اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد بسم الله الرحمن الرحيم

🌹كل عام وانتم بخير 🌹شهر رمضان المعظم 🌹كل العام وانتم بالف خير ءامين🌹 تهنئة بمناسبة شهر رمضان المعظم

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمد _ كتاب بوارق الحقائق لطاهر الأنفاس سيدى الرواس اضغط هنا للقراءة كتاب بوارق الحقائق


العودة   منتدى شبكة الصوفية > ساحة الطرق الصوفية > رواق الطريقة الرفاعية


بوارق الحقائق

رواق الطريقة الرفاعية


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-29-2015, 09:39 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

حتى ظهرت حماة بواد ما وصلت إليه وكل قدم نقلته، وسهم عين ألقيته، وشبر من الأرض قطعته، فيه لي من تحف الغيب برهان إلهي يظهر لي من الأسرار السماوية خفياً، ويلبسني من شفوف العناية الربانية زيّاً نورانياً.


كأني بهاتيك الشفوف إذا انجلت = لعين بصير كنز انواع انوار

أطوف بها بالله عبداً مؤيداً = عليه من الاحسان انوار آثار


وقد وصلت حماة وطفت بها، ومن حكم التجليين عجبت، فإن غلبة التجلي بحماة لنبي من أنبياء بني اسرائيل عليهم السلام، وفي حمص لسيدنا خالد رضي الله عنه . وآنست بحماة نور الأحمديين، فتبعت شوارق النور من خيوطها حتى وصلت إلى منابعها، ولم أُعلم بي احداً من أهل تلك الأماكن التي نبعت بالنور المحمدي، وعجبت من سلف عظيم، وخلف دون المرتبة، شغلتهم هموم دنياهم إلا من قَلَّ منهم، ومع ذلك ففيهم كلهم من بركة الإنكسار، والحال الأحمدي، والسخاء مع قلة ذات اليد، فزرت مقابر أسلافهم، ولله ما أعظم منازلهم، واكرم أطوارهم، وكم منهم من ذي شأن في الحضرة يقام له ويقعد، مثل السيد محيي الدين الحريري، والسيد عثمان الحوراني، والسيد أبي الوفا الحوراني، والسيد محمد السبسبي الغزالي، والسيد محمد العبيسي السبسبي قدس الله أرواحهم، فشارقة حال السيد محيي الدين شارقة محبة، وشارقة السيد عثمان شارقة اصطلام، وشارقة السيد أبي الوفا شارقة عرفان، وشارقة السيد محمد الغزالي السبسبي شارقة حال، وشارقة السيد محمد العبيسي شارقة جمال، ولكلٍ منهم خلعة صدق في مقام التدلي من طريق القبول في الحضرة عن يد الجناب الأحمدي أيّد الله مقامه، ورفع في الملك والملكوت اعلامه . آمين.

فاخذت بعد زيارتهم شمة القرابة منهم، وانتفعت بكلهم رضي الله عنهم، وزرت بعدهم الشيخ علوان بن عطية الهيتي الحداد، فرأيت شارقته شارقة مجاهدة عظيمة، وليٌّ في مجاهدته حال صادق، وذهبت أطوف بعد في أماكن الزيارات بها، فما من قبر فيه عبد له نفحة قرب إلا وانكشف لي حاله، وواصلني بالعناية على قدر حاله، والحمد لله، ثم طفت باعتاب النبي الاسرائيلي صاحب التجلي الغالب بحماة بعد أن استاذنت من روحه بذلك، فتكرم بالاذن، فالناس هناك يقولون اسمه حاموتا، فلما تمثلت بين يديه رأيت من قبره الكريم سرداباً إلى قبة في القدس، فعجبت لذلك، فقال هذا مقعد - يعني بحماة - وذاك مرقد، ونظرت شمائله المباركة بعين الاعتبار، فرأيته ربعة من القوم، اسمر اللون، على خده الأيمن شامه، بهيج المنظر لطيف الطالع، حسن المحيّا، يكاد يتدفق النور من جبينه، فقلت بعد أن صليت عليه، وقدمت ما يليق من طرائف التمثل بين يديه إليه، سيدي عليك الصلاة والسلام ما اسمك، فقال حمويتاء، من أحفاد نبي الله يعقوب عليهم السلام، فقلت :


قم بحملي مولاي حمويتاء = يا ابن قوم جميعهم انبياء

ياكريماً ابوه فحل كريم = بل جميعاً آباؤه كرماء

أنا عبد قد اثقلتني ذنوبي = ولأنتم بمثلنا رحماء

يا سراجاً من النبوة فيه = نور هدي ضاءت به الارجاء

بك اضحت حماة روضة قدس = لك في رحبها اليد البيضاء

لاذ من في اكنافها بك حقاً = ولهم من إحسانك استجداء

قمتَ في حضرة النبوة تجلى = شمس سرّ دارت بها الاولياء

منك هذا الحمى توشح بُرُداً = نيرات قد فج منها الضياء

جهل الغافلون مجلاك فيهم = وعجيب هذا الضحى والغطاء

أنت من سادة يؤول اليهم = كل خلق ما دامت الاشياء

انتم غرة الحقيقة فينا = واليكم كبَّارنا فقراء

سيدي بالذي حباك مقاماً = قام فيه قبل البروز العماء

داوِ دائي فضلاً برمشة عينٍ = طمَّ دائي وأنت أنت الدواء

هاقفول الاحباب لله سارت = ولحظي مطيتي هزلاء

أوهنتها مني حمول ثقال = قم بحملي مولاي حمويتاء


فشق رداء طارق هيبته وارد جمال منه عليه الصلاة والسلام اقعد الرحب بالبشرى وأقامه، واتحفني عليه سلام الله بخلعة القبول والكرامة وقمت من مشهده الكريم طافحاً ممتلئاً بالسرور بعد أن مسحت وجهي بجداره، وكحلت عيني بأثمد انواره، وانصرفت أمشي بحماة تحت راية حمايته مسترف (1) الرأس بِعَلَمِ رعايته.


