قصيدة انى مخاو لجميع الطرق
لسيدى القطب العلامة ماء العينين رضى الله عنه
إني مخاوٍ لجميع الطرقِ
أخوة الإيمان عند المتقي
ولا أُفَرِّقُ للأولياء
كمن يفرق للأنبياءِ
قال تعالى المؤمنون إخوة
وعدم التفريق فيه إسوة
لأفضل الخلق بعكس التفريق
ففيه إسوة لكل زنديق
من اليهود والنصارى لُعِنُوا
عند الذي بربه قد يؤمنُ
وانظر لمبدا طرق والمنتهى
تعلم ما قلت بما قد يُشتهى
وذاك أن كلهم لك يقولْ
عليك باتباع فعل ذا الرسولْ
عليه أفضل الصلاة والسلامْ
وهكذا تتبع منه للكلامْ
ومستحيلٌ أن يقول أتبعا
منه لذا وذا له لا تتبعا
وذا الذي يقول ذا أشدُّ من
تفرقة الرسُلِ فافهم يا فطِنْ
لأنَّ ذاك بين قومٍ فرّقا
ورام ذا تفريق شخصٍ حقّقا
وهو عليه الله صلى أمَرَا
بالذكر والتقى وإخلاصٍ جرى
ولم يقل لك بذا الذكر اذكرا
وذلك الذكرَ به لا تذكرا
ولو إليه كلهم قد رفعا
طريقَه ونورها قد سطعا
لكنه لم يُروَ أنه نهى
عن غيرها فخذ لحقٍّ قد بهى
وانظر لما قد قاله الشعراني
في ظاهرٍ وهكذا يا فانِ
بل باطنٌ أشدُّ إذ هو شهودْ
تفرّد الله بكل موجودْ
وذاك يستحيل بالتفرقةِ
لدى الشريعةِ وفي الحقيقةِ
لذا تحقّقَنَّ أن الطرقا
طريقةُ النبي وحدَه ثقا
وغيرها ليس طريقاً وثقي
أنِّي مخاوٍ لجميع الطرقِ