عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2015, 02:34 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق المكتبة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــ

واعلم أن جميع صفات الله تعالى هي صفة الألوهية ونعت لها ولا يقال فيها أنها هو، ولا هو هي، ولا غيره لأن الله تعالى واحد قائم بذاته، مستغن عن غيره بصفاته، وصفاته مطلقة قديمة قائمة به، غير متناهية بحسب قدم ذاته، وعدم تناهيه، وهو واجب الوجود بنفسه، وواجب له الاستغناء، واستحال عليه الاحتياج، لم تزل صفاته موجودة معلومة قائمة به، ولا يجوز وجوده سبحانه، وعدم شيء من صفاته، ولا وجود صفاته، وعدم ذاته، ولا مباينته لشيء منها، ولا مغايرته عنها، على وجه من الوجوه، لو كان هو هي لكانت الذات هي الصفات، والصفات هي الذات، ومن المحال أن تكون الصفة داله على غير الموصوف، أو تعرى احداهما عن الأخرى، لأن الصفة هي المعنى، والموصوف هو الذات وموصوف بلا صفة محال، وصفة بلا موصوف أيضاً محال، ولو كانت أيضاً هي هو للزم أن تكون الصفة هي الموصوف كما ذكر، ودل أيضاً على اثبات الصفة ونفي الذات عن صفاتها، أو خلو الصفات عن ذاتها، أو تجرد إحداهما من الأخرى، ومن شرط الذات لزوم الصفات، ومن شرط الصفات لزوم الذات، فإن الصفات لا تقوم بذواتها، ولا بأنفسها، ولا تستغني عن الموصوف كما أن الذات لا تفارق صفاتها، ولا بد من قيام احدهما بالأخرى ضرورة واجبة، وحقيقة لازمة، لا تنفك عنها كتعلق الشرط بالمشروط، وفي بطلان أحدهما وعدمه، بطلان الآخر ونفيه، وفي إثبات أحدهما ووجوده، إثبات الآخر ووجوده، لأنه لا يتصور وجود حياة إلا في حي، ولا وجود علم إلا في عالم ولا وجود إرادة إلا في مريد، وكذلك القدرة، والسمع، والبصر، والكلام، وسائر الصفات لا تعقل إلا في موصوف، ولو كانت هي غيره لكان لا يخلو، إما أن تكون زائدة على الذات أولاً، فإن كانت زائدة عليها فلا يخلو، إما أن تكون قائمة بذاتها، أو بغيرها، فإن كانت قائمة بذاتها، فإما أن تكون قديمة أو محدثة، فلو كانت الصفة زائدة على الذات، لكانت محلاً للحوادث، ووجب لها ما يجب للحوادث من لزوم التغيرات، وإن كانت لا زائدة، فإما أن تكون نفس الذات وعينها، أو غير الذات، فمحال أن تكون نفس الذات وعينها لما يلزمها من أن تكون هي هون وإن كانت غير الذات، فإما أن تكون قائمة بذاتها، أو قائمة بغير . فمحال أن تكون قائمة بذاتها، وذلك لتعلق القديم بالقديم، مع المباينة والمغايرة، وليس ذلك من شرط التوحيد، ولو كانت أيضاً محدثة، لم تخل من ثلاثة أحوال، إما أن تكون حدثت في ذات القديم، أو في غيره، أو في ذاته، فلو حدثت في ذات القديم، لكان متغيراً لحدوثها عن صفات كان عليها ولقامت به تغيرات، من صفات إلى صفات، ودلت الدلالة على الحدث، لأن ذلك من صفات الأجسام المحدثات، ولو حدثت أيضاً هذه الصفات في غيره، لوجب أن يتصف الموصوف بصفة في غيره، ولو اتصف الموصوف بما في غيره من الصفات، لوقعت المساواة بين سائر الموصوفين، من قديم ومحدث، ولإستحالة أن يوجد في العالم مختلف الصفات، لأنه كأن يكون كل جسم حياً، وعالماً، ومريداً، وقادراً، وبما قام بغيره من سائر الصفات، ويتصل ذلك بأن يكون ما وجد بالمحدث من الصفات هي صفات القديم، وكذلك ما