اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد بسم الله الرحمن الرحيم

🌹كل عام وانتم بخير 🌹شهر رمضان المعظم 🌹كل العام وانتم بالف خير ءامين🌹 تهنئة بمناسبة شهر رمضان المعظم

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمد _ كتاب بوارق الحقائق لطاهر الأنفاس سيدى الرواس اضغط هنا للقراءة كتاب بوارق الحقائق


العودة   منتدى شبكة الصوفية > ساحة الطرق الصوفية > رواق الطريقة الرفاعية


بوارق الحقائق

رواق الطريقة الرفاعية


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2019, 11:45 AM رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

89 ( وبويعت في الحضرة )

على نسج المِزاح اللطيف أحياناً ترويحاً للبشرية، لكن على نسق نبوي هذا مع قلة فيه، فإن المزاح تُسقط المهابة، وتنزع شرف المروءة وربما اوقعت ضغائن في بعض النفوس، والصدّيقون المتخلقون بأخلاق الشارع العظيم صلى الله عليه وسلم إذا مزحوا ما كذبوا ولا اكثروا ولا انقبضوا، والأمر طريقه وسط والسلام.

90 ( وبويعت في الحضرة )

على زيارة المقابر والدعاء لأموات المسلمين، والدعاء عند مقابرهم، فإن الدعاء عند مقابر المسلمين مستجاب لأنها محل الرحمات.

91 ( وبويعت في الحضرة )

على مس اليد على الوجه عند ذكر إسم النبي صلى الله عليه وسلم تعظيماً له واغترافاً من الرحمة التي تنزل على المجلس الذي يذكر فيه اسمه عليه الصلاة والسلام يعرف ذلك المحققون من أهل حظائر القرب، ولا بأس بفعل مثل ذلك عند ذكر الصالحين فإنهم عند ذكرهم تنزل الرحمة ببركة سيدهم صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين.

92 ( وبويعت في الحضرة )

على الرأفة بالمجاذيب الذين جذبهم الله إليه عن أنفسهم، وعلاماتهم الذهول والخمول والإنقطاع إلى الله تعالى، والغيبة عنهم، وعن كل شيء سوى الله هذا مع عدم مخالطتهم لعدم مجانسة أهل الصحو حالاً ومقاماً؛ بأهل المحو. والله وليّ الأمر.

93 ( وبويعت في الحضرة )

على المباعدة عن أصحاب دعوى الولاية والمحو، من الذين تحقق أنهم ليسوا من أهل الإنجذاب والغيبة، فإن أولئك من اللصوص الدجالين، وكأنهم من المقصودين بسر قوله تعالى: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا)).

94 ( وبويعت في الحضرة )

على التباعد كل التباعد عن المتحسنين للناس؛ العمَّالين إذا جلوا، البطالين إذا خلوا، فمصاحبة مثلهم سم قاتل، وربما أثَّرَتْ صحبتهم في النفس فساقتها والعياذ بالله للكسل، وإبطان الإهمال، وإظهار حسن العمل. وقال أهل الله تعالى : من علامات سعادة المريد ثلاثة خصال، الرضا عن الله تعالى، والرضا عن شيخه الدال على الله تعالى، وطرح الإهمال إذا خلا مع الله تعالى. ومن علامات قطيعته - حمانا الله - السخط عن الله تعالى، والسخط عن شيخه، والعمل إذا كان في الملا، والبطالة إذا كان في الخلا اللهم إنا نعوذ بك من القطيعة وأسبابها ونسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

95 ( وبويعت في الحضرة )

على محبة الأصدقاء الذين يطرحون التكلف، فإن أقبح الخصال التكلف في الصداقة. وقد قيل: عدوّ غير متكلف أخفّ على النفس من صديق متكلف. وقالوا: لا وفاء لمتكلف، ولا صدق لحسود.

96 ( وبويعت في الحضرة )

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-11-2019, 11:55 AM رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

96 ( وبويعت في الحضرة )

على التلطف كل التلطف بالضعاف المساكين، الذين فعلت بهم ذلّة قلّة النصير فأورثتهم انكساراً وارتباطاً بالله تعالى فربّ آهٍ صَعَد من قلوبهم إلى حضرة الرحمة ففعل مالم يفعله السيف القاطع. اللهم صل على نبي الرحمة، مظهر الرأفة والشفقة (اللهم إِني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون).

97 ( وبويعت في الحضرة )

على الإنقطاع في العمل عن العمل إلى الله تعالى، انفكاكاً عن رؤية العمل وأين هممنا من العمل الصالح المرفوع إليه سبحانه بيد القبول؟ وما أحسن قول القائل في مناجاته للعليم بحاجاته ومكنوناته!


يامن بك حاجتي وروحي بيديك = أعرضت عن الخلق وأقبلت إليك

مالي عمل صالح أستظهر بـه = سلمت لك الأمر توكلت عليـك


وفي حديث (لن يدخل أحدكم الجنة بعمله) حين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه الكرام عليهم الرضوان: ولا أنت يا رسول الله قال لهم: عليه أتم الصلاة وأعم السلام (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته) وهذا هو القدوة العظمى، والمنَّة الإلهية الكبرى؛ فما بالك بمن همه أكبر منه؟ والأمور بخواتيمها والسلام.

98 ( وبويعت في الحضرة )

على صدق الهجرة في كل عمل يؤول إلى الله تعالى، وإلى خدمة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وفي الحديث (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) قلت: وهذا الحديث رواه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنا به بنص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى فمن كانت هجرته) إلى آخر ما ذكرناه فيما مرّ .

99 ( وبويعت في الحضرة )

على طي الإعتقاد الخالص بما أجمع عليه الأشاعرة والماتريدية وعلى حُسْن التوفيق فيما اختلف فيه الطائفتان من المسائل وإنها لجزئية تقبل التوفيق ((وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)).

100 ( وبويعت في الحضرة )

على تنزيه الله تعالى عن الفوقية والجهة والجسم والمكان ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)).

101 ( وبويعت في الحضرة )

على الإيمان بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، بل وبحياة جميع النبيين والمرسلين، وأن النبي صلى الله عليه وسلم ذاق الموت بالإنتقال من هذه الدار إلى دار الآخرة، ورد الله عليه روحه فهو في حضرة القرب، عند مليك مقتدر. يفعل بإذن الله في مُلك الله ما يريد، وله التصرف المحض بأمر الله تعالى في مُلك الله وملكوته، وهو سرارة الأزل والأبد، والمعنى المقصود من النوع الآدميّ الانساني، وله الفضل على كل مسلم مؤمن بالله تعالى بعد الله سبحانه، وكل موحد تحت ظل حمايته الظاهرة إن قام وقعد، وهو الشهيد عليه بل وعلى الأُمم، وعليه تعرض الأعمال، وإليه تنتهي الأحوال، وبه تحصل ألآمال، فمن أُلْهِمَ رشده، وآمن بما أقول فقد عرف ما وجب عليه من حق نبيه سيد المرسلين، ومن اندفع عن هذا الاعتقاد فقد انقطع - والعياذ بالله - وإن عوالم الأرواح تأثيراتها في الكون ظاهرة لكل ذي لب نَوَّرَ الله مقلة سره، وها هي تلوح للعارفين أنوارها وتظهر أسرارها، والمبعود في حجاب وإلى الله المآب.

102 ( وبويعت في الحضرة )

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-11-2019, 12:13 PM رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

102 ( وبويعت في الحضرة )

على إعزاز ما أكرمني الله به، من برهان الولاية المحمدية، والعناية الخاصة النبوية، مع التجرد عن التعزز بها على أحد من المخلوقين، فإن الفعل والقطع والوصل لله تعالى يحكم ما يريد.

103 ( وبويعت في الحضرة )

على مولاة الفقيه الصالح الذي ينشر علمه لوجه الله، وعلى مجانبة الفقيه الذي اتخذ علمه شبكة لصيد الدنيا.

104 ( وبويعت في الحضرة )

على محبة الصوفي التقي، الذي لا يريد فساداً في الأرض ولا علوّاً، المتجرد من رؤية أبيه وجده، وطوره ومقامه، الذي يصير مع الحق أين كان، ولا ينحرف عنه منجذباً باكف أنانيته إلى مصيبة نفسه.

105 ( وبويعت في الحضرة )

على مجانبة المتصوف المتلصص المحجوب بِزِيِّه وأبيه وجده أو شيخه وعمله، فإن ذلك من المتصنمين الذين لا خير فيهم ولا في صحبتهم والعاقبة للمتقين.

106 ( وبويعت في الحضرة )

على إذاعة حكم النعمة الخفية الربانية التي أكرمني الله بها، ومنَّ عليَّ إِحساناً منه وكرماً باقتنائها، وجعلني شيخ بساطها، وصاحب رُواقها، وعارفها ومرشدها، ورَبُّ مأدُبتها وسلطان محفلها قال ربي: ((وأما بنعمة ربك فحدث )).

107 ( وبويعت في الحضرة )

على القطبية العظمى والغوثية الجامعة الكبرى، فحملت رايتها قائماً بحقوق الخدمة، وتحققت بمرتبتي فتفرغت بطرح التصرف والانفراد إلى الله، في مقام العبدية الكاملة، فصح بقائي في طور سيناء القبول.

108 ( فبويعت )

على شأنٍ جامع محمديّ لا علاقة له بالأكوان، وطرت بجناحي العبدية والصدق إلى مقام فوق المقام الأول، وطويت حالي بخرقة خفائي، وَسَيُعْقِبُني هذا الخفاء ظهوراً معنوياً، ويبرز هذا السر المكنون من حضيرة الطيّ إلى جبهة عَلَم النشر، فيطوف القيعان والبلدان وكله كلمة إيمان، وبارقة إحسان يتنبه لها العقول، ويتيقظ لها القلوب، والله يحكم ما يريد.

109 ( وبويعت في الحضرة )

بعد الاستشراق على طوالع هذا المقام المبارك على ما يعود إليه المقام، من طيّ ونشر، وسر وجهر، وطلوع وانطوى، واعوجاج واستوا، ومسامرة ومزاورة، ومغالبة ومظاهرة، ومباعدة ومحاضرة، ومعالنة ومضامرة، في ستة وعشرين ألْف نصٍّ طَوَيْتُ عليها الضلوع، وحفظتها في الذهاب ذخيرة إلى الرجوع، ودُقت نوبة العناية، وضُرب طبل الولاية، ونادى منادي الكرم، ونُشر في المُلك والملكوت العَلَم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. والحمد لله رب العالمين.

وهناك:

وانجلا المحضر جزراً بروزياً فمد النور كراراً إلى المدينة لامعه، واستتر عن حضرة ذلك الحضور ببردة القبر الأسعد الأشرف طالعه.


والأرض ترقص والجمال يحفها = ببدائع من حسن ذاك المحضـر

وطوى الجلال من الجمال شهوده = والذات منـه بمسمـع وبمنظـر


وهناك قال لي سيدي ومولاي السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه : اعتكف هاهنا أسبوعاً، وانظر بعده ما يلقى عليك من أوامر السماء.

فاعتكفت كما أمرني أسبوعاً، ففي ليلة اليوم الثامن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام راكباً على فرس أبيض، فسلم علي، فرددت عليه السلام، وصليت عليه، وقبلت الأرض بين يديه، فتبسم لي صلى الله عليه وسلم وقال: سر في بلاد الله لتهذب نفسك.

فأصبحت وامتثلت الأمر النبوي، وقمت أكر على ظهري إلى البصرة، وأحوالي تغلبني، وطوارق أسرار السماء تتوارد علي وقد باشرت خدمتي، وتقلدت بالتدلي وحكم التنزل من طريق الغوث وظيفتي فلما دخلت البصرة، قابلني شيخي السيد إبراهيم الرفاعي، فانبسط لي ودعا لي بخير، ومكثت عنده يومين، ثم أمرت بالسير، فسِرتُ في العراق، حتّى خرجت إلى عراق العجم، وانطلقت أخِبُّ القيعان، وأطـوف في البلدان بديـار فارس، حتّى اسـتقصيتُ ( تبـريز ) و( أصـبهان ) و( خراسـان ) و( طهران ). وزرتُ مشاهد الآل الكرام، وأعظمُهم وأشهرهم، بل وسيّدهم وأكبرهم هناك: صاحبُ طوس.

( طوس )


يتبع إن شاء الله تعالى






آخر تعديل الرفاعي يوم 01-11-2019 في 12:19 PM.
رد مع اقتباس
قديم 01-11-2019, 12:45 PM رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

( طوس )

سيّدنا الإمام الهمام، قِبلة أهل الباطن، وليّ الله، العظيم المنزلة والجاه، نائب جدّه رسول الله، السيّد المقدَّم، والبحر المُطَمطَم، عليّ الرضا ابن الإمام موسـى الكاظم، عليهما الرضوان والسلام.