واصبحت ضعيفاً في اريكة بابه = وضيف كرام الحي يحمى ويكرمُ

فقابلني بالبشر فضلاً وانني = اصلي عليه خالصاً واسلم


وبعد استئذان روحه السعيدة - طيب الله قلوبنا بنفحة همته السديدة - خرجت من حماة وعليَّ جلابيب العناية، وشفوف الكرامة والحماية، تحفني الواردات الغيبية بالفيوضات المتوالية، وتَمُدُّ إِليَّ من روضة القبول القطوف الدانية، حتى انتهيت إلى قرية :

((( الطيّبة ))

واستظليت بظل مشهد ينسب للأمير الكرار ابن عم المختار عليه صلوات الملك الجبار ............

يتبع إن شاء الله تعالى


( 1 ) وفي النسخة الحلبية: مشرف






رد مع اقتباس
قديم 08-29-2015, 09:48 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

((( الطيّبة ))

واستظليت بظل مشهد ينسب للأمير الكرار ابن عم المختار عليه صلوات الملك الجبار . والحق انه من المشاهد الشريفة التي وضع فيها رأس سيدنا الامام السعيد الشهيد الحسين السبط عليه السلام يوم حمل من العراق إلى الشام، وفي ذلك المشهد مرقد رجل جليل من آل النبي صلى الله عليه وسلم حسيني النسب إسمه علي عليه من المهابة ونور الولاية ما يعظم عن الوصف انكشف لي مرقده الفرقدي عن رجل أسمر اللون، رقيق الجسم ، طويل القامة ، يكاد يفتتن به رائيه لحسنه وملاحته، فقلت له في حضرة شهودي : سيدي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فاجاب بنص ما قلته، فقلت : على ساحتكم يتطفل، ومائدة كرمكم ممدودة، قل لي: ما اسمك ؟ وإلى أين ينتهي نسبك ؟ قال اسمي علي . وينتهي نسبي إلى الامام الحسين الشهيد سلام الله عليه، فقلت : أنبئني عن تاريخ وفاتك ؟ فقال سنة ثلاثمائة . قلت : هذا مشهدك ؟ قال : بل بني قبلُ فانه وضع هنا رأس سيدنا الحسين الشهيد عليه السلام ثم غلبني جمعي فقلت :


يا علياً من الحسين تدلى = حبله الطاهر الشريف السلالة

لك فرع بالطهر أُلْحِقَ اصلاً = ينتهي شأنه لبيت الرسالة

قد ملأت الحمى جمالاً ونوراً = وعليه ضربت خدر الجلالة

منك يا ابن روح تجلت = بحماها قطاعة وصالة

فأغثني بنظرة واكتنفني = بعدها بالانظار في كل حالة


فقام من رحبه الشريف وقعد بالبشر، وكساني خلعة نبوية الطراز فيها من المعاني الملكوتية نسيج جمال استغرق قلبي، وغلب لبي، فطبت بها فوق ما يُتصور، وشممت من نشرها نوافج المسك الاذفر، وقلت :


طيبة دار إمام الحمى = به وحقاً انها الطيبة


فانبسطت لي روحه، وعمني والحمد لله فتوحه، وبِتّ هناك ليلتي أتقلب على موائد كرمه، وتنصب عليَّ سحائب نعمه، وقمتُ صبح تلك الليلة تسبقني عوارفه، وتلمع فيَّ كالنجوم معارفه، قاصداً :

((( متكين )))

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 08-30-2015, 01:18 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
__________

((( متكين )))

