اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد بسم الله الرحمن الرحيم

🌹كل عام وانتم بخير 🌹شهر رمضان المعظم 🌹كل العام وانتم بالف خير ءامين🌹 تهنئة بمناسبة شهر رمضان المعظم

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمد _ كتاب بوارق الحقائق لطاهر الأنفاس سيدى الرواس اضغط هنا للقراءة كتاب بوارق الحقائق


العودة   منتدى شبكة الصوفية > ساحة الطرق الصوفية > رواق الطريقة الرفاعية


بوارق الحقائق

رواق الطريقة الرفاعية


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-15-2019, 08:38 PM رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

((( غزة هاشم )))

فزرت جَدّ النبي صلى الله عليه وسلم، وطارقني حال نوعي هزَّ قلبي هزة أصلية فعلت بسري، حتى إذا تداركني الكرم فثبت قلبي، ونمت تلك الليلة فاجتمع الأربعون رجال الحضرة، وأنا إذ ذاك واحد منهم، وقمنا بأسرار معاني سورة المرسلات في الأكوان موافقة للأمر، وحصل الحاصل، وانتظم عقد الشمل، فأكرمني حبيبي عليه الصـلاة والسلام بالرياسة على الجماعة من طريق المقام، فحاذيت وقمت من (غزة) بالبركة غائباً عن كوني، ونور النبي صلى الله عليه وسلم نصب عيني، حتى إذا انتهيت إلى:

((( مصر )))

والحمد لله، فدخلت الجامع الأزهر، احتراماً للعلم الشريف الذي منَّ الله عليّ به فيه، وصليت تحيه المسجد، ودرت في الجامع قليلاً، ثم ذهبت مسرعاً إلى زيارة الإمام الحسـين سلام الله ورضوانه عليه، فتمليت بالزيارة وهناك وانفتح سرداب مثال لاح لي فيه شؤون تحدث في (مصر) من عجائب الأمور، فصرفتها عنى، ثم انفتح سرداب آخر مثالي تعينت فيه أشكال أسرار أبرزها القدر في عالم الأمر: ((ألا إلى الله تصير الأمور))، ((فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول)) والرسول المطَّلع باطلاعه سبحانه! يفيض على من يريد الله إعلامه وإخباره، فيخبر بإخبار الرسول، أو أن يكون محدثا أو ملهماً؛ والإلهام للأولياء أمر محقَّق لا يجهله إلا من سفه نفسه، أو كان من العلم بالأحكام محروما، ((من يهد الله فهو المهتدي)) والمحدّثون: أولئك المحدّثون عن الله، يفيض من طريق قلب نبيه المصطفى صلى الله عليه وسـلم على قلوبهم، ويحدثهم سـره الإلهي بأسـرار الأكوان، فتفتح لهم خزائن الإشارات: ((أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون)) ولولا لجام الحكم وحائل الأدب، لذكرت من مشهد هذين السردابين العجب.

وفي تلك الليلة السعيدة، رأيت المصطفى عليه الصلاة والسلام فألبسني بيده المباركة خلعة قطبية المحبوبية من طريق المقام، وطافت بي أرواح أهل الحضرات، الأحياء والأموات.

وكان القطب الإمام المحبوب الغوث الموله السيد أحمد البدوي رضي الله عنه كثير الحنو والعطف علي في الحضرة، وبعده القطب السيد إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه.

ولم يبق في مصر عبد محبب وولي مقرب من ساكنيها ومدفونيها إلا وبارك لي، ودعا لي، وتقرب إلي، وحنا علي، وبقيت أميس تيهاً وطربا بمن ألبسني الخلعة، لا بها، وأشكر الله عليها.

وفي الصباح زرت القطب الجليل السيد علي الرفاعي ابن الإمام السيد أحمد الصـياد رضي الله عنهما، فاشتبك الغصن بالورق، وحصلت نفحة أنس، وانبلجت أنوار حضرة قدس، والخضر عليه السلام مر علي مرور البرق الخاطف هناك، فقال: سر باقياً بالله تعالى فحمدت الله ـ جل جلاله ـ على ذلك، وقمت أدور في البلدة، ولي بها إخوان وأحباب وجماعة مائدة:


عروف بسري سرها وبغربتي = تغربها والشكل بالشكل عارف


فتوجهوا إلي، وأقبلوا بكلهم علي، ودلني رجل منهم اسمه (شهاب) على عبد من رجال الهيبة اسمه (إبراهيم)، رأيته وقد غلبه سلطان الهيبة، حتى صار مادة هيبة، فأردت الكلام معه في مقامه، فرأيته يرتعد لطوارق الهيبة فتركته، ورأيت رجلا من طوائف الملامتية اسمه (عبد الرحمن)، أخذه ذوقه عنه، ولم يكد يرى ذاته، سبحان من أودع في كل قلب ما أشغله!. ورأيت رجلاً عسكريا من الجند اسمه (موسى)، فيه من قوة الحال الصادق، ما لو ألقي على جبل لماد، ورأيت رجلاً مدرساً في الجامع الأزهر اسـمه (أحمد)، فيه من نور الصدق والذل والانكسار، ما لو تخلق به تحققاً الشقي سـاعة لصار بإذن الله سعيداً، ورأيت رجلاً تاجراً اسمه (عبد السلام)، فيه من بركة الإخلاص، ما لو حمله المحجوب يوما لزيل حجابه بقدرة الله، ورأيت رجلاً جوهرياً اسمه (محمد)، فيه من الحب للنبي صلى الله عليه وسلم، ما لو تمكن من قلب المقطوع لوصل، ((ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء * والله ذو الفضل العظيم)).



(( إنا لله وإنا إليه راجعون ))، ورأيت بمصر من انطوى فيه حكم ما أقول من أصحاب الحل والعقد بأمر الدنيا:


سرارة روح رد وارد طورهـا = فأوردها من قصدها ما أرادت

تميل إلى ما لا سبيـل لنشـره = على طيها قبضاً بحكـم الإرادة

فما ضرها لو وافقت خط خطها = ولكن بحكم الحظ سهم الإفـادة


ومنها: إذا أحب الله تعالى عبداً جعله قيم مسجد، وإذا أبغض عبداً جعله قيم حمام.

ولا أقول أن سوى مصر من الأقطار لم يكن فيه من أهل هذا المعنى المطوي، لا بل حكم التجلي والنظم الأصلي آخذ، مأخذه في كل قطر:((لله الأمر من قبل ومن بعد)).

حكمة عجيبة : ....................

يتبع إن شاء الله تعالى






الصور المرفقة

تحذير : يتوجب عليك فحص الملفات للتأكد من خلوها من الفيروسات والمنتدى غير مسؤول عن أي ضرر ينتج عن إستخدام هذا المرفق .

تحميل الملف
إسم الملف : 4444.jpg‏
نوع الملف: jpg
حجم الملف : 8.0 كيلوبايت
المشاهدات : 16
آخر تعديل الرفاعي يوم 01-18-2019 في 07:33 AM.
رد مع اقتباس
قديم 01-18-2019, 07:46 AM رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

حكمة عجيبة :

كان معي في طريق (خراسان) فقير صوفي من رجال التجريد عامر بالله، اسمه (عبد المهيمن)، فكان لا يتكلم إلا قليلاً، وإذا تكلم تأوه، فقال: ( الله ومحمد ). كأنه يجمع حكم الشهادتين، ففي أثناء الطريق، أصابه مرض فمات، فدفناه، وحزنت لأجله حزناً عظيماً.

