الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2018, 10:58 AM رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وفي الصباح قمت أصلي ركعات في المسجد، فجاء رجل من طلاب العلم، فنطر إلي ملياً وقال لي: كثيراً تمكن جبينك حالة السجود من الأرض!.

فلاطفته وقلت: بل أمكن جبهتي؛ لأن عندي جبينان، ولا أقدر على تمكينهما حالة السجود من الأرض، فتعجب وانصرف، وما عرف أن الجبهة موضع السـجود، وأن الجبينين يكتنفانها من الجانبين، والكثير لا يفرق بين الجبهة والجبين.

ثم بعد أن أتممت صلواتي وأورادي وأضحى النهار جاءني ذلك الرجل بعالم من علماء الأكراد، ينتمي إلى الطريقة النقشبندية، عليه سيما الصلاح، فأقعده عندي، وذكر ما قلت له، فأفهمته القصة، فطرب طرباً عظيماً، وتذاكرنا بكلمات من بعض العلوم.

وهناك والرجل عندي وإذا برجل سـوقي فجاء فسأله سؤالاً بشـأن حائض كتمه السائل عني، تم انصرف، فقال لي العالم الكردي: سألني هذا ـ وهو أصله من فصيلة الأكراد ـ عن حائض هي من أقاربي أعرف اسمها.

فأردت أن ألاطف الشيخ الكردي فقلت: أنا أعرف لها اثني عشر اسماً. فتعجب، فسألني عن أسمائها ـ يظن أني أعرف للمرأة اسما، غير الاسم الذي يعرفه لها ـ ؟ فقلت: طامث , وطامت بالتاء المثناة، وطامي، وطامس، ودارس، ونافس، وعارك، وفارك، وضاحك، وكابر، ومعصر، وقلت: هذه أحد عشر.

فظن أن الاسم الذي يعرفه الثاني عشر فقال: سبحان الله ! لا أعرف لها إلا الاسم الذي يعرفه زوجها.

قلت: وحائض . ففطن وعرف أن هذه الأسماء للحائض، فقبل يدي وازداد تعجباً، تم قلت له: أي مولاي، الأكراد شعب ما هم فصيلة، وان شئت قلت: قبيلة. وأنشـدته قول القائل:


قبيلة بعدها شعب وبعدهمـا = عمارة ثم بطن تلوها فخـذ
وليس يأوي الفتى إلا فصيلته = ولا سداد لسهم مالـه قُـذذ


فهام طرباً وقال: إن الله لذو فضل عظيم على الناس.

فقلت في سري: سبحان الله! هذا الشيخ أراد معنى، وفي الإشارة معانٍ أخر؛ فإن بعض مشايخنا السادة الأحمدية قال: المقصود ـ والله أعلم بمراده ـ من قوله تعالى: (( إن الله لذو فضل على الناس )): إظهار ما لله تعالى على محمد سيد الوجودات صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأبرار، من عظيم فضل الله عليهم، لكونهم في حجاب عن الوصول إلى مقام الاطلاع على شرف الفضل الذي اختصهم الله به، وهم الناس المرادون من جميع الناس، المختارون لذلك الفضل، ويدخل في الآل، ذراريهم الطاهرة إلى يوم القيامة.

ثم إني قمت بعد الذي حصل، وبي نشـطة من نشطات السرور فارتبطت بي أشعة أرواح عباد الله المقربين والعارفين سكان البلدة، فكدت أمشي على جسر من خيوط أنوار الأرواح، وحفتني البركة ومُدت لي ـ ولله الحمد ـ موائد القبول.

وقمت في صباح ذلك اليوم من طريق قرية [ دارا ] إلى [ نصيبين ]، وبظاهرها تنورت بزيارة سيدي السيد الجليل علي الصيادي الحسيني رضي الله عنه، فخلع عليَّ مرطاً من نور أبيض مسهماً بسواد، فقال لي: الزم باب السيد احمد الرفاعي، فهو من أعيان صدور المجلس المحمدي. فقلت: سبحان ربي!.


كل يشيـر إلـى نعمـى ويذكرهـا = بما يليـق بهـا مـن عـزة الرتـب
والناس في غفلة عن نـور طالعهـا = كالشمس لكن توارت في دجى الحجب


وانطلقت بنور الهدي المحمدي والإرشاد الأحمدي إلى الجزيرة على نجب العناية، فتجلى لي هناك حبيبي صلى الله عليه وسلم، فنفخ في فمي سبع مرات فقال: جدد، جدد، جدد، وضمني ـ صلوات الله عليه ـ إلى صدره الشريف، وقال لي في إذني: ولدي أحمد الرفاعي ينتظرك، فإذا وصلت إليه سلم عليه. فرحت سكران حال أزج في نور الرأفة المصطفوية، تحت العَلَم الطويل النبوي، أسمع ذكر الله من كل صامت وناطق، وأنا على هيامي أقوم وأقعد. إذا أطعمني الناس أكلت، وما فهمت من ذوق الطعام شيئاً، وإذا سقاني الناس شربت، وما فهمت من ذوق الماء شيئاً:

(( والذي هو يطعمني ويسقين )).

وسرت أقوم هائماً وأقعد هائماً من الجزيرة في الصحراء إلى:

[ الموصل الحدباء ]

...........................


يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97