وهي قرية خربة، فيها قبر سلطان العارفين، بهجة الأقطاب المتمكنين، صياد أفئدة السالكين، قائدهم إلى حضرة القرب الأمين، مولانا الغوث السـيد الكبير الصياد أحمد عز الدين، رضي الله عنه وأرضاه، وبلغه النظر إلى وجهه الكريم كما يحبه ويرضاه فوصلت ذلك الرحب الانور، والمقام الأزهر، ودخلت من باب تلك الدائرة الباهرة، والساحة الزاهرة، فاختبط ذلك المقام الجليل بمعامع الجلال، واختلط بمطارقتها لوامع الجمال، ولمعت بوارق روح كانت كالسيف انسل من غمده، لا كالميت في لحده، فكدت لدهشة الجلال أن أسقط على الأرض، وكدت لما تبعها من بهجة الجمال أن آتـيه بشطحي وزهوي عن أداء الفرض، ورنت نوبة البشارة، ودنت رموزات الإشارة، وقام من غابة ذلك الليث الفتاكِ وفـدُ البركة مستقبلا، فما عرفت أنا الموفود عليه أم المستقبل إليه! وجذبني جاذب حنان الأبوة من أطواق أفنان البنوة، وسمعت من كل أطراف تلك الحضرة السهلة صوت: أهلا وسهلا . فطرت لهذا عـَجَلاً، وكنت أتخطى للهـيبة مهلا، وزجني نور القبول عند الوصول، فزجيت به، ووقفت بباب الحضرة وقوف الحاذق المنتبه، فارتفع السر الحجابي عن صندوق، انكشف عن سيدين، كعروسين على منصتين، أو ملكين على سريرين، ما أشبههما في وجه ذلك الرحب بالمقلتين الكحلتين، أو الدرتين المتوقدتين! إذا رأيت ثم رأيت شيخين عظيمين، أو غوثين جامعين، بل سيدين شريفين حسـيبين نسيبين، أو قمرين في برجين، أو سيفين أصلتا من غمدين، أو علمين على علمين، قرت بجمالهما العين، وزال البين من البين، ووقف العبد الواحد أمام الاثنين السيدين، ونشط عقال الهمة حضرة القلب حالة حلوله بالحضرتين، فأخذت في ذلك الموقف استكشف غطاء السريرين عن شمائل الإمامين فرأيتهما مثل مانقل عنهما، صحت الرواية وهي هي وثبت الخبر وهوَ هوَ. ومرقد السـيد الصياد، هو المرقد الشـرقي، ومرقد ولده السـيد صدر الدين علي، المرقد الغربي ( زيتونة لا شرقية ولا غربية )، بتولية، فاطمية، سبطية، محمدية، عابـدية، باقرية، جعفرية، كاظمية، مرتضوية، أحمدية، صديقية، أنصارية، أخذت شـرقا وغربا، وفعلت سلبا ووهبا، وطالت ولها أ ن تطاول في العرض والطول، واسترسلت وشأنها الاسترسال، فجدها الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحدرت من الفلك الأطلس وهاتيك القباب، فأبرزت سابحة شعاعية فوق هذا التراب، مدها من حال أبي تراب، وضربت بخلخالها سـاق المجد، فتصدرت في طرفي تهامة ونجـد، واستقلت همة الطالعين في المطلعين، بكبكبة سلطان سانحة الإمام أبي العلمين، دوحة فنون الفتوة، المغلغلة بأفنان المروَّة، وصحائف أسرار الكتاب المتلوة، بغرف مدارس النبوة. وسبحان الله! حنا علي السـيد الكبير الصياد ( رضي الله عنه ) حنو فاقد على فقيد، ووالد على وليد، وكدت لما شارفني به من نظر الحنان أن أنطبع بعينه الكريمة، وان تتحد ذاتي - لما جاذبني به من شفاف الرأفة– بذاته العظيمة، فقلت:


تطوف بساحات القلوب عجائب = فلله من أسرار تلك العجائب

يقوم على بسط الخفا مثل حاضر = رفيع التدلي وهو ابعد غائب

ويفعل ما لا يفعل الحاضر الذي = رمته العلا عن قعس تلك المراتب

كأن شؤون الغيب حصرا جسامها = لآل علي من لؤي بن غالب

وفي الغر من آل الحسين فنونها = ومنصبهم فيها أعز المناصب

ومنهم بأبناء الرفاعي أودعت = طرائقها محفوفة بالمواهب

هم النفر الزهر الذين تسلقوا = بهمتهم هامات زهر الكواكب

وفيهم بنو الصياد أقمار بيتهم = ففي الشرق هم أعيانها والمغارب

أما هو هذا جدهم طلسم العبا = وكنز فهوم صينات المضارب

إمام على مضمار آثار جده = بشق الغبار اختار أعلى المذاهب

طوى قلبه آيات علم خفية = كثيرة فضل أعجزت كل حاسب

أعاجم أهل الحال طافت ببابه = وفاضت أيادي بره للأعارب

وسح على الأقوام وابل فيضه = أباعدهم في نهجهم والأقارب

مكين أمين صادق الوعد سيد = جليل عظيم الشأن عذب المشارب

أتيناه نستسقي نوال جنابه = ففاض وعم الفيض كل الجوانب


فلاطفني وتحنن علي ، وأجزل العناية وأحسن , ثم قال:.........

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 08-30-2015, 09:58 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
__________


فلاطفني وتحنن علي، وأجزل العناية وأحسن، ثم قال: لا إله إلا الله، ها أنت الأشعث الأغبر، والمغيب في هذا البيت المنتظر! آن إبان تمهيدك، وجاء وقت بروزك بخلعة تقليدك . سـر للمقام المقدس طوى، اذهب إلى ربك، وكفى بالله وليا، عن أهلك وحزبك وعشيرتك وصحبك، وشهودك ومشهودك، وعينك ووجودك . اجعل التوكل على الله زادك، والالتجاء إليه اعتمادك؛ فإنه إن لم يسيرك لا سير لك ولا عزم، وإن لم يدبرك فلا تدبير لك ولا حزم . يا ضلال من كفره، واعتمد على سواه! لا إله إلا الله . فعجبت من افتتاح كلامه بكلمة التوحيد، واختتامه بها.

وقلت له: أي سيدي ـ سلام الله وتحياته عليك وعلى آبائك الطاهرين أجمعين، ما قصد جدك الإمام الأعظم الرفاعي ـ عطر الله مرقده ـ بقوله في بعض مجالسه : لو تكلمت السنة لفضحت أمة تدعي العمل بها وهي على البدعة؟.

فقال: يعني بلو الامتـناعية، عدم إمكان صيرورة المعاني أجساما تنطق؛ فإن السنة السنية معنى نطق به الحبيب العظيم، البر الكريم، الرؤوف الرحيم، فالحكم ظهر به، ولا جسم هناك ينطق، والحكم بيّـن، لكن تلبس بأهل السنة قوم وليسوا منهم، بل هم من أهل البدعة، فضربوا حجب زورهم على الأعين، وادعوا العمل بالسنة! وهناك لو كانت المعاني أجساما، والأحكام ألسنا ناطقة، لقالت بملء فيها: ما أنا كما يقولون، ولا ما يدعون! وهناك يفتضح أهل البدعة.