وفي مشهده الكريم وانجلى النِّقاب، وأشرقت القباب، وتصدّر على مِنصّة البُروز من بُطونِ الغِياب سـيّدُنا الإمامُ الحجّةُ المهدي عليه الرضوان والسّـلام، فرجَفَتْ فرائصي لرؤيته، فقال: مرحباً بمنتظِرنا، فقلت طربا ـ وهو يسمع ـ:


قــد أطـلــع الله بـسـمــك الـعــلا = هـلال مـجـدي فـهـو فـوق الـقـمـر

تـرقـبـنـي عـيـن الـعـلا بـالـرضـا = لأنـنـي مـنـتـظــر الـمـنـتـظــر

الـحـمـد لـلــه عـلــى فـضـلــه = قـد حـقـق الـقـصـد وصـح الـخـبـر


فضحك سرورا وقال: اقرأ سورة (( سبح اسم ربك ))، ففيها طمأنينة لروحك، وقوة لحالك، وتثبيت في مقامك. ونفخ في فمي وقال((بسم الله الرحمن الرحيم * الـم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب))، ((سلام قولا من رب رحيم))، ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)). صلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه، آمنا بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم قال من لسان الحال: يا مُلَّسْـلَيْن، يا بَلَّمْعَيْن، يا مَنْعَلْهَيْ، يا مانَقُول، يا تَعْلِيمَلْيَا، يا فَوْأَيَس. وأجفر كلمات فهمت منهن كل المقصود، وحمدت الله وشكرته وذكرته وصليت على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وانطوى المظهر النوعي بنسيج الغيبية.

فرجعت من مشهد حضرتي إلي، وخرجت، ففي حال خروجي رأيت في الركن الأيمن الخضر عليه السلام، فأشار إلي، فجئت إليه وفيّ نشطة سرور لا أقدر على الإفصاح بمضمونها، فلما وصلت إلى حضرته، ووقفت تجاهه قال بالفارسية: "اكرد ردانه مي خواهي فرودر قعردرياشو" فعرفت ما أراد، ولاطفته بكلام النسيمي ـ عليه السلام ـ فقلت جواباً عن قعر البحر: "من كنج لا مكانم" فقال:" بسيار خوبست".

ونظرني، فدهشني في تلك النظرة منه حال جليل، فقال لي بالعربية: ما قصدك من قولك: "من كنج لامكانم" ؟ فقلت: قول القائل:


العبد ليس لـه فـي ملـك سيـده = دار، وكيف ورب الدار مملوك؟!


فبش في وجهي وقال: وشاهدك بهذا من الحديث ما هو؟ قلت: "الدنيا دار من لا دار له، ويبنيها من لا عقل له". فقال: هو أنت موفق إن شاء الله! .

وجاء الليل، فنمتُ في زاوية بعيدة عن الحضرة الرضوية، وأنا بين النوم واليقظة، وإذا برجلٍ أسمرَ، حالِكِ اللون، جاء إليّ فهزّني فانتبهت، فقال : يريدونك!. قلت: مَن هم؟ قال: الأحباب.

فقمتُ، حتّى إذا انتهَينا إلى الحضرة، ففُتح الباب، ودخلنا إلى ساحة المشهد، فرأيت جمعيّة عظيمة، وفيها القطب الغوث، وأصحاب الدائرة، وسلطان الحضرة سيّدي وتاج رأسي ومولاي الإمام عليّ الرضا، رضي الله عنه وعليه الســّلام.

فأُحضِرتُ إلى مواجهته، فألبَسَني بيده المباركة خلعة الوَتَديّة من طريق الحال، وقال لي: طُفْ على بركة الله، تحت رايتنا أين ذهبت. وأفاض علَيّ كلّ من رجال الحضرة ممّا أفاض الله عليه.

فابتهجتُ سروراً، وامتلأتُ نوراً، وأردت الانصراف، فأخذني سيدي الإمام الرضا ـ عليه السلام إليه وقال بعد أن نفخ في فمي ـ: ارتبط كل الارتباط بروح ابن أخي السيد أحمد الرفاعي، فهي روح جرت مجراها في حياة قالبها، وهو المسمى في الدواوين: بصاحب الروح الفعالة، والله يهب ما يشاء لمن يشاء.

قلت: أراد بقوله: ابن أخي. أي ابن الإمام السيد إبراهيم المرتضى، أخي الإمام الرضا؛ فإن نسب سيدنا الإمام الرفاعي ينتهي إليه، سلام الله على تلك الأرواح الطيبة أجمعين!.

وانطوى بساط الاجتماع، فأحييت ليلتي بذكر الله تعالى وعبادته.

وفي الصـباح سـرت على البركة مـن الطريق الشرقي من ضواحي (شـادان)، وانتهيت إلى (جوركان)، ومن تلك المفـازات والجـبال لفاً ودوراً إلى (مروروز)، وإلى ( كابل )، و( قندهار)، مثل ما استقصيت (بخارى), و(سمرقند), و(تيموركان)، و(هراة)، واستشملت متطلعاً إلى سواحل بحر (الهند)، وانقلبت إلى (دهلي)، واسـتقبلت مسـتشرفاً أطـوف من واد إلى واد، ما بين (أوجة)، و(حيدرأباد)، و(كلكـتا)، و(بومبـاي)، وانحـدرت منها مرحلة مرحلة، وطـوفة طـوفة إلى ( البحرين )، ومنها إلى ( البصرة )، فقدر الله أن سيدي وشيخي السيد إبراهيم قد توفي، فطفت بمرقده، وانتشقت من عبيق روحه الطاهرة شميم الفتح.

وفي أسفاري التي مرّ ذكرها، ما فارقت شارقة روح السيد أحمد الرفاعي عيني؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يأمرني وينهاني، والروح الأحمدية تحل لي مشكلات منازلاتي، ورجال الحضرات تحتفل بي، وعين العناية تنظر إليّ، وكل ولي لله تعالى يواليني، وأنا في مقام صدّيقيّتي أتسلق مراتب المعالي انجماعاً عني، واجتماعاً على الحكم والحكمة ((وكان الله على كل شيء مقتدرا)).

ثم إني من (البصرة) انطلقت الهوينا إلى (سوق الشيوخ)، فواصلت الديار، وكأني لم أكن منها ولا من أهلها! لا أنيس ولا جليس ولا من أعرفه ولا من يعرفني! فسبحان الله العظيم! الأمر كما قيل:


كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا = أنيس ولـم يكـن بمكـة سامـر


وإني طفت في البليدة أسأل أين كانت دار السيد علي بن السيد نور الدين الرفاعي، وهي دار والدي، فما رأيت من يعرف مكانها إلا رجلاً وحداً اسه بندر، جاء إلي فقال: هنا كانت وكان وكان، وذكرني وذكر خالي وأمي وأبي، فبكيت تذكراً للعهد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكرت مكة أغرورقت مقلتاه الشريفتان الكريمتان بالدموع.


إن في الأوطان معنىً سره = ظاهـر برهانـه للفطـنِ

يأخذ القلب إلى سفح عفـا = ويناجيـه بحـال القَطَـنِ

فمن الذوق التدلي للخفـا = ومن الإيمان حب الوطـن

واندفعت محزوناً إلى ظاهر البليدة، فانجلى لي نور رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ملأ الأكوان، فخشعت إعظاماً لشأنه الشريف عليه الصلاة والسلام، وغبت بمحضره الأنور عني وعن كوني، فخاطبني حبيبي وأنا أسمع وأرى بنص: صل عليَّ صـلاة تجمع مقاصد المصـلين عليَّ من أهل الحضرة فانبسـطت في حضرة شهودي، وقلت بلسان خشوعي منسلخاً عن وجودي:

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-11-2019, 12:51 PM رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

فانجلى لي نور رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ملأ الأكوان، فخشعت إعظاماً لشأنه الشريف عليه الصلاة والسلام، وغبت بمحضره الأنور عني وعن كوني، فخاطبني حبيبي وأنا أسمع وأرى بنص : صلّ عليَّ صـلاة تجمع مقاصد المصـلين عليَّ من أهل الحضرة فانبسـطت في حضرة شهودي، وقلت بلسان خشوعي منسلخاً عن وجودي :


بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) اللهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلا بك، اللهم فهب لنا منك ما يرضيك عنا. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وتحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم صل على لوح رحمانيتك الذي كتبت فيه بقلم رحيميتك ومداد رحموتيتك ((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)) اللهم صل على عرش رحمتك الشاملة وبركاتك الكاملة من حيث إحاطة قولك ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) إنسان عين الكل، في حضرة وحدانيتك، من حيث إحاطة قولك ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا)).

فأنلنا اللهم من بركاته وافتح اللهم أقفال قلوبنا بمفاتيح حبه، وكحل أبصار بصائرنا بأثمد نوره، وطهر أسرار سرائرنا بمشاهدته وقربه، حتى لا نرى في الوجود فاعلاً إلا أنت ومن نوم غفلتنا ننتبه، اللهم صل على كاف كفايتك، وهاء هدايتك، وياء يمنك، وعين عصمتك، وصاد صراطك ((صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)) اللهم صل على نورك الأسنى المتشفع بالأسماء في حضرة المسمى، فكان معنى مظاهرها الوجودية، من حيث إحاطة علمك وعين أسرارها الوجودية، من حيث إحاطة كرمك ومعنى اختراعاتها الكلية الكونية، من حيث إحاطة إرادتك، ومعنى مقدوراتها الجبروتية، من حيث إحاطة قدرتك وقهرك، ومعنى إنشاآتها الإحسانية، من حيث إحاطة سعة رحمتك، اللهم صل على ميم ملكك، وحاء حكمتك، وميم ملكوتك، ودال ديموميتك، صلاة تستغرق العد، وتحيط بالحد، اللهم صل على الواحد الثاني، المخصوص بالسبع المثاني، السر الساري في منازل الأفق الرحماني، القلم الجاري بمداد المدد الرباني، على طور العقل الإنساني صلاة تتجدد بتجدد رحمتك عليه وانتهاء نورك وسرك إليه، فهو ألِف أحديتك، وحاء وحدانيتك، وميم ملكك، ودال دينك ((أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)) فقد أخلصت الخالص، القائم بالدين الخالص، وأضفته إليك، فصل يا رب على من قام بما أضفت إليك على التحقيق، فأتم دينك وبلغ رسالتك، وأوضح سبيلك وأدّى أمانتك وأقام البرهان على وحدانيتك، وأثبت في القلوب أحديتك، فهو سرك المصون بهيبتك وجلالك، المتوج بنور أسرارك وجمالك، بل صلّ ربّ عليه على قدر مقامه العظيم لديك، وعلى قدر عزته عليك، اللهم صل على موضع نظرك، ومَظْهر سرك، ومُظهر خزائن كرمك، وعقدة عزك، ومفتاح قدرتك، ومحل رحمتك، ومجد عظمتك، وخلاصتك من كنه كونك، وصفوتك ممن خصصته باصطفائيتك، النبي الأمي، الرسول العربي، الأبطحي القرشى، أحمد الحامدين في سرادقات جلالك، ومحمد المحمودين في بساط جمالك، ألف إبداعك، وباء بداية اختراعك، وواو ودك في إنشاآتك، وألف إبرازك لمخلوقاتك، ولام لطفك في تدبيراتك، وقاف إحاطة قدرتك على خلق أرضك وسماواتك، وسين سرك بين جميع أضداد مبدوعاتك، وميم مملكتك المحاطة بمعلوماتك، سر شهودك، ومظهر جودك، وخزانة موجودك، إمام حضرة جبروتك، المصلي في محراب قاب قوسين أو أدنى، بأحدية جمعه بك في صلواته فجمعته عليك، وخصصته بالنظر إليك، وأخلصته بالسجود بين يديك، وجعلت قرة عينيه في الصلاة الخالصة لديك، فهو المفتض أبكار أسرار مشاهدتك، المقتنص للمعات لمحات نفحات مشاهدتك، كلمتك العليا من حيث الاختراع والابتداع، وعروتك الوثقى من حيث تتابع الاتباع، وحبلك المعتَصَم به عند الضيق والاتساع، وصراطك المستقيم للهداية والإتباع ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)).

