عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-2015, 11:36 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ


القسم الأول في معرفة اشتقاقه وأقسامه وذكر تفصيل حروفه وتعلق اقسامه ومقتضى أحكامه:

قال الله تعالى: ((اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ))

وقال تعالى: ((اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً))

وقال تعالى: ((اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ))

وقال تعالى: ((وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ))

وقال تعالى: ((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي))

فتنبه أيدك الله تعالى في هذه الآيات وفي أمثالها كيف ابتدأ فيها بذكر إسم الله، ونفي ما سواه ، وإثباته إياه، فكل اسم من أسمائه إن أظهره فهو صفة هذا الإسم ونعته، وإن أظهره بالهاء فهو عائد عليه وهو منه وإليه فانه لا يتم ذكره إلا باظهار الهاء وسيأتي ذكر ذللك والكلام على حروفه مبينا إن شاء الله تعالى.

وقوله سبحانه وتعالى: ((وهو الله في السموات وفي الأرض)) كقوله: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) أراد فيهما معرفته بالألوهية، وعبادته ، وذكره، وفعله ، وحكمه، وأمره.

قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) وفي رواية أخرى (حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله).

وقال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: (يامعاذ ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا حرمه الله على النار فقال: يارسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشرون قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: إذا يتكلوا).

وقال عليه الصلاة والسلام: (أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له).

وقال عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة رضي الله عنه: (من لقيته يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة الحديث).

فتأمل وفقك الله تعالى كيف اشترط الله ورسوله العلم في التوحيد، والعبادة، والمعرفة، قال الله تعالى: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) وقال عليه الصلاة والسلام: (من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة) وفي رواية (من مات وهو يشهد) والشهادة هي العلم قال الله تعالى: ((وما شهدنا إلا بما علمنا)) وقال الله تعالى: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ومعناه ليعرفون.

وقال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه إلى اليمن: (إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فاذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم فرائض الحديث) فبين وجوب العلم بالفرائض على وجوب العلم بالتوحيد .

وجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام قد اجتمعوا على دعواهم الخلق إلى التوحيد. كما أخبر الله تعالى بقوله: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ))25-الأنبياء

وقال عليه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له) ولا خلاف بين الرسل في التوحيد، وإنما اختلفت شرائعهم قال الله تعالى: ((لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً)) 48-المائدة

ولا إله إلا الله هي لإستنقاذ الذات المحدثة من العذاب الأدنى في الحال، ومن العذاب الأكبر في المآل، وعلى النطق بها بني الإسلام، وعلى قواعدها والعمل بمقتضاها بني الإيمان، وعلى فهم عقائدها والجمع بينهما بني الإحسان، ومن شهود شرفها يترقى إلى مبادي الإيقان، فقولها إسلام، وعملها إيمان، وفهمها إحسان، وتحققها إيقان، وظاهرها عنوان الإسعاد: فظاهرها عالم الملك بداية للشهادة، وباطنها فهم المراد بها في عالم الملكوت وبسط المعرفة، وحقيقتها كشف معاني أسرارها في عالم الجبروت نهاية للشهادة، فهي في الدنيا عقد الحنان، على مقتضى الإيمان، وفي الآخرة الكشف والعيان، على مقتضى الإيقان، وهي عصمة للدماء والأموال، وعصمة في الآخرة عند عاقبة المآل، فمن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله عصم ماله ودمه إلا بحقها، ومن مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة، ويجمعها سر معاني التوحيد، ومعرفة التفريد، وفهم التجريد، وهي الدالة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (أُوتيتُ جوامع الكلم) فمن طلب الله بنفسه دون إقتداء لم يصح توحيده وارتدى، ومن طلب الله ورسوله وهو العلم صح توحيده واهتدى، ومن عرف الله من جهة الإيمان أطاعه، ومن عرفه من جهة اليقين آثره، ومن عرفه من جهة التوحيد عظمه. ومن لم تفده المعرفة علما بالله وبصفاته ومزيدا في حقيقة توحيده، فهو محجوب، والمحجوب مفقود، فإيمان العلماء عن علم يقين، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (اليقين هو الإيمان كله) والنقل والرواية في علم الإيمان أنفع وأقوى في التقليد، والكشف والدراية أنفع وأقوى في علم التوحيد.

فإن لا إله إلا الله محمد رسول الله لازمة للخلق اعتقادا بها قلبا، والإعتراف بها نطقا، والوفاء بها علما، فإذا كان الإيمان في ظاهر القلب أحب العبد الدنيا والآخرة ، فتارة له وتارة عليه، وإذا دخل الإيمان باطن القلب أبغض العبد الدنيا وأحب الآخرة وهجر هواه، وإذا باشر الإيمان سويداء القلب أعرض عما سوى الله، والتوحيد هو العلم، والعمل أصل الإيمان، والإيمان هو التصديق، وكل تصديق بالقلب فهو علم، فإذا ثبت سمي يقينا، فإذا قوي سمي توحيدا، فإذا رسخ سمي معرفة، فمثل من عرف عقائد باطن الإسلام كمن وجد كنزا، ومثل من عرف عقائد باطن الإيمان كمن وجد معدنا، ومثل من عرف فوائد سر الإحسان كمن وجد الكيمياء، فكوكب سماء ملكوت السعادة الإسلام، ودريها الإيمان، وقمرها الإحسان، وشمسها الإيقان، ولا إله إلا الله دائرة بين النفي السالب، والإثبات الموجب، فالنفي السالب لجميع صفات الحدوث والنقص والعدم، والإثبات الموجب لجميع صفات التنزيه والكمال والقدم، فمن نظر إلى وجود الحق بعين القدم، ونظر إلى ما سواه بعين الحدوث والعدم، فقد شاهد أزليته، وقال ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله، ومن نظر إليه بعين البقاء، ولخلقه بعين الفناء، فقد شاهد سر أزليته، وقال ما رأيت شيئا إلا رأيت بعده، ومن نظر إليه بعين العلم والقدرة، وللخلق بعين الجهل والعجز وقصور المنه، فقد شاهد فعله وإحاطته، وقال ما رأيت شيئا إلا رأيت الله معه، وأصل المشاهدة ينقسم إلى ثلاثة أقسام: مشاهدة فعل بفعل، ومشاهدة صفة بصفة، ومشاهدة ذات بذات، فمن نظر إلى الحق بالحق تجلت له الأسماء والصفات، وسريانها في المكونات، والعلم في المعلومات، ومن نظر إلى الأشياء بالعلم ظهرت له الصنعة في المصنوعات والأفعال في المفعولات، ومن نظر بالله لا به انقطعت الإضافة وتلاشت المحدثات. وفنيت العبارات والإشارات قال الشاعر:

أُلاحِظُهُ في كُلِّ شَـيءٍ رأَيْتُـهُ = وأَدْعُوهُ سِـراً باطِنـاً فَيُجيـبُ

مَلأتُ به قَلْبي وسَمْعي وناظري = وكُلي وأَجزائي فَأَيْـنَ يَغيـبُ

واعلم أن التوحيد هو إثبات القدم..................

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97