ففي تلك الليلة رأيته في المنام، فقلت له: بشرني يا أخي، بالله عليك كيف فعل بك؟ فقال: جاءني الملكان فقالا: من ربك؟ ومن نبيك؟ قلت على عادتي: الله ومحمد. فذهبا راضيين، وها أنا في حضرة أنس مع الله، والحمد لله رب العالمين. قلت:


الحظ أيَّده مـن حكـم عادتـه = بمحضر فيه قد يخشى الصناديد

إنَّ المواهب للمحظوظ واصلـة = وإن أرادت تقاصيها المواعيـد


ورأيت بمصر رجلاً مستغرقاً اسمه (صالح)، هبت عليه نسمة الجلال، فأخذته، فهو في قبضتها إلى يوم القيامة، ورأيت رجلاً اسمه (إبراهيم)، طاب قلبه بالذكر، فأورثه زهداً وقناعة بالله وحتى صار مع صحوه كأنه من أهل المحو.

ورأيت رجلا اسمه السيد (أحمد)، فيه من شارقة الذل حالة أخذته عنه، فهو خاشع بطي حاله لا يلتفت إلى حال من الأحوال الغيرية، ونعم الحال!.

ورأيت أناساً غلبهم وهم آبائهم ودورهم وقصورهم، انفكوا عن الخدمة وعلو الهمة، واشتغلوا بالأوهام، فهم في عمى الوهم لا يبصرون، وبتيار بحر الدعاوي يسبحون، وكأنهم بمجرد الأبوة وحكم البنوة واصلون، عارفون، عالمون، عاملون! فلمثل أولئك لا يلتفت العاقل.

نعم يلزم على المحجوب الذي لا يعرف بعلم القلب أحكام المنازلات: أن يحترمهم ولا يهضم مقاديرهم، حرمة لسلفهم الصالح، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ورأيت أناساً من العلماء إخواننا، وخصص منهم الأزهرية، منهم من تحقق بظاهر السنة، فطاب حاله، ولكن أورثه ذلك الحال غروراً، فاستصغر غيره، فهذا لا فائدة فيه.

ومنهم من أورثه حاله انكساراً وذلة واستصغاراً لنفسه واستعظاماً لغيره، فهذا من الذين اختارهم الله للحال الصالح، وجعلهم من الموفقين، فإذا وقع أحدهم على العارف، يرتفع في الحال إلى منابر القبول بإذن الله تعالى.

ومنهم من أنهمك بتعلُّم الأحكام التعبيدية والتعامليَّة وقعد بكسله عن العمل فهذا لص الدنيا يروم بشقشقة اللسان صيدها، ولو كان من أهل العقل السليم لانكب على العمل بعد العلم، وكل كلمة ساعده العلم على فهمهما أحكم نورها بالعمل الصالح وصار رجل الدنيا ورجل الآخرة، وهناك يكون هو الرجل الكامل، لما ورد في الخبر (ليس الرجل رجل الدنيا أو رجل الآخرة بل الرجل رجلهما) والقصد من كونه يجمع بين الرجالتين هو أن يكون عالماً بالحكمين , وفي كل ذلك لا تستفزه الدنيا، لأنه رجل الآخرة ولا يطمسه جلال أمر الآخرة عن العلم بأحكام الدنيا مع طرحها كشأن عمر الفاروق الإمام الجليل رضي الله عنه وعمه بتحياته وإكرامه آمين فإنه كان سائساً في أمر الدنيا فوق كل سائس مع الزهد بها فوق كل زاهد بعده إلى يوم القيامة، هذا مع العلم بأمر الآخرة والتحقق بفهم أسرار العلم الإلهي حتى أنه سمع القارئ في صلاته يقرأ (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ) الآية فمرض شهراً، فانظر أيها اللبيب القوم أهل الحضرة الجامعة واعمل بعملهم وخذ من علمهم.

قال شيخنا إمام طوائف أهل الحضرات، شيخ الدوائر الغوث الأكبر السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه وعنا به ونفعنا بعلومه:

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-18-2019, 07:59 AM رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

قال شيخنا إمام طوائف أهل الحضرات، شيخ الدوائر الغوث الأكبر السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه وعنا به ونفعنا بعلومه:


أشرف ما تنعطف إليه الهمم، قرب القلب من الله تعالى، وذلك دوام الذكر، وهو المعبَّر عنه بالحضور، وهذا سُلَّم الولاية، والولاية أجلّ المعاريج، وأعظم المقامات بعد النبوة، إذ لا سبيل للأولياء والصديقين على مراتب الأنبياء والمرسلين؛ لأنها لا تحصل بالعمل قطعاً؛ ومنزلة الولاية منزلة الوهب، وتحصل بالعمل، قال الله تعالى: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)). والنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم قال: (من عمل بما يعلم، ورثه الله علم ما لم يعلم) ولا يصل العبد إلى مقام الولاية الكاملة إلا إذا كمل عقله، وعلت همته، وصح صدقه، وتم اتِّباعه في الأقوال والأفعال للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن مرتبة الولاية ينوب صاحبها عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمة، ولا يعد الرجل عند أهل الكمال كاملا إلا إذا بلغ عقله الإحاطة بجميع شُبَه الزنادقة والملحدين مع فهم سوابحها، وغاية خبطها، وتمكن إيمانه من إهمالها ومحوها، وقَدَرَ على دفعها بسلطان الحجة الشرعية، وبرهان الحكمة المحمدية.

ولا يكمل حتى يبلغ عمله الإحاطة بشؤونات اللصوص، والسكارى، والظلمة، وقطاع الطرق، وأهل الغدر و والخدعة، والدهاء والحيلة، ومصادر همتهم ومنتهاها في مفازات أطوارهم مع كل شكل ونوع، مع التيقظ والمحاسبة للنفس مع كل نفس، فلا يندلس فيها وصف من تلك الأوصاف الذميمة، وتكون له القدرة على تطهير تلك النفوس الأمارة المشوبة بهاتيك المصائب القاطعة، لينوب عن نبيه في مقام الإرشاد المحض؛ فإنه (صلى الله عليه وسلم) ما ترك خصلة ذميمة إلا وحذَّر الأُمة منها، ولا ترك خصلة كريمة إلا وأمر الأمة باقتنائها.

ولا يكمل الرجل حتى يبلغ عقله الإحاطة بحكم المعايب كلها، لينبه عنها، وبالمحاسن كلها ليقرب منها بالحكمة السليمة، والموعظة الحسنة، عملاً بقول الله تعالى لسيد خلقه عليه صلاة الله وسلامه: ((أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)).

ولا يكمل عقله حتى يبلغ الإحاطة بمذاهب أهل الدنيا دهاقنتهم، وحكامهم، وتجارهم، والطبقة السفلى منهم، مع الزهد فيهم وفى دنياهم، فلو صارت له الدنيا بيضة وجعلت ملكاً له ثم سقطت منه فانكسرت وذهبت وكأنها لم تكن، لا يعبأ بها ولا يجزع لها استغناء بالله وإيماناً به، ويكون له الباع الرحب بالتخلص من ربقة الدنيا وأهلها، والحكمة الخالصة بتقريب المبعودين، ورد الشاردين، وإيقاظ الغافلين.

