عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2015, 01:10 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ


وأما الكلام على الوجه الثالث من طريق المعرفة فقيل أن الحق سبحانه، اختار هذا الاسم أعني ((الله)) لثلاثة أشياء أحدها لذاته، فهو خاص به لا يشاركه فيه أحد غيره، لا بالمجاز ولا بالحقيقة، لما فيه من الأسرار والحكم والمعاني، ومن الاختصاص والتعظيم.

الثاني أنه جامع للمعاني اللطيفة، والصفات الشريفة، فان غيره من الأسماء فيه معنى واحد، أو معنيان يختص به، كالخالق، والفاطر، والمبدىء وما ماثل ذلك كله بمعنى واحد، وإن كان لا يخلو كل اسم من خصوصية ما يمتاز بها، ومثل الرزاق، والمنعم، والمتفضل، والمعطي، والجواد، والكريم، كل ذلك أيضاً الغالب عليه معنى واحد، وسائر الأسماء والصفات قد يتعدد لفظها، ويتفق معناها، وقد لا يتعدد ويختص بمعنى واحد، واسم الله معناه لا يحصى ولا يعد، ولا يحصر ولا يحد، وكل الأسماء راجعة له، مضافة منسوبة إليه، ومشيرة بخواصها في الحقيقة عليه، وتعرف به جميع الأسماء والصفات، ولا يضاف هو إلى شيء سوى الذات.

الثالث اختصاصه بأسرار ليست في غيره من الأسماء، وفضله وعظمه، وأسماؤه، وصفاته، كلها فاضلة عظيمة، إلا ان هذا الاسم له تخصيص زائد تام كامل على سائرها، كما أن التوراة والانجيل والزبور والفرقان، الكل كلامه عز وجل ولكنه اختص منها القرآن وفضله على سائرها ، فكذلك هذا الاسم من بين أسمائه، وخصوصيته وفضله وشرفه، فمن خواصه أنه في ذاته اسم كامل في حروفه تام في معناه خاص بأسراره مفرد بصفته فكان أولاً ((الله)) فحذفت منه الألف فبقى ((لله)) ثم حذفت اللام الأولى فبقى ((له)) ثم حذفت اللام الثانية فبقى ((هو)) فكان كل حرف تام المعنى، كامل الخصوصية، لم يتغير منه معنى، ولا اختلف بتفريق حروفه منه فائدة ولا نقصت منه حكمة، ولكل لفظة معان عجيبة، مستقلة بذاتها غريبة، وسيأتي الكلام على معنى الألفاظ وعلى حروفها آخر هذا القسم إن شاء الله تعالى مبيناً.

وغيره من الأسماء كلها ليس كذلك أمرها، فإنه إذا حذفت شيء من حروفها، أو فرق بعضها من بعض، اختلفت معانيها، واعْتَلَّتْ أساميها، وذهبت أحكام حكمها، ونقصت فائدتها، فلهذا كان هذا الاسم جامعاً شاملاً، تاماً كاملاً، على الجملة والتفصيل، ولم يؤثر فيه تفصيل حروفه، ولا تفريقها، ولا إفرادها في شيء من جملة معانيه ولا أخلت بشيء من أسراره، ولا نقصت تجزئته شيئاً من كله.

واعلم أن الأسماء الحسنى هي ألف اسم منها ثلاثمائة في التوراة، وثلاثمائة في الإنجيل، وثلاثمائة في الزبور، وواحد في صحف إبراهيم، وتسعة وتسعون في الفرقان، قد جمعت معاني تلك الأسماء كلها، وأدخلت في التسعة والتسعين اسم التي في القرآن واحتوت عليها، واشتملت على فضائلها وأسرارها وثوابها وأن الأسماء كلها التي في جميع الكتب أولها ((الله)) ولهذا كان لهذا الاسم أكثر جريان وتذكرة على ألسن الناس في جميع الأمور، من كل ما يحاول من الأشياء، لا في الآقوال ولا في الأفعال ولا في الأسباب كلها، فبدأ فيها ببسم الله. قال الله تعالى: ((وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا )). وقال تعالى: ((وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)). وقال تعالى: ((فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ)). وقال تعالى: ((وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ)). وقال تعالى: ((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ)). وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ)). وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً)). وقال تعالى: ((وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)). وكل ذلك حضا على ذكر هذا الاسم وسيأتي الكلام على ذكره في القسم الثاني من هذه الرسلة مبينا مفصلاً إن شاء الله تعالى.

ثم انه أول الأسماء الحسنى، وجعل افتتاح كل سورة من القرآن ((بسم الله الرحمن الرحيم)) وفي ذلك معنى لطيف لكونه أول الأسماء، والرحمة أول الأشياء كما ورد في الحديث الصحيح (إن الله قال : أنا الله لا إله أنا الرحمن الرحيم سبقت رحمتي غضبي) وبين الإمامان رضي الله تعالى عنهما مالك بن أنس ومحمد بن إدريس الشافعي أن هذا الاسم اسم الله تعالى ليس فيها كاملاً وإنما فيها بعض الاسم وهو ((لله)) بلام الملك وفرق بين الاسم وبين لام الملك، فانه لا يصح عنده اسم الألوهية إلا بكماله، وكماله لا يكون إلا بالألف، وهو أصل الاسم لكونه أول الأشياء في العدد وفي اسم الأحدية وأول الحروف ولما فيه من الأسرار كما سيأتي إن شاء الله تعالى ذكره في موضعه واسم الألوهية عبارة عما في وجوه قلوب الخلق، ووجوه أبدانهم متوجهة إليه بالعبادة، وهو الإله المعبود، المستحق للعبادة ظاهراً وباطناً، بقوله ((إياك نعبد وإياك نستعين)) فنصفها ألوهية ونصفها عبودية.

ورد عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أن ((بسم الله الرحمن الرحيم)) من أم القرآن ......................

يتبع إن شاء الله تعالى








رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97