فقلت وما قصده من قوله أيضاً: أقل الناس لحوقاً بمرتبة وراثة متبوعيهم اتباع الاقطاب الكمّل المحمديين، والمحققين منهم المتمكنين لإنطوى أسرار البدايات ونشرها شيئاً فشيئاً، ولمزلقة رؤيا البداية مع جهل كامنها في مراتب النهاية.

فقال: يريد أن أتباع أولئك السادة ينتظمون بسـلك خدامهم في بدايتهم، وشأن بداية المحمدين الضعف، المطوية فيه القوة، والفقدان المطوي فيه الوجدان، والذل المطوي فيه العز، والانحطاط المطوي فيه الارتقاء، والمغلوبية المطوية فيها الغالبية، والوحدة المطوية فيها الكثرة، والتجاهل المطوي فيه العلم، والرد المطوي فيه السـعد، والهجرة المطوية فيها النصرة، والقطيعة المطوي فيها الوصل، والخوف المطوي فيه الأمن، والتكذيب المطوي فيه التصديق، مع حقائق تناقض عند منتقدها من المحجوبين، ورقائق تعارض نسبة آراء أولئك المنتـقدين، واختلاف شؤونات، وانحجاب حقائقهم المطويات.

فكلما تقدم المحمدي إلى كشف حقيقة قوة، شهد أهل الحجاب من أتباعه ضعفه البدائي فعجبوا! وكلما برزت بوجدانه، شهدوا فقدانه البدائي فاستغربوا! وكذلك كلما ظهر وصف مطوي من وصف بيـّن بدائي استعظموه! ورأوْا ذلك المحمدي بوصف البدائي المرئي إذ ذاك لهم. وما عرفوا لجهلهم أن هذه الأوصاف التي تبرز كانت مطوية في تلك الحـقائق البدائية، فيصرعهم نظرهم هـذا عن اللحوق بمرتبة الوراثة، وأين هـم منها؟! هم في بعد عنها.

وأما القليل من حزب أتباعهم، الذين امتلأت قلوبهم إيمانا بالله تعالى، وأيقنوا أن له أسرارا طواها بعباده، وامتاز بعنايته وعظائم أسراره المحمديين رضي الله عنهم، فهم إذا رأوا سرا مطويا برز على يد عبد محمدي، ولو بأسلوب رقيق، وطراز أنيق، أعظمته قلوبهم، فهابوا المحمدي، وترقبوا منه بروز أسرار كثيرة، وانجمعوا ظاهرا وباطنا عنده، وشارفوه بقلوبهم، لهـيبتهم إياه، فأولئك منهم وراث المرتبة بلا مين.

وأما من غاب عن حكم المرتبة بعوارض البداية أو السـير وما يطرأ عليه، فهو رفيق الحلس لا يبرح من مكانه، هذا إذا لم يسـقط.

ومثل الفريقين، كقوم نظروا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيم أبي طالب، مستأجر السيدة خديجة، وهلم جراً، وقوم نظروه سيف الله المصلت لإعلاء كلمة الله الذي طوى فيه تعالى قدرة منه، وأقامه برهانا ربانيا نائبا بأمره عنه.

فالفريق الأول منهم المحجوبون، بل والمنافقون، والفريق الثاني منهم الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، وذو النورين الأنور، والكرار الأزهر، ومن بعدهم، والكلمة واحدة، ونوبة النبوة المحمدية من جهة حكم السـر النبوي سارية، ورجال النبوة على ذلك القدم، وأتباعهم على نوعي الفريقين، والمشهد يرى عند أصحاب البصائر بتلك العين.

والمحجوبون لهم أعين، لكن لا يبصرون بها، ولهم، ولهمن ولكن لا يسمعون ولا يفقهون. ولدقة هذا المشهد الشريف، وكون طريقه صعبا ومزلقة قل رجاله، وأين رجاله؟ رجاله الأحرار، الذين ملكت همتهم كل أمل، ولم تصر مملوكة ولا لأمل واحد، سلام الله عليهم، ماضيهم وآتيهم، ورحمة الله وبركاته.

فقلت: وبأيّ علامة نعرف المحمدي الكامل؟

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 08-30-2015, 10:09 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
___________________