ولا يكمل حتى يبلغ عقله الإحاطة بالعوارض التي ترد على الناس على اختلاف طبقاتهم، فيكون بما يحدثه الغنى من الطغيان والتعزز أدرى من أغنى الناس، وبما يحدثه الفقر من الذلة والمسكنة أدرى من أفقر الناس، وبما يحدثه المرض من ضيق الصدر وطالعة العجز أدرى من أكثر الناس مرضاً، وبما تحدثه العافية من العجب ودعوى القدرة أدرى من أزيد الناس عافية، وبكل عارض ونتيجته أدرى من خاصة أهله، هذا مع التجرد من عوارض الأكوان والأزمان لله تعالى على الطريقة المحمدية الشرعية، فلا ينقض للشرع عهداً، ولا يتجاوز له حداً , وتكون له الهمة الصالحة، واللسان المؤيد، فيجمع صنوف هذه الطبقات المذكورة على طريق الله، ويدل الجميع بحكمته على الله.

ولا يكمل حتى يبلغ عقله الإحاطة بمقادير الأشياء جزئيها وكليها، من طريق الإجمال، فيعرف قدر الشيء عند راغبيه وطالبيه، كمعرفته بقدره عند الراغبين عنه والزاهدين به، لينظم حكمة الإرشاد بالموافقة مع حكمة الأمزجة، وعليه في كل ذلك أن لا ينحرف عن منهاج الشرع ذرة، لا في أقواله ولا أفعاله.

فإذا استجمع الرجل هذه الأوصاف صار معدودا عندنا من أهل الكمال، وإلا فهو ناقص، وله من مائدة الولاية بقدر إحاطة عقله وبلوغ همته وتمكن قدمه من هذه الخصال المحمدية الشريفة.

وهذه الخصال جمع شتاتها سيد المخلوقين أرواحنا لجنابه العظيم الفداء بقوله: (بعثت بالمداراة) وأمرنا بمثلها فقال صلى الله عليه وسلم: (كلموا الناس على قدر عقولهم) وهذه الحكمة التي وعد الله عباده معها الخير فقال تعالت قدرته: (( يؤتي الحكمة من يشاء * ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)) وصاحب هذه المرتبة الرفيعة كالغيث أين وقع نفع، وتفاوت مراتب الواصلين والعارفين يدرك بهذا الميزان، وفي كل الأمور الأمر لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله انتهى ما أورده في هذا المقام سيدنا وإمامنا الرفاعي، عليه رضوان الله تعالى وتحياته.

وبعد أخذ حصة الحكم وسهم القسمة، حفَّني النور المحمدي، فخرجت من ( مصر)، وكان بين الوقت ووقت أداء فريضة الحج ستة أشهر، فوجهت وجهي لله تعالى، وسرت على البركة بين لجة ومفازة، حتى تشرفت بـ:

((( مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم )))

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-18-2019, 08:11 AM رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

((( مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم )))

وتنورت بالنظر إلى ذلك المشهد المقدس والحضرة المعظمة، وأقر الله عيني بالمثول في أعتاب الرسول، وخلعت الأكوان ألف مرة، وطرت عني كارّاً إليه صلوات الله وسلامه عليه ألف كرَّة، وأسعدني الله بشم تلك الأعتاب، وأيدني بفرش حر وجهي على عتبة ذلك الباب، ووقفت موقف المستجير اللائذ، والدخيل العائذ، وأنشد سري:


في حالة البعد روحي كنت أرسلها = تقبل الأرض عني فهـي نائبتـي

وما أنا كمن يقول جازماً بالقبول، موعوداً بحصول المأمول:


وهذه نوبة الأشباح قد حضـرت = فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي

نعم أقول:


وهذه دولة الأشباح قد حضرت = فانظر إلي بعين الفضل يا ثقتي


وقد لاحت لي ـ والحمد لله ـ أنوار القبول، ولمعت لي شموس العناية من ذلك الرحب الجليل الذي تململ على فسيح عتباته صناديد الفحول:

طراز سر له في سَمْكِ قبته = من الشؤون شموس ما لها حجبُ

فيه النبيون ترجو فيض صاحبه = والبحر منسجر والموج مضطربُ

طاف الملائك في أعتابه زمرا = والعارفون رجال الله والقطبُ

تبارك الله نور لا انحجاب له = محجب عن عيون السوء محتجب

رقائق الغيب مضروب سرادقها = لديه حيث ثرى طاحت به الشهب

وحضرة كتب الباري القديم على = سجلها كل ما جاءت به الكتب

تدور في ملوان الكون صائلة = خيوله ويرى من دورها العجب

تطوف دائرة الدنيا معسكرة = وفي السماوات منها عسكر لجب

أقامه الله في عين البرية من = لألأة الوجه نورا حقه يجب

له مظاهر آثار مطلسمة = تروح في العالم الأعلى وتنقلب

طافت بكعبته الألباب فانبهرت = بمظهر هو في كون الورى السبب

دع عنك جلجلة الآثار ملتفتا = عنها إليه وهذا القصد والطلب

وقل أغثني رسول الله مرحمة = بنظرة دونها الأعراض والنشب

تر الغياث من الأفق السني على = ناديك يندي بسح دونه السحب

كم أوصلتني يد من طول همته = لقعس بيض معالي قبلها الأرب

وكان فكري لايدري تخيلها = ولا الى برها بالوهم يقترب

ولي به أمل لازال متصلا = كما اتصلت به والموصل النسب

تعم اعتابه الفيحاء راحلة = من همتي ما بها وهن ولا تعب

ذات الجناحين صاري مذ إليه سعت = نعم الجناحان هذا الدين والحسب

وتوقر الرحل برهانا ومعرفة = ودولة دون أدنى تربها الذهب

عليه أزكى الصلاة المستمرة ما = دامت مفاخره تملى وتكتتب

والآل والصحب ما راحت مغردة = شوقها الى إلفها تبكي وتنتحب


فانجلى لي نور سيد الوجود، وبرز سلطان جماله الأشرف على منصة الشهود، ونظرني نظر الرأفة والرفق والحنان، وأكرمني روحي وأرواح العوالم فداء جنابه العظيم بمطالعة صحف العيان، فقرأت: ((طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى * تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى * الرحمن على العرش استوى * له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى)) وتدبرت حالة التلاوة أحكام التشريف الخاص الذي امتن الله به على عبده وحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفهمت في محاضرتي من حكم منازلة سري في تلك الحضرة:

أنَّ من داوم على قراءة هذه السورة الشريفة أعني ـ سورة طه ـ مبسملاً مبتدئاً من قوله تعالى: ((طه)) إلى قوله: ((لنريك من آيتنا الكبرى)) لا يخذل، ولا يغلبه عدو، ولا يكشف له ستر، ويدوم عزيز الجناب بإذن الله تعالى.

وهناك وصدر الأمر المطاع المفترض الامتثال والاتباع..............


يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-18-2019, 03:24 PM رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وهناك وصدر الأمر المطاع المفترض الامتثال والاتِّباع، بملازمة الأعتاب المحمدية النورانية إلى أيام الحج، فأقمت في (المدينة المنورة) منعكفاً على ذلك الباب الأكبر، فارشاً حر وجهي على بساط ترابه الأنور، وكل آن ووقت بل وفي كل نَفَسٍ ومع كل طرفة تتواصل إلي الواردات المحمدية بالإحسان العميم والفضل العظيم، وتأمرني الروح الشريفة المقدسة المصطفوية وتنهاني، ويقول قائل الأمر بلسان الرفق والرحمة والتربية والإرشاد: إفعل كذا، وقل كذا، واذكر بكذا، وصحح نيتك فيما هو كذا، وغض طرفك عما هو كذا:


حـال وعـلـم وتوفـيـق وواردة = من القبول وحبـل مـا لـه فصـم

أقامه شاهـد الحكـم المحقـق فـي = بحبوحة الفتح فيها الجـود والكـرم

فالشمس تلمع في معـراج طالعهـا = والليل يجلى بهـا والشمـل ينتظـم

ودولة الله يطـوي الكـون باهرهـا = والأمـر ينشـره والجنـد تزدحـم

والأرض ترجف والأمواج تجمد وال = ألباب تذهـل والنيـران تضطـرم

وطائرات قلوب القـوم تهبـط فـي = طور الإفاضات حيث البحر يلتطـم

فالذوق والشوق والأشجان والوله الـ = ـملح والجِـد رأس المـال والهمـم


وحصل المقصود، وانتظم عقد الأمل، ومُدت مائدة المدد، وظهر السر الخفي، ولمع النور الجلي، وقال قائل الغيب: هذا أوان ظهور هذه المطلسمات، وتعيين الأشكال الغامضة بالظلمات، وجاء إبان نشر الطي، وزمان إحياء الحي.


الخيل ضمن صحاري الغيب ملجمة = لها بطي زوايـا الغيـب فرسـان

ستركب الآن والأكـوان تبصرهـا = بعد التخافـي وللمكتـوب عنـوان

كان انطماس جلته الشمس حين بدت = وكـل شـيء لـه وقـت وإبـان


سبحان الله! لعوالم البواطن مواكب كعوالم الظواهر، ولها جنود وقواد وأمراء وحكام وملوك، كما لعوالم الظواهر جنود وقواد وأمراء وحكام وملوك، فربما اشتبه تعبير الطائفة المباركة على من ليس منهم، فظن أنهم يظهرون بظهور أبناء الدنيا، يحكمون ويترأسون، وللمال يجمعون، ويقومون ويقعدون، لا بل مقاصدهم منحصرة في عالمهم، واصطلاحاتهم عائدة لتحقيق ما يؤول إليهم، وإلى مشاربهم ومذاهبهم وحالهم مع الله ومقامهم، ولا يشيرون إلى هذه الدنيا الفانية بإشارة، فقل للمشتبه طمح أملك إلى غير ما قصده القوم، فثارت همتك إلى محل أملك، وقصد القوم بأقوالهم وإشاراتهم وتعبيراتهم ورموزاتهم وكناياتهم واستعاراتهم وتصريحاتهم كلها، خفيها وجليها، كليها وجزئيها، غير ما زعمت، بل هي حاكية عن عوالمهم وطرقهم ومذاهبهم السعيدة التي هي عبارة عن الدلالة على الله، والسوق إلى الله، والحث على طاعته، ومحق الوجود لأجله، والانقطاع عن غيره، والفناء به، والبقاء به، فدولهم المشار إليها دول إرشاد، وتجديد لأمر دين الأمة وإصلاح عقائدهم، وكشف حجب العين عن قلوبهم، وأخذهم بعسكر الحكمة والهمة إلى طريق الهدى، وإبعادهم عن الطرق القبيحة الدافعة إلى الردى، وأمراء حضراتهم وملوك دول إرشادهم إنما هم أئمة هذا الشأن، أقطابه ، أنجابه، أفراده، أوتاده، أبداله، أطرازه، عليهم سلام الله ورضوانه وتحياته، فاعمل أيها اللبيب على أن تلحق بركبهم وتعد من حزبهم: ((أولئك حزب الله * ألا إن حزب الله هم المفلحون)).


للقوم في حضرة التصريف ديوان = بـه ملـوك وقـوَّاد وفـرسـان

تبدو الخفايا على مضمون حكمتهم = فهم لباطن حكم الغيـب برهـان

نظامهم في طوايا شأن سيرتهـم = وكشفهـا سنـة تـروى وقـرآن


وفي وقت من أوقات الكرم، سنحت سانحة غيب في محاضرة رقيقة من محاضرات التدلي المنفجر من صخرة الله المقدسة، التي تعرج إليها قلوب الأبرار، وانفتح سرداب العناية، وانكشف الغطاء عن الشوارق المثالية، فقيل: قل. فقلت:


قد قام ينفخ داعي الصور في الصور = فيا قلوبـاً أميتـت بالهـوى ثـوري

جلجال روح التدلـي رن فانبسطـي = يا روح عبد ببـاب الحـق مذكـور

قد آن كشف الغطاء البحت عن طرف = من سر حكم بطيّ الغيـب مضمـور

قمنـا لـه بقلـوب لا انفكـاك لهـا = عن الجناب محت وهـم التصاويـر

فانزل بنا يـا مريـد الحـق إن لنـا = حمىً أقـام رحابـاً غيـر مهجـور

يدير أفلاك أسـرار الغيـوب علـى = برج بهامـه طـور الفتـح معمـور

فلا تبارح إذا ما كنـت عبـد هـدىً = خيامنا واَلْوِ رأسـاً جانـب الطـور

وسر إلى الحق من أبواب حضرتنـا = فإنهـا حضـرة وضاحـة الـنـور

وقـف لديهـا بِبَـرٍّ لا حـدود لـه = وخض ببحر من العرفـان مسجـور

شدنا لها قلـلاً مـن حكمـة وتقـى = لا مثل من شيـدوا الجـدران للـدور

وقد طوينا بها سـر الطريـق وقـد = زينَـتْ بطـيّ بملـك الله منـشـور

يا حضرة حفَّهـا الهـادي بنظرتـه = فأصبحت خير محفـوف ومنظـور

قامت بها دولته العليا وعـن شـرف = أعتابهـا رصَّعتهـا أعيـن الحـور

رقت معاني المثانـي فـي جوانبهـا = بـرقِّ ذوق مـن الأفهـام مسطـور

محمـد علـم الأكــوان أفرغـهـا = لنا، فيا حسن فضل منـه مشكـور

هو النبي الـذي أحيـا القلـوب بـه = مولاه فضـلاً بديـن غيـر منكـور

يجلو ظـلام شـؤون حَـارَ ناقدهـا = أجرت على أهلهـا سيَّـال ديجـور

يفيض حكمـة حـق حكمهـا مـدد = قضى بجيش عظيم الجاش منصـور

حمى طريـق الهـدى دهـراً بنائبـه = شيخ العواجز، مأوى كـل مذعـور

أقامـه عنـه شبـلاً وارثـاً فأتـى = بسيف شرع حديد النصـل مشهـور

وجـدد السنـة السمحـاء منتهضـاً = بعزم صدق جليـل السعـي مبـرور

عليه أزكى الرضا ينهـل مـا تليـت = بناطقـات التجلـي سـورة الطـور


سبحان الله! يقول الأحمق الذي ضاع رشده، وغلبه حسده، حين يرى الولي يسبح في بحر المواهب: متى صار هذا؟ وكيف يصير وأنا أعرفه كان وكان؟ فقل له: يا جويهل! هل يمكنك لو عقلت إذا ولد مولود لواحد أن تقول: متى ولد هذا؟ وكيف ولد؟ ففي البداهة لا جواب لك إلا أن تقول: هذا لا يقال! لأن ذلك خلق الله تعالى.

