِ لأهل الحضرات أسرار عروس الحضرة الصمدانية، فإني ولله المنة ترجمان حكمة ذلك الجناب، مفسر آيات ذلك الكتاب، وإذا أردت الإنسلاك بركبان الحبيب السائرين إليه. فاصفع نخوة نفسك بنعلك، وتجرد عن واهمة كونك وأهلك، وصغيرك وكبيرك، وقليلك وكثيرك، وإذا قمعت ثائرة النفس فنور القلب بعدها بخالص الذكر، واجعل لك حضرة خاصة خفية عن الناس مع ربك لا يطلع عليها أحد غيره. إذ من ليس له سر فهو مُصرّ، وإذا كنت في حلقة الذكر مع إخوانك وذوي شأنك فاشتغل عن الكُل بذكرك، واشتغل عن ذكرك بمذكورك، ولا تنظر إلى إعوجاج رفيقك واستوائه وموافقته لك في اللفظ والحركة ومخالفته فإنما هذا النظام جعل لأهل البداية ليتخلصوا من شتات الهمة حالة الذكر لضعفهم وقلة قوة قلوبهم، والأقوياء يجب عليهم موافقة الضعفاء في مثل هذه الحضرات ألا ترى أن الصلاة المفروضة شرع فيها القيام والقعود والركوع والسجود بالموافقة لاستكمال أمر الحضور الأجمع، والسنة النبوية لم يشترط بها هذا لأنها من معاملة النبي الخاصة مع ربه سبحانه وليتمرن المؤمنون على المعاملة المصطفوية مع الله تعالى فيصح تمكينهم وحضورهم حالة الموافقة والمخالفة إذ المتمكنون عليهم الرحمة والرضوان يسمعون من صرير الباب، ويفهمون من نغطة الطير حكم الخطاب لا ترتاض قلوبهم بموافقته، ولا تتشتت من داهمة مخالفة، ولا تحن لمجرد النغمة الرقيقة، والأنَّة الرشيقة، قصدهم المعاني المطوية في كل تلك المحاضرات، طيّاً ونشراً، طمساً وبروزاً، غيباً وحضوراً، ما بكوا لحاجة في النفس ترجع إلى النفس، ولا تواجدوا لشبَّة في الخاطر أهاجها حدوُ الحادي المجرد، ولا أرقصهم صوت عود، ولا رِقَّة منشود، هممهم طائرة بكليتها إلى الله في جلجلة أسراره ترن قلوبهم، وإليه تهرع جنائب عزائمهم هو الحبيب وهم المحبون ((لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ)) اللهم ألحقنا بأهل السلامة، وأعذنا من الخزي والرد في الدنيا ويوم القيامة، واكتبنا في عبادك الصديقين الذين لا خوف ولا هم يحزنون والحمد لله رب العالمين. انتهى كلامه الشريف المبارك وبه الكفاية عليه سلام الله وتحياته وبركاته ورضوانه.

( وفي ليلة اتحافي )

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97