الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2019, 01:18 PM رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

( وفي ليلة اتحافي )

بمرتبة الغوثية الجامعة، والقطبية الشاملة، خاطبني في الحضرة حبيبي صلى الله عليه وسلم بنص:

( ياغريب الغرباء )

وفيه إشارة نبوية لما أسعدني الله به من النظر الخاص المحمدي وشهادة صادقة يأني ولله الحمد ببركة إسعاف توجهات سيد الوجود صلى الله عليه وسلم (غريب في غرباء القوم أهل الحضرة) والغريب فيهم هم المتمحض بالدين فإن الدين غريب وقد بدأ غريباً وسيعود كما بدأ؛ وهذه النشأة النورانية الطالعة من فلك عناية المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الخطاب تأييد محض خصني به عليه من الله أتم الصلاة والسلام والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

ولا زالت تحفني العناية في مرتبة التصرف فتزيدني تمكيناً وترقياًّ في مرتبتي فصففت الصفوف في ديوان الله، واحكمت المراتب، ونظمت المواكب، واستكملت حكم التصريف بكل ما سنح به القدر، وساعدت به المشيئة، وتعلقت به الإرادة، وأُفيض إليَّ بالواسطة الكريمة المحمدية شأناً شأناً، وطوراً طوراً، وحالاً حالاً، ومقاماً مقاماً، فانعطفت إليَّ الأنظار النبوية، وتوجهت إليَّ عوارف الإمدادت الربانية، فصعدت في مرتبتي بلا نزول، وتألقت في مطلع شمس مرتبتي بلا أفول، وأنقضت ستة أشهر لي فارتفعت همتي اشتغالاً بربي، وانمحاقاً عن صفاتي بصفاته، وانطماساً عن كونيتي بمراقبته، وانعداماً عن وجودي بسلطانه، فخلعت ثوب التصرف ونزعت بردة الاشتغال به فراراً إلى الله تعالى، فصادف ذلك قبولاً حسناً فأفرغت عني بإلْباسٍ مني إلى الصاحب الأول السعيد الشريف الكامل الأحمدي المشرب والخرقة أبي الكمال عبد الله صابر الدار، وخلعت في مرتبة المحاذاة بخلعة الغوثية أربعة في العصر، وقمت أجوب الأقطار والأمصار منطوياً عن كليَّاتي وجزئياتي في علم الله أسْبَح ببحر كرمه سبحانه وتعالى متقلباً بأنواع النعم على بساط مائدة النبي صلى الله عليه وسلم وقد رُسم لي ولله الحمد في الحضرة النورانية مرسوم دولة الفقر من طريق الإرشاد المحض، وكُتب لي منشور المدد، وسيعقب هذا الخفاء ظهور، وهذا الطمس بروز، وتضج نوبة ارشادي؛ عباد الله إلى الله بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم على طريقة ولده ومحبوبه وليّ الله الأعظم السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه.

وهنا سأقص ما يتلى على سامعة الأكوان من حكم المرسوم الإلهي، والمنشور النبوي، لينشط إلى الله قلب كل سالك إليه سبحانه عزف عن هذه الدنيا الدنية، وطارت همته إلى بارىء البرية.

