الموضوع: بوارق الحقائق
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2018, 01:44 PM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وفي طريقي وأنا أمشي تستقبلني نفحات الأنس من أرواح ساداتنا الصديقين من الصحابة والتابعين، والأولياء سكان حلب، وقد زرتهم والحمد لله جميعاً كما ذكرته بنهضة عزم الروح الطاهرة الزكريائية في الجامع بتتبع خيوط أنوار أرواحهم إلى مشاهدهم الشريفة فمن هزتني وسيلة من الوسائل، أو داعية من الدواعي لزيارته، حضوراً مشهدياً، فان تلك من مقام الغنيمة، وإلا فالوصل وصل، والحاصل حصل؛ وفي خال مشيي خرجت من السوق إلى خارج العقد أمام القلعة، فانفتح لي سرداب رأيت من غرائب أسرار الله العجائب، ورجال الله تجيء إليه من كل فج؛ قوم على خيل، وقوم على بغال، وقوم على حمير، وقوم مشاة، والرجال تتهادى ركبانهم من كل جانب؛ هذا مغلوب، وهذا غالب، وهذا مسلوب، وهذا سالب، والامم وراء الامم من أهل المشارق والمغارب، وبدت هناك دقائق أسرار، ورقائق آثار يتلو لسان حال كلها (( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)) فقلت:


إذا أنت مثلـت الانـام جميعهـم = وفكرتهـم مابيـن آت وذاهـب

رأيـت إذاً أحياءهـم بانطلاقهـم = يساقون للآجال من كـل جانـب

وأمواتهم آجالهـم أخـذت بهـم = إلى من تعالى عن وزير وصاحب

هنالك أسـرار طلاسـم رمزهـا = قفلن بارصاد المعانـي العجائـب

فلا القفل مفتوح ولا السر ظاهر = وحسبك بالتسليم خيـر المذاهـب


وفي تلك المنازلة الطارقة، وال وفي تلك المنازلة الطارقة، والداعية البارقة، غبت عني، فمرّ بي رجل، فوقف أمامي زماناً، وهنالك وحضرت، فسمعته يقول: هذا رجل أكل حشيشة.

فغلبت عليّ غيرتي لربي، ثم أخذني الرضا من الله تعالى، فصبرت وتفكرت فقه هذا الأمر، فرأيت: أن عباد الله المحببين إليه، مذهبهم حق، وأضدادهم مذهبهم باطل، فإذا برز عبد من المحببين، برز بثوب مذهبه، فرأته عين ضده، انفصلت الوصلة الجامعة بينهما، فنفرت منه نفسه، وقام من نفسه الخبيثة لنفسه صفات مذمومة، أصلها منه، رآها بالعبد المحبب فذكرها، ويزعم أنها صفات المحبب.

وربما أخذه حقده وبغضه لضده في صفته المحبب، فافترى عليه، وكذب، وخاض به، فألبسه من أثواب أباطيله أكسية البهتان، وتجرأ عليه بمحض العناد والظلم والعدوان، وهو في مشهده المزعوم كاذب، وفيما افتراه فاجر، وليس بضاره بشـيء إلا بإذن الله، والمحبب محفوظ الجناب؛ فإن الذي سبه المبطل صفات نفسه المذمومة، والذي لغط به وافتراه صفته أيضا.

وقد أفرغ هذا السر للعبد المحبب من حال النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن قريشاً كانوا يسبونه، وإذا سبوا سبوا مذمّماً، فلا يغتم لذلك؛ لأنهم يسبون مذمماً وهو محمد، وبهذا جاء الخبر عنه - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه قال: ـ عليه الصلاة والسلام ـ : ( ألا تعجبون كيف يصـرف الله عني شتم قريش ولعنهم , يشتمون مذمماً وأنا محمد ). رواه أمة من ثقات المحدثين، كالبخاري ومسلم، وغيرهما.

وصرف قلوبهم وألسنتهم ـ أعني الطاعنين الشاتمين للنبي - صلى الله عليه وسلم - ـ صرف إلهيّ يشـمل أعداء وراثه ـ عليه الصلاة والسلام ـ في كل زمن ؛ فإنهم كانوا إذا سـئلوا يقولون: إنما نشتمه لأنه كذاب أشر، ومجنون وازدجر، ونطعن في إفك افتراه. حالة كونه عند ربه وعند أحبابه والخاصة من خلقه: هو الصادق الأمين المبارك، السـيد العظيم، العلة الغائية، الرحمة الجامعة الشاملة العامة.

فمشتومهم الكذاب ، وكلهم ذلك، ومطعونهم المجنون، وكلهم ذلك، ومسبوبهم المعلَّم، وكلهم ذلك، والحبيب العزيز القدر بريء عند الله وأهل الحق من خلقه.

وإن خوض أهل الباطل وبغضهم لأهل الحق، هو من انتصار الله تعالى لأهل الحق، قال نبينا العظيم، عليه أفضل الصلاة والتسليم: ( كفى بالرجل نصرا أن يرى عدوه في معاصي الله تعالى ). جاء هذا الحديث برواية علي عليه السلام.

وقد ترى حال أهل كل عصر وحظهم مع الله تعالى بمرآة الحال المحمدي، وهي عصابة أهل الحق، فكيف أقوال أهل الزمان فيهم، وحبهم لهم، وانتظامهم بسلكهم، وقيامهم بحوائجهم، وغارتهم لهم، وقدرهم عندهم وفي قلوبهم؟ فهم عند الله بهذه النسبة، وعكس ذلك كذلك .

وأخشى ما يخشى العارف، زهد أصحابه وأقاربه فيه، ولذلك يرى في كل عصر أقل الوارث ورَّاثهم، ويشهد لذلك ما رواه أبو الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه ) . وفي التوراة: ( ما كان حكيم قط في قوم إلا بغوا عليه وحسدوه ).

وقد كان أئمة الأمة، الشعث الغبر، وراث حال المصطفى عليه الصلاة والسلام وعليهم، ـ أعني الاثني عشر ـ من خاصة أهل بيته، مع ما هم عليه من العلم والفضل والزهد والحكمة والشرف الوضاح وجلالة القدر وعلو الجانب وعزة الجناب، حتى كأنهم من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام، ولا زالوا محسودين مبغوضين.

بغى عليهم أهل زمنهم، وأساءوهم وأهانوهم، وهم بين شهيد بالسيف، وشهيد بالسم، ومكمود بالغم.

وقد كانت طوائف العمال من جماعة ملوك أمية وبني العباس.............


يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97