قلنا لك: وكذلك ولاية الله الموهوبة لعبده الولي خلقه سبحانه وموهبته وإحسانه عز شأنه، وما أنت بالمستشار على إيداع الأسرار، وإبرازها في العبيد والأحرار!.

كل شأنٍ كونيّ، فيه شأنٍ رباني، يقول تعززاً بالأمر وتفرداً بالخلق: ((لمن الملك اليوم * لله الواحد القهار)) وبقيتُ والحكم لله والحكمة منه في (المدينة المنورة) على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام أطوف بقلبي في المحضر الروحي النبوي، وبجسمي بالباب الأسعد المصطفوي ليلاً ونهاراً، وفي كل وقت لا أخلو من مدد محمدي تطوف به روحي في الحضرة السعيدة من طريق الفتح، أقوم به في ديوان السـعادة الأبدية وأقعد، ما شاء الله كان:


نور أفيـض ودولـة = سحَّاحـة أنـواؤهـا

وحقيقة مـلأ الوجـو = د جمالها وضياؤهـا

فالأرض معنى أرضها = وكذا السماء سماؤهـا


وفي يوم خميس بُعيد الفجر، لمع لباصـرتي نور الجـمال المحمدي، من مشـهد الإفاضة الخاصة، وشملني المدد النبوي بالإسعاف والإسعاد، وأُلقيت علي خلعة المحبوبية من طريق المقام، وأفيضت لي آيات الإلهام من العلا بواسطة روح سر الوجود، عليه من الله أفضل الصلاة وأكمل السلام، فانجمعت معي عني، ورجعت إلى الله تعالى، فعلمني ربي علوماً لم تكن تخطر لي ببال من أسرار كلام الله سبحانه، وفقهني الله في الدين، وأفيض لي من موجة بحر المدد المحمدي معاني كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تمض آونة إلا ويجدد لي العهد من قبل حبيبي بتجديد العزم لإعلاء طريقة سيدي ومولاي السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه.

إشارة لطيفة:...........


يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-19-2019, 08:17 AM رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

إشارة لطيفة:

وعجبت في (المدينة المنورة) لرجلين الأول اسمه أحمد، هو من بني الرفاعي، وفيه شمة من شمات الفتح، وحال عجيب من حال الحب، وداعية إلى الله تعالى؛ فإنه مع اشـتغاله بطريقة آبائه الأعلام تشـذّل أعني انتسب للطريقة الشاذلية، ولم يعلم أنها فرع من فروع طريقة جده، والإناء واحد، والمائدة واحدة، وآخر إسمه أسعد، من بني رفاعة و من ذرية السيد عبد الله المدني الرفاعي، فيه صدق وهزة سـخاء، وصفاء سريرة، فهر أيضا انتسب لجماعة المرغنية القادرية، وكأنه حال دونه حائل عن طريق أهله، واتفق لي معهما على الإفراد مذاكرات، فالسيد أحمد بالحرم النبوي ذاكرته مراراً، وقد انطبع علي وأحبني وألفني، وكان يدعو لي ويقول: ذكرتنا بأهلنا وجدنا ومجدنا.

والسيد أسعد رأيته في مقام السيد عبد الله الأنور أبي النبي (صلى الله عليه وسلم)، وذاكرته مراراً، وتلطفت له بالعبارة، حتى أخذته إلى أهله، لكن طوى الله الأمر لينشره في بيته لسر سينجلي بعد حين.

وقد رأيت في منازلاتي الغيبية حالة ظهور النور الأحمدي الرفاعي فيهم، هجوم كلاب الحسد عليهم، فهزني الحال الإلهي من طريق الفتح بمدد خاصٍّ أحمدي، وإذن جليل محمديّ، فطويت فيّ كل بني الرفاعي وقلت:


نحن شموس الحضرة المشعشعة = عـيـونـهـا الـمـبـصـرة الـمـطـلـعـهْ

نحـن السيـوف البارقـات لـم تـزل = بـنـا حـبـال مـــن بـغــى منقـطـعـهْ

أســـرارنــــا طـــائــــرة لــربـــنـــا = خــاشــعــة لأمــــــره مـسـتـمـعــهْ

دروع غـيـرنــا حــديـــد وتـــــرى = أجـسـامــنــا بـــذكـــره مـــدرعـــه

بطـيـئـة قـلـوبـنـا إلــــى الــســوى = لـكـن إلـــى الله تـعـالـى مـسـرعـه

مــــنَّ الـكـريــم فــأعـــز شـأنــنــا = بـنـفـحـة ذات شــــؤون مـشـبـعـه

مــظــاهـــر أيَّـــدهــــا مــفـــاخـــر = بـبـيـتــنــا كــثــيـــرة مـجـتـمــعــه

من هاشم إلى الرسول المصطفى = ربّ دوائــــر الــهــدى المـتـسـعـه

سر نكات الطمس في بحر العمـا = مـوجــتــه الـهـائـجــة الـمـنـدلـعـه

ســيـــد ســـــادات صـــدورالأنـــبــيـ = ــاء وكــــرام الأمــــم المـتـبـعـه

ومنـه للطهـر علـيٍّ وإلــى الـسـ = ـبـطـيـن والـزهــراء نـعــم الأربـعــه

ولـلأئـمــة الــهــداة مــــن بــنـــي = حيـدرة أولـي النصـوص المقنعـه

ومـنـهـم إلـــى الـرفـاعـي الــــذي = عـلــى رجـــال الله ربـــي رفــعــه

ســيــدهــم فــتــاهــم وشـيـخــهــم = وصــاحــب الـطـريـقـة الـمـتَّـبـعـه

لـنــا تــدلــت وانـجـلــت بـرحـبـنـا = فـــراح للـحـشـر بـخـيــر ودعــــه

السـر فــي المصـنـوع أمــر قـائـم = بصنعـه جـل الــذي قــد صنـعـه!

