الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2018, 10:53 AM رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

19 ( وبويعت في الحضرة )

على انتهاج منهاج الأصحاب، والآل الأنجاب، والأتباع أولي الألباب، وأمرت بانتقاء مذهب أهل الخصوصية منهم رضي الله تعالى عنهم، فمن الحزم انتقاء أشرف المذاهب التي ترفع العبد لساحة التقريب وتدنيه من حظيرة المواهب، والله سبحانه يحب معالي الهمم ويكره سفسافها، وكذلك جاء في الخبر (إن الله يحب معالي الأمور) وفي الأثر (علو الهمة من الإيمان) والدناءة اشتقاقها من الدنيا، وهما حرامان على أهل الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

20 ( وبويعت في الحضرة )

على رد كل ما ينسب للأولياء من الكلمات التي يردّها ظاهر الشرع ولا يستقيم تأويلها، فإن حفظ نظام الشريعة الغراء أهم من حفظ أقاويل زيد وعمرو وخالد وبكر، وهذا مذهب شيخنا وسيدنا السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه، وإن تعصب أقوام للكمات المنقولة عن بعض المشايخ التي تصادم أحكام الشرع من صدمات القدر، والدافعة إلى سقر- والعياذ بالله - وأسبابها نزغ الشيطان وانقياد النفس لما يلقيه عليها من النزغ فترتاح له وتهم بمنازعة مخالفها ولو كان مستنده الشرع الشريف. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن رَدّ ما ينسب للأولياء من الكلمات المردودة شرعاً لا يقضي بردّهم وهضم حقوقهم ومنازلهم، بل هو من الشأن المؤيد لولايتهم، والمشيّد لأركان طريقهم، فإن الولاية الموالاة لله – أعني لأوامره سبحانه - والطريق ما شرع من الدين للمسلمين لا غير: ورضي الله عن شيخ الطوائف سيدنا أحمد الكبير الرفاعي نفعنا الله والمسلمين بعلومه فإنه قال: كل طريقة خالفت الشريعة فهي زندقة.

21 ( وبويعت في الحضرة )

على التواضع للمتواضعين، وعلى التكبر على المتكبرين ومستنده خبر ( الكبر على المتكبر صدقة ) ومعنى الكبر على المتكبر الاستغناء بالله تعالى عنه وإعلام نفسه الوقحة الجاهلة أنها ليست بشيء ولا على شيء، وان الفعل لله، هو أعني المتكبر بأيّ سبب زلق فتكبَّر مع السبب زائل، والله الأبديّ الذي لا يزول ((كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) والخلق يؤول أمرهم للخالق ولا إله إلا الله.

22 ( وبويعت في الحضرة )

على الانقباض عند المنقبضين، وعلى العبوسة عند أولي العبوسة هدماً لصوامع نفوسهم، فإن كان انقباضهم عن حاجة فحقهم رفعها لله تعالى وهو قاضي الحاجات، وبه تدرك المأمولات، وطور الانقباض فيه شؤم الاشمئزاز من تصرف الله تعالى، والمعارضة له سبحانه فيما وضع، وهو سبحانه الذي يضر وينفع، ويصل ويقطع، ويعطي ويمنع، وهو على كل شيءٍ قدير.

فلو غُرست حقيقة الثقة بالله، وشجرة التوكل عليه، والاطمئنان بوعده تعالى بنص قوله عز شأنه: (( نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ )) في قلب المنقبض لِرِزْقِهِ لَمَا انقبض للرزق، ولصح يقينه، وكمل اطمئنانه بربه، وانبسط باستفقاد الله تعالى له بأمر دنياه كيف كان سعة أو ضيقاً، فإن هذه الدنيا له جلت قدرته، وقد أودع في كل قلب ما شغله، وجعل لكل مخلوق مشغله، فإن شغل العبد بدنيا كثيرة، وأمور كبيرة، وظهور وبروز، وخزائن وكنوز، فله الكل والفعل والأمر، ونهاية ذلك الاشتغال قطع عن المشاغل وإرجاع إليه سبحانه، وإن شغله بشيء من هذه الدنيا يسير وأمر حقير فكذلك نهاية ذلك القطع البتّ عنه، والإرجاع لساحته الربانية. إنا لله وإنا إليه راجعون.

فما بقي للعاقل إلا أن يتفكر في المشغلتين هل له منهما شيء يقوم به ملكه ولا يفوته؟ فلا بد أن يعرف أن الكل فائت، فهناك ينطبع به الرضا إن كان عاقلاً، ويكون ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه. ذلك هو الفوز العظيم.

وإلا فرُدّ وصُدّ وهُجر وبُعّد، وإلى الله تصير الأمور.

وإن كان انقباض ذلك المنقبض ترفعاً على جلسائه، فالبعد عنه مأمور به، وإن كان عن طبعٍ خَلْقيٍّ فيه، ففيه نظر إن توجه انقباضه لأمر دينيٍّ أو لحاجة أُخروية، فهو انقباض حزن لا يورث علوّاً ولا استكباراً بل يورث ذلاً لله وانكساراً ومثل هذا المنقبض يُشَارَك بانقباضه، وان كان لأمر دنيويّ أو لحاجة أنتجتها شهوة، فاعتزاله من أهم الأمور، إذ النظر إليه يحجب القلب عن مطالعات الغيوب، وأما عبوسة الوجه فإنها من علامات القسوة وقبح الطوية، وقد فرَّق أهل العرفان الجامع بين العباسة والعبوسة، وبين العباس والعبوس، فقالوا: العباسة رزانة في الطبع تنتج وقاراً ينشر على الوجه يرفع صاحبه عن الطيش والخفة والبشر الدافع إلى الانحطاط عن مراتب أهل الأدب والاحتشام، فأحسنها يوم حرب وعند ملاقات خصم وممارسة أمر مهمٍّ، ويقال لصاحب هذا الوصف عباس، وهذا معنى((عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى)) الآية أي ارتفع عن البشر للأعمى وقاراً لا عبوسة، مع أنه محل الرحمة، وهذا سبب العتاب، وإلا فالحبيب الكريم الرؤوف الرحيم محفوظ العبوسة في عالم خلقه صلى الله عليه وسلم.

وأما العبوسة فهي ثائرة حقد في النفس تجمع بخلاً وشدة حزم (1) فيما لا يرضي الله، وعدم محبة للخلق تنشر رداء مقت في الوجه، ويقال لصاحب هذا الوصف عبوس، ولا يخلو العباس من نخوة كرم وحسن سريرة كما لا يخلو العبوس من دناءة وبخل وسوء سريرة، وجَمَعَ هذه الإشارات قول سيد الوجودات عليه أكمل الصلوات والتحيات (من أسرّ سريرة البسه الله رداءها إن خيراً فخير وإن شراً فشر) صدق عليه الصلاة والسلام.

23 ( وبويعت في الحضرة )

يتبع إن شاء الله تعالى

(1) وفي النسخة الحلبية: جزم






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97