فقلت: وبأيّ علامة نعرف المحمدي الكامل؟

قال: بعلامتين، التحقق باثر النبي صلى الله عليه وسلم وحسن اتبّاعه، والتمكن بحال النبي صلى الله عليه وسلم بشأنه وشأن أتْبَاعِهِ، قلت: الاولى ظاهرة، فما المقصود من العلامة الثانية؟ فقال: يتمكن المحمديّ من الحال النبوي بشأنه فلا يؤم منازل الشطح والإدلال والتجاوز انطماساً عن كل ذلك وظهوراً بالحال المبارك المحمدي، فلا يعلو ولا يغلو ولا يقول إلا الحق، ويكون كاتماً للأسرار بائحاً بما يوجب الإعتبار غائباً عن الأغيار حاضراً مع الأذكار كاسياً ببرود الذل والانكسار خائفاً من الله آناء الليل وأطراف النهار بين طريقي الرجاء والخوف منيباً لربه مقبلاً عليه تعالى بلسانه وقلبه أكله ما حضر، ولباسه ما ستر، وهو من مكر ربه على حذر، ان قام ذكرن وان قعد ذكر راضياً عن الله في السفر والحضر، والأمن والخطر، غيوراً لله، ولأوامر الله، ولرسول الله، ولسنة رسول الله، ولكل ما يؤول إلى الله، مع الحق، لا يعرف في الحق أباً ولا أُمّاً، ولا خالاً ولا عمّاً، قصده ربه، وشغله حبه، هذا حال المحمدي بشأن نفسه، وأما بشأن اتباعه فيوقفهم بحاله عن حدّ، لا يمكنهم بسببه الغلوّ بصاحبهم - أعني المحمدي - ولا الإفراط والإطراء به، فيقوم لهم بذلٍّ لله عظيم مع انكسار بحتٍ، وتمسك بالعروة الوثقى نازلاً عن نخوته متواضعاً، بل متضعاً، وهنالك كلما هَمّ القوم أن يجمحوا للغلوّ به والعلوّ بسببه أخجلهم حاله، فوقفوا عنده، ولك أن تعرف هذا من شأن اتباع سيدنا وسيد سادات الوجود محمد صلى الله عليه وسلم، ومن شأن اتباع سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، فإن كل اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقفوا بشأنه الكريم عند مرتبة العبدية مع معرفة ما له عند الله تعالى من خلاصة الخصوصية، والمنزلة العلية، واتباع عيسى عليه الصلاة والسلام جاء بعضهم وتفاقم الأمر فاطبقوا على إعلائه إلى منزلة الربوبية، ومرتبة الألوهية، وقس على هذا الشأن، فكل عبد مقرب، وولي محبّب، أطبق اتباعه على التغالي به، فزحزحوه عن منزلته، وطفوا به على مائدة الله، فما هو بمحمديّ كامل.


وكل عبد أنزله أتباعه منزلته المحدودة، ووقفوا به عندها، فهو المحمديّ الكامل.

هذا إذا نتج كلا النتيجتين عن حالي الرجلين.

فقلت: سلام الله عليك وعلى آبائك الطاهرين:.............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 08-31-2015, 03:02 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
___________________

فقلت: سلام الله عليك وعلى آبائك الطاهرين: ما هذه القوة التي نراها في أرواح العارفين، والصديقين والأنبياء، والمرسلين بعد موتهم؟ ها أنا معك أأخذ وأعطي، واخاطب وأجَاوَبُ وأقول ويقال لي، وكأن هذا التراب اليسير ما فعل شيئاً من الموانع عن مثل ما ذكرتُ، وكأن الموت ما غير هذه الاوصاف التي كلها من صفات الأحياء، والتي لو ذُكرت للمحجوب لردّها ولم يعتقدها، وكذّب قائلها، وظن أنها وساوس وأوهام، أو اضغاث أحلام، فاكفني عليك الرضوان والتحية همَّ نفسي بهذا الباب، وتداركني بمحض همة روحك الحاضرة بالجواب، المتضمن فصل الخطاب، فقال: هذه القوة في كل أرواح الأموات، ولكن الأحياء في حجاب عن ذلك، ولو أذن للأموات لخاطبوا وأجابوا.

قلت: يؤيد هذا قول كميل بن زياد رضي الله عنه خرجت مع عليّ ابن أبي طالب عليه السلام؛ فلما ان أشرف على المقبرة التفت اليها، فقال: يا أهل القبور، يا أهل البلى، يا أهل الوحشة، ما الخبر عندكم؟ فإن الخبر عندنا، قد قسمت الأموال، وإيتمت الأولاد، واستبدل بالأزواج، فهذا الخبر عندنا، فما الخبر عندكم؟ ثم التفت إليَّ فقال: يا كميل. لو أُذن لهم في الجواب لقالوا: إن خير الزاد التقوى.

ولنعد لما قاله الإمام الصياد وهذا لفظه: والذين تجردوا كل التجرد من الحجاب من الأحياء يخاطبهم الأموات، ويجيبونهم إذا خاطبوهم قلت: ووقع ذلك لعليّ عليه السلام، فإنه وقف على جبانة وقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين أما نساؤكم فنكحت، وأما أموالكم فقسمت، وأما دوركم فقد سُكنت، فهذا خبركم عندنا، فما خبرنا عندكم؟ فردّ عليه بعض الأموات قائلاً: الجلود تمزقت، والاحداق سالت، ما قدمنا لقينا، وما اكلنا ربحنا، وما خلفنا خسرنا.

ولما مات بشر بن البراء رضي الله عنه. وجدت عليه أمه وجداً شديداً، فأتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت يا رسول الله: لا يزال الهالك يهلك من بني سلمة، فهل يتعارف الموتى فأرسل إلى بشر السلام؟ فقال عليه الصلاة والسلام: نعم يا أم بشر. إنهم ليتعارفون كما يتعارف الطير في رؤوس الشجر، فكان لا يهلك هالك من بني سلمة، إلا جاءته أمّ بشر، فقالت: يا فلان عليك السلام، فيقول: وعليك، فتقول: اقرأ على بشر السلام.

شعر

سلام على أرواحهم إن شأنها = صحيح إشارات وكشف غطاء


ثم قال الصياد رضي الله عنه :...............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 08-31-2015, 03:47 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
___________________

ثم قال الصياد رضي الله عنه: وارجع بقولي هذا بعد علمك وشهودك إلى سنة نبيك الأمين، وسيرة أصحابه المرضيين، فالموقن يكفيه نص واحد، وألف نص لا يفيد المكابر المعاند، والتوفيق بيد الله تعالى .

أقول: سبحان الله! قلوب المكابرين المعاندين يرثى لها، لما فيها من غلظة الحجاب والقسوة الدافعة عن طريق الصواب، وما هي إلا جماد، أو أسمج من الجماد.