نـحـن عـبـارات الأسالـيـب الـتــي = في صحف الغيب الخفـي مُوْدَعَـه

نحـن البـدور فـي سـمـوات الـعـلى = بكـل طمـس مـن هـدانـا شعشـعـه

فــقــل لـنـابــح عـلـيـنـا حــســـداً: = فـلـيـأت إن شـــاء بـنـابــح مــعــه

أيــدنــا الـجــبــار رغـــــم أنــفـــه = فليرتقـب مـن الغـيـوب مصـرعـه

عــــدا عــلـــى مـبــرزنــا لـغــيِّــه = وجهـل الوضـع الـذي قـد وضـعـه

وإنـــنــــا بالله عــــــــز شــــأنــــه = رماحـنـا عـلـى الـعـدى مـشـرعـه

تـسـنـمـت هــــام الــعــلا هـمـتـنــا = لـم تنـفـع الحـاسـد فيـنـا الفعفـعـه

فـنـحــن لـلـديــن والـدنـيــا مــعـــاً = ولصنوف الخلق محـض المنفعـه

أســـرارنـــا تـحـمـلـهــا قـلـوبــنــا = بهـا الكنـوز لـيـس فــي المرقـعـه

ونحن فـي الأرض وسائـط السمـا = لمـن يريـد الأمـن يــوم المفـزعـه

كـم فــرق الحـاسـد وهـمـاً أمـرنـا = والله إرغـامــاً لــــه قــــد جـمـعــه

علـى طـوى الغيـوب مــن ألبابـنـا = صقـور عـزم قـد كشفـن المقنـعـه

وَدُرر الإتــحــاف لــــو عـرفـتـهــا = أذيــالــنـــا بــفــذِّهـــا مــرصــعـــه

والـقـوم كـالأيــام يـــا صويـحـبـي = ونـحــن بيـنـهـم كـيــوم الـجـمـعـه

الــحــمـــد لله عـــلــــى نـعــمــتــه = مـــن حـمــد الله تـعـالــى سـمـعــه

جملة:

أما السيد أحمد، فيؤول إلى القطب السيد منصور أبي الصفا الرفاعي رضي الله عنه، وأما السيد اسعد، فيؤول إلى القطب السيد هاشم الأحمدي العبدلي رضي الله عنه، ويجمعهم الإمام السيد حازم علي أبو الفوارس الرفاعي الحسـيني الإشبيلي رضي الله عنه، وقولنا: الرفاعي. بكسـر الراء وفتح الفاء وبعد الألف عين مهملة، هذه النسـبة إلى الجد الأعلى رفاعة الحسن المكي الحسيني، نزيل بادية إشبيلية بالمغرب، وهو الجد السادس لسيدنا ومولانا السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه فإنه أعني شيخنا ومفزعنا السيد أحمد ابن السيد السلطان أبي الحسن علي دفين بغداد، ابن السيد يحي نقيب البصرة المهاجر من المغرب، ابن السيد ثابت، بن السيد الحازم علي أبي الفوارس الإشبيلي الذي تقدم ذكره، ابن السيد أحمد، ابن السيد رفاعة الحسن المكي الذي تنتهي نسبة بني رفاعة آل الحسين السبط عليه السلام إليه، والسيد رفاعة بن السيد المهدى، بن السيد محمد أبي القاسم، بن السيد الحسن، بن السيد الحسين عبد الرحمن الرضي المحدث، ابن السـيد أحمد الأكبر، بن السيد موسى الثاني، بن صاحب اليمين السيد الكبير الأمير إبراهيم المرتضى المجاب، ابن السيد الإمام موسى الكاظم، بن الإمام جعفر الصادق، بن الإمام محمد الباقر، بن الإمام زين العابدين علي، بن الإمام الحسين الشهيد، بن الإمام علي أمير المؤمنين المرتضى الكرار، من زوجه الطهر النقية سيدة النساء فاطمة الزهراء، عليها وعليهم السلام والرضوان، بنت شمس الشهود، وسيد سادات الوجود، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الطاهرين أجمعين.

وأتبرك متشرفاً بما من الله علي به من شـرف الاتصال بسيد المخلوقين، علم النبيين، عليه وعليهم أفضل صلوات رب العالمين.

فأقول: أنا العبد الضعيف محمد مهدي ابن علي، بن نور الدين، بن أحمد، بن محمد، بن بدر الدين، بن علي ويعرف بالرُّديني، ابن محمود الصوفي، بن محمد برهان، بن حسن الغواص، بن الحاج محمد شاه، بن محمد خزام الموصلي، بن نور الدين، بن عبد الواحد، بن محمود الأسمر، بن حسين العراقي، بن إبراهيم العربي، بن محمود، بن عبد الرحمن شمس الدين، بن عبد الله القاسم نجم الدين المبارك، بن محمد خزام السليم، بن عبد الكريم، بن صالح عبد الرزاق، ابن شمس الدين محمد، بن صدر الدين علي، بن عز الدين أحمد الصياد، بن ممهد الدولة عبد الرحيم، بن سيف الدين عثمان، بن حسن، بن عسلة، بن الحازم علي أبي الفوارس الحسيني الإشـبيلي، شيخ العصابة الجامع لأنساب بني رفاعة، سكان الحجاز والشام والعراق، وقد تقدم ذكر نسبه إلى الجد الأعظم صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

ومن منائح الله :..............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-19-2019, 08:30 AM رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

ومن منائح الله: أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: اقرأ كل يوم صباحاً ومساءً ثلاث مرات:

بسم الله الرحمن الرحيم

يا رب، يا لطيف، يا عظيم، يا غياث المستغيثين، يا أرحم الراحمين، تداركني بلطفك ورحمتك؛ فإني ضعيف وأنت القوي، وإني ذليل وأنت المعز، وإني فقير وأنت المغني، وإني مغلوب وأنت النصير، وإني مكروب، وأنت على كل شيء قدير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

وقد رأيت للمداومة على هذا الدعاء الجليل من آثار الألطاف الإلهية والعنايات الربانية ما لا أقدر على شرحه، لما فيه من قرب نَفَس رسول الله، صلى الله عليه وسلم.


قال العارف بالله الشيخ زين الدين الخوافي الأحمدي في رسالة (الوصايا القدسية): الشيطان يجيء على صورة الصالحين كثيراً، ولا يقدر على التمثل بصورة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عليه السلام: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي) تم قال الخوافي: ولا بصورة الشيخ إذا كان الشيخ تابعاً للنبي صلى الله عليه وسلم، مأذوناً بالإرشاد عن شيخه المأذون هكذا إلى الحضرة النبوية.

قلت: وهذا نظر حسن، طالع من سر قوله تعالى: ((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)) وقد رأى القوم أن تقارب زمن القيامة يحقق المرائي في المنام، فتظهر بعينها للعيان على الغالب، وذلك لأن الله يريد بحكمته أن يظهر عند تقارب الزمن أسرار كونه لعبيده المؤمنين قال عليه الصلاة والسلام: (إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب).

ومن هذا الشارق النوراني رأيت في المحضر النبوي شيخ المهاجرة والأنصار، سيدنا الإمام أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال لي: علم إخوانك ومحبيك دعاء الخاشعين. قلت: وما هو؟ قال: هو أن تقول:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلهي كلما أذنبت ذنباً دعتني سابقة عنايتك إلى التوبة، وكلما تبت جذبتني أزمة قدرتك إلى المعصية، فلا التوبة تدوم لي، ولا المعصية تنصرف عني، وما أدري ما أفعل؟ وبماذا يختم لي؟ غير أن سابقة الحسنى منك أوجبت لي حسن الظن بك، وأنت عند حسن ظن عبدك بك، وقد علمت أنك تغفر الذنب، فهب لي توبة منك، وبك باقية، حتى لا أعود في معاصيك، واصرف أزمة الشـهوات عني، وامح زينتها من قلبي بزينة الإيمان، وقني من الظلم والبغي والعدوان، برحمتك يا أرحم الراحمين، يا رب العالمين.