اللهم صل على المتخلق بصفاتك، المستغرق في مشاهدة ذاتك، رسول الحق، المتخلق بالحق، حقيقة مدد الحق ((أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ)) اللهم إنا قد عجزنا من حيث إحاطة عقولنا، وغاية أفهامنا، ومنتهى إرادتنا، وسوابق هممنا، أن نصلى عليه من حيث هو، وكيف نقدر على ذلك وقد جعلت كلامك خُلُقه، وأسماؤك مظهره، ومنشأ كونك منه، وأنت ملجأه وركنه، وملأك الأعلى عصابته ونصرته، فصل اللهم عليه من حيث تعلق قدرتك بمصنوعاتك، وتحقق أسمائك بإرادتك، فانك به ابتدأت المعلومات، وإليه جعلت غايات الغايات، وبه أقمت الحجج على سائر المخلوقات، فهو أمينك خازن علمك، حامل لواء حمدك، معدن سرك، مظهر عزك، نقطة دائرة ملكك، المنفرد بالمشهد الأعلى، والمورد الأحلى، والطور الاجلى، والنور الاسنى، المختص في حضرة الأسمى، بالمقام الأسنى، والنور الأضحى، والسر الأحمى، النشأة الحبيبيَّة، الشجرة العلوية، الثابت أصلها في معادن هيبتك، الناشيء فرعها في سرادقات عظمتك، المزمِّل، المدَّثر، المنذر، المبشر، المكبِّر، المطهر، العطوف، الحليم، المنعوت بمنشور ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)). فمشكاة جسمه ومصباح قلبه، وزجاجة عقله، وكوكب سره المتوقد من شجرة النور الممدود من نور ربه، نور على نور، الضمير البارز المستور، في النور الثاني الآخر المضروب به الأمثال في عالم المثال، من نورت يا الله بنوره ملكوت سمواتك وأرضك، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح من نوره، المصباح في زجاجة أجساد أنبيائك ورسلك، الزجاجة كأنها كوكب درى سره يوقد من شجرة أصله النور الذي هو من فيض أسمائك، نور على نور، يهدى الله لنوره بنور محمد صلى الله عليه وسلم من يشاء من خلقه ((وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) الذي بهرت به كليَّة الكونين، وطرزت به الثقلين، وزينت به أركان عرشك وملائكة قدسك، وأدنيته من حضرة جبروتك، وجعلته المتشفع إليك في ملائكتك وأنبيائك ورسلك، فهو باب الرضا، والرسول المرتضى، حقيقة حقك، وصفوتك من خلقك، بنوره حمل عرشك، وبسره رفعت سمواتك، وبسطت أرضك، فهو سماء سمائك، وعناية عيون إحسانك، ومظهر عزك وسلطانك، فأنت العليم به من حيث الحق والحقيقة، فصل رب عليه من حيث حقيقة علمك بذلك، وتحققه لما هنالك، فهو سراج دينك، وكوكب يقينك، وقمر توحيدك، وشمس مشاهدة إحسانك، في إيجاد إنسانك، صل رب عليه صلاة تصعد بك منك إليك، وتعرف في الملأ الأعلى أنها خالصة لديك، صلاة مبلغها العلم المحيط بالكل، تتجدد بكلية ذلك الكل، وسلم اللهم عليه من المقام المختص به تسليما مبلغه ذلك كذلك، والحمد لله على ذلك.

اللهم اجمعنا بك عليك، وارددنا منك إليك، وأرشدنا في حضرة جمع الجمع، حيث لا فرقة ولا منع، إنك أنت المانح الفاتح، تمنح ما شئت من مواهب ربانيتك لمن شئت، ممن خصصته بعنايتك، اللهم إنا نسألك أن تحشرنا في زمرة نبيك، وأن تجعلنا من أهل سنته، ولا تخالف بنا يا مولانا عن ملته، ولا عن طريقته، اللهم كما مننت علينا بالصلاة عليه، فأمنن علينا بفهم الكتاب الذي أنزل إليه لأنه شفاء للمؤمنين، ورحمة للعالمين .

اللهم صل على الشجرة الأصلية النورانية، لامعة القبضة الرحمانية، وأفضل الخليقة الآدمية، أشرف الصورة الجسمانية، معدن الأسرار الربانية، وخزائن العلوم الاصطفائية، صاحب القبضة الأصلية والبهجة السنية، والرتبة العلية.

اللهم فصل وسلم عليه وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين، صلاةً كاملةً، وسلاماً تاماً تنحل بهما العقد، وتنفرج بهما الكرب، وتقضى بهما الحوائج، وتنال بها الرغائب، وحسن الخواتيم، فهو خاتم الأنبياء، ومعدن الأسرار، ومنبع الأنوار، وجمال الكونين، وشرف الدارين، وسيد الثقلين، المخصوص بقاب قوسين، الذي أشرقت بنوره الظلم، المبعوث رحمة لكل الأمم، المختار للسيادة والرسالة قبل خلق اللوح والقلم، الموصوف بأفضل الأخلاق والشيم، المخصوص بجوامع الكلم، وخصائص الحِكَم، الذي كان لا تنتهك في مجالسه الحُرَم، ولا يغضي عمن ظلم، الذي كان إذا مشى تظلله الغمامة حيث ما يمم، الذي انشق له القمر، وكلمه الحجر وأقر برسالته وصمم، الذي أثنى عليه رب العزة نصّاً في سالف القدم، الذي صلى عليه ربنا في محكم كتابه وأمر أن يُصَلَّى عليه ويسلم .

اللهم صل عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته ما انهلت الديم، وما جرت على المذنبين أذيال الكرم وسلم .

اللهم صل على أشرف موجود، وأفضل مولود، وأكرم مخصوص ومحمود، سيد سادات برياتك، ومن له التفضيل على جملة مخلوقاتك، صلاة تناسب مقامه العالي ومقداره، وتعم أهله وأزواجه وأوليائه وأنصاره.

اللهم صل عليه وعلى جملة رسلك وأنبيائك، وزمرة ملائكتك، وأصفيائك، صلاة تعم بركتها المطيعين من أهل أرضك وسمائك.

اللهم أنى أعوذ بعلمك من جهلي، وبغناك من فقرى، وبعزك من ذلي، وبحولك وقوتك من عجزي وضعفي، وأعوذ بك أن أُرد إلى أرذل العمر.

اللهم إني أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك، لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.

اللهم أنى أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء.

اللهم يا من بيده خزائن السموات والأرض عافنا من محن الزمان وعوارض الفتن، فإنا ضعفاء عن حملها، وإن كنا أهلاً لها فعافيتك أوسع لنا يا واسع يا عليم.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير، وأجعل الموت راحة لي من كل شر.

اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه.

اللهم لا تجعل عيشي كداً، ولا تجعل دعائي رداً، ولا تجعلني لغيرك عبداً، ولا تجعل في قلبي لسواك وداً، إني لا أقول لك ضداً ولا شريكاً، ولا نداً.

اللهم ارزقني نفسا قانعة بعطائك، موقنة بلقائك، شاكرة لنعمائك، محبة لأوليائك، باغضة لأعدائك.

اللهم وسع عليَّ رزقي في دنياي، ولا تحجبني بها عن أُخراي، واجعل مقامي عندك دائماً بين يديك، وناظراً بك إليك، وأرني وجهك الكريم، ووارني عن الرؤية، وعن كل شيء دونك، وارفع البين بيني وبينك، يا من هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.

اللهم صل على محمد كما أمرتنا أن نصلي عليه، اللهم صل على محمد كما هو أهله، اللهم صل على محمد كما تحب وترضى له، اللهم صل على روح محمد في الأرواح، اللهم صل على جسد محمد في الأجساد، اللهم صل على قبر محمد في القبور، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد صلاة تكون لك رضاء، وله جزاء، ولحقه أداء، وأعطه الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود الذي وعدته، وأجزه عنا ما هو أهله، وأجزه عنا أفضل ما جازيت نبيا عن قومه ورسولا عن أمته، وصل على جميع إخوانه من النبيين والمرسلين يا أرحم الراحمين.

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله، وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته عدد ما في علمك صلاة دائمة بدوام ملكك.

اللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره، والرحمة للعالمين ظهوره، عدد من مضى من خلقك ومن بقى، ومن سعد منهم ومن شقي، صلاة تستغرق العد، وتحيط بالحد، صلاة لا غاية لها، ولا منتهى ولا انقضاء، وتنيلنا بها منك رضاء، صلاة دائمة بدوامك، باقية ببقائك، إلى يوم الدين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مثل ذلك.

اللهم صل على سيدنا محمد الذي ملأت قلبه من جلالك، وعينه من جمالك، فأصبح فرحا مسرورا مؤيدا منصورا، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما والحمد لله على ذلك.

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة تزن الأرضين والسموات على ما في علمك عدد جواهر أفراد كرة العالم ، وأضعاف ذلك انك حميد مجيد.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأميّ الكامل، وعلى آله صلاة لا نهاية لها كما لا نهاية لكمالك.

اللهم صل على سيدنا ونبينا ومولانا محمد سيد الأولين والآخرين، قائد الغر المحجلين، السيد الكامل، الفاتح الخاتم، الحبيب الشفيع، الرؤف الرحيم، الصادق الأمين، السابق للخلق نوره، والرحمة للعالمين ظهوره، عدد من مضى من خلقك ومن بقى، ومن سعد منهم ومن شقى، صلاة تستغرق العد، وتحيط بالحد، صلاة لا غاية لها ولا انتهاء ولا انقضاء، صلاة دائمة بدوامك، باقية ببقائك، وعلى آله وصحبه وأزواجه وذرياته وأصهاره وأنصاره وسلم تسليما كثيرا مثل ذلك.

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أُغلق، والخاتم لما سبق، وناصر الحق بالحق، والهادي إلى الصراط المستقيم، وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.

اللهم صل على سيدنا محمد وآله، صلاة أهل السموات والأرضين عليه، وأجر يا مولانا لطفك الخفي في أمري، وأرني سر جميل صنعك فيم أؤمله منك يا رب العالمين.

اللهم صل على سيدنا محمد بحر أنوارك، ومعدن أسرارك، ولسان حجتك، وإمام حضرتك، وعروس مملكتك، وطراز ملكك، وخزائن رحمتك، وطريق شريعتك، المتلذذ بمشاهدتك، إنسان عين الوجود، والسبب في كل موجود، عين أعيان خلقك، المتقدم من نور ضيائك، صلاة تدوم بدوامك، وتبقى ببقائك، لا منتهى لها دون علمك، صلاة تحل بها عقدتي، وتفرج بها كربتي، صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يا رب العالمين عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك، وجرى به قلمك.

اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ما اتصلت العيون بالنظر، وابتهجت الأرضون بالمطر، وحج حاج وأعتمر، ولبى وحلق ونحر، وطاف بالبيت العتيق وقبل الحجر.

اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وعلى آل سيدنا ومولانا محمد ميم المجد، وحاء الرحمة، وميم الملك، ودال الدوام، السيد الكامل الفاضل، الفاتح الخاتم، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وسلم، عدد ما هو في علمك كائن أو قد كان، كلما ذكرك وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون، صلاة دائمة بدوام ملكك، باقية ببقائك، لا منتهى لها دون علمك انك على كل شيء قدير.

اللهم اجعل أفضل صلواتك أبداً، وأنمى بركاتك سرمداً، وأزكى تحياتك فضلا وعدداً، وأسنى سلامك أبداً مجدَّداً، على أشرف الخلائق الإنسانية والجانية، وشمس الشريعة النبوية، وطراز الحلة العرفانية، وناصر الملة الإسلامية، نبي الرحمة الذاتية، وعين العناية الربانية، وعروس الحضرة القدسية، وإمام الرسل والملائكة، وإمام المملكة البشرية، الخليل الأعظم، والحبيب الأكرم، والنبي المكرم، وأفضل من توضأ وتيمم، وصلَّى وسلَّم، وبالعقيق تختم، إمام مكة وطيبة والحرم، نبيك العظيم، ورسولك الكريم، المنادى إلى الصراط المستقيم سيدنا وحبيبنا وطبيبنا ومولانا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، النبي الامى وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين.

اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم أنى أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك أنت الله لا إِله إِلا أَنت وحدك لا شريك لك، وأن محمد عبدك ورسولك، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين إنك أن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر، وتبعدني من الخير، فاني لا أثق إلا برحمتك، فاجعلها لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إِنك لا تخلف الميعاد.

اللهم يارب محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد وأجز محمداً صلى الله عليه وسلم ما هو أهله.