وجد بالقديم من الصفات تكون صفات المحدث، موجباً له ما يوجب له من الأحكام، فاستحال أن تكون صفات الله تعالى موجودة لا في ذاته، لأن الصفات لا تقوم بذوات أنفسها، ولا تستغني عن الموصوف، لأنه لا يتصور في ضرورة العقل وجود صفات إلا في موصوف، فكما وجب للصفة القديمة القدم في الأزل، كذلك وجب لها البقاء فيما لم يزل، لاستحالة التغيير على الموصوف القديم، واستغنائه بصفات الكمال والتنزيه والإجلال، فإن صفاته سبحانه ليست غيره ففصلها منه، ولا هي هو فأفردها بالذكر عنه، دون نسبتها له، وهي لا هي هو، ولا هي غيره، والفرق بين صفة القديم وبين صفة المحدث، أن صفة المحدث تقدم من ذاتها عند وجود ضدها بتغيرها، كعدم الحركة عند وجود السكون، ومثله ضده في جميع الصفات، والقديم لا يجوز عدمه، ولا عدم شيء من صفاته، ولا يجوز عليه التغيير، وهو متنزه عن الأضداد والأنداد، وعن صفات المحدث، وكذلك الفرق بين الوجود المطلق، والوجود المقيد، فالمقيد لا يخلو من الصفات العرضية، كالحركة والسكون، والموت والحياة، والجهات والحدود، والاجتماع والافتراق، والتغير بالأضداد وما لا يحلو من الحوادث ولم يسبقها فهو حادث مثلها، وكل الحوادث لا بد لها من محدث يحدثها، وهو ليس كمثلها ولا يشبهها، فلو كان مثلها وشبهها، لوجب له ما يجب لها ولجاز عليه ما يجوز عليها، واحتاج إلى محدث، ويتسلسل وما يتسلسل لا يتحصل، والموجود المطلق هو المنزه عن التغييرات العرضية، السلبية الموصوفة بالصفات الثبوتية، الدائمة، الأزلية، ولو جاز عدمه، لبطل قدمه، وصفاته سبحانه صفات الكمال والعز، والاستغناء، والجلال، الذي لا يليق إلا به، ولا يمكن الحمل فيها، وأنه الواحد الذي لا يقبل التجزئة، ولا التأليف، ولا التركيب، وأنه القديم الأزلي، الدائم الذي لا أمد لمداه، ولا غاية لمنتهاه، الغني المطلق، الذي لا يتوقف غناه على غيره، كما لا يتوقف وجوده على غيره، فلا يحتاج في ذاته ولا في كماله ولا في صفاته ولا في استغنائه ولا في فعله إلى أحد سواه، فصح عند العقلاء بالبرهان العقلي، وثبت عند العلماء بالبيان النقلي، أن صفات الله تعالى قديمة أزلية منزهة قائمة بذاته القديمة العلية، المختصة بمطلق الوجود، المنزهة عن صفات الانحصار والقيود، المقدسة عن جنس الكيفيات والجهات والحدود، وهو المنفرد بالأحدية، المنعوت بالصمدية، الذي لا يتبعض وجود أحديته في الوهم، ولا يتحيز في الفكر، ولا يتكيف بالعقل، ولا يتخيل في الذهن، ولا يتمثل في النفس الموصوف في ذاته وصفاته، بصفة الاستغناء والكمال، والقدرة والتعظيم والجلال، تنزه عن كل شيء محدث مقيد، هُوَ اللهُ اللهُ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ.

قال الشاعر :

تَبَارَكْتَ يَامَنْ لاَيُحَاطُ بِوَصْفِهِ = فَمَا قَدْرُ قَوْلِي وَاللِّسَانُ كَليـلُ

بِحَقٍّ لَقَدْ نُزِّهْتَ قِدْمًا فَمَنْ لَنَـا = بِاِدْرَاكِ وَصْفٍ وَالْمَرَامُ طَوِيلُ

وَلَوْ كَانَتِ السَّبْعُ الْبِحَارُ مُمِدَّةً = لِوَصْفِكَ لَمْ يُوجَدْ لِذَاكَ سَبِيـلُ

فَأَنْتَ كَمَا نَزَّهْتَ نَفْسَكَ وَالَّذِي = يَفُوهُ بِهِ فِيـكَ الأَنَـامُ قَلِيـلُ


واعلم أن جميع أسمائه وصفاته....................


يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97