بُشِّرت في حضيرة القرب في محضر من رسول الرب وصفوف سادات الحضرات مصفوفة، وصناديد المحفل على تلك الحفلة النورانية عاكفة، بأن الله وله الفضل والحمد والشكر سيجمع بي شتات السالكين ويصل بي المنقطعين، ويُنشر عَلَم إرشادي بمشارق الأرض ومغاربها، ويسري سر الله الذي طواه فيَّ، ومهَّده بإسمي في ملك الله بين المسلمين من العرب والعجم، وتطير خرقتي وكلمة الإرشاد المأخوذة عني إلى أقصى البلاد الشاسعة ويظهر لي رجال يأخذون بكلمتي ويدينون الله بعقيدتي، ويتقربون إلى رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم بطريقتي، ويُرفع لي لواء في المغرب يراه أهل المشرق، ولواء في المشرق يراه أهل المغرب. وتعكف على إسمي في المغرب قلوب أمة من بني الحسين السبط العظيم الإمام بن الإمام، الكريم بن الكريم، وتشتغل بمحبتي لوجه الله قلوب خُلَّص من علماء المغرب الصالحين، ويتبعهم أُمم من العامة الموافقين، وكذلك يلمع شعاع شمس معرفتي في أقصى المشرق وتجتمع عليه مستضيئة بنوره أُمم من عرب المشرق وعجمه، وتنبجس من ماء أسراري مع الله جداول هداية من الأقطار المصرية واليمانية وفي البقاع المطهرة الحجازية، وتكثر موائد هذا المدد المهدوي وتعظم حفلها وتمد جفانها في جزيرة العرب يقوم بها رجال كالأقمار يؤيد الله بهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويسري السر المعنيّ إلى الروم ويجوب بلاد الأكراد ويطوف في أصناف أجناس العالم من المسلمين فتضيء به أفئدة، وتنطق به ألْسِنة، وتخزى به حُساد، وتنصر به أحباب، ومنبعه نائبنا الذي نُوِّه بذكره، وأُضمر بسره، وصرح بأمره، فإنه سينشر في بدايته نشر عبيرنا، ويُلفت الأنظار إلى نور ضميرنا، فيعرف الأمر بديار الشام وحلب وبغداد والبصرة والموصل ثم في القسطنطينة ثم وثم إلى ما شاء الله، يرفع ذلك النور الأحمدي إلى الواحد والإثنين ويرتقي سيار العزم بالعزيمة وحكم الوراثة من عالم الغيب إلى عالم الشهادة ويفتح الباب وينطق لسان الكرم، وتسطر السطور، ويظهر المنظوم والمنثور، وتختلف الأساليب، وتجري الأنابيب، وتنشر الأعلام، وتختبط الأوهام، وتبدأ المشابهة المحمدية بمحض الوضع الإلهي، فأول ما يبرز له ويبارزه بالحسد والعداوة فرقة جهل غير مرضية من حسَّاده في البليدة التي نشأ فيها، وتمد هناك من أطراف تلك القرية وهاتيك النواحي إليه أعناق الحاسدين وتلتصق به قلوب المقبولين، ثم يُقضى له منها بالهجرة لتعظم الرفعة، وتعلو الرتبة، ويكمل العز والسعادة، ويشتهر الحسب والسيادة، وفي كل طارقة يقال له من حضيرة الكرم - إنك بأعيننا - فلا تك في ضيق مما يمكرون - وتقيمه ناهضات المدد فيقف على منبر صاعداً بلا هبوط عزيزاً بلا ذل مؤيداً بلا ردّ محمياً بلا خزي معلَّماً بلا تعب محترماً بلا نصب لا تنفك ترعاه عين رسول الله صلى الله عليه وسلم بنظر القاية والحراسة والبركة والأمن والأمان، وشريف المكانة والمكان، وعلو القدر والشأن، ظاهراً على من عاداه، ناصراً لمن والاه، محفوفاً بألطاف الله، محبباً لأحباب الله، قائماً بنصرة السنة وهدم البدعة في زمن صعب على النفوس فيه القيام بأمر الحق، لكثرة المخلطين والمدلسين.

وسيؤيده الله بطبع كريم، وعزم متين، وقلب واثق، ولسان صادق، بالبيان ناطق، وسيقيم له ويقعد، ويذل الله له ويعز، ويقطع لأجله ويصل، وستعمر به الزوايا، وتبرز بهمته من أسرار هذا الطريق الأحمدي الخبايا.

وقد آل الله على كرمه أن يقطع عنه من خبثت طويته، وساءت سريرته، وأن يلحق به من طهرت نيته، وطـابت سـريرته، عرف ذلك أو لم يعرف، بسـب أو بغير سبب.

وسيحيي الله بإرشاده قلوباً عفت، ويصل به حبالاً انقطعت، يقوم مظهراً من مظاهر الحق، جباراً لقلوب الناس، قهاراً لبعضها، طيب الوداد، حلو المعاشرة، صعباً، هيناً، سليم القلب، يطهر الله به عقائد كثير من الأمة، يلتحق به أناس من المرضيين، وأمة من المقبولين، وما أكثر بشأنه من يعتقد، ((سنة الله في اللذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا)).

نعم وإنه لحكاك للقلوب، ذو قهارية على النفوس، يبرز بقالب الظهور في جميع الأمور، هذا يقول فيه: شرق. وهذا يقول: غرب. وهذا يقول: أعوج. وهذا يقول: استقام:


قد أكثر الناس أغلاط الظنون بنا = وفرَّق الناس فينا قولهـم فِرقـا

فكاذب قد رمى بالظن غيركـم = وصادق ليس يدري أنه صدقـا


تتدرج به معالي ظهوره حتى يتصل بإمام المسلمين، سلطان الموحدين، فيقربه منه، فتجأر عليه النباحة من موعوعة الحاسدين، لتبعده عنه، فيفعلون ولا يفعلون، ويتكلمون ولا يتمكنون، لأمر أثبتته العدالة الإلهية، وأحكمته الحكمة الربانية.

وذلك أن من حكم طريقنا الذي سلكنا الله منهاجه، وألزمنا معراجه، جمع الكلمة على ولي الأمر، وصدع من يريد شق العصى له، والاهتمام بحماية شأنه وعزة أمره، وصيانته من المغتالين الغاشين في الدين والنفس، والتعصب عليهم لله تعالى، والحب الخالص في الله لملك الإسلام الذي مسح الجبار بيده على جبهته.