اللهم إِنى أسألك بحبك له الذي أثبته، وبقسمك بعمره الذي شرفته وفضلته، وبمكانه منك الذي به خصصته واصطفيته، أن تجازيه عنا أفضل ما جازيت به نبيا عن أمته، وتؤتيه من الوسلية والفضيلة والدرجة الرفيعة فوق أمنيته، وتعظم عن يمين العرش نوره بما نوَّرت به من قلوب عبيدك، وأن تضاعف في حضرة القدس حبوره بما قاسى من الشدائد في الدعاء إلى توحيدك وأن تجدد عليه من شرائف صلواتك ولطائف بركاتك وعوارف تسليمك، وكرامتك ما تزيده به في عرصات القيامة إكراماً، وتعليه به في عليين مستقراً ومقاما، اللهم وأطلق لساني بأبلغ الصلاة عليه والتسليم، وأملا جناني من حبه وتوفية حقه العظيم، وأستعمل أركاني بأوامره ونواهيه في النهار الواضح والليل البهيم، وارزقني من ذلك ما يبوؤنى جنات النعيم ويستغرقني برحمتك وفضلك العميم، ويقربني إليك زلفى في ظل عرشك الكريم ويحلني دار المقامة من فضلك ويزحزحني عن نار الجحيم، ويعطيني شفاعته يوم العرض ويوردني مع زمرته على الحوض، ويؤمنني يوم الفزع الأكبر يوم تبدل الأرض غير الأرض، وأرفعنى معه في الرفيق الأعلى واجمعنى معه في الفردوس وجنة المأوى، وأقسم لي أوفر حظ من كأسه الأوفى وعيشه الأصفى، وأجعلنى ممن شفى غليله بزيارة قبره وتشفى، وأناخ ركابه بعرصات حرمك وحرمه قبل أن يتوفى، والسلام الأكمل مردداً زائداً على القطر كثرة وعدداً عليك منى يا نبي الهدى، المنقذ من الردى، ينتاب ضريحك المقدس سرمداً، ويصعد إلى عليين مع روحك الطاهرة ما تطارد الجديدان وتطاول المدا، ورحمة الله وبركاته أبداً، تحية أدخرها عندك عهداً وموعداً، وأعدها إن شاء الله بعقبات الصراط معتمداً، وفى غرفات الفردوس معهداً، وأخص بأثرها الجليسين ضجيعيك في تربك، وأخص الناس فى محياك ومماتك بقربك، وكافة المهاجرين والأنصار، وعامة أصحابك الذين عزروك وأيدوك ونصروك، وكان بعضهم لبعض ظهيرا، والطيبين من ذريتك، والطاهرات أمهات المؤمنين أزواجك، أهل بيتك الذين أذهب الله عنهم الرجز وطهرهم تطهيراً.

اللهم صل وسلم على سيد السادات ومراد الإرادات، محمد حبيبك المكرم بالكرامات، المؤيد بالنصر والسعادات، السر الظاهر، والنور الباهر، الجامع لجميع الحضرات، صاحب لواء الحمد الذي هو مفتاح أقفال الأغطية الإلهيات، الأول في الإيجاد والوجود، ومن به ختم أمر النبوة والرسالة واستودع نور عين العنايات، سيد أهل الأرض والسموات، الفاتح لكل شاهد حضرة المشاهد، الذي أُسرى بجسمه الشريف الحاوي لجميع الكمالات، وروحه المقدسة العالية إلى أعلى المقامات، وخاطبته يا رب وأكرمته بأعظم التحيات، النور الأبهر، والسراج المنير الأزهر، القائم بكمال العبودية وبأتم العبادات صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاما لا يبلغ حصر عددهما أهل الارضين والسموات.

اللهم صل على سيدنا محمد صلاة لاحقة بنوره، مقرونة بذكره ومذكوره، جامعة بين فرحه وسروره، شارحة لمنقوله في مسطوره.

اللهم صل على سرك الجامع الدال عليك محمد المصطفى كما هو لائق بك منك إليه، وسلم عليه، وأجعل لنا من صلواته صلة تعم بها شهودنا، وتحقق بها مشهودنا، ومن سلامه سلامة لكل ما ظهر منا وما بطن، من شوائب الإرادات والاختيارات والتدبيرات والاضطرارات، لنأتيك بالقوالب المسلمة، والقلوب السليمة، حسبما هو لديك من الكمال الأقدس والجمال الأنفس.

اللهم صل على ملائكتك المقربين، وعلى أنبيائك المطهرين، وعلى أعيان عبيدك المرسلين، وعلى حملة عرشك، وعلى جبرائيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت ورضوان خازن جنتك ومالك ورومان ومنكر ونكير وصل على الكرام الكاتبين، وصل على أهل طاعتك أجمعين من أهل السموات والأرضيين.

اللهم صل على فاتح خزانة الذروة الكلية الربانية الإلهية القدسية، بالخاتمية العنبرية الندية المسكية الخاصة العامة المحمدية الكاملة المكملة الأحمدية.

اللهم فصل على هذه الحضرة النبوية الهادية المهدية الوسيلة بجميع صلواتك التامات، صلاة تستغرق جميع العلوم بالمعلومات، لا نهاية لها في آمادها، ولا انقطاع لإمدادها، وسلم كذلك على هذا النبي المبارك.

يا سيدنا يا رسول الله أنت المقصود من الوجود، وأنت سيد كل والد ومولود، وأنت الجوهرة اليتيمة التي دارت عليها أصداف المكونات، وأنت النور الذي ملأ إشراقك الأرضين والسماوات، وبركاتك لا تحصى ومعجزاتك لا يحدها العد فتستقصى، الأحجار والأشجار سلمت عليك، والحيوانات الصامتة نطقت بين يديك، والماء تفجر وجرى من بين إصبعيك، والجذع عند فراقك حن إليك، والبئر المالحة حلت بتفلة من بين شفتيك، ببعثتك المباركة أمنا المسخ والخسف والعذاب، برحمتك الشاملة شملتنا الألطاف فرفع الحجاب، شريعتك مقدسة طاهرة، ومعجزاتك باهرة ظاهرة، أنت الأول في النظام، والآخر في الختام، والباطن بالأسرار، الظاهر بالأنوار، وأنت جامع الفضل، وخطيب الوصل، وإمام أهل الكمال، وصاحب الجمال والجلال، والمخصوص بالشفاعة العظمى، والمقام المحمود العليّ الأسمى، وبلواء الحمد المعقود، والكرم والفتوة والجود . عُبَيْدٌ من مواليك يتوسل بك في غفران السيئات، وستر العورات وقضاء الحاجات، في الدنيا وعند انقضاء الأجل وبعد الممات، ياربنا بجاهه عندك تقبل منا الدعوات، وارفع لنا الدرجات، وأقض عنا التبعات، وأسكنا أعلى الجنان، وأبح لنا النظر إلى وجهك الكريم في حضرات المشاهدات، واجعلنا معه مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين أهل المعجزات، وأرباب الكرامات، وهب لنا العفو والعافية مع اللطف في القضاء أمين يارب العالمين.

اللهم بك توسلت، ومنك سألت، وفيك لا في سواك رغبت، لا أسأل منك سواك، ولا اطلب منك إلا إياك أتوسل إليك بالوسيلة العظمى، والفضيلة الكبرى محمد المصطفى، والرسول المرتضى، والنبي المجتبى أن تصلي عليه صلاة أبدية ديمومية قيومية إلهية ربانية تصفينا بها من شوائب الطبيعة الآدمية بالسحق والمحق وتطمس بها آثار وجودنا الغيرية عنا في غيب غيب الهوية، فيبقى الكل للحق في الحق بالحق، وترقينا بها في معاريج شهود وجود ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)) وأسألك أن تصلي عليه صلاة تليق بمقدس كماله الأقدس، وتصلح لكبير مقامه الأنفس، وتحف قائلها بشهود جماله الأونس، بمعانٍ تفوق أنس ظباء الحي في المكنس، صلاة تنيلنا بها حقيقة الاستقامة في حظائر قدسك، ومقاصير أنسك على أرائك مشاهدتك، وتجليات منازلتك، والهين بسطعات سبحات أنوار ذاتك، معطرين بأخلاق حقائق دقائق صفاتك، في مقعد حبيبك وخليلك وصفيك الجمال الزاهر، والجلال القاهر، والكمال الفاخر، واسطة عقد النبوة، ولجة زخار الكرم والفتوة سيدنا ومولانا وحبيبنا وطبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وأن تصلي عليه وعلى آله صلاة تفرّج بها عنا هموم حوادث الإختيار، وتمحو بها ذنوب وجودنا بماء سحب القربة حيث لا بين ولا أين، ولا جهة ولا قرار، وتغيبنا بها في غياهب عيون أنوار أحديتك، فلا نشعر بتعاقب الليل والنهار، وتُحقِّق لنا بها سماح رباح شروح فتوح حقائق بدائع جمال نبيك المختار، وتُلحقنا بها بأسرار أنوار ربوبيتك في مشكاة الزجاجة المحمدية، فتضاعف أنوارنا بلا أمد ولا حدّ ولا إحصار، وتحسّن بها أخلاقنا، وتوسّع بها أرزاقنا، وتزكي بها أعمالنا، وتغفر بها ذنوبنا، وتشرح بها صدورنا، وتطهر بها قلوبنا، وتروح بها أرواحنا، وتقدِّس بها أسرارنا، وتنزّه بها أفكارنا، وتصفي بها أكدارنا، وتنور بها بصائرنا بنور الفتح المبين، يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الراحمين، وتنجينا بها من هول يوم القيامة ونصبه، وزلازله وتعبه، ياجواد ياكريم، وتهدينا بها الصراط المستقيم، وتجيرنا بها من عذاب الجحيم، وتنعمنا بها في النعيم المقيم، وتطفىء بها عنا وهيج حر القطيعة ببرد يقين وصالك، وتلبسنا بها أنوار غرر تبلج رونق مجد كمالك، في الحضرات العندية، والمشاهد القدسية، منخلعين عن ذوات البشرية بلطائف العلوم اللدنية، وسرائر الأسرار الربانية، وجواهر الحكم الفردانية، وحقايق الصفات الإلهية، وشرايع مكارم الأخلاق المحمدية. يا الله يا الله يا الله. نسألك بدقائق معاني علوم القرآن العظيم، المتلاطمة أمواجها في بحر باطن خزائن علمك المخزون، وبآياتك البينات الزاهرات الباهرات على مظهر لسان عين سرك المصون أن تذهب عنا ظلام وطيس الفقد بنور أنس الوجد، وأن تكسونا حلل صفات كمال سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم نور الجلالة، وأن تسقينا من كوثر معرفته رحيق تسنيم شراب الرسالة، وأن تلحقنا بالسابقين في حلبة التوفيق الفائزين بالأكملية في كل خُلُق أنيق في الرفيق الأعلى مع الذين أنعمت عليهم بمواهب أنوار بهائك الأجلى على بساط صدق المحبة مع الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه.

