الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2018, 11:15 AM رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

[ الموصل الحدباء ]

فلما لاحت أنوار القبـاب، وفتحت من تلك الحضـرات الأبواب، حضر جمعي بعد طمس من مشهد فرق، وقام فرقي بعد ذهول من مشاهد جمع، وبَسَطَتْ لي أيادي السادة الأنبياء، أصحاب المشاهد المطهرة، والحضرات المنورة، في [ الموصل ] موائد الكرم.

فزرتهم جميعاً، وقد حنـوا عليّ عليهم الصلاة والسـلام، ونظروني بنظر الرفق والرحمة، وشاهدت من شريف عناياتهم النبوية، وملاحظة أنظارهم الرسولية مدداً جعل سري مستغرقاً في حضرة الفتوح والإقبال، جوالاً في ميادين الإسعاف والجمال، كل ذلك ببركة الهمة المعظمة الإبراهيمية، التي سـبقت الإشارة بشأنها، وتلك ـ أيضا ـ من نفحات عناية قلب المصطفى الأعظم صلى الله عليه وسلم.

وكل نبي منهم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ألبسني خلعة من مشهد مقامه ونوع حاله. وكان أكثرهم التفاتاً إلي ورأفة بي، بل وأزيدهم عناية إلي وحناناً علي: سيدنا ومولانا نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام.

وكلهم ـ صلوات الله عليهم ـ أوصوني بالتمسك كل التمسك بطريقة الإمام السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه.

وقال سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام: طر بجناحي السيد أحمد إلى حظيرة القدس، فهو من أهل الهمم الفعالة، والأرواح الجوالة، ومن أبواب النبي العزيز القدر محمد صلى الله عليه وسلم.

وأخذني إليه ـ صلوات الله عليه ـ وقال: افتح فمك. ففتحت فمي » فتفل فيه وقال:

بسم الله الرحمن الرحيم

(( هاموتا سورائيل , روحيائيل , ناجوتاء ))، (( الله على كل شيء قدير )).

فعم سري وشمل كوني نور يونسي أغرقني عن النظر إلي، وقال: سر اليوم في البلدة، وزر من شئت، واركب النهر صباحا، ورُحْ إلى محلك.

فقمت أتبختر زاهياً بمنن الله تعالى التي تكرم علي بها، بواسطة عبده ونبيه سيدنا يونس بن متى عليه الصلاة والسلام.

وقصدت زيارة الرجال، منهم الشـيخ فتحي الموصلي، والشـيخ محمد الغزالي المعروف بالغزلاني، صاحب الإمام الرفاعي، والسيد خزام الموصلي الرفاعي، الذي ينتهي نسبنا إليه، رضوان الله عليه وعليهم أجمعين.

فحصل لي جمع حال من هممهم، ومدد من مددهم، وكلهم مدوني بعنايتهم، وشملوني بكريم أنظارهم.

فالشيخ فتحي قطبٌ مقامه الصدق، والشيخ محمد الغزلاني قطبٌ مقامه الزهد، والسيد خزام قطبٌ مقامه الشهود، (( ولكل وجهة هو موليها )).

ورأيت رجلاً من الأحمدية اسمه خَضِر، من الأولياء المجردين، ورجلاً آخر اسمه موسى، من الأولياء المولهين، وصاحب النوبة إذ ذاك بالموصل رجل خياط، وقطبها أحمدي من عرب حرب، صاحب عزم وحال، وبها أكثر من ستين رجلاً من الأولياء الأحياء، مشهدهم طارق الحب، سبحان الله العظيم! وكل روح بها لله عناية أطلعني الله عليها، وحصل لي منها البركة، والحمد لله رب العالمين.

وفي تلك الليلة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا ولدى، سنة أربع وتسـعين يرى الهلال، وبعد سـت سـنين يضيء القمر، وبعد عشر ينجلي البدر، وأنت أبو الدائرة الأحمدية، جدد، جدد، جدد.

فأصبحت وقمت إلى النهر لأركب الكلك إلى [ بغداد ]، فرأيت الخضر عليه السلام على شاطئ النهر، فقلت: بالله أسألك، عبر لي قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ: جدد، جدد، جدد.

فقال: الأولى، جدد للأمة أمر دينها بحكمك المحمدية، وعلومك الشرعية، وفقهك في معاني الحقائق القدسية.

والثانية: جدد طريقة الإمام السيد أحمد الرفاعي، فهي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وطريقة السلف الصالح من أهل بيته وأصحابه وتابعيهم.

والثالثة: جدد طرق الصوفية، فقد طمتها البدع القولية، والاعتقادات الردية، وقبائح الأمور الفعلية.

فطرت فرحاً، وشـببت إلى هام العلى طرباً بإحسـان رسـول الله صلى الله عليه وسلم، وركبت الكلك، فسمعت دواب الماء، تقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَرُبَ وقت ظهور السر المحمدي، وبروز الهلال الأحمدي و صاحب الوقت في الكلك. وبعد برهة يسـيرة سمعت صاحب نوبة الماء يقول:


يا ذاهباً مـع الكلـك =أبشر فإن الكـل لـك
أعطاك ربك المنـى = وللمـقـام أهـلــك
هذي زليخـاء العـلا = تقول جهرا: هيت لك
فزد هـدى وبعدهـا = صل على من أوصلك


فحمدت الله تعالى.

وسرنا كل ذلك اليوم، ففي الليل ونحن على شاطئ النهر، رأيت ـ أيضاً ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا ولدي، أنت بهاء الدين، مهدي نبي الطاهرين، جدد، جدد، جدد. فقلت روحي الفداء لعتبة بابك الطاهر، عبر لي الخضر أمرك هذا، أكما عبر هو؟ قال: نعم، وفي ذلك أسرار إلهية أخر.

قلت: دلني على الحق. قال: القرآن فيه مطلوبك. قلت: دلني على الطريق إلى الله. قال : تمسك بولدي أحمد الرفاعي، وتصل إلى الله، فهو سيد أولياء أمتي بعد أولياء القرون الثلاثة، وأعظمهم منزلة، ولا يجئ مثله إلى يوم القيامة غير سميك المهدي بن العسكري. وكيف لا وأحمد الرفاعي قطب أهل بيتي، وخزانة فقهي وحكمي، وصندوق أذواق أحوالي، وتحف علمي؟!.

وأنت قطب أهل بيته، ولك مني عطية: أن لا يخزي الله من أحبك واتبعك في طريقك، ولا يفضح، ولا يغلب، ولا تسوء له خاتمة، وإن عيني عليك وعلى من اتبعك وأحبك، (( لا تخف إنك من الآمنين )).

ونفخ في وجهي، فسرى سر نفسه الشـريف في، فغبت عني، وما تداركت حضوري إلا وأنا بـ [ بغداد ]، وكل غيبتي وأنا بمحضره السعيد المنور صلى الله عليه وسلم.

وقد وصل الكلك إلى:

[ بغداد ]

......................

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97