الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2015, 04:26 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــ

فقلت: وهل ينبغي للمسلم طلب السلوك؟ فقال: من الأخبار النبوية (اطلبوا العلم ولو كان بالصين) وتعرف أن طلب العلم فريضة على المسلمين، والعلم بالأحكام فوقه العلم بالله. أريد بأسراره وشؤوناته وحِكَمِه وجليل عظمته وعزة قدرته .

فعلى المسلم أن يطلب علم الأحكام، ويشمر عن ساعد الجد لطلب العلم بالله، وهو لباب علم الأحكام، وإن كان منه، وهما واحد، لكن عينك منك وبها ترى، وكذلك عالم الأحكام، إن لم يكن من العلماء، فهو مع الاعتراف بوجوده كالأعمى، والعالم بالله كالمبصر، والعلم بالله من علم الأحكام، وهو عينها التي تضيء به، والناس يبعثون على ما ماتوا عليه، فالسالك إذا مات في طلب الله، جزاؤه اللقاء بلا ريب، وهذا فيه الكفاية عن قول.

قلت: جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أن الناس يبعثون على ما ماتوا عليه، يبعث العالم عالما، والجاهل جاهلا. وهذا يؤيد قول الإمام الصياد رضي الله عنه.

ثم قلت له: فإن عاق العبدَ عن طلب السلوك بعد انتظامه بسلك أهله عائقٌ من هم الدنيا مزعج: كفقر، أوغلبة دين، أو طارئ من طوارئ الأقدار ماذا يصنع؟.

فقال: تجب عليه الاستقامة، كسرت زند عليّ عليه السلام يوم أحد، فسقط اللواء من يده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في يساره؛ فإنه صاحب اللواء في الدنيا والآخرة.

فقال عليّ عليه السلام: ما أصنع بالجبائر يا رسـول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: امسح عليها .

وهذا كله سلوك، وقد طرأ على السالك المحمدي ـ أعني عليا سلام الله عليه - طارئ القدر بكسر زنده، فأعطيت لواءه ليساره، وبقي مستقيما على سلوكه، وناب المسـح على يمينه فوق الجبائر عن غسل اليمين بذاتها، فالعذر يقابل بما يناسبه، ولا يترك العمل، وبهذا يرجى الوصول إلى المقصود.

فقلت له: رأيت من طوائف الفقراء السالكين أناسا يقبلون الأرض أمام مشـايخهم، ويجلسون، ويفعلون فعل الساجد، وإن لم يكن السجود بعينه، ولكنه مثله، فهل يرد هذا فقه العارفين؟

قال: نعم، قال تعالى: ((لا تسـجدوا للشمس ولا للقمر واسـجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون)) مُقَارَبَةُ فِعْلِ مُعَظِّمِ ذلك الشيخ كفعل الساجد لله تعالى أوجب رد فعله، وهو في فقه القوم خرقٌ، وعلامة جهل بالله تدل على بُعدِ الشيخ الذي يقبل من أتباعه مثل هذا.

بل وكل فعل وقول يجر إطراء بالشيخ فوق منزلته، فهو في فقهنا رد، وقبوله خرق، وعلى من كان يعبد الله أن لا يوهم بعمل من أعماله للمخلوقين طراز حال من أعمال العبادة التي هي لله تعالى، ومن لم يكن غيورا على سيده، فليس بعبد.


فقلت له رضي الله عنه: أنبئني سيدي عن واجبات السـلوك؟ فقال:..........

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97