الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2015, 09:40 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

((( حمص )))

ولي في ذلك الطريق، من مطارقات المنازلات المتدلية من العلى، ما يخفق قلب الفلك، هنالك صلصلة ترن، من سلسلة تدن، سطور تخط، واقلام تقط، البارقة تدفعها البارقة، والطارقة تتبعها الطارقة، وفتحت السماء فكانت ابوابا، وضربت منقضات الهمم إلى حقائق الطوارق أسبابا، وسبح الكشف في بحر السر يلتقط - غائصاً فيه - درر البراهين الطامسة، في قعر عالم الخفا، لاستجلاء كنه رقائق تلك المعاني المطوية، في تلك الحقائق المخفية، ما اندفعتُ خطوة، إلا وفيها من هذه الأسرار الطارقة أزيد من مائة الف بارقة، وبرز لي مع رفيف الهواء، خطوط نورية مكتوبها - لا إله إلا الله محمد رسول الله - فقلت لعلي طبت للذكر، وولهت بالجناب الأحمدي، فغلب عليَّ سلطان هذا الشأن، فظهر لي ما أراه من تلك الغلبة، فجمعت أمري حتى تحقق ذلك، تحقيقاَ بديعاً معه اطرزة براهين، جمعن جمعي عليّ وأوصلت نور ذلك الفَهْم الحق إليّ، ثم ارتفع نظام تلك المشاهد، حتى انجلا عن مضامين علوم احكمت فيّ معنى - لا إله إلا الله - بذوق حالي، تكلّ عنه العبارة، وينعقد عنده لسان الإفصاح، ولا يتصرف النطق به فيتمكن من الإيضاح، وكذلك قول الله جل علاه (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) فقد طوى بنصّ - فاعلم - سر إلهيّ حاليّ، ولو أن العلم يتعلق المعنى المقصود، اعني معنى كلمة التوحيد، وخلاصة معناها عند علمائنا رضي الله عنهم : لا معبود بحق متصف بصفات الكمال منزه عن صفات الحوادث والنقصان إلا الله، وهو الغنيّ عن كل شيء، واليه يحتاج كل شيء، وهو على كل شيء قدير.

والسر الإلهيّ الحاليّ قام به الذوق، بمحض الوهب الرباني يفصح عنه ما جاء في الكتاب (( واتقوا الله ويعلمكم الله )) أي من لدنه علماً يصلح به شأنكم، معه ومع خلقه، ويجعل لكم نوراً تمشون به في الناس، وقد يقول القاصر : بلغ الرسول العظيم عليه أجل الصلاو وأكمل التسليم، وما زاد عما بلغه، فمن أين ؟ فقل له : من الذي بلغه، فإنه بلغ عن الله قوله تعالى (( اتقوا الله )) ونتج عن هذا التعليم الإلهي ببرهان (( ويعلمكم الله )) ففي بعض احكام البلاغ جُمَلٌ مطويّ فيها التفصيل، وهو - أعني التفضيل - ينفتق عنه رتق الاجمال . نعم والمبلغ العظيم صلى الله عليه وسلم، هو صاحب جوامع الكلم، سيد الفصحاء، وابلغ البلغاء الذين هم من كبار الأنبياء فمن دونهم عليه وعليهم أزكى الصلاة وأكمل السلام .

فجمل ارشاده عليه الصلاة والسلام ضمنها تفاصيل تحملها الآذان الواعية والقلوب الطاهرة، من أولي الألباب المتقين، الذين شغلهم حب الله وحبه عليه الصلاة والسلام عن انفسهم فغابوا به وحضروا به، وهنالك تبرز لهم مفاتيح كنوز العناية الربانية، من الحظائر الغيبية، وتحل لهم من تلك الجمل عقد التفاصيل، هذا من طريق الأحوال مع الله، والمقامات المتدلية إلى حظائر مدد الله، وإلا فمن طريق الحكم، وطريق العبدية وما يلزم لمنهاجي الدين والدنيا، والوصول إلى الله تعالى، فإنه لم يترك عليه الصلاة والسلام كليّاً ولا جزئياً إلا وبلغه، وعلّم الأمة بتعليم الله تعالى له ما لم تكن تعلم، ودلهم على الجهاد في الله لتحصل لهم غنيمة الهداية من الله، إلى سبل الله، الموصلة إلى الله، قال الله تعالى : (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )) ومن طرق الهداية إلى تلك السبل انكشافات تنتج عن تقوى، تُبْرِزُ لفكرة العبد أسراراً سماوية، وأرضية، وناسيّة، ونفسيّة، فإذا عرف نفسه عرف ربه . (( لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ )) . (( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )) وقد تقع سحائب المنن بمجرد الوهب، على العبد المؤمن الغير العالم، فيرتفع بها على اكُفّ الاحسان إلى بساط الكرم، قال الله تعالى : (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) فالمؤمن إذا حفه الفضل يرفعه إلى درجة التقوى، فيتحقق بها تحققاً كاملاً، ويعلمه الله، والعالم يرفعه ناهض الفضل إلى درجة الخشية، قال الله تعالى : (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )) وثمَّ درجات أخر، تكون بمقتضى الوهب، نسكت عنها، لعدم القول بالحصر، فيما لا يقبل الحصر، ويستحيل فيه ذلك، وشأن العلم شأن عظيم، كيف لا، وهو طريق إلى حضرة تَلَقي خلعة محبة الله للعبد عليه فيها بشاهد ما جاء في الخبر عن الصادق الأمين الأبر - صلى الله عليه وسلم - أوحى الله إلى إبراهيم - يا إبراهيم إني عليم أحب كل عليم - فالعالم التقي، هو الذي يرجى له سانح الاحسان، بتحقيقه في درجة الخشية والشاهد (( وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ )) فحال التقوى يوصله إلى فهم حكمة العلم، بمحض الفضل ، وهناك يخشى الله، والمؤمن الذي يرجى له جاذب المدد الذي يرفعه إلى درجة التقوى، هو الذي إذا ذكر الله وجل قلبه، وإذا ذكِّر بالله وآياته، زادته الذكرى إيماناً، وصح توكله على ربه، وكان مقيماً للصلاة، منفقاً مما رزقه الله، قال الله تعالى : (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً )) صدق الله العظيم , وهذا شاهدنا في ما قلناه والحمد لله.

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97