كنت في طريق الحجاز مع القافلة، فنزلت، وضرب أهل الخيام خيامهم، والشمس قد أثرت بي، فاستأذنت صاحب خيمة قريبة مني أن أتظلل بظل خيمته قليلا إلى أن تنكسر حدة الشمس، فأبى لفقري ورثة ثيابي، فدعوت له بالتوفيق ورجعت.

وإذا بشجرة غيلان من ذلك الجانب تقول لي وأنا أسمع: ما أقل حظ صاحب هذه الخيمة!

ما أبعده عن ربه! بالله عليك يا ولي الله. تعال شرفني باستظلالك عندي. فشكرت الله، وذهبت فجلست تحت الشجرة المذكورة وقلت:


يحنو الجماد على الولي وقلب من = طمسته أهوية الخيال جماد


ولا بدع، فالحياة سر إلهي يودعه الله في غير ذي حياة، فيصير إيداع الحياة به حيا، والحياة المستودعة حياة قلب، وحياة قالب.

فحياة القلب ترفع العبد حتى إلى مشـاهد القدس، وحياة القالب مثل مـا هي في الحيوانات، هي في الإنسان، لقيام وقعود وأكل وشرب وغير ذلك مما يتعلق بالقالب، ولحياة القلب شوارق، منها ما لو أفرغ على الجماد والحيوان الغير ناطق لتكلم بإذن الله تعالى.

وإن السعيد من جمع الله له بين الحياتين، والبعيد من أفرد بحياة القالب ولم يكن له من حياة القلب نصيب، وذلك النصيب الذي هو من جملة شوارق حياة القلب: إلقاء السمع، والشهود بعين الاعتبار لآثار الله في ملكه تعالى وملكوته. والواعظ القائم بالقلب إلى مقام التنزيه هو التذكير بالموت، قال تعالى : ((وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص. إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب)) أي حياة ترشد قلبه لتدبر الذكرى: ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها))، وكذلك من لم تكن له حياة قلبية فهو مقفول القلب، وعكسه حي القلب، فهو من أهل التدبر، ومن تدبر تذكر، ومن لم يكن من أهل المرتبة الأولى، وكان من القسم المنعوت بقوله تعالى: ((أو ألقى السمع وهو شهيد))، فهذا أيضا يتذكر، والذكرى تنفع المؤمنين، ومنها ((إذا ذكر الله وجلت قلوبهم))، ولهذا قال الله تعالى لنبيه: ((وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)) وهنا يحل سر قول الإمام الصياد رضي الله عنه: الموقن يكفيه نص واحد. أي ليسكن قلبه، وألف نص لا يفيد عند المكابر المعاند. وكذلك قال الله تعالى لحبيبه ـ عليه الصلاة والسلام: ((فذكر إن نفعت الذكرى. سيذكر من يخشى. ويتجنبها الأشقى)). على أن الذكرى طارق من طوارق الحق، يفرغ له القلب الوجل الخائف من الله، الذي أخذته خشية الله من غلطته، فأنزله منازل المتقين المقربين، وإلا فأهل الشقاوة مجانبون لهذه المرتبة، متجنبون عنها، والعارفون كلما نهضت بهم العناية فرفعتهم في منازل المعرفة، وازدادوا قربان ازدادوا تدبرا وتفكرا بأسرار الله وآثاره، وإن الله مع المتقين.

وقلت لسيدي الإمام الصياد: - رضي الله عنه - بعد أن ختم كلامه الذي سبق سيدي عرفني ما أشرف السلوك عندكم معاشر الأحمديين؟ فقال: العلم والعمل فان من لم يكن عالماً بفقه دينه لا يقتدى به، ومن لم يكن عاملاً لا يؤتمن في طريق الله على حال أو مقام. قال تعالى: ((فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون)) فقد جعل تعالى علة الانذار التفقه، وبه يحصل الحذر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا اراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين وألهمه رشده ) أي: ألهمه العمل بعلمه، حتى لا يسقط من عين الله، ويعدّ من الذين يقولون مالا يفعلون المرادين بخطاب ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)) فأصل السلوك العلم بفقه الدين في الأحكام، والعمل بكل ذلك، ثم يتدرج السالك إلى الورع ومحاسبة النفس، والتوفيق من الله.

فقلت وهل ينبغي للمسلم طلب السلوك ؟

فقال : ..............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 08-31-2015, 04:26 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــ

فقلت: وهل ينبغي للمسلم طلب السلوك؟ فقال: من الأخبار النبوية (اطلبوا العلم ولو كان بالصين) وتعرف أن طلب العلم فريضة على المسلمين، والعلم بالأحكام فوقه العلم بالله. أريد بأسراره وشؤوناته وحِكَمِه وجليل عظمته وعزة قدرته .

فعلى المسلم أن يطلب علم الأحكام، ويشمر عن ساعد الجد لطلب العلم بالله، وهو لباب علم الأحكام، وإن كان منه، وهما واحد، لكن عينك منك وبها ترى، وكذلك عالم الأحكام، إن لم يكن من العلماء، فهو مع الاعتراف بوجوده كالأعمى، والعالم بالله كالمبصر، والعلم بالله من علم الأحكام، وهو عينها التي تضيء به، والناس يبعثون على ما ماتوا عليه، فالسالك إذا مات في طلب الله، جزاؤه اللقاء بلا ريب، وهذا فيه الكفاية عن قول.

قلت: جاء عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أن الناس يبعثون على ما ماتوا عليه، يبعث العالم عالما، والجاهل جاهلا. وهذا يؤيد قول الإمام الصياد رضي الله عنه.