فداومت عليه وأمرت به أحبابي، فرأينا جميعاً بركته، ولله فيما ورد على ألسـن مقربيه وأهل حضرته أسرار جليلة يعرفها الموفقون.

(وفي الحضرة)

رأيت الفاروق الأعظم سيدنا عمر رضي الله عنه قال: ومني خذ وقل:

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على سيدنا محمد مادامت الصلوات، وبارك على سيدنا محمد مادامت البركات، وارحم سيدنا محمداً مادامت الرحمات، اللهم صل على سيدنا محمد في السادات، وصل على نوره في الأنوار، وصل على روحه في الأرواح، وصل على جسده في الأجساد، وصل على قبره في القبور، وصل عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وارحمنا بهم يا أرحم الراحمين.

فداومت على قراءة هذه الصيغة، فشاهدت لها من قوة فتق الحجب العجائب.

ورأيت في المحضر الأسـعد سـيدنا ذا النورين عثمان الشهيد رضي الله عنه فقال: قل:

بسم الله الرحمن الرحيم

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الجليل الجبار.

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد القهار.

لا إله إلا الله وحده لا شـريك له، المطلع السـتار.

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق الليل والنهار.

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، سيدنا محمد عبده ورسوله النبي المختار.

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله واحد، ونحن له مخلصون إنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم صل على أشرف الوسائل وأقربها بعد كتابك منك عبدك المصطفى محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وقد أكثرت من قراءة هذه المناجاة الشريفة، ورأيت لها من شرف الحال ما ينهض بالقلب إلى الله تعالى.

وما أشرف قوله: صل على أشـرف الوسـائل وأقربها بعد كتابك! فإن المصطفى وسيلة الوسائل، وقد أمرنا بابتغاء الوسيلة.

قال قوم: هي لا إله إلا الله. وقيل: بل هي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: يتوسل بالأعمال. ودليلهم أصحاب الغار، فقد دعى كل واحد منهم وتوسل بأفضل عمله، فاستجاب الله لهم وفرج عنهم، وقيل: هي الصالحون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. واستدلوا بتوسل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه إذ استسقى به، والخبر صحيح، وقال آخرون: يتوسل بدعاء المرء لأخيه في ظهر الغيب، وقيل: بل مطلقاً.

وكان الإمام مالك لا يرى التوسل بمخلوق أصلاً إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يرى النفع بزيارة قبر غير قبره عليه الصلاة والسلام.

وهذا من غلبة التحقق بمحبته صلى الله عليه وسلم، وإلا فالتوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين، لا لكونهم طوالاً أو قصاراً، بيضاً أو سمراً، عرباً أو عجماً. لا، بل لكونهم أحباب الله ومعادن أسراره ومحبوبيه، فالتوسل بهم إنما هو التوسل بصفات محبة الله لهم، وعلى هذا فمشاهدهم وغيبتهم وقربهم وبعدهم على حد سواء، والتوسل بكل صالح من المؤمنين بناء على هذه القاعدة المرضية صحيح.

وهذا من آداب شيخنا وإمامنا السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه .

وقد رأيت في بعض منازلاتي.............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-19-2019, 06:28 PM رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وقد رأيت في بعض منازلاتي عجزاً عن القيام بعبء ما برز لي من وراء خدر الغيب، فقام مني حال وقال لي: ثبت قلبك. وقد أزعجني خوف القطيعة، وثقل علي همي، فتوسلت بصادرة روحي بالنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، فقواني الله على أمري، وشرح لي صدري، وبلغني مقصدي، وقد كنت خاطبت حالي يوم برز لي وقال: ثَبِّتْ قلبك بهذه الأبيات:


بحقك ماذا يصنـع القلـب حيلـة = ولازال في جمـر الغضـا يتقلـبُ

وأنـى لـه مـن قـوة يستعدهـا = وصبر وبرق الصبر في الوهم خلبُ

عسى الله من إحسانه يبعث الرضا = ويصرف هَمّاً منه في القلب موكبُ

فـإن بلطـف الله ينقلـب القضـا = رضاء ويجلى كل ما بات يُرْهَـبُ

وإن الرسـول الهاشمـي وسيـلـة = إلى الله فيه الخيـر يدنـو ويقـرب


ولا يصد عن التوسل بكلمات الله وأسمائه وأنبيائه وأوليائه إلا من أراد الله صده، وحقق عنه بعده.

واني رأيت في محفل الشهود الحفل المبارك الإمام الكرار، ابن عم المختار، عليّ المرتضى، كرم الله وجهه وعليه السلام، فقال: ومني خذ وقل:

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآله. أودعت نفسي وأهلي وجميع ما أعطاني ربي، وجميع من تحويه شفقة قلبي في دار مشيدة ذات أركان شديدة؛ محمد رسول الله سقفها،ووزيره عليّ المرتضى بابها، وبنته فاطمة الزهراء، والحسن والحسين والأئمة من أبنائهم الطاهرين حيطانها وملائكة الله حراسها. ((والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ)) حسبنا الله عدة. في كل نازلة وشدة حسبنا الله وحده. ((أليس الله بكافٍ عبده)). ((فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وقد جَرَّبْتُ المداومة على هذا الحزب المبارك فرأيتها من أوثق عُرى الإعتصام بالله تعالى، وبخاصة عباده المصطفى، وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام، وقد تقدم القلب إلى حال من أحوال السماء فطاف بالحضرة وآب إليها من طريق قلب النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتهى (والحمد لله) إلى مراتب الصديقين بنص البشارة الصادرة من سيد المرسلين، وقد أيد الله القلب بباصرة شهودية، طبعت فيه ألواح الأسرار لَوْحاً لَوْحاً، وسارت به نهضة رسولية في مفازات الطمس والبروز، والغيب والحضور، وتحققت في كل حضرة, بسرِّها وطيِّها ونشرها، ورأيت بعد ذلك حبيبي صلى الله عليه وسلم فقال: الآن كمل استعدادك للتحقق في مقامات الولاية كلها.

فحمدت الله واشتغلت بتلاوة كتاب الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم تدرَّجَتْ روحي فتحلت بحلية كل ولي لله تعالى له خلعة نبوية، وتحققت في حلية سيد القوم شيخ الطوائف السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه، وسقاني ساقي الحضرة بكأس انكساره خمرة القبول، فطرت بجناح همته إلى باب الرسول.

والعناية المحمدية حفت بي من كل جهة، وفي كل ليلة إذا نمت قبل أن استيقظ أحس ببرودة الكف الطاهر النبوي على وجهي؛ فأستيقظ بلامس رأفته وعنايته عليه الصلاة والسلام.

وكان في (المدينة المنورة) رجل يعرف: بابن بالي. فيه ميل للتصوف وأهله، ذو شكيمة وعلو ، وكان يتقرب إليّ، ويتودد لي، ويرغِّبني بطريقة الطائفة المباركة الشاذلية» فقلت له يوماً:

ما دواء القلب عندكم؟ فقال: خلاء البطن، وقيام الليل. فقلت: أحسن منه تحقق القلب بالذكر الخالص، بشاهد قوله تعالى: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب)). وهذه الطمأنينة تدفع لمة الشيطان من القلب، فقد ورد: (إن في قلب ابن آدم لمتين، لمة من الشيطان، ولمة من الملك) ولتحكم الذكر في القلب أسباب، منها: قراءة القرآن بالتدبر، والمحافظة على السنة، ومجالسة الصالحين.

