الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2018, 11:04 PM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وقد كانت طوائف العمال من جماعة ملوك أمية وبني العباس إذا قصدوا الحجاز تبعتهم الجنائب، وحدت لهم حداة الركائب، وضربت لهم الأخبية على الطرق بأطراف خيوط الذهب وصحاف الفضة وخيام الحرير، ومدت لهم الأسمطة بأواني الصين، ونصبت لهم كراسي الذهب وأسرة الجمان.

هذا ومنهم العبد الخصي، والعبد الأسود الأجوف، والفاجر، والمخمور، والكذاب، والمتجاوز الحدود، والمتخوض في مال الله بغير حق!!.

وآل محمد ـ وعليه وعليهم من الله أفضل الصلاة والسلام ـ على أقتاب الأبل، ويتظللون بأشجار الغيلان، وأثوابهم مرقعة، وأوانيهم الأرض وملاعقهم أكفهم، وطعامهم خبز الشعير، وإذا كانوا في مجلس تقدمهم أولئك الطغام، وبقي لهم أطراف المجلس وأواخر الخطاب.

وقد انتهكت حرمتهم، وسلبت حقوقهم، وفعل بهم ما يفعل بالحربيين، سبحان الله رب العالمين.

وفي هذه الأدلة من أسرار الله للعارف، ما يلزمه بالرضا المحض من الله تعالى.

وقد رأيت قوما يقولون: هذه الخصوصيات للعارفين الذين هم من أهل الاطلاع، وقد عرفوا بوعد حق ما أ عد الله لهم من قرة أعين، ولو بلغنا مثل هذا لصبرنا كصبرهم، ورضينا كرضاهم، اطمئنانا بوعد الله تعالى.

والجواب:

هذا من مغالطات الشـيطان، ومصـارعات النفوس، إذ الوعد الإلهي ثابت لكل مؤمن مسلم صبر ورضي بنص (( إن الله مع الصابرين ))، (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )).

فالصابرون المبشرون بالمعية، والمتقون المؤمنون الموعودون بها، والمراد بالمؤمن هنا: المطمئنـون بوعد الله تعالى، أهل الإيمان به، والله تعالـى قال:

(( إنا لننصـر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )).

وعلى ما ذكر، فهذه الدنيا المؤقتة الكاذبة، لا الغلبة فيها غلبة، ولا المغلوبية مغلوبية، وإنما كلاهما يظهر في الآخرة الباقية، بين يدي من يعلم السر والعلانية.

ومن انتصار الله تعالى لأهل الحق، أن التأييد معهم في فقرهم وذلهم وانكسارهم وعجزهم، وأهل الباطل الخزي معهم في غناهم وعزهم وشوكتهم وقدرتهم.

وفقه ذلك: أن كل القلوب ـ نيرها ومظلمها ـ منفك من استحسان باطل أهل الباطل، مرتبط باستحسان حق أهل الحق، وإن انفكت القوالب أو ارتبطت بكلا الطائفتين.

وبلغني من رجل من أصحاب النوبة بمصر، اسمه السيد عبدالرحيم: أنه خطب امرأة ثيبة من أهل المحلة لنفسه، فامتنع أخوها عن إعطاءها له، فقيل له في ذلك؟ فقال هو يأكل الحشيشة. قيل له: أرأيته؟ قال: ظاهر هذا بعينه. قيل له هذا رجل صالح. قال لو كان صالحا ما كان هذا الاحمرار بعينه.

وهذا من العجائب! على أن بعض القوم ذكر أن احمرار العين من علامات الصلاح وصدق الحال، وما ذلك إلا (( ليميز الله الخبيث من الطيب )).

وقد رأيت في سياحتي هذه إلى الحجاز والديار المصرية والشامية: أن الأحمدية مع كثرتهم وشـهرتهم، وكثرة أولياءهم وحسـن اعتقاد الناس بهم وبمتقدميهم، وتسـلسـل الأولياء في طائفتهم، دون غيرهم من رجال الطوائف بالمال والأماكن على الغالب، إلا من نذر. فكوشفت في منازلتي: أن استفت من الخضر في هذا إذا رأيته .

وهناك وأنا أمام باب القلعة بحلب............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97