الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2018, 11:24 AM رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

[ بغداد ]

صباح يوم جمعة، فانكشف لي مع حضوري حجاب الإسدال عن عوالم الأرواح، فأحدقت بي من كل جانب أرواح الأئمة الطاهرين، والآل المرضيين، والمشايخ العارفين، والمحبين، والمقربين، وعباد الله الصالحين.

وأعظم روح قام موكب سلطانها في بغداد بكبكة النبوة من طريق الإفاضة المعنية، هي روح سـيدنا ومولانا، باب الحوائج إلى حضرة الصدق في مقام التوكل المحض بمشهد التسليم، الإمام موسى الكاظم، سلام الله ورضوانه عليه.

فحبى مظهر مطافي من حنان روحه الطاهرة الإمامية بمدد الإسعاف في المقام والحال والشـأن والوقت والاسـتقبال، وطوى في طالع تلك الروح النورانية من رقائق العلم المحمدي، مـا أقـام لي قاعـدي، وقوم لي اعوجـاجي، وطـاف بي في حضـرات الشـهود حضرة حضرة، وأخذني نجاب أمره إلى حضرة العز من مطارقات التدليات السماوية في رفرف: ( لي مع الله وقت لا يسعني إلا ربي ).

فازدوجت الحجب في الحضرة، فجذب طنبها كل روح مقربة لعبد محبب في بغداد، وكلهم انتفعت بهم، وأطلعني الله تعالى ـ ببركة نفحة الروح الكاظمية ـ على مقاماتهم وغاياتهم ومشاربهم ومراتبهم وعلومهم وفهومهم، نفع الله بهم أجمعين.

وفي تلك الليلة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني بزيارة الأمير السيد إبراهيم المرتضى بن الكاظم، وبزيارة السيد علي أبي الحسـن الرفاعي، والد سيدنا الإمام أحمد الرفاعي، وبزيارة الكرخي والجنيد، وأمرني بالسلام عليهم. ففعلت وزرتهم `كلهم رضي الله عنهم، وسلمت عليهم كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وظهر ذلك اليوم، رأيت وقت القيلولة السيدة البتول الزهراء، رضي الله عنها وعليها السلام، فأمرتني بزيارة السيد سراج الدين، وبزيارة السيد محمد الوتري، وبعدهما أطلقت لي العنان فقالت: وَزُرْ بعد هذين من شئت حياً أو ميتاً ففعلت وزرت مراقد الأوليـاء المدفونين ببغداد كلهم، وحكّمني الله في منازلاتي، فعرفت حقائق مراتبهم، وانتفعت بزيارتهم، وأكثرت من زيارة مراقد العلماء والفقهاء ومشايخ الخرقة وأئمة المذاهب، واجتمعت مراراً على قطب البلدة، وكان لحّاماً.

ورأيت أصحاب النوبة بها كلهم، وفيهم رجلان من أهل البادية، ورجلان من الأعاجم ـ أعني من غير العرب ـ ورئيسهم أحمديّ، اسمه وليّ.

ورأيت جماعة من العلماء لهم معرفة تامة بعض العلوم، ولكن فيهم ثائرة دعوى فوق ما عندهم من العلم، ورأيت أن الغوغاء على الدنيا إلا من عصم ربي.

وفي ليلة الجمعة رأيت ـ أيضا ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: طب قلباً! سيظهر الله لك ولذويك وللطريقة الرفاعية بهذه البلدة شأناً عظيماً.

فقلت: يا رسول الله، عليك الصلاة والسلام! إني أرى عنايتك بالطريقة الرفاعية أكثر من عنايتك بغيرها!.

فقال صلى الله عليه وسلم: هي طريقتي الخاصة من الطريق الخاص في السلوك الأخص على الوجه المخصوص، وأنا أحب السيد أحمد الرفاعي ومن أحبه.

ثم ألبسني مرطاً أخضر وقال لي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: سر إلى [ أم عبيدة ]، إلى ديار الأحبَّة. وتمايل شوقاً، عليه الصلاة والسلام والتحية. فأخذني من ذلك حال غالب، فغبت عني، وقمت مغلوباً بوجدي وحالي.

وبعد صلاة الجمعة سرت ممتثلاً الأمر النبوي في غلبة وجدي وسالب حالي، لا أشعر ولا أصحو إلا وقت أداء المفروضات، ونور الطالع المحمدي محيط بي من كل جهاتي، ورفارف الأكوان تطوى لي، ويد العون والإغاثة الربانية تمدني بصنوف المدد وعجائب المنن والمواهب، حتى وصلت:

[ كربلاء ]

...................

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97