الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2019, 12:16 PM رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وحيث أنَّ آخر الزمان شبت فيه نار الفتن وكثرت فيه الغوائل، وعظمت فيه شنشنة الكفار وكثرة أموالهم وخيلهم ورجالهم، وانتشرت صناعاتهم، وهال خطرهم، فلهذا تحتم على الأمة إقالة عثرات الإمام وعماله، والانطباق معهم باجتماع الكلمة، واتحـاد القلوب على تأمين أحوال الأمة من أعدائها، ولزم الاشـتغال بصـالح الإمام وعماله عوض الاعتراض والانتقاد عليهم.

هذا وإن كان لهم ما ينتقد عليه من الأعمال؛ فإن المرء إذا كان له أخ في الله، أو جار انحرف عن طريق الصواب، وانصرف إلى لذاته وسـبيل شهواته، فهل من الحكمة أن يفاجأه بالمسـبة ويطارقة بالغيبة ويوغر عليه الصدور، أم الحكمة أن يسـتر عيبه ويتلطف بنصيحته ويبذل الجهد لإصلاحه.

بل الحكمة الشق الثاني، قال الله تعالى: ((أُدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسـنة))، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً).

ومن مطارق الأنظار السابحة في حضرة الفتح الإلهي، ما برز لي بشأن هذا الملك وبيته؛ فإن أسرار الغيب لا يطلع عليها أحد إلا من ارتضاه الله لذلك، فأطلعه على ما هنالك.

وقد تعين لي في صحيفة شهودي بعد طي منشور مظهر هذا الرجل البارز، بروز أخ له سيبرز ثم يطوى بعد برهة بصدمة من صدمات الأقدار، تطهره من غبار نفسه، فيموت طيبا مرضياً؛ فإن الله يصلح الخاتمة بأي سبب شاء.

ثم يليه ولد الحاضر، ويا عجبا رأيت في صحيفته خطاً أسوداً برز من قلبه، فخبط عقله وأمضاه، كأن لم يلج سم الخياط الأمر والنهي، لما فيه من وقيعة في طبعه، صادة له عن السبيل الأمين، والحكم لله رب العالمين.

ثم يليه ولد الحاضر الثاني، وفي أيامه أيامنا، حيث تنشـر أعلامنا، وإنه لفي طارفة النظرة المحمدية نسيج حال أبيه، وله عين ترعاه من قبل صاحب دائرة البرهان الفياض، قطب الوجودات، سيدنا الإمام الرفاعي رضوان الله عليه وسلامه، ولكن لا يشعر بها، وكذلك اللطف الخفي يلحظ العبد من حيث لا يشعر.

وقد تتغلغل العوارض، وتتعارض الغوائل في زمنه، ويكثر عليه التهويل؛ وقد كلفني الله تعالى من طريق الهمة رعاية شأنه، والاهتمام بوقاية أمره، وصيانة مقامه، وقد أشرت بل وصرحت بذلك في رائيتي الكبرى، التي سميتها: "أساليب البيان, لأسرار آخر الزمان" ومنها قلت:


سيأتـي أبـو السبعيـن والأربـع = يسلمه الرحمن مـن كـل ذي شـر

بأيامـه أيامـنـا حـيـث انـنـا = رضينا به في مجلس الغار بالفجـر

أمين وإن عاداه كـل مـن اعتـدى = على طوري الأمرين بالسر والجهر

سيحمل من برهان مكنـون سرنـا = نظاماً بـه الآيـات طيبـة النثـر

ولابد من بعـد الوهانـة أن يـرى = قوياً على طور الغضنفر في العصر

وصاحبنـا يدنـو إليـه ويرتقـي = بسلك كبار العصر في ظاهر الأمر

رقائـق أحكـام جـلا الله سرهـا = تعالى له التصريف في النهي والأمر


وبهذه القصيدة السعيدة من الإعلام بمنزلة هذا المولى الثاني من أولاد أبيه الثالث بعده، في جانحة النظر الخاص المحمدي والعطف الأخص الأحمدي، ما يفهمه أهل الخصوصية من المحققين.

وبالجملة، فبيتهم معمور، وفيهم من أسلافهم قدم صالح، وإذا ترقرقت الآثار، ودارت الأدوار، وطرقت الطوارق، وكثرت المزالق، فلله فيهم مدد وعين عناية تصونهم حرمة لمن شـرفهم الله بخدمة أعتابه النبوية، عليه أفضل الصلاة والسلام والتحية.

وقد أهَّلَ الله أهْل هذا البيت لهذه الخدمة السعيدة، وها هي أسماؤهم تذكر على المنبر المصطفوي، بمحضر من الجناب النبوي، ونعمت العناية! والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

وقد تعرضت لذكر هذا البيت، لما كُلِّفت به من النظر إلى الرجل الحاضر منهم، والذي سيأتي ثانياً من أولاده فيهم ولما سيبديه الله من شؤونات كرمه بشأن بيتنا العامر، وطريقنا الطاهر، بتلك الأيام المعنية، بهذه الإشارات المطوية، وإلا فما نحن بصدد أهل الملك والحكومات الظاهرة، وأين نحن منهم؟! نحن انقطعنا إلى الله، وهجرنا الأكوان في الله، وقاطعنا الحادثات لأجل الله، وخرجنا عن وهم الحول والقوة إلى تدبير الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ورب قائل يقول، وحاسد يصول، فقل له: سينشر هذا السر بعد أن نطوى في القبور، ويعقب ذلك الخفاء الظهور، و ((إلى الله تصير الأمور)).

وفي ( القسطنطينية ) تشرفت بزيارة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم...........

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97