الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2015, 05:06 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
___________________

ثم قلت لسيدي الإمام الصياد ـ رضي الله عنه وعنا به -: وبأي رياضة يرتاح القلب؟

قال: بالذكر، والشاهد قول الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

وانطوى هناك بساط الانكشاف، فاشتغلت بعد المفروض بوردي، وجمعت علي حالي، وأنا على هذا وإذا أنا بجماعة من أعراب الديار جاؤوا فزاروا، فأنست بصدقهم وحسن اعتقادهم، وعجـبت من جهلهم! فإنهم ذبحوا ذبيحتهمن ولطخوا حائط المقام المبارك بالدم، يريدون بذلك دوام ذكرهم في تلك الحضرة، فعرفتهم نجاسـة الدم ونهيتهم عن فعلهم، فامتثلوا وانصرفوا.

وحالة انصرافهم جاء رجل أخذتني هيبتهُ مني، حتى كدت أن أغيب عني، فسـلم وزار، وقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين. وَهَمْهَمَ بكلمات بعد قوله هذا ما فهمتها، ثم التفت إلي وقال: صاحب هذا القبر من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلت نعم. فقال أنت من ذريته؟ قلت: لا أشك بذلك.

فقال: كثيرا ما جلست معه في خلوته هذه أيام حياته.

قلت: وفاته كانت سنة سبعين وست مائة!

قال: نعم، ولنا معه أيام كالربيع كلها بهيجة، وهو من عباد الله الصالحين المقربين.

فحرت لذلك؟ ثم قال: كان هناك بالجانب الغربي له دار وغرف، وبيوت وجماعات، ولهذا الرواق خلاوي، وفيه أمة من الصالحين والسالكين، وكانت عادته الهجعة بعد العشاء ساعة أو ساعتين، والقيام إلى الضحى.

وله عبادات ومجاهداتن كان أعظم ورده تلاوة القرآن، هذا مع زهد وصدق، وكان من أحباب الله ومحبوبيه، وكان كثير الغيبة عن حضوره، والانطماس عن وجودهن وربما غاب في سجوده شهوراً ثم حضر، وهذا طور غريب، قل مثله.

وكان من المتمكنين في مقامه، السابحين في بحور العرفان المحمدي، تشرعاً وتحققاً بما ثبت وروده عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان كثير الشبه بجده سيد الصديقين في زمانه السيد أحمد الرفاعي عليه الرحمة و الرضوان.

وإني كذلك رأيته مراراً، ويا الله كم لي معه من خلوة، اسـتغرقنا فيها الوقت، لم يكن في زمنه من نظير في مقامه مع خشية من الله، وعلم بقدر رسـول الله صلى الله عليه وسلم، ونعم الجَدُّ ذلك الجَدُّ ! وتبسم قليلاً ثم سكت .

فاستوعبته بارقة نور حفت به من جهاته حتى زج بها، ثم سُرّي ذلك، فألقى الله تعالى رحمة بي في قلبي أنه الخضر عليه السلام، فقمت وقبلت يده وركبته، فبارك لي ورحب وقال: أنا هو الذي مر بخاطرك، هات يدك أصافحك كما صافحت جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبض يدي وقبضت يده، ثم شابكني فشابكته وقال: هكذا صافحت وشابكت النبي صلى الله عليه وسلم، وبشرني بعدها بالجنة، وأن من يشابكني ويصافحني معنا في الجنة، وكذا إلى سبع. فحمدت الله، وصليت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرت السـلام على الخضر صاحب الحضرة، والرضا عن صاحب المرقد السيد الصياد رضي الله عنه، وذكرت الصالحين.

ثم قلت : سيدي بايعني في طريق الله تعالى .

فقال: بايعتك على الزهد بالدنيا، والتأهب للأخرى، والعمل لله تعالى، والتمسـك بسـنة سـيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والإكثار من ذكر الله تعالى، وهدم صومعة النفس بذكر الموت، ومحبة أهل الحق، وبغض أهل الباطل، والغيرة لله ولرسوله .

وإني آمرك أن تشـرب مشـرب جدك السـيد أحمد الرفاعي وتنشـر طريقته؛ فإنه ـ والله ـ شيخ المتقين، وسيد الصديقين، وإمام المتمكنين، وسلطان العارفين، ونائب جده النبي الأمين في زمانه، وطريقته الطريقة السمحاء الغراء المرضية طواها الزمان، وإن الأمة لفي حاجة لها ؛ فإن القلوب طمتها الغفلة، والنفوس اسـتفزتها الشـهوة، والخواطر أهاجتها النخوة، وطرق الصوفية خالطها أهل القسـوة، وشـيء من البدعة، وإن طريقة هذا السـيد الصديق الصالح بقيت وراء حجاب، وأخذ الميدان عامة، وأهل نفوس، وقوالون، ومتزحزحون من أهل القول بوحدة الوجود، والتجاوز عن الحدود، وهذا السيد نصر السنة، وأيد بطريقته الشريعة، فانشرها ـ بارك الله بك ـ، ولك ثواب المجاهد الصالح، وقد جاء في السنة : (لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم).


فقلت: يظهر لي من بداية شأني أن حظي الخفاء، فهل فراستي وما ظهر لي صحيحة إشاراته؟

فقال:.............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97