الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2015, 09:38 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

ثم تفجرت ينابيع الكرم، وتواردت موائد المنن، فلم يبق نبي كريم، ولا مرسل عظيم، عليهم جميعاً من الله العظيم، أفضل الصلاة والتسليم، الا وكستني واردة من موارد روحه المعظمة ببردة منح تكف المحنة وتمطر بالمنة، وكلما استظليت بظل واردة من موارداتهم، وانبسطت لي شقة كرم من عنايتهم وقفت بالباب الرفيع المحمدي متذللاً لا أبرح حتى أرى توقيع التأييد من ذلك المشهد الأمجد السعيد وبعد: فأنصرف بالأمن والطمأنينة والثبات والسكينة، تحت راية الحماية النبوية رفيق المظاهرة الدائمة المحمدية، ورتعت في جنة ((( دمشق ))):

((( دمشق )))

أخب بنور الإعانة مع حفظ الأمانة لا ألتفت يميناً ولا شمالاً، منصباً على موراد العلامات، التي تلمع من السماء. أين كانت؛ وإلى أين صارت؛ ارفع طوق العزم إذا اتصلت، ولا اكفكف وابل الدمع إذا انقطعت، حتى ترد، فاجتمع بعد شتاتي وأفرق بين البطالة وأوقاتي، وقمت على قدم الاستعانة بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله - إلى سبيلي من طريق حمص، فلما ظَهرتُ إلى ظاهر دمشق، قال لي ابليس : أنت المُعان المُصان المحفوف بالعوارف واللطائف، اظهر بما أنت فيه من علمك . وصنوف فنونك وطرائف آدابك وتصدر على كرسي الإفادة، بمنطقك، بنحوك، بفقهك، بتفسيرك، بما جمعت من علومك، التي انطوت فيك، انشرها بهذه البلدة الطيبة، وبها تقوم لك وتقعد، أين مثلك في زمانك؟ أنت بخاري المحدثين وترجمان المفسرين، ودؤلي النحويين، وحسان الأدباء، وأبو حنيفة الفقهاء، وشافعي العلماء، وهدر وزمجر، وبالغ واستشدق وتشدق، فوقعت على كلامه النفس، وقابلها الهوى بالتأويل الحسن، واشرفت عليها الدنيا بزينتها ومحاسنها، فكدت اتمزق من غيظ القبض وأنا هناك، وإذا برجل اعرابي، فقال: السلام عليكم فقلت: وعليكم السلام. قال: استفتيك. هل الهرب من الدنيا اولى أم الدخول فيها أولى؟ قلت: بل الهرب منها أولى. قال: هل إذا انطوى العبد مأموراً أولى أم إذا انتشر مفتوناً أولى؟ قلت: بل إذا انطوى مأموراً أولى. فقال: هل العالم بعياطه وشياطه يهدي الناس أم الهادي هو الله؟ والتأثير يسري بنسبة صدق العالم مع الله أم لا؟ قلت: بل الهادي هو الله والتأثير بنسبة الصدق. فقال: فقال هل يصلح لمداواة عيون الناس الأعمش؟ قلت لا قال سر على بركات الله، كن مع الأمر لا مع النفس. اصلح أولاً شأنك، ثم التفت بعدك لإصلاح غيرك. دس بنعالك هامة شيطانك، واقطع علائق نفسك، وعليك بخويصتك، واعتزل الناس واشتغل بالله، وكن عبداً، وإياك منك، والسلام عليكم. فأخذت بطرف عباته، وقلت بارك الله بك، ما اسمك قال أحمد. قلت تريد ( حمصاً ) فقال: سر بالله، هو خير مني ومن غيري. هذه القافلة تريد حمصاً فصر معها، واحفظ وقتك، وإياك من طرائق شيطانك، ودسائس نفسك، واعمل لله خالصاً، وبه عن غيره الكفاية، فوقفت اتفكر بسر أقواله، فإذا هو قد غاب عن بصري، فعرفت أن هذا القالب، طراز روح سيدنا ومولانا السيد ( أحمد الكبير الرفاعي ) رضي الله عنه، والله تعالى يفعل ما يشاء، وهو على كل شيء قدير.

فطرقت مع القافلة الطريق طيب الخاطر ريِّض القلب فسيح الساحة منقطعاً عن غوش احدوثات النفس وغلبني سلطان الذكر فرنت بنغمته ذرات وجودي من كل جانب حتى صرت أسمع من كلها على الانفراد، أنواع ذكر الله جل وعلا ولا زلنا حتى وصلنا قرية ((( دوما))).

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97