عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2015, 10:01 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ

ورد عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أن ((بسم الله الرحمن الرحيم)) من أم القرآن ومن لم يسم فيها نقصت صلاته ولم تتم وفي إعادتها عنده قولان، وأن من دعا بهذا الاسم فقد دعا بجميع الألف اسم التي في جميع الكتب المنزلة، ويجوز للعبد السالك أن يتخلق بسائر الأسماء والصفات غير هذا الاسم المنفرد فانه للتعلق لا للاتصاف والتخلق، قال الله تعالى: ((كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ)) وقرىء بثلاث روايات ((تَعْلَمُونَ)) و ((تُعَلَّمُونَ)) و ((وَتُعَلِّمُونَ)) بجميع ثلاث معان، علمه، وتعلمه، وتعليمه، والعلم نور في ذاته، فاذا عمل به صار نورانياً في ذاته ولغيره، والعلم عقيم فاذا عمل به أنتج، ومعنى ربانيين متخلقين كما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال: (تَخَلَّقُوا بِأخْلاقِ الله) وقال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ لله مائة خُلُقٍ فَمَنْ تَخَلَّقَ بواحدٍ منها دَخَلَ الجنة).

والتخلق بالأسماء جائز، وتصير أوصافاً للسالك في حال سلوكه ورياضته على وجه التخلق والتشبه، لا هي هي عينها وذاتها، ولكن العبد يتصف بصفة سيده، كالغفور، والصبور، والستار، والرحيم، والجواد، والفاضل، والكريم، والجليل، والرؤوف، والعادل، والحليم، وما أشبه هذه الأسماء، إلا أن خاصية الألوهية في كمال الصفات، وتنزيه الذات عن التغييرات ليست إلا لله وحده، ولا مشابهة بيين القديم والمحدث إذا تخلق بأخلاقه فإن صفات الحق تعالى قديمة أزلية منزهة، لا تصير للعبد حقيقة لأن الإله ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ولا يشبهه شيء، والمماثلة منفية عن الله تعالى، وإنما يحصل له ما يناسب تلك الأوصاف ويشاركها من حيث الاسم، في عموم الصفات، دون خواص المعاني، ولا انتقال لعين الصفات، ولا مماثلة مطلقة من كل وجه، ولا تامة على التحقيق، ولا مناسبة كمناسبة الجسم لمكانه وحيزه، والجوهر لجوهره ومحله، وإنما الاشارة إليه بالجواز، على وجه الاتساع في اللغة في المجاز والحقيقة وغير ذلك، فوقع المجاز في التشبيهات، وكمال حظه من جهة التنزيه على الشدة والغضب والشهوات، والترقي من حظوظ هوى النفس وانسلاخه من عوائد الصفات المذمومة، إلى أوصاف التنزيهات، كما تنسلخ من جلدها حتى لا تعود إليه، ولا يبقى في القلب متسع لغير الله تعالى، وفرق بين هو هو وكأنه بكاف التشبيه، وإنما كان سعادة العبد وخصوصيته في التخلق بأخلاق الله تعالى، والتحلي بمعاني أسمائه وصفاته بقدر ما يتصور في حقه أن يتصف بمحاسنها، إلى أن يكون العبد ربانياً، أي قريب من الرب جل وعلا، ويصير رفيقاً إلى الملأ الأعلى المنزه المطهر المزكى، من الملائكة، فإنهم على بساط من القرب، فبشبه بصفاتهم ينال القرب بقربهم، بقدر ما ينال من أوصافهم المرضية، المقربة لهو إلى الله تعالى، والمراد قرب الدرجات والمقامات لا قرب الجهات والمسافات، ومهما اقتدى بالملائكة وتشبه بأخلاقهم، كان أبعد عن البهيمية وأحوالهم، وأقرب إلى الملائكة وأوصافهم، والمَلك قريب من الله، والقريب من القريب قريب، وكلما كانت علوم العبد ومعارفه أكثر وأوسع، كان أقرب إلى الله تعالى وأرفع، وعلى ما يكشف له عن إدراك حقائق المعلومات على ما هي به وعليه، وتتضح له تفاصيل صفات العلوم من جهتها كشفاً تاماً، وإيضاحاً يقيناً، ثبتت تعلقات معلوماته بعلمه، وبقيت ودامت وصحت، وتبين كمالاً للنفس في حياتها وبعد مماتها، وفي استيلاء العلم على المعلوم نوع من الكمال الذي هو من صفات الربوبية، لإحاطته عليها بعلومها، فلا يلحقه بعد ذلك زوال ولا انقلاب ولا تغير ولا نقص، وحينئذ يكون قد تمكن من قربه من الله تعالى، وزادت معرفته، ونارت بصيرته، ورسخ توحيده، وذلك من حيث أن الله تعالى دائم باق، ولا يلحقه زوال، ولا نقص ولا تغير، ولا تقبل صفاته شيء من التغيرات، مما يلحق المحدثات فان قرب الحق جل وعلا بالعلم والقدرة لعامة المسلمين، وقربه باللطف والنصرة لخاصة المؤمنين، وقربه بالانس والشهود للأولياء والعارفين، وحقيقة القرب من الله تعالى، فقد حس الأشياء من القلب بصدق الضمير إلى الله سبحانه وتعالى.

وأقرب ما يصل العبد به إلى الله تعالى، كمالات النفس برياضة العلم، إلى الأخلاق الحميدة، وتنزيهها بالآداب السنية المفيدة، بالرياضات العقلية الحسنة السريرة، وهي ثلاثة أشياء:

أولها زيادة المعرفة بالعلم والتقوى.

الثانية الحرية من رق الشهوة والهوى.

الثالثة تزكية النفس بالتخلق بأخلاق المولى.

فإن أشرف المعرفة بالله وأسمائه وصفاته، وأشرف الحرية الخروج عن رؤية النفس ودعواها بالكلية، وأشرف تزكية النفس الاتصاف بكل خلق وأدب حسن عقلاً وشرعاً فيكون المتصف بهذه الأوصاف مخصوصاً بالدرجة العليا والمقام الأسنى متصفاً بصفات الكمال الملكي، متنزهاً عن صفة النقص البهيمي، منسلخاً عن مذموم ظلمة أوصافه البشرية، مقدساً عن غلبة الشهوة والهوى والشره الطبيعي، فعند ذلك تحصل له نسبة القرب بينه وبين الملائكة بالوصف العلقي النوراني، ويبعد عن جنس وصف الحيوان البهيمي، وتقع المناسبة بالشبه والمساواة والمشاركة في الصفات لفظاً، لا كمال حقيقة، لأن النقص موجود في المحدث، والكمال حقيقة فيمن لا نظير له في ذاته، ولا في صفاته، وإن كانت النسبة والمشاركة والمشابهة في الصفات، لا توجب المماثلة في حقيقة الذات، لأن المشاركة في كل وصف، لا توجب المماثلة في كل وجه لأن الضدين يتماثلان وبينهما غاية البعد إذ السواد يشارك البياض في العرضية واللونية والادراكية، وليس المثل كالممثل به، ولا المشبه كالمشبه به، وبيان القديم من المحدث، أعلى من التباين بين السواد والبياض.

وقد روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن وبذلك وصفه الله سبحانه كما في كتابه بأنه رؤوف رحيم وعدل وهاد وجواد وكريم وعفو وغفور وستار وحليم فأكمل الله له جميع الأخلاق الكريمة بقوله: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعةً وتسعينَ اسماً من أحصاها دخل الجنة) وفي رواية أخرى من حفظها دخل الجنة.


والناس في إحصائها على ثلاثة أصناف:.....................

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97