عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2015, 09:50 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ

والناس في إحصائها على ثلاثة أصناف، صنف أحصاها تصديقاً واعتقاداً وروايةً ومقالاً، وصنف أحصاها حفظاً وعداً ودراية وسلوكاً وحالاً، وصنف أحصاها ذكراً وحفظاً وعلماً ومحافظةً ومعرفةً وتخلقاً ,كشفاً وشهوداً وتعظيماً وإجلالاً، وكل طائفة من هذه الأصناف الثلاثة، قد وعدهم الشرع بدخول الجنة، ولكن جنة كل صنف منهم على حسب علو منازلهم، ورتب أحوالهم، وتمكين معرفتهم، وقوة يقينهم، وعلى قدر ما كشف لهم، من فهم أسرار الأسماء والصفات، وتخلقوا بها، وتحققوا فيها، وشاهدوا من تجلي صفات الذات، فإن الإحصاء الذي ورد فيه الترغيب، هو مطلق يحتمل التخصيص والتعميم.

وفيه إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمائَةَ دَرَجَةٍ وإِنَّ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ لَكَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ أَعَدَّهُنَّ اللهُ تَعَالَى للْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ).

وفيه دليل أيضاً على أن من أعطي اسماً من أسماء الله تعالى حقه كما يجب جاز درجة، ومن أحصى الجميع جاز الدرجات كلها، فمن أقر بفضلها وقرأها فهو المسلم، وله الافادة، ومن عرفها ودراها فهو المؤمن وله الزيادة، ومن علم معانيها، وعمل بمقتضاها، واتصف بها، فهو العارف، وله المشاهدة، فمن عرف هذا الاسم، أقيم بشواهد الهيبة والجلال، وخص بمزيد القربة والكرامة والافضال، ومن انكشف له سر معنى حكمته، وانفصلت عنه رعونة البشرية، ولاحت له هيبة جلال عز الربوبية، وتحقق له محض ذلة العبودية، فإن حقيقة الأسماء الإلهية، اذلال العبودية، والألوهية صفتها العظمة والكبرياء والعزة والعلو وإطلاق القدرة والاستغناء، قال الله تعالى: ((قُلْ مَنْ رَّبُّ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ)) وقال تعالى: ((قُلْ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ)) وهو الاسم الأعظم، فإنه روي في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن اسم الله الأعظم، فقال: ( اسْمُهُ اللهُ الحَيُّ القَيُّومُ ) وهو الاسم المقدس المنزه المكرم، اسم ذاته، المنعوت بصفاته، المخصوص بالتقديم على الأسماء والتشريف والتعظيم، وقد تنزل الأسماء منزلة الصفات، وتنزل الصفات منزلة الأسماء، اتساعاً في الألفاظ، وتجمعها كلها صفة الألوهية.

واعلم أن مجموع صفات الله تعالى في إدراك عقولنا وفي مفهوم علومنا على ثلاثة أضرب ؛

منها سمعية، لا يجوز إطلاقها، ولا إثباتها، إلا بعد ورود الاذن باطلاقها، ولا يجوز لأحد، ولا يجوز أن يسمى الله سبحانه باسم غير ما سمى به نفسه، أو أذن به، أو سماه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجتمعت عليه الأمة، ولا يجوز أن يسمى بما لم يجز في صفته، مثل عاقل، وفقيه، ولبيب، وسخي، وشبه ذلك، وكره مالك الدعاء بيا سيدي، أو يسمى خليل، أو حبيب، أو صفي، أو جميل، أو مليح، ولا يجوز أن يطلق عليه، أو يضاف إليه، وإلى أسمائه الحسنى ما ذكره عز وجل في كتابه كقوله: ((خَادِعُهُمْ . وَمَكَرَ اللهُ . اللهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ . وَيُضِلُّ اللهُ)) وإنما ذكر ذلك تعالى على المقابلة والمكافأة والمجازاة على فعلهم، باعادة أوصافهم اليهم، وهي من أوصاف الأفعال والجزاء، ومن التي نفاها الله تعالى عن نفسه، ونزه ذاته العلية، وصفاته القدسية، عن الاتصاف بها.

ومنها صفات ذاتية، كان موصوفاً بها في الأزل، وهو موصوف بها فيما لا يزال، ويستحيل أضداد ذلك، كـ( حي، وعالم، ومريد، وقادر، وسميع، وبصير، ومتكلم، وأسماؤه الذاتية من الأسماء الحسنى.

ومنها صفات فعلية، تسمى بها البارىء سبحانه، لصدور الأفعال منه، فان المحدث يتعلق بكلامه تعالى، بقوله كن، وكن هي الأمر بالتكوين، والقدرة توجد الفعل وتوقعه وتظهره، والعلم محيط به، ويرتبه ويكشفه، والارادة تخصصه وتبدعه وتتقنه، والسمع والبصر والكلام، يقتضيان كمال المتصف بها، ولا تتعلق قدرة المحدث ولا إرادته، ولا إحاطة علمه بالقديم، ولا تتعلق قدرة الله تعالى وإرادته بذاته ولا بصفاته القديمة، وإنما تتعلق بايجاد المحدث وتخصيصه، والحق سبحانه يعلم ذاته وصفاته، ويبصر نفسه، ويسمع كلامه.


وقد قسم العلماء معاني الأسماء الحسنى على أربعة أقسام:.......................


يتبع إن شاء الله تعالى






آخر تعديل الرفاعي يوم 11-02-2021 في 09:19 AM.
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97