الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2015, 04:44 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
___________________


فقلت له رضي الله عنه: أنبئني سيدي عن واجبات السـلوك؟ فقال: الاهتمام كل الاهتمام بالفرائض، وعدم الاشمئزاز في زوائد الأعمال، والإخلاص لله في العمل، والاستقامة على العمل وإن قل، واتباع هدي محمد صلى الله عليه وسلم في الفعل والقول، وحفظ الأحوال بالصدق، والخشية في كل ذلك، والغيرة لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم , والمحبة لكل من أحب الله ورسوله، تمسـكا بحبل الله ورسـوله، ومخالفة النفس إلا فيما يؤول إلى الله تعالى.

قلت: ما هذه الحضرة التي أنا معك فيها، وقد صرت بمثلها مع غيرك من أعزاء الباب؟

فقال: حضرة انكشـاف اسـتجلاها كشف، وقابله قبول أيده إطلاق قام به فتوح أورده كرم منت به يده الرحمة، وربك (يختص برحمته من يشاء).

قلت: كيف صلاة العارفين؟.

قال: فعلٌ يُؤدَى كما أُريدَ أن يُؤدَى، شروعه فيه العلم، والقيام به فيه الحياء، وأداؤه فيه التعظيم، والخروج منه فيه الخوف، والمقصود به وجه الله تعالى، والممتثل به أمر الله، والمصدق المكرم بتبليغه النبي المشكور صلى الله عليه وسلم.

قلت: وكيف ذكر العارفين؟.

قال: استغراق يقطع حبال الخواطر، وهواجس الإرادات، إلا عن المذكـور، وللمذكور.

قلت: وكيف يمكن ذلك؟

قال بأداء واجبه، وأنت كما ترى المذكــور، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)

قلت: بأي شيء يعظم العبدُ عند الله تعالى؟

قال إذا عَلِمَ وعَمَلَ وَعَلَّمَ.

أقول روي عن عيسى بن مريم ـ عليهما السلام ـ أنه قال: (من علم وعمل وعلم , فذلك الذي يدعى في ملكوت السماوات عظيما).

قلت: بأي شيء يصح الرضا؟.

فقال: بصدق التسليم.

قلت: وكيف التوصل إليه؟

قال: بسلم (إنا لله وإنا إليه راجعون)

أقول: ما أحسـن هذا الجواب! ولا سـبيل للرأي على تفسير كلام الله تعالى، ومفهوم ملخص ما قيل في تفسير هذه الآية: نحن ملك لله وإليه نرجع، وليس لنا من شيء ولا في أنفسنا، وإذا كنا له في الأزل البحت، فإذن نحن له مقدورون ؛ لأنه أقامنا بلا نحن، بل بمجرد قدرته وإرادته، وإذا كان قيامنا في الأزل بإرادته وقدرته، ولا نقوم بعد بروزنا إلى سـاحة هذا الوجود إلا بعون منه وقدرة منه، وهو المقيم لنا والمقعد، والمحرك والمسـكن، وإليه منتهى سفرنا وغاية سيرنا، إذ نتيجة من يسير من عالم الأزل والوصول إلى عالم الأبد، وكلاهما له مخلوق ومملوك، فمن كانت هذه قيوده، ولا يملك وجود أمر يقوم به وجوده، فعليه أن يصـعد بهذه المراقي الاعتبارية إلى حق التسليم، وهو الرضا عن الله، والرضا بكل ما جاء من الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم قلت لسيدي الإمام الصياد ـ رضي الله عنه وعنا به -: وبأي رياضة يرتاح القلب؟

قال:.............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97