ثم قلت له: فإن عاق العبدَ عن طلب السلوك بعد انتظامه بسلك أهله عائقٌ من هم الدنيا مزعج: كفقر، أوغلبة دين، أو طارئ من طوارئ الأقدار ماذا يصنع؟.

فقال: تجب عليه الاستقامة، كسرت زند عليّ عليه السلام يوم أحد، فسقط اللواء من يده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في يساره؛ فإنه صاحب اللواء في الدنيا والآخرة.

فقال عليّ عليه السلام: ما أصنع بالجبائر يا رسـول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: امسح عليها .

وهذا كله سلوك، وقد طرأ على السالك المحمدي ـ أعني عليا سلام الله عليه - طارئ القدر بكسر زنده، فأعطيت لواءه ليساره، وبقي مستقيما على سلوكه، وناب المسـح على يمينه فوق الجبائر عن غسل اليمين بذاتها، فالعذر يقابل بما يناسبه، ولا يترك العمل، وبهذا يرجى الوصول إلى المقصود.

فقلت له: رأيت من طوائف الفقراء السالكين أناسا يقبلون الأرض أمام مشـايخهم، ويجلسون، ويفعلون فعل الساجد، وإن لم يكن السجود بعينه، ولكنه مثله، فهل يرد هذا فقه العارفين؟

قال: نعم، قال تعالى: ((لا تسـجدوا للشمس ولا للقمر واسـجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون)) مُقَارَبَةُ فِعْلِ مُعَظِّمِ ذلك الشيخ كفعل الساجد لله تعالى أوجب رد فعله، وهو في فقه القوم خرقٌ، وعلامة جهل بالله تدل على بُعدِ الشيخ الذي يقبل من أتباعه مثل هذا.

بل وكل فعل وقول يجر إطراء بالشيخ فوق منزلته، فهو في فقهنا رد، وقبوله خرق، وعلى من كان يعبد الله أن لا يوهم بعمل من أعماله للمخلوقين طراز حال من أعمال العبادة التي هي لله تعالى، ومن لم يكن غيورا على سيده، فليس بعبد.


فقلت له رضي الله عنه: أنبئني سيدي عن واجبات السـلوك؟ فقال:..........

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 08-31-2015, 04:44 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
___________________


فقلت له رضي الله عنه: أنبئني سيدي عن واجبات السـلوك؟ فقال: الاهتمام كل الاهتمام بالفرائض، وعدم الاشمئزاز في زوائد الأعمال، والإخلاص لله في العمل، والاستقامة على العمل وإن قل، واتباع هدي محمد صلى الله عليه وسلم في الفعل والقول، وحفظ الأحوال بالصدق، والخشية في كل ذلك، والغيرة لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم , والمحبة لكل من أحب الله ورسوله، تمسـكا بحبل الله ورسـوله، ومخالفة النفس إلا فيما يؤول إلى الله تعالى.

قلت: ما هذه الحضرة التي أنا معك فيها، وقد صرت بمثلها مع غيرك من أعزاء الباب؟

فقال: حضرة انكشـاف اسـتجلاها كشف، وقابله قبول أيده إطلاق قام به فتوح أورده كرم منت به يده الرحمة، وربك (يختص برحمته من يشاء).

قلت: كيف صلاة العارفين؟.

قال: فعلٌ يُؤدَى كما أُريدَ أن يُؤدَى، شروعه فيه العلم، والقيام به فيه الحياء، وأداؤه فيه التعظيم، والخروج منه فيه الخوف، والمقصود به وجه الله تعالى، والممتثل به أمر الله، والمصدق المكرم بتبليغه النبي المشكور صلى الله عليه وسلم.

قلت: وكيف ذكر العارفين؟.

قال: استغراق يقطع حبال الخواطر، وهواجس الإرادات، إلا عن المذكـور، وللمذكور.

قلت: وكيف يمكن ذلك؟

قال بأداء واجبه، وأنت كما ترى المذكــور، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)

قلت: بأي شيء يعظم العبدُ عند الله تعالى؟

قال إذا عَلِمَ وعَمَلَ وَعَلَّمَ.

أقول روي عن عيسى بن مريم ـ عليهما السلام ـ أنه قال: (من علم وعمل وعلم , فذلك الذي يدعى في ملكوت السماوات عظيما).

قلت: بأي شيء يصح الرضا؟.

فقال: بصدق التسليم.

قلت: وكيف التوصل إليه؟

قال: بسلم (إنا لله وإنا إليه راجعون)

أقول: ما أحسـن هذا الجواب! ولا سـبيل للرأي على تفسير كلام الله تعالى، ومفهوم ملخص ما قيل في تفسير هذه الآية: نحن ملك لله وإليه نرجع، وليس لنا من شيء ولا في أنفسنا، وإذا كنا له في الأزل البحت، فإذن نحن له مقدورون ؛ لأنه أقامنا بلا نحن، بل بمجرد قدرته وإرادته، وإذا كان قيامنا في الأزل بإرادته وقدرته، ولا نقوم بعد بروزنا إلى سـاحة هذا الوجود إلا بعون منه وقدرة منه، وهو المقيم لنا والمقعد، والمحرك والمسـكن، وإليه منتهى سفرنا وغاية سيرنا، إذ نتيجة من يسير من عالم الأزل والوصول إلى عالم الأبد، وكلاهما له مخلوق ومملوك، فمن كانت هذه قيوده، ولا يملك وجود أمر يقوم به وجوده، فعليه أن يصـعد بهذه المراقي الاعتبارية إلى حق التسليم، وهو الرضا عن الله، والرضا بكل ما جاء من الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم قلت لسيدي الإمام الصياد ـ رضي الله عنه وعنا به -: وبأي رياضة يرتاح القلب؟