ياذا الفضل العظيم، والعطاء الجسيم، والكرم العميم. بحرمة هذا النبي الكريم، وأسألك أن تصلي وتسلم عليه صلاتك وسلامك في طي علمك الأزلي، وسابق حكمك الأبدي، صلاة لا يضبطها العدّ، ولا يحصرها الحدّ، ولا تكفيها العبارة، ولا تحويها الإشارة، سطع فجرها بحظه الأنفس على أفراد الفحول فأبهت وأبهر، ولمع نورها بفيضه الأقدس على ذوي العقول فأدهش وحيرَّ، صلاةً وسلاماً ينزلان من أفق كنه باطن الذات إلى فلك سماء مظهر الأسماء والصفات، ويرتقيان من سدر منتهى العارفين إلى مركز جلال النور المبين مولانا محمد عبدك ورسولك عِلْمِ يقين العلماء الربانيين، وعين يقين الخلفاء الصديقين، وحق يقين الأنبياء المكرمين، الذي تاهت في أنوار جلاله أولوا العزم من المرسلين، وتحيَّرت في درك حقائقه عظماء الملائكة المهيمين، المنزل عليه بلسان عربي مبين ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)) صلاةً وسلاماً يجلاّن عن الحصر والعدّ، وينزهان عن الدَّرك والحدّ، صلاة وسلاماً يبلِّغان قائلهما أعلا درجات خلاصة أهل الله المقربين، وينيلانه زلفى مراتب أولياء الله المخلصين بمواهب ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)) في المكانة العليا، والغاية القصوى، فوق عرش الاستوا بتراكم تمكين ((إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ)) يا رب يا الله يا باسط يا فتاح يا حليم يا ودود نسألك عواطف الكرم، وفواتح الجود، أقل عثراتنا من كثائف وجودنا المظلمة بالبعد منك، واغفر لنا بنور قربك، ونعِّمنا بصفاء ودِّك، وطهرنا من حدث الجهل بالعلم الإلهي، واتحفنا بالحب الربانيّ، والوصل المعنوي كمن اصطفيته حتى أحببته، واعطنا مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مما أعددت لعبادك الصالحين، والأئمة المرضيين، أولي الاستقامة واليقين. يا بر يا لطيف. يا كافي يا حفيظ. يا مغيث يا واسع العطايا وياسابغ النعم. نسألك بنور وجهك الكريم العظيم المبرَّة الجامعة من نور كمال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مصطفى عنايتك، وأن تتحد ذاتنا بذاته المقدسة بجلالك، وتتحقق صفاتنا بصفاته المشرَّفة بمحبتك، وتبدل أخلاقنا بأخلاقه المعظمة بكرامتك، فيكون عوضاً لنا عنا، فنحيى كحياته الطيبة النقية، ونموت كموتته السوية الرضية، واجعل محبته في القبور لنا سراجاً منيراً وبهجة، وعند اللقاء عُدّة وبرهاناً وحجة، أشهد أن لا إله إلا الله توحيداً ذاتياً صمدانياً مهيمناً على البواطن والظواهر، أزليّاً أبديّاً مستولياً على الأوائل والأواخر، وصفيّاً سارياً كشفيّاً بمشارق الكمال الباهر، غيبيّاً عينيّاً جارياً بمنافذ النور السافر، إسمياً مالئاً أدوار الآثار والمآثر، جالياً طوالع الأسرار في الدوائر، ذاتيّاً ينزل بالأوتار في الأشفاع، وينتقل في أفراد الأعداد بالفرقان والاجتماع، فيه سلطان لاهوتية، قهار لناموس الناسوتية يسلب العقول والأبصار تنطوي تحت برازخ أحديته أسرار التفصيل والإجمال وتنزوي في ظل واحديته أدوار الإنفصال والإتصال، استوت به عروش الصفات على قوائم الأسماء، وأحيط فروش القوابل بسور الظهور الأحمى، واستدار على حقائق الملكوت، واستنار ببواهر أضواء الجبروت لنقطة كل عالم، ومن طلعته ازهرت كواكب آدم، أمدّ بلطائف الجمعيات طوائف الأكوان، واستضاء في أصداف الأوصاف بلوامع الرحمن . رجعت إليه أوامر الرغبوت غيباّ وظهوراً، وهمعت منه مواطر الرحموت مطوياً ومنشوراً.

اللهم فبحق السورة المتلوَّة بلسان البيان عن حضرة القدم، وستره المجلوَّة فيه عرائس الحقائق والحِكَم، أنزل صلاة وِصْلَتك السبوحية من عرش إسمك الأعظم على واحد عوالم تجلياتك القدسية الأكرم، نوراني المشارق والمغارب، صمداني الوجهة بك إليك في المآرب والمطالب، لوح نقوش سرك المحيط الجامع، روح هياكل أمرك اللدني الواسع، لسان الأزل المفيض بكل ما شئت، خزانة رتبة الأبد المعدَّة لكل ما أردت، الأول القابل لأنواع تعيناتك العلية على اختلاف شؤونها، الآخر الخاتم على كنوز امدادتك الزكية في ظهورها وبطونها، العبد القائم بسر الغيب والإحاطة بغايات الوصل، الناظر بعين الذات فلا كيف ولا مثل، فاتحة كتب الهيئات والصفات، والآيات البينات، سر الباقيات الصالحات الدائمات، الحبيب المحبوب الذي عنده المطلوب، وسلم باسمك السلام الممد القيومي عليه منك معك دائماً ما دام كل ما كان وكل ما يكون، وبقي تعيين أحديتك في الظهور والبطون، وأشرف جمال شهودك على عوالم أمرك في الحركة والسكون، وانفقت من خزائن مواهبك ما شئت من سرك المصون، وبطن عن إدراك كل أحد من خلقك ما كتمت من أمرك المكنون. آمين. سبع مرات ((دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)).

اللهم ياعليّ ياعظيم ياحليم ياكريم ياغفور يارحيم إنا نتوسل إليك بجاه هذا السيد الكامل، الذي من جميع خلقك اخترته واصطفيته، وبجميع المكارم خصَّصته واحببته، أن تُميتنا على الإيمان والاسلام، وأن تسعدنا به وبلقائك يارحيم يارحمن ياسلام، واجعل اللهم ما مننت به علينا في جميع هذه المواهب التي وهبتها لنا بلجاً في قلوبنا، ومحواً لذنوبنا، ونوراً في يقيننا، وقوة في إيماننا، وتزكية لأعمالنا، وذخراً لآخرتنا، وارحم بها والدينا واخواننا وأشياخنا وكل من انتمى إلينا ولا تؤاخذنا بذنوبنا وسوء أفعالنا، وعاملنا بما أنت أهله من الجود والكرم يا أرحم الراحمين .

اللهم إنا نتوسل إليك بك، ونسألك ولا نسأل غيرك بحقك وحق نبيك، أن تُميتنا على ملته وأن تحشرنا في زمرته وتحت لوائه وعنايته، وأن تغفر ذنوبنا وأن تستر بمنك عيوبنا، وأن تطهِّر من صدأ الغفلة قلوبنا وأن تتجاوز عنا وعن سيئاتنا وأن تهون علينا سكرات الموت وما بعده من فتنة القبر والحشر، والأهوال العظيمة التي لا يسعها حملنا ولا ضعفنا إلا ما كان من عفوك وجودك ورحمتك، فأنت الجواد الكريم الغفور الرحيم والصلاة والسلام التامان الأكملان على سيدنا ومولانا محمد الذي انعقدت له العزة في الأزل، وانسحب فضلها إلى ما لم يزل وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريّاته وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

( ثم اني بعد هذه الصلواة الشريفة ختمت حضرتها بالفاتحة )

بين يدي حبيبي صلى الله عليه وسلم فنظر إليَّ ضاحكاً والبشرى تلوح في وجهه الشريف عليه أكمل الصلاة وأتم السلام. وقال لي: هي مقبولة بك، ومن يداوم عليها مقبول بقبولك.

فحمدت الله تعالى وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم، فالتفت إليّ رجل بجانبه الكريم

يتبع إن شاء الله تعالى








رد مع اقتباس
قديم 01-11-2019, 01:04 PM رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

فحمدت الله تعالى وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم، فالتفت إليّ رجل بجانبه الكريم أظنه عليّ بن أبي طالب عليه الرضوان والسلام فقال له أنا أُحب حزب الوسيلة للسيد أحمد الرفاعي، ثم نظر إلي فقال أسمعه إياه، فجثوت على الركب واغمضت عينيّ وباشرت قراءة حزب الوسيلة على القاعدة التي قرَّرها صاحب الحزب رضي الله عنه.

وذلك أن يبتدأ ويختتم بفاتحة مخصوصة للنبي صلى الله عليه وسلم ولإخوانه النبيين والمرسلين وآل كل وصحب كل أجمعين.

وبفاتحة لروح سيدنا السيد أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه ولذريته وعشيرته وإخوانه أولياء الله أجمعين، ولكل المسلمين.

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7). آمين.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ

وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4). عدد ثلاث مرات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5). عدد ثلاث مرات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6). عدد ثلاث مرات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7). آمين.

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. عدد ثلاث مرات

اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أنت ترحمنا فأرحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك .

سبحانك لا إله إلا أنت يا وارث كل شيء يا حي يا قيوم. يا ذا الجلال والإكرام. يا أرحم الراحمين. يا أرحم الراحمين. يا أرحم الراحمين. يا الله. يا علي. يا عظيم. يا صمد. يا فرد.

يا واحد. يا أحد. يا من بيده الخير وهو على كل شيء قدير. نسالك قلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسماً عابداً، وعقلاً متفكراً، وعلماً مؤيداً، ونسألك شكراً صحيحاً، وسراً مليحاً، ونيةً طاهرةً، وسريرةً صابرةً، وتوكلاً خالصاً عليك، ورجوعاً في كل الأحوال إليك، واعتماداً على فضلك، واستناداً لبابك، يا عالم السر والنجوى، يا كاشف الضر والبلوى، يامن تفزع إليه قلوب المضطرين، وتعول عليه همم المحتاجين،

اللهم إن الخطايا سودت قلوبنا، وفضيحة الغفلة أظهرت عيوبنا، ومصيبة الإصرار أثقلت كروبنا وكلما أرادت عزائمنا نشاطاً طمها الكسل، فأقعدها على الأعقاب، وكلما انتهزت هممنا فرصة الإنابة، صدها الحظ فأغلق دونها الأبواب، خابت الآمال إلا منك، وساءت الأعمال إلا بك، وقبحت العزائم إلا إليك، وشين التوكل إلا عليك، يا أمان الخائفين، يا غياث المستغيثين، يا مجيب دعاء المضطرين، يا كاشف كربة المكروبين،

نسألك اللهم فك أقفال قيودنا، وكشف حجب وجودنا، وإماطة ظلمة الغفلة عن قلوبنا، وإسبال ذيل الستر بيد الكرم على عيوبنا،

نسألك اللهم بمعاقد العز من عرشك، وبمنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك العلي الأعلى، وبكلماتك التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبإشراق وجهك أن تصلي على سيدنا محمد وآله وصحبه وذريته، وأن تحفنا بألطافك الخفية، حتى نرفل بحلل الأمان من طوارق الحدثان، وعلائق الأكوان، وأشراك الحرمان، وغوائل الخذلان، ودسائس الشيطان، وسوء النية، وظلمة الخطية، والملابسات الكونية، والمعارضات النفسانية، يامن ترفع إليه أكف الداعين، وتخشع لعظمة سلطانه قلوب اللاجين، يامن نفذت سهام قدرته في ذرات الموجودات، وذلت لجبروت دولته أصناف الحادثات، وقامت حجة لاهوته على كل ناسوت، وتفردت كلمة فعله في الملك والملكوت، يامن جاءتك قوافل القلوب على مطايا الهمم وقرعت أبواب إحسانك أكف الحاجات في خلوات الإنكسار بحنادس الظلم، هذه رواحل هممنا قد أبطل سيرها صادم الهم ولا صارف له سواك، وهذه أكف حوائجنا تدق أبواب كرمك فارغة من أهبة الأدب، ولا يملئ جيب فقرها غير نداك لا حجة للعبد على سيده فالرحمة الرحمة للمعترفين بانقطاع الحجج والمثقلين بسوء البضاعة، الغوث الغوث للمنكسرين الذين طمتهم الخجالة، ولا تقوى تقربهم منك ولا طاعة، يا حيلة من لا حيلة له، يا وسيلة من لا وسيلة له، كل الحيل إذا لم تعضدها إرادتك فهي فاسدة، وكل الوسائل إذا لم يسعفها إحسانك فهي كاسدة، يا أمل كل آمل، ويا منتهى كل واسل، العناية العناية يا من فرج كرب يعقوب، الإغاثة الإغاثة يا من كشف ضر أيوب، الإعانة الإعانة يامن أعان بالفرج لهفة الخليل، الغارة الغارة يامن أراش بالرحمة جناح جبريل، لك أفزع وبك عني أدفع وأمنع وباذيال أستار رحموتك أتعلق وبفضاء أعتاب كرمك ورأفتك أتذلل، وأتملق، فأنقذني بيد إسعافك، من وهدة الذل والقطيعة، وانشلني بجاذبة حنانك ورحمتك من جب الهفوة والوقيعة، وامنحني قلباً لا ينصرف في آماله إلا إليك، ولباً لا يعول في أحواله إلا عليك، وثبتني على بساط المعرفة بقوة التوحيد واليقين، وأيدني بك لك بما أيدت به عبادك الصالحين.

اللهم سلكني طريق نبيك المصطفى سيد المقربين الأحباب، وأوزعني أن أشكر نعمتك بإتباعه عليه الصلاة والسلام بطريقه الحق والصواب .

اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع.

اللهم إني أشكوا إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى صديق ملكته أمري إن لم يكن بك سخط علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع إلي. أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والأخرة أن تحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك. لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك، ولا فرار من لاحق قدرتك إلا إليك فأدركني برحمتك التي ترفع حجب المقت والصد عن الخائفين مما كسبت أيديهم، وأغثني بعنايتك التي تلحق بطرف العين أطراف العبيد بأشراف مواليهم وانظرني بعين منتك التي تسرع بالعرجاء فتجعلها للسليمة محسودة، وعاملني بعوارف الطافك التي تبرز الذرة المطموسة الخاملة فتصيرها للأعلام مقصودة الوحا الوحا، العجل العجل، غوثاه غوثاه. يامن ينقذ الصارخ من غلبة امواج البحر المسجور حين لا منقذ تتشوفه همته. يا من يفرج كربة الصريع بين يدي الأسد المفترس في البر الأقفر حين لا مفرج تحن إليه سريرته. أي موجد المعدومات وهو لا يتغير في كل حال. أي معدم الموجودات وهو منزه عن الحركة والإنتقال. أي خالق الأسباب وهو القائم بها بالعلم والتقدير. أي مبرز عجائب الخوارق عند اليأس الأدهم وهو على كل شيء قدير. أي من يقطع حبل المتوسد عرش الأمن منه الغافل عنه نتيجة بلا مقدمة. أي من يصل زمام المنقطع إليه المستمسك به من طور مقدمته المنصرمة. الرحمة الرحمة. فإني لما أنزلت إِلَيَّ من خير فقير. الفرج الفرج، فإن تيسير العسير عليك يسير. اللهم آمن روعتي، واستر عورتي، واحفظ أمانتي واقض ديني.

اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي.

اللهم اجعل لي لساناً ذاكراً وقلبا شاكراً، اللهم إغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق الأعلى. العياذ العياذ. يامن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف الضر. الملاذ الملاذ. يامن يرحم القطيع، ويجبر الكسير، ويسير خلقه في البر والبحر، يا من يُرْهب ولا يُرى وآياته مشهودة، يا من يُتْحف ولا يُرى وموائد مدده ممدودة، يا من هو بكل شيء محيط، وهو على كل شيء قدير . يا نعم المولى ويانعم النصير. انصرني بعز نصرك الذي نصرت به موسى، وأعذت به عيسى، وشملت به يوسف، وأغثت به يونس، وأيدت به عبدك ورسولك محمداً صلى الله عليه وعليهم أجمعين وسلم .

سبحانك! كم مرة سّورت علي جبال الأكدار، وحلقّتها عليّ سوائق الأقدار، وانتحى عني الخليل وقلاني الجار، وتلكأت عند خطابي ألْسُن الخلان، وكثر الشامتون وعز الأعوان، وانقطعت الحيلة، وبطلت الوسيلة، فتوجهت إليك توجه الغريق للعاصم، وقلت يا (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فأخذتني إلى فضاء الفرج بعز لطفك أسرع من رمشة العين، وأقعدتني في مهد الحنان على سرير الإمتنان بعد أن كنت ضجيع الحين. (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ).

صل اللهم على حبيبك ونبيك ورسولك وعبدك وصفيك وخليلك سيدنا محمد الذي جعلته كعبة الوسيلة، وكنز الفضيلة، وباب الحاجات، وسلم الرقايات، وحجتك على الخلق، وباب قربك الذي لا يغلق، ووسيلة الكل إليك، ودليل الكل عليك، آية الكرم التي محت الشكوك وجعلت غوغاء الغواية مندفعة، وغياهب ظلمة الضلال ممزقة، وجبال حنادس الشقاء متصدعة، بحر الفضل المتلاطم الأمواج، وحصن العون الشامخ الأركان الإلهي الأبراج، طه العطاء، يس الهدى . الرحمة العظمى، المنة الكبرى، سلطان دولة (دَنَـا فَتَدَلَّى) قائد زمزمة عرمرم (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) قاموس التبيان المنظم على تركيب رموز الألواح السماوية، ناموس الفرقان المحكم بكل حادثة عالمية . نسألك اللهم به وبإخوانه السادة المحبوبين النبيين والمرسلين، وبآله خاصتك من ذراري أنبيائك المعظمين، وبإصحابه خيرتك من أصحاب عبيدك المرسلين المكرمين، وبتابعيهم ومحبيهم وبأوليائك الصالحين، وعبادك المؤمنين من لدن نبيك وصفيك آدم عليه السلام إلى يوم الدين .

ونسألك بكلماتك التامات ما علمنا منها وما لم نعلم، وبأسمائك العظيمة كلها ما علمنا منها وما لم نعلم .(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا). واجعل لنا منك بعظمة سلطانك فتحاً ومدداً، وأترع حياض قلوبنا بماء الإيمان الكامل، وأوصلنا بك حتى نسلم من دنس الجهل، ودعوى الفعل والقطع والوصل، ونرجع إليك ونلتفت إيمانا بك عن كل نبيل وخامل، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا بحفظك الذي لاخوف بعده، واجعلنا من المطمئنين بالتوكل عليك، العارفين بغامض شأن ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) بلى كفاه وحده وأعز جنده.

اللهم حققنا بحقيقة الصديقية، وارزقنا حلاوة اليقين بصدق النية، وخالص الطوية، ولا تكلنا لأنفسنا ولا لأحد من خلقك طرفة عين، وأقم على سرائرنا رقيب التوحيد حتى لا ندخل أحداً في البين.

اللهم بك كل شيء ومنك كل شيء، وأنت القادر على كل شيء، لا بعدك شيء ولا قبلك شيء، يامن ليس كمثله شيء، دارك ذلنا بعزك، وفقرنا بغناك، وعجزنا بقدرتك، وضعفنا بقوتك، وذنوبنا بمغفرتك،

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

فلما أتممته كما ذكر، صليت على النبي صلاة جامعة، فيها إشارة للجمع الأتم في المحضر الأكمل، وسكت.

فقيل لي إذ ذاك: نعم الوسيلة حزب الوسيلة من داوم عليه يكون في حصن حصين من حصون الله، لا يساء، ولا يمسه السوء بإذن الله تعالى، لا في حياته، ولا في مماته، ويكون مرعي الجناب بعين عناية الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

( فائدة )

يتبع إن شاء الله تعالى







آخر تعديل الرفاعي يوم 01-11-2019 في 01:42 PM.
رد مع اقتباس
قديم 01-14-2019, 02:21 PM رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

( فائدة )

الدعاء من سهام الغيب، يطنب وتر قوس القلب به، مشدود العزم، شديد العزيمة، خالص الهمة، فيرمى به من فضاء الغيب إلى فضاء الغيب، فتأخذه يد الإجابة وتضرب به هدفه، ولا بد أن يصيب، ولكن سرعة تأثيره بنسبة صدق العزيمة، وصحة القصد، والتحقق بذلة العبدية، في محاضرة التوجه إلى السيد العليم، الذي يفعل ما يريد وهو على كل شيء قدير، ولا يتم إلا بالاعتماد الخالص على الله تعالى، اعتماداً يجزم بحصول الإجابة ضميره، ويكشف ظلمة الشبهة والتردد نوره، مع الانسلاخ من الذنوب بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى، وإن ثمرة الدعاء إظهار الفاقة بين يدي الله تعالى، وإلا فهو يفعل ما يريد، هكذا نص شيخ الطوائف، إمام الرجال، مولانا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه وقال منبهاً على الإقلاع عند الدعاء عن الذنوب بالتوبة:


كيف نرجو استجابة لدعاء = قد سددنا طريقه بالذنوب؟!


وقال على طريق دعاء مثله الخالصين المجردين من الأغيار، عليهم سلام الملك الجبار:


قلوب زوت كل الوجودات وانطوت = على صدق قصد بالدعاء لمولاهـا

فرد عليهـا لهفـة السـر بالرجـا = وأكرمهـا فيمـا أرادت وأعطاهـا

ولمـا إليـه بالدعـاء توجـهـت = أماط حجاب البعد عنهـا وحيَّاهـا

وقربهـا حتـى أقامـت ببـابـه = بأمن وباللطف السمـاوي أحياهـا

وأتحفها إسعاف مـن قـد أحبهـا = ومـزق مـن رام العلـو فعاداهـا


وقد جرب أهل القلوب، طائفة طائفة، وطبقة طبقة، أن من انكسرت إلى الله به قلوب أرباب القلوب لا يفلح أبداً، وذلك لصدق عزائمهم، وصحة حالهم مع الله تعالى، وفي إشارة معنى التخلي لاستقطاف ثمرات التجلي بمحاضرات السر غبت فقلت:


طرق السر مـن البرهـان مـا = قام في السـر وأبـدى الحِكَمـا

وروى عن منبع الفائـض مـن = موج بحر الإنجـلا مـا التطمـا

مـدّ فـي زاويـة القلـب وفـي = كلهـا مـن غيـر نـدٍّ حكـمـا

ورمـى نبـل شـؤون فعـلـت = فتـعـالـى الله! اللهُ رمـــى

لمعـت نـار الحمـى واشغفـي = للحمى! مذ لمعت نـار الحمـى

قسمـاً باللمعـة الأولـى التـي = هي مرمـاي وعـزت قسمـا!

أنـا مسلـوب بمجلـى حُسنهـا = حيـن حلـت بالبـروز العَلَمـا

كلمـا شـارف مجلاهـا الخفـا = هيـجّ القلـب المعنّـى كلـمـا

رفرف الطـور بشرقـي اللـوى = شاقنـي والكـون منـي انعدمـا

ومناجاتـي بمـوسـى نشـأتـي = مذ تلاشت أوضحت لي الرقمـا

خر موسى العزم منـي صعقـا = ووجـودي ذاب والدمـع هـمـا

وتداعيـت كأنـي لــم أكــن = لا, ولا الهيكـل منـي انتظـمـا

يـا لتنسيـق فـنـاء عمـنـي = فكأنـي فـي نِساقـات العمـا!

فطويت النـوع عـن باصرتـي = وزويت الأرض عنـي والسمـا

أي معنى في شهـودي لاح لـي = هدرت في أرضه الكبرى الدِّمـا!

وإشـارات بسيـنـاء الـهـدى = كشفـت بالنـور عنّـا الظُّلـمـا

وضميـر طفـح النـور بــه = مُذ رأى برق الشهود اضطرمـا

عارض العـارض دمـع هامـع = فانطوى حيـن الحبيـب ابتسمـا

وسـمـاء لألأ الـبـدر بـهـا = نحوها العزم مـن السـرّ سمـا

فكما طالـت لهـا العـزم علـى = نوعهـا طـال ارتقـاء وكـمـا

ومذ الديبـاج مـن روض الرُّبـا = بسـطـت أطـرافـه واتسـمـا

وأطاريـز الزهـور انتسـجـت = وبهـا الطيـر انبساطـاً رنَّمـا

والسجاجيـد لديـوان الحـمـى = فُرشت والحـزب سـراً نمنمـا

وسرى الحادي بعيس القـوم مـا = أثقلـت بالخـطـو إلا دمـدمـا

فهنـاك انظـر ترانـي سابـقـاً = لحبيـبـي أستطـيـر القَـدَمـا

موجـد الأشيـاء بـاق دائـمـاً = وخيـال كـل مـا قـد زُعمـا

طَـرَقَ القـوم لعمـري طُرقـاً = وتبـوأت الطـريـق الأقـومـا

وحَّد اللهَ الرسول المصطفى (ص) = وانتظمـنـا بـهـداه مثـلـمـا

هـو أسـرار الهـدى علّمـنـا = فاعتقدنـا كلمـا قــد علَّـمـا

فبـه طرنـا ليـافـوخ الـعـلا = وبمـا علّـم صـرنـا العُلـمـا

وهدمنـا بِيَـعَ الغـيـر ولــم = نتّخذ فـي الدِّيـن يومـاً صنمـا

كـل مــا أبــرزه الله لـنـا = لـم نصيـرّ شـأنـه مكتتـمـا

والـذي حكمـاً طـوى مظهـره = لـم نجـده قــط إلا مبهـمـا

وإذا قلـنـا بتعظـيـم امــرِئٍ = فهـو تعظيـم لمـا قـد تعظمـا

وحـدود الشـرع فينـا أمرهـا = حاكـم يعلمـه مــن علـمـا

صاح خذ من شريعة الهادي الهد = ى واتخذهـا للمعـالـي سلـمـا

ودع الأكـوان لا تعـبـأ بـهـا = واعبـد الله ودع مــن ظلـمـا

وخـذ القـرآن نــورا بيـنـا = وظلوم حـاد عنـه فـي عمـا

واتصـل بالله مــن فرقـانـه = فالـذي فارقـه قــد فصـمـا

واجعل السُنَّـة حصنـا عاصمـا = عز نهج المصطفـى معتصمـا!

فعلـيـه الله فــي أكـوانــه = كلمـا صلـى بـشـأن سلـمـا


وفي ذلك المقام، رأت باصرتي بنظرها الكرار انفكاك أولي النفوس المغمورين بالهوى عني، وانكبابهم على أهل الشـفوف المصبَّغة والثياب النقية الفاخرة، من أصحاب الحظوظ النفسانية، والدعاوي الكاذبة العريضة، ونوديت: أفصح الحكم، وأوضح سـر المشهد بما يُفتح عليك به. فقلت بما فتح به، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


تركونـا أي قـوم تركـوا؟ = وبركبان النفـوس انسلكـوا

ورأوا خرقتـنـا بـالـيـة = وعلى أهل الشفوف انحبكـوا

سلكوا وهما علـى آرائهـم = ليتهم إذ سلكوا ما سلكـوا!