ولم يكن في طريقنا من شبق ولا عبق يؤول إلى أمر دنيوي، كحكم وعدل، وظلم وأمر ونهي، ووهب وسلب، بل نحن، مأمورون أن لا ننازع الأمر أهله، وأن نكل أمرهم إلى الله، وأن نقوم بهمة الباطن بأثقالهم لوجه الله، اعتناء بشأن أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا وإن الله سيلبس صاحبي ونائبي طيلسان المجد المطرز بطراز السعد، ويعطيه قوة بشأنه تمكنه من إعلاء كلمة الحق، وإعزاز شريعة النبي الكريم، عليه أكرم الصلاة والتسليم، وسيلحق به اثني عشر نقيباً من المختارين في الحضرة، ستة من أهل الظهور، وستة من أهل الخفاء، وسيتبعهم أربعين من أهل الإرشاد، وأولي العلوم والاستعداد، وسيقرع الغائش، ويغرس الشجرة في النيل بعد الغابش، وستثمر تلك الواحدة إن لقحها الحظ بالعشرة، وتكثر هذه البركة المحمدية المنتشرة، لكنه يثقل الحمل على نائبنا بهذه الخدمة المهمة، لمخامرة فسـاد في أكثر الأخلاق من الأمة، حتى ترى أن طعامه يؤكل ويكفر، ونيله يؤخذ ولا يذكر، وعرفه يتواصل ولا يشكر.

وتنبحه كلاب الحاسدين، وتغاظ منه نفوس الجاحدين، وتمتلئ حقداً عليه قلوب المبعودين، تحت مطارق أوهام لا حقيقة لها، وعوائق حسد نشأ من مقت لا أصل لها، وسيوطد الله ريض قلبه بغربته بحال روحاني، وسر رباني، ونهضة من نهضات الرسول، ونظرة من نظرات جدته الطهر البتول، لجبر كسرٍ في قلبه حدث من غربة اعترته، في زمانه، في إخوان دينه، في جنسه، في أهل بلاده، في إخوان حرفته، في عشيرته، في فصيلته، في بيته، في كل حركة من حركاته، وسكنة من سكناته، مع وحدة له في كثرة، وجمعة له في وحدة، وغنى له في فقر، وعوالم له بانفراد إلى الله تعالى.

وكل من لحقته كلمة مبايعته في طريقة الله لا حجاب له عن الله، ولا عن رسوله، إلا بخروجه من الإخلاص لله في محبته.

وقد تجلى لدينا المجالي، وترقص طرباً بظهور نور إرشادنا على يده الأيام والليالي، ويجتمع عليه الأبرار، ويجئ لزيارته الأخيار، ويحيى به الزوار، وتعمر به الديار.

ويا لله العجب! من مكيّ يتسلل، وعراقي يتصلل، وقروي يتضحضح، وشامي يتبجح، وبدوي يتأفف، ورومي يتصلف، وسالك بعد اكتسائه بالخرقة ينقطع، وبوهدة الخزي ينصرع، ونسب من الماء يغاش بدم الشيطان، ورفيق بيت طعامه الزور والبهتان؛ وذا، وذا، والآخر، وذاك، والرجل الذي هناك، وصاحب الشبكة والشراك، والمدنس المجنس، "والليل إذا عسعس", والجماعة على الأحدوثات، والمتطلعة للفانيات، والمترقبة للهنى والهنات، والذاكرة للدرهم والدينار، والزائرة للحطام والاختبار، والمهينة تارة، المعظمة أخرى، والسـابحة إلى الانتقاد مع النكس، والاعتقاد مع البشرى، والحائرة ماذا تفعل، والناقشة حسب ما تتفعل، والمنقطعة وأعظم حبال الله الأرضية بيدها، والنائمة ليلة على غرضها، وليلة على عهدها، والمتنضنضة على طريقها بشق زيقها، والنامطة بحالها على مجالها، إن دعيت إلينا أجابت نفسها، وخدمت حدسها، وجانست حلسها؛ وكتاب الله الحجة علينا وعليهم، ورسول الله القائم بالدعوة الواجبة الإجابة إلينا وإليهم.

وسيعمر مرقدي، ويبرز في ذلك السعود فرقدي، وأنا الخاتم الصديق المقرب المؤيد الملحوظ المحفوظ، الدرة المصانة في خزانة الغيب، المحميّ بإذن الله من صادعة الشك وطارقة الريب، وأنا شيخ الزمان، ومرشد الأوان، وصاحب العصر، وموجة بحر المدد الفائضة من قلب سيد البشر صلى الله عليه وسلم، وهذا حبل نوبتي قائم بإحياء سنته وطريقته، فهلموا يا عوالم الله إلى باب الله، الصحيح الطريق إلى الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فائدة :........

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97