قال:.............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 08-31-2015, 05:06 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
___________________

ثم قلت لسيدي الإمام الصياد ـ رضي الله عنه وعنا به -: وبأي رياضة يرتاح القلب؟

قال: بالذكر، والشاهد قول الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

وانطوى هناك بساط الانكشاف، فاشتغلت بعد المفروض بوردي، وجمعت علي حالي، وأنا على هذا وإذا أنا بجماعة من أعراب الديار جاؤوا فزاروا، فأنست بصدقهم وحسن اعتقادهم، وعجـبت من جهلهم! فإنهم ذبحوا ذبيحتهمن ولطخوا حائط المقام المبارك بالدم، يريدون بذلك دوام ذكرهم في تلك الحضرة، فعرفتهم نجاسـة الدم ونهيتهم عن فعلهم، فامتثلوا وانصرفوا.

وحالة انصرافهم جاء رجل أخذتني هيبتهُ مني، حتى كدت أن أغيب عني، فسـلم وزار، وقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين. وَهَمْهَمَ بكلمات بعد قوله هذا ما فهمتها، ثم التفت إلي وقال: صاحب هذا القبر من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلت نعم. فقال أنت من ذريته؟ قلت: لا أشك بذلك.

فقال: كثيرا ما جلست معه في خلوته هذه أيام حياته.

قلت: وفاته كانت سنة سبعين وست مائة!

قال: نعم، ولنا معه أيام كالربيع كلها بهيجة، وهو من عباد الله الصالحين المقربين.

فحرت لذلك؟ ثم قال: كان هناك بالجانب الغربي له دار وغرف، وبيوت وجماعات، ولهذا الرواق خلاوي، وفيه أمة من الصالحين والسالكين، وكانت عادته الهجعة بعد العشاء ساعة أو ساعتين، والقيام إلى الضحى.

وله عبادات ومجاهداتن كان أعظم ورده تلاوة القرآن، هذا مع زهد وصدق، وكان من أحباب الله ومحبوبيه، وكان كثير الغيبة عن حضوره، والانطماس عن وجودهن وربما غاب في سجوده شهوراً ثم حضر، وهذا طور غريب، قل مثله.

وكان من المتمكنين في مقامه، السابحين في بحور العرفان المحمدي، تشرعاً وتحققاً بما ثبت وروده عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان كثير الشبه بجده سيد الصديقين في زمانه السيد أحمد الرفاعي عليه الرحمة و الرضوان.

وإني كذلك رأيته مراراً، ويا الله كم لي معه من خلوة، اسـتغرقنا فيها الوقت، لم يكن في زمنه من نظير في مقامه مع خشية من الله، وعلم بقدر رسـول الله صلى الله عليه وسلم، ونعم الجَدُّ ذلك الجَدُّ ! وتبسم قليلاً ثم سكت .

فاستوعبته بارقة نور حفت به من جهاته حتى زج بها، ثم سُرّي ذلك، فألقى الله تعالى رحمة بي في قلبي أنه الخضر عليه السلام، فقمت وقبلت يده وركبته، فبارك لي ورحب وقال: أنا هو الذي مر بخاطرك، هات يدك أصافحك كما صافحت جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبض يدي وقبضت يده، ثم شابكني فشابكته وقال: هكذا صافحت وشابكت النبي صلى الله عليه وسلم، وبشرني بعدها بالجنة، وأن من يشابكني ويصافحني معنا في الجنة، وكذا إلى سبع. فحمدت الله، وصليت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرت السـلام على الخضر صاحب الحضرة، والرضا عن صاحب المرقد السيد الصياد رضي الله عنه، وذكرت الصالحين.

ثم قلت : سيدي بايعني في طريق الله تعالى .

فقال: بايعتك على الزهد بالدنيا، والتأهب للأخرى، والعمل لله تعالى، والتمسـك بسـنة سـيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والإكثار من ذكر الله تعالى، وهدم صومعة النفس بذكر الموت، ومحبة أهل الحق، وبغض أهل الباطل، والغيرة لله ولرسوله .

وإني آمرك أن تشـرب مشـرب جدك السـيد أحمد الرفاعي وتنشـر طريقته؛ فإنه ـ والله ـ شيخ المتقين، وسيد الصديقين، وإمام المتمكنين، وسلطان العارفين، ونائب جده النبي الأمين في زمانه، وطريقته الطريقة السمحاء الغراء المرضية طواها الزمان، وإن الأمة لفي حاجة لها ؛ فإن القلوب طمتها الغفلة، والنفوس اسـتفزتها الشـهوة، والخواطر أهاجتها النخوة، وطرق الصوفية خالطها أهل القسـوة، وشـيء من البدعة، وإن طريقة هذا السـيد الصديق الصالح بقيت وراء حجاب، وأخذ الميدان عامة، وأهل نفوس، وقوالون، ومتزحزحون من أهل القول بوحدة الوجود، والتجاوز عن الحدود، وهذا السيد نصر السنة، وأيد بطريقته الشريعة، فانشرها ـ بارك الله بك ـ، ولك ثواب المجاهد الصالح، وقد جاء في السنة : (لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم).


فقلت: يظهر لي من بداية شأني أن حظي الخفاء، فهل فراستي وما ظهر لي صحيحة إشاراته؟

فقال:.............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بوارق, الحقائق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

Flag Counter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
  تصميم علاء الفاتك
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97