الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2018, 10:23 AM رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

ل ( ومما لا يلتفت إليه )

استغراق بعبادة قام أساسها على جهل بحكم العبادة، فإن العبادة لا تقبل برأي، وإنما هي مشروعة معرَّفة غير منكرة، فمن عمل برأيه، فعمله مضروب به وجهه.

جاء في الخبر ( لا يكون أحدكم مؤمنا حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) ونقنع من العامل بمعرفة حكم العمل على الوجه الشرعي المرضيّ، ولا نكلفه تعلم علم النحو والعروض والبديع والبيان والفلسفة والهندسة وأشباه ذلك من العلوم الزائدة، ونكلفه تعلم العلم النافع الشرعي، وهو أن يعلم ما له وما عليه وكفى بالله وليا.

أ ل ( ومما لا يلتفت إليه )

حب خلوة فإن فيها آفات، يقال كم من راكع في الحرم المكي وهو يرائي أهل خراسان، وأدب الخلوة صحة الانسلاخ عن رؤية الخلوة، مع حسن الارتياح لذكر الله بعزم خالص، ونية صحيحة وهمة عالية منقبضة عن الانقباض والانبساط راجعة في كل شؤونها إلى الله تعالى.

ب ل ( ومما لا يلتفت إليه )

حب السياحة فإن فيها آفات كتأخير بعض أوقات الصلاة، وانشراح النفس برؤيا البلدان الشاسعة والأقطار الفسيحة والاشتغال بها عن صانعها، وأدب السياحة حفظ النفس من الانقباض، والعين من النظر والخاطر من الطلب، واليد من السؤال، ومع كل هذا فالأهم قطع ثائر الشهوة، وهدم صومعة الهوى، والقيام بإفساح الخاطر لكل مسلم، والرضا عن الله، والاعتبار بمصنوعاته اعتباراً يرفع بالعزم للأخذ بالعزائم من دون رؤيا العمل في كل حال من هذه الأحوال وإلى الله تصير الأمور.

ج ل ( ومما لا يلتفت إليه )

سماع هاتف يشير إلى أمر غيبي من حوادث الكون مسرٍّ أو مضرّ تهفت النفس لظهوره، فيشتغل سامع ذلك الهاتف عن خدمة ربه بانتظار ظهور ما في بطن الغيب، وقد يكون ذلك الهاتف لا من هواتف الحق، بل من هواتف الشياطين، أو طارق من طوارق النفس، والعارف لا يشتغل عن خدمته، ولا بكشف الغطاء فضلاً عن الأخبار بما وراءه، وما أحسن قول الإمام الأكبر الرفاعي رضي الله عنه:


توشح بهذا الباب بردة خائـف = وسِرْ بإشارات الرسول اللطائف

ولا تنقطع طيشا بحال مَظَاهِرٍ = ولا بكشوفات وأخبـار هاتـف

فإن دثار الخوف عُدَّةُ عـارف = تدلى دنوّاً للعلـى بالرفـارف


د ل ( ومما لا يلتفت إليه )

انقياد عوالم الجن والأنس لخدمة الفقير تجرداً من الاستخدام بالخدمة، فإن من كان همه خدمة ربه لا يرتاح باستخدام غيره له، على أن لذة خدمته لمولاه فوق لذة خدمة غيره له بدرجات كثيرة، وهذا مقام التحقق العبودية، والتخلق بالعبدية، ويقول القائل:


لا تدعني إلا بياعبدها = فإنه من أشرف أسمائيا


وكل مراتب أهل الترقي في معاريج القرب من حضرة القدس، كيف كانت وإلى أين انتهت دون هذا المقام، أعني مقام العبودية، وبعد هذه الرتبة أعني رتبة العبدية، وصلى الله على عبده سيد العوالم وآله وصبحه وسلم.

- عود حسن -

10 ( وبويعت في الحضرة )

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97