مازجتهم أنفس من نوعهـم = صحح النوع لهـا المشتبـك

جهلونـا لاختـلاف بَّـيـن = ورأوا منهاجنـا فانوركـوا

نحن آيات مضامين الهـدى = وعلينا في البرايـا الـدرك

نحن سر الله في هذا الـورى = ولنا في كـل سـر شَـرَكُ

من يد التوفيق مسـت قلبـه = فهو مشغـول بنـا منهمـك

والذي حارَبَنَـا حَـارَ بِنـا = مثلما قال البصيـر المـدرك

وحد الأقـوام قـولا ربهـم = ورأوا غيراً فجهلاً أشركـوا

من يرى الأغيار في أفعالهم = هو لا شك البعيـد المشـرك

نحن آمنَّـا بمـن صَّورنـا = فليدر كيـف أديـر الفلـك

شيخنا الغوث الرفاعي الـذي = نَهْجُهُ لُبُّ الهـدى والنسـك

نـاب طـه فأتانـا مرشـداً = لطريق ضـاء فيـه الحلـك

فتبعناه علـى الأثـر وقـد = حُط عن خمص هُدانا الحبك

وعلى هـام العـلا ديواننـا = بسلاطيـن الحمـى محتبـك

نعبـد الله ولا نعبـد مــن = يهلكنهم دهرهـم أو هلكـوا

زخرف القول كوى أبصارهم = فعموا وافتتنوا بـل هتكـوا

زعم التصريف رغماً للقضا = أعين فيها العمـى مشتبـك

عجزهم لولا القضا في نعلهم = ظاهر إن قُدَّ منهـا الشـرك

مُلْكُ ربي هـو فيـه مالـك = رغم من قد مُلِكوا أو مَلَكُـوا

قِدَمُ الله عـلا عـن حَـدَثٍ = جلَّ بارينـا القديـمُ الْمَلِـكُ


سبحان الله! يا أمة العمى والوهم، تتبعون الأوهام، وتفارقون الأحكام، وتظنون أن أعمالكم من الإلهام، وأن مشايخ أوهامكم من أُولي الأفهام، يدَّعون القطع والوصل رغما للقدر، ويظهرون العقد والحل بما ليس من طرق البشر، والموت ملاقيهم، وقد رآه قدمائهم، وشرب كأسه كبراؤهم، فما أغنى عنهم تبجحهم ولا شطحهم من الله شيئا.

العبدية عجز دون القدرة، والوليّ رهين القدر، يفعل بالقدر، يصـول بالقدر، يقول بالقدر، لا ينطق حتى يُنطَّق، يرجو رحمة ربه في كل حال ومآل له ولمن أحب، ولا يملك من الله شيئاً، ولا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ذكر الترمذي في (سننه) عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت وهبط الناس المدينة، فدخلت على رسول الله وقد أصمت فلم يتكلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يديه عليّ ويرفعهما، فأعرف أنه يدعو لي، وهذا من الأحاديث الحسان.

فهذا السر الأعظم، علة آدم، والسبب الكليّ في نشأة العالَم، وهذا حبه وابن حبه، وقد حاضره في حضرة الجمع الأكمل، الذي بها يليق له عليه الصلاة والسلام أن يقول ويصول ويفعل، وقد أُصمت، فسبحان من أصمته عن الأكوان لينطقه به!.

وهناك فما أشار إلى نفسه الطاهرة المقدسة، ولا ضمن فوق القدر، ولا زاده جمعه إلا كمالاً، فرفع يديه بالدعاء، وتوجه إلى الله بشأن حبه وابن حبه، وهو هو محمد الوجودات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

فأين أنتم أيُّها المتشيخة؟ وأين مشايخكم؟ كلما أنتم فيه وهم دهم الفهم، وظلمة أوهمت الفهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فلما أتممت الكلام وسكت، برق من جانب الوادي الأيمن المقدس بارق الانكشاف الملكوتي، فرأيت صفوفاً من عباد الله المخلصين المصـطفين، الذين ورثهم الله هدي الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين، وهم من كل فج يثجون، ومن كل حدب ينسلون، وإليَّ يهرعون، وعليَّ في طريقة الله يعولون، وبي يتعلقون، وعن غيري لله بالله ينفكون، فقلت: آمنت بالله!:


قوم نراهـم وصلـوا = لنـا وفينـا اتصلـوا

وعن سوانا أعرضوا = كمـا علينـا أقبلـوا

وفي طريق المصطفى = على هدانـا عوَّلـوا

وسرَّهـم وجهرهـم = بنا لعمـري شَغَلُـوا

فعلِـمُـوا وعمِـلُـوا = وأقبـلـوا وقُبـلُـوا

وعظَّمـوا فَعُظِّمـوا = وبجَّـلـوا فبُجِّـلـوا

وأدركتهـم نفـحـة = تمحـق فيهـا العلـل

فأدركـوا بسـرّهـا = العليـا وتـمَّ الأمـلُ

فيـا أمِيـنَ أمـرِنـا = متى إليـك هرولـوا

فَصَفِّهـم وصُفَّـهُـمْ = بالصف أين رحلـوا

وقل لهم سيروا على = هذا الهدى واشتغلـوا

وطيّبوا الأرض بنشر = مـا طويـهُ الرجـلُ

فنهجـه كـان عليـه = المصطفى والرسـل

وعلمه مـن عِلْمِهـم = وحـالـه والعـمـل

ونوبـة الختـم لـه = وهو الأميـن البطـلُ


وظهر لي من كرم الله تعالى في حضرة ذلك الإنكشاف ما قرَّت به عيني، وامتلأ به من الفرح قلبي، وطاب به - ولله الح وظهر لي من كرم الله تعالى في حضرة ذلك الإنكشاف ما قرَّت به عيني، وامتلأ به من الفرح قلبي، وطاب به -ولله الحمد والشكر- سري وقفلت من هناك أكرّ إلى:

((( بغداد )))

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-14-2019, 03:12 PM رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ


((( بغداد )))

دار السلام فدخلتها صباح يوم خميس. وانتهيت إلى الجانب الغربي منها، فنمت في دار مسجد هناك فرأيت السيد الكبير مولاي أبا العلمين رضي الله عنه فقال: لي الآن يجيئك إلى هنا رجل لله فيه عناية هو من ذريتي خذ منه إجازة الطريق ليكمل التسلسل فهو واحد من الأبدال مقاماً اسمه (عبد الله) واسم أبيه (أحمد) وهو يفاجئك بالخطاب، فقمت مذعوراً من منامي، وإذا أنا برجل ربعة من القوم، حسن المنظر، لطيف الذات، شديد التواضع أقبل إليّ فسلم وجلس، فقال: السؤال ما هو عيب أنا إسمي عبد الله وأبي إسمه أحمد، ونحن من أهل (راوة) من السادة الرفاعية، فمن أنت؟ وما اسمك؟ وما اسم أبيك؟ ومن أي بلد؟ ومن أي أعمام؟ فعرفته وقلت له: أنا عبد من عبيد الله مسكين إسمي محمد مهدي واسم أبي علي وأصلنا من ( سوق الشيوخ ) من بني عمك السادة الرفاعية، فأخرج من جيبه ورقة الإجازة مكتوبة كلها غير محل الاسم، فقال اكتب اسمك بيدك فإن هذه للإمتثال، وإلا فأنت شيخ الزمان، فاستغفرت ربي وحمدته وشكرته، وكتبت إسمي وأخذت منه الإجازة باصولها المعروفة عند القوم، واشتغلت على يديه بالذكر لتحصل لي بركة السلوك، واعتكفت في الجامع، وهو يعاودني أياماً فأراد بعدها الرجوع إلى (راوة) فودعته وانصرف راشداً مهدياً، وبقيت بعده أياماً ثم أني أمرت بالخروج إلى:

((( سُرَّ مَنْ رَأَى )))


فوصلتها، وزرت الأئمة الأعلام بها، وانتشقت من ثرى أعتابهم مسك القبول، وفي حضرتهم المباركة رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لي: مرحباً بك يا (أبا المكارم) جدد، جدد، جدد. فقلت: عليك أشرف صلوات الله وأتم تسليماته يا رسول الله تأمرني بالتجديد وأمرك المطاع. أتأمرني أن أظهر؟ فقال لي: عليه الصلاة والسلام لا بل قف في تجديدك مع الخفا. التجديد هو: ان تُفرغ هذه الحِكَم المحمدية المفاضة إليك في قلب من يُفْرغها في قالب الزمان، فيهدي الله بنوره من يشاء، ثم أدناني منه عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وأمرني بفتح فمي ففتحته ونفخ في فمي وقال حالة النفخ: بسم الله الرحمن الرحيم. فنفخنا فيه من روحنا. بسم الله الرحمن الرحيم. فنفخت فيه من روحي. بسم الله الرحمن الرحيم يا عوالم الله سينشر هذا الطيّ تدبري يا قلوب أهل القبول معاني هذا النشر، وقابليه يا وجوه أهل الوجاهة بالبِشْر. صلى عليك الطيبون، وأحبك المحبوبون، واتبعك الراشدون المهديون. اللهم صل على محمد وآل محمد، فصعدت روحي إلى كل ملأ في عوالم العلا تكنفه حضرة من الحضرات المحمدية، ودليلي نور حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تبدل المشهد فرجعت إليَّ وانقلبت إلى أهلي في عاصمة وجودي مسروراً، وانحدرت إلى (تكريت) ومنها قمت على قدم الغيبوبة عن الكل إلى:

((( راوة )))

فاستقبلني شيخي السيد عبد الله بن السيد أحمد الراوي الرفاعي عطر الله مرقديهما، وصبَّ سجال عفوه ورحمته عليهما، فحنا عليّ حنو الوالد، بل أزيد وبسط لي بساط الانبساط، وفعل كل ما يفعله المحب الخالص لمحبوبه من البر والشفقة، وبعد أسبوع رأيت هناك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: عليه الصلاة والسلام المدينة اشتاقت إليك، فاستيقظت وقد طار قلبي إلى الأرجاء المدنية والأنحاء اليثربية، وقلت:


خذونـي إلـى أرض المدينـة اننـي = جعلـت إليهـا غدوتـي ورواحــي

وإن قلتمـوا وفَّـى الركـاب فإنـنـي = أطيـر علـى وجهـي بغيـر جنـاحِ

غبوقي إذا الحادي حدى العيس بإسم من = بيثـرب أنـي والصَّبـوح نـواحـي

وروحي رواحـي للضواحـي بطيبـة = أُردد فيـهـا بكـرتـي وصبـاحـي

وتذكار تلك الأرض رحـي وراحتـي = وبغيـة قلبـي وانـبـلاج نجـاحـي

وقـرة عينـي وابتهاجـي وشجوتـي = وتجويـد فرقانـي ونـور صلاحـي

أهيم بسكـري صاحيـاً عنـد ذكرهـم = فلسـت بسكـرانٍ ولسـت بصاحـي


وودعت شيخي ( السيد عبد الله ) فبكى بكاءً كثيراً، وقال قدس الله سرّه ونوَّرَ قبره:


ودَّعت من أهوى وعز الملتقى = يا عجباً من بعدها متى اللقا؟

فأخذ قلبي مني، وغَيَّبَني عني، وكدت أذوب كمداً، وحزناً لما شارفني من حال قلبه طيب الله مرقده وأنار سموات القرب عند فرقده آمين.

