الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2018, 10:12 AM رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ


و ك ( ومما لا يلتفت إليه )

كرامة تحدث في حالة غفلة عن الله تعالى فإن تلك معونة، وهي من النعم التي يجب شكر الله تعالى عليها، والتنبه بها وعدم الانحجاب ببارزها، وأن لا يستعين بها بعد بروزها على معصية الغفلة والأمن من الله تعالى، وإهمال ما أمر به، فإنها لربما تُعقِب ندامه:

وهذا نص سيدنا ومولانا صاحب الطريقة القويمة، والمحجة المستقيمة أبا العلمين السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه وعنا به، فإنه يقول: رب كرامة يعقبها ندامة، ورب نعمة يتبعها غمة. يريد أن الكرامة إذا أنحجب بها المرء أعقبته ندامة كطيران برصيصا في الهواء، وإن النعمة إذا قطعت المنْعَم عن المنْعِم أعقبته غمة كنعمة قارون، ثم قال رضي الله عنه: وأشرف الكرامات ما زادك انسلاخاً من أنانيتك وحجبك عن رؤية نفسك، وأجل النعم ما قطعك عنك ودلك على ربك.

فانظر أيها اللبيب بعين اعتبارك هذه الحِكَم الأحمدية التي تتفجر من ينابيع الخزانة المحمدية، وأعمل بها وأنت إن شاء الله من الآمنين.

ز ك ( ومما لا يلتفت إليه )

سقوط دنانير من الهواء للفقير حالة اضطراره ليدفع بها ما ألمَّ به من الضرورة، فإن قبوله حال النبي صلى الله عليه وسلم أولى له في منازلات فقهه إن كان من الصابرين ((إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب)) على أن الهمة تستريح لهذه العناية، فربما انبسطت وأعقبها الانبساط انحطاطاً عن العزيمة، وقد عُرضت على النبي الكريم جبال مكة أن تصير له ذهبا فأباها إيماناً بالله ورضاءً بما رضي له:

والإمام السعيد الشهيد السبط الحسين عليه السلام يقول: من أعتمد على حسن اختيار الله له لم يتمنَّ غير ما اختاره الله له، فإن قلت إن سقطت الدنانير بغير طلب ولا تمنٍّ قلنا: لزم الشكر والاعتبار وطرح الدنيا عن الأفكار، والاشتغال بالمؤثر عن الآثار، إذ ما في الدار غيره ديَّار.

ح ك ( ومما لا يلتفت إليه )

حال ينبسط له الخاطر، فينتج دعوى يلفظ بها اللسان ارتياحاً للحال قال سيدنا المربي الكامل حكيم عساكر الأولياء وسلطان أَئِمة الحكماء السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه وعنا به: الدعوى رعونة نفس لا يحتملها القلب، فليقيها إلى اللسان فينطق بها الرجل الأحمق.

وقال أيضا: آفة الحال الارتياح إلى الدعوى، ومن لم يرب بحاله لم يرب بمقاله.

ط ك ( ومما لا يلتفت إليه )

علم وسيع في فنون مقروءة معلومة، يسوق صاحبه لرؤيا تفوق على غيره ممن هو دونه في تلك الفنون والعلوم، فكم من لسان عالم بفم رجل ذي قلب جاهل، وكم من لسان جاهل بفم رجل ذي قلب عالم، فإذا كنت في محافل العلماء قيّد لسانك، وإذا كنت في محافل طلاب الحق قيد قلبك، واطرح عنك رؤيا علمك، فالعلم سر يقود العبد إلى مفارقة الطرق التي تبرز الأمراض لطارقها، ويأخذ بصاحبه إلى سلوك الطرق التي تنتج الإسعاف في أمر القلب والروح والعقل، وتنهض بهم إلى الله تعالى.

قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه :


شكوت إلى وكيع سوء فهمي = فارشدني إلى ترك المعاصي

واخبرني بأن العلـم نـور = ونور الله لا يهدى لعاصـي


ورحم الله صاحب الزبد حيث قال :


وعالم بعلمه لـم يعملـن = معذب من قبل عابد الوثن

وكل من بغير علم يعمل = أعماله مردودة لا تقبـل


ل ( ومما لا يلتفت إليه )

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97