الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2018, 10:31 AM رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وهناك، وحضرت، فسمعت من جانب المحاضرة صوت حبيبين وقائله يقول: أكثر من قراءة:

يا قادراً قدرته اقدر من قدرة كل قدير، عجل فرجي، يا من تيسير العسير عليك يسير، يا قدير.

فجعلت بعد ذلك هذا الحزب الأنور وردي، في جزري ومدي.


شؤون غيب وحِكـم = أفاضها لِـيَ الحَكَـم
جليـلـة شؤونـهـا = على طريق منتظـم
قد بُدأ الأمـر بهـا = وربنا إن شـاء تـم
وابتدأ الوهـب بمـا = نراه والأمـر ختـم
فصار معنىً دائمـاً = بمحض إسعاف الكرم


وعلى أثر ذلك الشاهد، وأنا في أزقة ( آمد ) مررت بجامع، فقيل لي: هنا مرقد البطل المغوار سيدنا سليمان بن الفحل الفتاك سيف الله، سيدنا الأمير خالد بن الوليد رضي الله عنهما.

فدخلت الجامع، وركعت ركعتي التحية، وزرت الأمير سليمان، فرأيت مشهداً جمع من حال أبيه، وطرازاً من ذلك الطراز.

فتذكرت ما انبلج لي من أضـواء الشـهود بـ ( حمص )، وغاب بي محضري حتى تدليت إلى تلك الحضيرة الخالدية الزكية، وطفت بالمشـهد الأنور الخالدي هناك، ورجعت إلي، وحفني من البركة والنور الجمعي ما أوضح لي طارق فرقي في محاضرتي من معنى مشـاهدة جمع شأني الأول، في مرتبة انجدال النور الفرعي بالأصلي، والحمد لله رب العالمين.

وخرجت من مشهد سليمان الإقبال أسمع نغمة داود الإحسان، وفي الباب، والخضر ـ عليه السـلام ـ أخذ بزيقي وقال لي:

أيها السيد (( كهيعص )). وتبسم. ودهشني من طارق منازلته حال أسكتني، فانصرف وأنا أراه ولم أتكلم.

ثم تفكرت في معنى هذا الرمز الإغلاقي، فرأيت فيه من معاني الجمع في مقام النظر من حيث إضافة الفروع إلى الأصول العجائب، وغلبني حكم الإناطة في تفرقة الفروع، فاستعظمت أحكامها وما يترتب عليها، فنوديت: (( كذلك قال ربك هو عليّ هين )). فقلت: آمنت بالله، إن ربي على كل شيء قدير.

وفي صباح اليوم الثاني، نهض جواد العزيمة إلى المسير من طريق ((ماردين ))، مع قافلة فيها رجل من أحباب الله المقربين، فكان إذا وقع نظره عليّ يخشع ويقول ـ وهو عربي بالكردية ـ: [ بسر سيد أحمد الرفاعي هيوهايا ]. يعني القمر. فكنت أتوارى من القافلة وكأن المقصود غيري.

حتى إذا أشرفنا على قبر العارف بالله تعالى الشيخ موسى الزولي، أحد أصحاب الشـيخ عقيل المنبجي، صاحب سـيدنا ومولانا الإمام الرفاعي رضي الله عنهم أجمعين. فقصدت قبره للزيارة، فأقبل من حضرته المباركة عليّ بالبشـر التام، وشارفت منزلته، فقرأت صحيفة بارزها، فإذا هو من ملوك الأولياء، وله حال جليل وشان، شريف الهمة والمقام.

فقلت له ـ وقد انجلى على منصة ولايته ـ: بأي طـريق وصـلت؟ وبأي نهضة لحقت؟ وعلى أي يد سلكت؟.

فقال: بطريق الذل والانكسار إلى الله وصـلنا، وبنهضة قلب الإمام السـيد أحمد الرفاعي لحقنا، وعلى يد المربي الجليل الشيخ عقيل المنبجي سلكنا، وبسر السـر تحققنا، وبلباب الشـرع تخلقنا، وعن الحوادث أعرضنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فأخذت من لسانه حصة من شـرف حال اللسـان الأحمدي، فقلت: أنتم الآن في حضرة لا يشوبها عارض من عوارض الحادثات، أي طريق في طرقكم معاشر الأولياء أنهض بالعبد إلى حضرة القرب؟ وأي مسـلك منكم أعلم بعلل القطع والوصل وأتم حكمة؟.

فقال: عنيت بالمسؤول عنهم رجال الخرقة وأشياخ الطريقة؟

فقلت: نعم.

فقال: أنهض طرق القوم بالعبد إلى الحضرة، طريق شـيخ الوجودات سيدي السـيد أحمد الرفاعي، وهو المسلك العالم بعلل القطع والوصل أكثر من غيره من رجال هذه الخرقة، وأتمهم حكمة على الإطلاق، وهو الآن (( في مقعد صدق عند مليك مقتدر )).

فقلت: أنا اليوم ممن تشبث بأذيال روحه الطاهرة بعزم وصدق وأمر، فما رأيك بي؟

فقال: ها هو يلمع على جبهتك طابعه، وحوله دائرة القطبية الكبرى، والغوثية العظمى، والختمية التي لا تلحق بأخرى، فاشكر الله؛ فإن الله الوهاب، بيده الأمر، له الآخرة والأولى؛ وهبن وأعطى ، وأمات وأحيا، وأفقر وأغنى، ووضع وأعلى؛ فتحقق بتوحيده تعالى على ما شرع نبيّ الهدى الحبيب المجتبى، الصفي المصطفى صلى الله عليه وسلمن وحسبنا الله وكفى.

فأعلنت بالحمد والشكر، وصقلت العزيمة بصيقل الفكر، وخرجت بخير الزاد، وهو التقوى.

ومددت باع العزم بالمسير إلى(( ماردين ))، فوصلتها بعد العشـاء ودخلت جامعها الكبير، وجلست في رواقه أذكر الله وأحمده وأشكره.

فانكشفت حجب العلى، ولمعت زواهر القبول من السماء، وطافت بي أرواح سكانها من كل فج، وهم من كل حدب ينسلون، وعلي يباركون، وبي يحفون، ولي بالعناية والإسعاف ينظرون ويقولون: (( ن والقلم وما يسـطرون ))، إن هذا لهو السر المكنون، والدر المخزون، والوعد المأمون.

جاء بأمان الله فرسانه، وانفسح بتمهيد اليد الربانية ميدانه، وسيبث الله به كلمة الهدى والإرشاد في جميع الأقطار والبلاد، (( إن الله لا يخلف الميعاد )).

ومن تحف ألطاف الله وبدائع كرمه وإحسانه، أن كل روح حنت بالعطف علي، والتفتت بنظر اللطف إلي: أعلمني شارق نورها، بطارق ظهورها، أن هذا اللطف والعطف حرمة خاصة لروح السيد أحمد الكبير الرفاعي، رضي الله عنه وعنا به، آمين.

فأنا قاصر اليد واللسان عن أداء حقه، وعن القيام بواجب حرمته، ومبتهجاً به أقول، وعلى قواطع الحوادث أصول :.............

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97