وخرجت من راوة، حتى إذا بعدت عنها أكثر من ساعة هب نسيم مستشرق يستشمل فتذكرت قول شيخ مشايخنا ( الإمام سراج الدين الرفاعي ) ثم المخزومي رضي الله عنه يوم ودَّع شيخه القطب السيد جمال الدين السليمي الرفاعي رضي الله عنه، فخاطبت به النسيم ممتثلاً أقول:


يا نهلة الراح بل يا نسمـة الريـح = روحاً فروحي إلى من عندهم روحي

وان تريحي على أعتابهـم سحـراً = فروحيهـا بريـح مـن تباريحـي


وبكيت بكاءً زائداً، ووجدت وجداً عظيماً وطرقني حزن غيَّبَني ثم حضرت فقلت:


أشـكــو إلــى الله تـبـاريــح الـهــوى = ومـا طـواه الـقـلــب مــن آهِ الـنــوى

أُحَـمِّــل الـريــح سـلامــاً طـيِّــبــاً = لـجـيـرة الــوادي بـشـرقــي الـلــوى

هـب الـنـسـيــم فـطــوى بـنـشــره = تـذكـارهـم فـيـا بـروحـي مــا طــوى

الـحـب مـحـمـول عـلـى الـقـصـد بـه = وإنـمــا لـلـمــرء حـقّــاً مــا نــوى

يــا قــوم لـلــه طـويـنــا حـبـكــم = عـلـى قـلـوب طـبـعـهـا تـرك الـسـوى

فـعـامـلــوهــا كــرمــاً بــرأفــة = تـصـونـهـا مـن أجِّ نـيــران الـجــوى

بـالانـكـســار قَـرَعَــتْ أبـوابــكــم = والانـكـســارُ دأب أصـحــاب الـهــوى


وجلست مستقبلاً (راوة) اشم نسيم الأحباب، وإذا بالخضر عليه السلام فقمت لقدومه، فبدأ بالسلام فرددت عليه السلام وقبلت كُمَّ ثوبه، فقال سلام الله عليه، بارك الله بك عملت بحال الصديقين وأديت العهد حقه، لا يفلح مريد لا تكون له مع شيخه هكذا رابطة، وأنا (الحمد لله) شيخي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدمت إليه وقلت: أي سيدي هو صلى الله عليه وسلم شيخ كل مسلم، فقال صدقت، ولكن تلك الطريقة العامة، والتي أنا أشرت إليها الخاصة وغاب عني فقمتُ أسوقُ مطيةَ العزمِ بعصا العزيمة أترقى وأتسافل، وأتسافل وأترقّى، ومعي إلى المدينة زفرات أشواق برّحَت بي وكذلك إلى أن أتيتُ إلى الديار الخابورية ودخلت:


((( الدير )))


يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-15-2019, 07:13 PM رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

((( الدير )))

(أي مدينة دير الزور) رافضاً ما سوى الإسلام، مشغوفَ القلب بمحبة الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام، وفي الدير زرتُ مرقدَ الإمام السيد محمد ويُعرف بأبي عابد العبادي الحسيني سلام الله عليه؛ وقد كنت زرتُه قبلها فحنّتِ الأرواح بعد المشارفةِ لتذَكُرِ عهود المعارفة:


معاهدُ أرضٍ طيّبَ اللهُ نشرَها = تقابلها أبصارُنـا بالتشـارفِ

فتبصرُ نوراً من وجوهٍ شريفةٍ = تحنُ لها الأرواحُ حنّ التعارفِ


ونمتُ بحضرته المباركة، فرأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً على سرير من فضة وتحت نظره الكريم حلقةُ ذكرٍ. شيخُ الحلقةِ فيها السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه، فأشار إليَّ بأصبعه الشريفة عليه من الله أفضل الصلاة وأتم السلام، فتقدمتُ إليه صلوات الله عليه فقال لي: صِرْ حاديَ القوم وامدح جدك السيد أحمد بحدْوِكَ لنسمع فتوسطتُ الحلقة وقلتُ منشداً: (يا رسول الله المدد):


بنورك يا خيرَ النبيين نهتـدي = ونختمُ فيك الواردات ونبتـدي

بوجهك نستسقي الغمامَ ونجتلي = مطالعَ نورِ الحقِ في كل مشهدِ

بساطُك مبسوطٌ لكـلِ مؤيَـدٍ = وذيلُكَ منشورٌ على كلِ سيِّـدِ


ثم استفضتُ وقلتُ ممتثلاً للأمر على طرز عادة الأحمدية بالذكر :


مصباحُ الجمال = عنوانُ الجلالِ

الغوث الرفاعي = سلطان الرجالِ

تاج الأولياء = عِزُ الضعفاءِ

غوث الفقراءِ = ينبوع الكمالِ

مقتدى الأئمة = شيخ كل الأمة

كَشَّاف المهمة = حلال العقال

السيف المهند = والسهم المجرد

سيف العرجا أحمد = محمود الخصال

سيد الأقطاب = موئل الأجباب

ملجأ الطلاب = ممدوح الفعال

أمه البتول = جده الرسول

سيفه مسلول = يوم ضيق الحال

فردُ أهل الله = رُكن أهل الجاه

ذو القلب الآواهِ = والمقام العالِ

كاشف التقييد = عن حما التوحيد

كافل المريد = حامِلُ الأثقال

فاتح الأبواب = ناصر الكتاب

حُجةُ الأنجاب = ملجأ الأبــدال

مَرجِع الأفراد = مَقصِد الأوتاد

سيد الزهاد = قائد الأبطال

نال السر المخفي = يوم لَثْمِ الكف

وعلا بالوصف = كل غوثٍ عال

ذكـرُهُ كالـحِـرزِ = أو كتِبْـرِ الكـنـزِ

وهو شمـسُ العـزِ = في سمـا الإقبـالِ

بالنفـسِ الرفيـعـةْ = أحسـنَ الذريـعـة

جــدّدَ الشريـعـة = بالعـزمِ الفـعّـالِ

هدّ ركـنَ الشطـحِ = بصحيـحِ الفـتـحِ

وأتــى بالمـنْـحِ = لـذوي الأحــوالِ

مجـدُهُ إذ يُحسَـبْ = للرسـولِ يُنـسَـبْ

وهو السيفُ الأشطبْ = للـعـدوِ الـقــالِ

مُلحِـقُ الممـلـوكِ = بـعـزِ المـلـوكِ

وهو فـي السلـوكِ = كعـبـة الآمــالِ

أوحـدُ الأخـيـارِ = وارث المـخـتـارِ

نائب الكرار = في كلِ الخِلال

ترجمان الخلق = عن رسول الحق

شمس قُطْر الشرق = كوكب المعالي

فالرضا يغشاه = من ندى مولاه

ما سَمت علياه = قبةَ الهلال


فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتمايل طرباً، وأسمعه يقول لرجلٍ أمامه: أنا أمرتُه بمدح السيد أحمد الرفاعي، فقال الرجل: مدْحُ الولدِ مدحُ الوالدِ يا رسول الله. فضحك عليه الصلاة والسلام، وكان سيدي السيد أحمد مطرقاً بتلك الحضرة الرفيعة متوجهاً إلى الجناب النبوي لا يلتفت يميناً ولا يساراً. فلما أخذ القومُ حصتَهم من الحال، أشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدمتُ إليه فقال: مباركٌ أنتَ ومن مدحتَ، إني أحبكما وأحب من يحبكما. فخدمتـُه بالصلاة والسلام عليه، فألبسني ـ عليه من ربه أفضلُ الصلوات وأشرف التسليمات ـ طاقيةً بيضاءَ، وقال: تحت هذه الغوثيةُ والقطبية. وتبسم فبرق لي منه نور استوعب كلي، ونظر إلي نظر رأفة ورحمة، فطاب قلبي وداخلَ سري من الحال النوراني والأمر الرباني ما لا أقدر على أداء تعبيره، واستيقظت مبتهجاً بإحسان المصطفى عليه الصلاة والسلام.

وظُهْرَ ذلك اليوم...................


يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-15-2019, 07:39 PM رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وظُهْر ذلك اليوم قمت على البركة أسير من طريق الصحراء من قبيلة إلى قبيلة، حتـى انحـدرت من طريق (تدمر) إلى (القطيفة)، ومنها إلى (دوما)، تم إلى (دمشق)، وأقمت بصالحيتها أياماً وأنا أطوف على مراقد الأنبياء والأولياء والزهاد والعباد، عليهم جميعاً السلام والرضوان.

وبعد أيام يسيرة انحدرت إلى (دمشق)، وكان يوم انحداري إليها يوم جمعة، فصليت الجمعة بجامع بني أمية، وبعد الصلاة قمت اذكر الله إلى العصر، ثم بعد صلاة العصر ذكرت الله إلى المغرب، ثم بعد المغرب ذكرت الله إلى العشاء، تم بعد العشاء انصرفت اذكر الله أريد المبيت، فرآني عبد حبشـي من الصالحين، فأخذني معه إلى مكان له بخان هناك، فبت معه تلك الليلة، ففي النوم، رأيت القطب الغوث صاحب الزمان محتفلا بجنازة شـيخي السـيد عبد الله الراوي قدس الله سره، ومعه جماعة من أهل الديوان.

وقد أضيفت خدمة شيخي من طريق المقام إلي بإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرفت حينئذ ما شارف روح شيخي طيب الله روحه يوم الوداع، وقد أقامني الحزن وأقعدني، وقلت به وإياه أعني:


كانـوا ربيعـا للقلـو = ب وجنـةً للأعـيـن

ووسيلة لأولي الطـري = ق إلى المقام الأحسـن

وقضوا كراماً طيبـيـ = ـن وعيشهم عيش هني

فازوا بقـرب مليكهـم = وركائبهـم لـم تنثـن

طبعوا على الذكر القلو = ب وناطقـات الألسـن

وسروا لحضرة أنسهم = وتوسطوا الرحب السني

وأنـا أقـول وركبهـم = يسري بهـم: ياليتنـي


وقمت في الصباح مذهول القلب والخاطر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وقد تواردت علي واردات الأنس من قبل روح النبي صلى الله عليه وسلم جبراً لخاطري، ورحمة بي، ورأفة بانكساري، وشملتني العناية المحمدية بأنواع آيات الكرم، وخطفني ذلك المشهود إلى حظيرة ذلك الشهود، فقلت لنفسي حين وارد أنسي:


خذ شهوداً من شهـود الكائنـات = وأمط عنـك صنـوف الحجـب

والتفـت للبارقـات البـارزات = من خيـام الغيـب ذات الطنـب

وهـذه الآيـات آيـات الجمـال = أبرزت سلطـان عنـوان بديـع

وجلـت فينـا أفانيـن الجـلال = فطوت في وسط الصيف الربيـع

ومحت بالـذات ألـواح المثـال = لبصيـر ذي اعتبـار وسمـيـع

تلـك آيـات الشهـود البينـات = محكمات ضمـن خيـر الكتـب

اقـرأ اللـوح البيانـي الأتــم = وافهم المنشور في طي الصحاف

وعن العـرب تخلـى والعجـم = وأجد في كعبة الحسن المطـاف

وإذا قمـت علـى بـاب الكـرم = فامتثل وامحق صدودات الخلاف

وعلى طور المعانـي الـواردات = قـم لأربـاب النهـى بالعجـب

هـذه أنـوار محبـوبـي روت = خبر الذات على مجلـى العيـان

وتجلـت مـذ تـدلـت وزوت = عن أولي الألباب اوهام الكيـان

نشرت كـل المعانـي وطـوت = مع سر النشـر علـم الـدوران

وبقـرآن المثانـي المحكـمـات = مزجت شرق الهـدى بالمغـرب

خل عنك الكون ياهـذا اللبيـب = وتبتـل شاخصـاً نحـو القمـر

وافهم المضمون بالرمز العجيب = وانتفع من نظم مـا زاغ البصـر

فإذا أتحفت من وجـه الحبيـب = بعيان الحسن في عيـن النظـر

فابتهـج بالباقيـات الصالحـات = واكـرع الفتـح جزافـا وطـب

أنـا والحمـد لوهـاب الجميـل = قـد أقـر الله عينـي بالشهـود

وانجلى لي مظهر الأنس الجليـل = فزوى عني علاقـات الوجـود

وبدى المدلول في عيـن الدليـل = وسرت أنـوار أقمـار السعـود

وبأفـق الباديـات الخافـيـات = شمس عـزي أبـدا لـم تغـب

دق طبل السعد لي في الحضرتين = ثانـي اثنيـن التدلـي ثالـثـي

وعلى العهـد أمَـامَ الأحمديـن = ثابـت مـا خلتنـي بالنـاكـث

وبمجلـى طـور رب العَلَمَيـن = قمت للهـادي بثـوب الـوارث

فتدلـى فـيّ آثـار الصـفـات = من طريق الذات يـوم الموكـب

يا مريدي سر على هـذا القـدم = فـهـو والله أمـيـن العاقـبـة

ودع الأعلاق واهجر مـن ظلـم = والتمس نـور النجـوم الثاقبـة

وخـذ المعنـى الجلـيّ المكتتـم = في بطون الغيب واحفظ صاحبه

فهو مضمار الشؤون القائمـات = عن أبي الزهراء فخـر العـرب

رَبِّ أنعـم بصـلاة لـم تـزل = تكـشـف الـبـردة للمـتـبـع

وسـلام طـار مـن بَـرِّ الأزل = وافــد بـالـروح للمستـمـع

وتحـيـات وبـرهـان أجــل = وعنايـات وفـضـل أوســع

لإمام الرسـل رب المعجـزات = واضح الفضل على كـل نبـي


وقام سائق القدر يسوقني إلى المسير، فقمت ممتثلاً للحكم، أصعد وأنزل إلى:

((( غزة هاشم )))

يتبع إن شاء الله تعالى







رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بوارق, الحقائق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

Flag Counter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
  تصميم علاء الفاتك
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97