الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2015, 05:21 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

ثم رجعت إلى مشهدي الأول في مقام الحضور الزكريائي، فرأيت عمود تلك الروح الطاهرة المعظمة قد انتصب، واجتذب بعزم عزيمة قوته النبوية حبال أرواح أهل الحمى خيطا خيطاً، فكأن الجامع حينئذ من قبب العرش لكثرة الأنوار، وأخذني في مقام شهودي آخذ عزمه النبوي الأقدس، فألحقني بكل خيط من خيوط أنوار تلك الأرواح السعيدة، فإذا انتهيت إلى برج شهود صاحبها ـ أعني الروح ـ أفاض علي مما أعطاه الله تعالى، وكان ذلك على حساب مقامتهم وطبقاتهم.

ثم بعد أن أخذت نصاب عزمي من النصيب المقسوم لي من فيوضات القوم وبركات أرواحهم وبرود مواهبهم ـ وبها قويت على الانسلاك مقاما بسلك أهل الحضرة ـ : طبت وغبت، فأقامني طور عزم النبي الجليل، الوسيع الرحب، سيدنا زكريا - عليه الصلاة والسلام -، فحضرت وأذن لي بالطواف في البلدة، فمرغت حر وجهي على أعتابه الرفيعة.

وخرجت وأنا بصحن سماوي الجامع، وإذا أنا بالغوث الفرد صاحب الوقت عليه الرضوان والتحية، فعرفته فدنا مني فقبلت يده، فقال لي: مبارك عليك! أنت الوارث! بارك الله بك! ((حم حم حم))، والذي أحياك بكونيتك، وأقامك من فقديتك، إنه لحق ما وعد الرحمن وصدق المرسلون، تلك آيات الله، خذ بك، وسر معك، اجمع عليك حالك، لا تلتفت إلى غيريتك، أنت المطلوب، المحبوب، المخطوب، حقق حال جمعك في حقيقة طرازك في مشربك، في ساحة استقامتك حتى تصل إلى مقامك، وهناك فاستقم ((واعبد ربك حتى يأتيك اليقين))، آخذا سنن الحبيب العزيز الكريم، سيد الأولين والآخرين، ديناً، وديدناً، وطريقة.

ثم قال: افتح فمك. ففتحت فمـي، فنفخ في فمي، فقام عندي من التحمل والسـعة والقوة وصدق العزيمة وقوة العزم ما تم به حالي، واجتمع به أمري .

وهناك، وبطلت نوبة أهل النوبة في البلدة، وصارت تدور على محور الغوث ـ سلام الله عليه ـ واردات السماء، وهو يدير بطرفه الكريم حكم الواردات إلى أهل النوبة بنسبهم، وهم تحت طوارق الهيبة.

ثم قال بعد أن سكت قليلا: أخذت الحصة من رجال بطن الأرض؟

قلت: نعم

قال: اجمع حالك لترى في الحي أهل ظهرها، وسر في البلدة أيِّد الجناب إلى أين شئت؛ فإنك بعين الحفظ، وانصرف. سلام ربي عليه.

فخرجت من باب الجامع الشمالي، فاستقبلني منه رجل غائب في طراز حاضر، بل حاضر في طراز غائب، وقفت أستطلع مقامه وحاله ونسبه ومن هو؟ فقيل: هو السيد عبد القادر بن الكيال، فشارفت منزله ومقامه، فرأيته إذ ذاك في مقام الولاية الثابتة، ومنزله في الصف الخامس من رجال الباب، ومقامه الوله.

وسبب انجذابه في مطارقات أحواله عند جمع حاله اللُّبابي عليه، من وارد خوف رباني، طرقه من حكم قوله تعالى: ((يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد))، وانسلك له حال من قول ((لا إله إلا الله))، وانفتح له من قبة زاويتهم روزنة إلى السماء استرشق منها راشقة طور، فيه نغمة قامت له بشاهد: ((وتوكل على الحي الذي لا يموت)).

فرف عليه من ذلك الشاهد عَلَم الطراز المدهش، فغاب، فألبس خلعة الولاية في حضرته عن يد الشيخ حسن الخابوري، رجل من أقطاب الكمال المكتومين، عربي بنواحي دير الخابور، أحمدي النسب والخرقة، ثم نهض بها مستوفزا يكرّ ويمر، ويغيب ولا يحضر، تخطفه مواردات أحواله مع أنفاسه.

وله أخ مسه ذلك الطارق من طريق الهيبة فأفناه بالكلية عنه، وهما على قدم المزاحمة، حتى توفى الله تعالى الأخ المذكور، والشارقة واحدة، وله من يد التوفيق وصلة ناهضة، وحاله من في مدار طوره أخذ مأخذ الترقي، وعليه مع وارده الجلالي طالع انكسار، ومع وارده الانكساري طالع جمال، ويجمع الله به الأشتات.

وهناك فلما رآني وقف لي وشخص شخوص متذكر لما شارف غيبته من شمة الإحضار فقال: والله العظيم شيخنا، والله يا جماعة! نعم. فما فهم قومه مقصوده، وضحك لي سروراً، فأخذت بيده ـ في حاله ـ لما عندي من قوة الحال تمكينا، وظاهرته في منزلته.

وخرجت فآنست نار أنس نوري من مشهد أحمدي، فصرت إليها، فإذا هي من زاوية آل الكيال، فطفت بها، فرأيت قبر جدهم السيد عبد الجواد، وابنه السيد إسماعيل، وابنه السيد محمد، المتوفى سنة قدومي إلى حلب قبل أيام.

وفيهم كلهم طوارق حال غالب، ووجد سالب، قام طارق السيد عبد الجواد من شاهد: (( كل شيء هالك إلا وجهه)) وقام طارق حال السيد إسماعيل من شاهد: ((لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)) وقام طارق حال السيد محمد من شاهد ((انا لله وانا اليه راجعون)) .

ووارد السيد السيد عبدالجواد اخذه من طراز الهيبة، ووارد السيد اسماعيل، واخذه من طراز الغلبة، ووارد السيد محمد، واخذه من طراز العبرة فحكم وارد السيد عبدالجواد الخروج عن الناس إلى الله تعالى. وحكم وارد السيد اسماعيل الدخول في العوالم إلى الله تعالى. وحكم وارد السيد محمد طرح الكل مع صحة تعميق الفكرة في مصنوعات الله تعالى ((ولكل وجهة هو موليها)) وطارفت أرواحهم مطارفة انس، فشارقتني منهم لوامع السرور والبهجة - اوّاه قد ذهب القوم وأين مثلهم اليوم - عليهم الرضوان والرحمة - وانصرفت فصرت أمام قبر الشيخ الجليل وليّ الله محمد، ويعرف بقاضي الحاجات، وهو من الأشراف الاسحاقية حسينيّ النسب، احمدي الخرقة من أصحاب السيد صدر الدين عليّ بن الصياد - عليهم التحية والرضوان.

فلما وقفت أمامه نشر بالقبول أعلامه فرأيته ...........

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97