فسكت ووقع في نفسه مني شيء، وبقي بعد ذلك أياما يعرض عني إذا رآني ويدبر، فتواشكنا في طريق يوماً فأدبر عني، فوكزته وقلت له: قال صاحب هذا المقام الأسعد عليه أفضل الصلاة والسلام: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك). هذا ما جاء عن معلم الخير، عليه الصلاة والسلام، فما هذا الإعراض منك؟.

فقال: لأمرين ، لعدم قبولك نصحي، ولردِّك عليّ قولي.

فقلت: أما نصحك، فإني مختار بقبوله وعدم قبوله.

وأما رد قولك، فإنما هو ببيان مأخذ لي، لا رداً عليك؛ فإن مأخذك أن دواء القلب خلاء البطن، وقيام الليل، ومأخذي الذي ذكـرته لك. فاحكم على نفسك واغلبها وسـلم للمسـلمين في مآخذهم التي يقبلها الشرع ولا يردها عليهم، فتبسم وانصرف.

فرأيت بعد انصرافه الخضر عليه السلام.

فقال: طب نفساً، والذي صورك، لأنت إمام طائفة الحق، وسيد العارفين اليوم، والسيف الفصال الفارق بين الحق والباطل.

فحمدت الله وشكرته، وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم، وألهمت في مطارحات روحانيات ومعارضات كونيات، وقلت من طارقة أحكامها على ميزان نكاتها، بلسان الإلهام، من ذي الجلال والإكرام، أخاطب نفس من انحطت همة نظره عن الاستدلالات بالإبرازات الربانيات:


زعمـت نفسـك أنـي جـاهـل = وحريـص مـال قلبـاً للعـرض

أو كأقوام غـروراً جهلـوا الـسـ = ـر حتى جعلـوا النفـس عـرض

أو كمن طـاش لشـأن عـارض = ورمى الصدق وأغـواه الغـرض

أو كمن عقـد حبـل القـوم بـالـ = ـقوم حتـى قـام جافـا وقـرض

أو كمـن سـر لـه رق الخـفـا = فلوهـم مـزَّق الختـم وفــض

أو كمـن قـام بعـزم مـن يــد = فبسكـر النفـس عـالاهـا ورض

أو كمـن عاهـد مـولاه عـلـى = حالـة النـفس وخلـى ونـقـض

أو كمن شُدَّت لـه حـزم الرضـا = فرآهـا حزمـه حتـى انبـهـض

أو كمـن مـدت لـه مـائـدة الـ = ـغيب من كـف وبالغـي رفـض

أو كمـن مَـسَّ علـى جبهـتـه = عـارف ردَّ لكفـيـه وعــض

أو كمن نـوديَ: أقبـل وانظـرن = نورنا. أغمـض عينيـه وغـض

أو كمن قيـل لـه: اقعـد معنـا = نحن في الأمن. وعن عجب نهض

أو كمـن شمَّـر للسـنَّـة عــن = ساعـد الجِـدِّ وخلـى المفتـرض

أو كمن صيح لـه: قـف بالهنـا = فعصى الآمر واختـار المضـض

أو كمـن حُـطَّ علـى مـئـزره = جوهـر ألقـاه عـنـه ونـفض

أو كمن مَـدَّ إلـى الأخـرى يـداً = وبـه مـن ألـم الدنيـا مـرض

أو كمـن بالبسـط جـروه لـهـم = فمـن البسـط تعالـى وانقبـض

قسمـاً بالغـر مـن أهـل العبـا = وبـمـن وُدَّهُــم الله فــرض

أنـا مـن قـوم بمولاهـم علـو = وافق الحاسـد أو فيهـا اعتـرض

ومـن الراضيـن عـن خالقهـم = إن أحب الجـار يومـاً أو بغـض

ومـن القـوم الذيـن انتـهـزوا = فرصة الإخلاص في ترك الغرض

ومـن الحـزب الذيـن اشتغلـوا = بحبيب مـا لهـم عنـه عـوض

تركـوا الأغيـار عـن خاطرهـم = ترك ذي عزم على المطلوب حض


وفي الصباح جاءني (ابن بالي) الذي مرّ ذكره خاشعاً، وجثى أمامي متواضعاً، وقال: أي سيدي، لا تؤاخذني، رأيت الليلة جماعة فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد رفع يده وأشار إليك، وقال: هذا الشريف شيخ العارفين بالله اليوم. ففهمت (ولله الحمد) فقه كلام الإمام الفاروق رضي الله عنه.

وطلب مني (ابن بالي) تلقين الذكر، فلقنته على سبيل التبرك، وطلبت منه الدعاء.

وبعد ذهابه جاءني صاحبنا السيد أسعد الأحمدي العنصر الذي تمرغن وسبق ذكره فقال: هذه أول ليلة من رمضان، فاجعل عشاءك عندنا .

فقبلت وذهبنا، وكان في بيته امرأة عليلة، فطلب مني أن أقرأ لها ما تيسـر على ماء بنية الشفاء، ففعلت، وأنا في تلك المحاضرة فانجلى لي طالع شأن في ذلك البيت، فغبت عني وحضرت، فقلت:


يا نسمـة الحضـور إذ تعللـي = هاتي برفَّـاف شميـم الصنـدلِ

وأخبرينا عـن شـؤون أحمـد = أبي العريجـا السيـد المسلسـلِ

قد قال إضمـاراً لمـن بشـره = بـأن سـر بيـتـه سينجـلـي

وقـال سـر أنـت لا تعرفـه = يجلو نهـاراً بعـد ليـل ألْيـل

يبرز من سمـك العمـا هلالـه = من بعد طمس لذرى البرج الجلي

يقـوم فـي منبرهـا خطيـبـه = بعـد قعـود صادحـاً كالبلبـل

بعَلَـم يُنـشـر بـعـد طـيـه = رغمـا لكـل جاحـد مُــؤَوّل

نيطـة سـر سابـق وصولـة = تمـد بالبـاع الكريـم الأطـول

يـا عجبـاً لأحمـدي حـائـد = ممرغن وهو الصميـم العبدلـي

يا نفحـة البشـرى ألا فَقَرّبـي = نشر نصوص أحمـد وعجلـي

وأوضحي رقراق مرط الانطوى = بأصغر أو أكبـر أو مـن يلـي

وحققي الرمـز الـذي رصعـه = بقولـه وأطـرفـي وسلسـلـي

ليعـرف الأقـوام أن جـدّهـم = مُقدَّم المجـد علـى كـل ولـي

ولتـري الأنـوار بعـد طيهـا = تبرق في وجه السِّماك الأعـزلِ


فما فهم صاحب المنزل الذي عنيته من همهمتي شيئا، وله أخ دون العشرين كان معه في حفلتنا، ويا سبحان الله! إنهم لأهل بيت يحبون خدمة الضيف بطبع أحمدي أرق من الطيف، وقد قبض أخوه الصغير يدي حين أردت الخروج من بيتهم بلهفة إخلاص وطلب مني الدعاء، فلما استحضرت أمر الدعاء له، رأيته بكشفي نائماً، واليد الأحمدية ترفع به إلى أرائك المعالي وهو لا يشعر، فوكزته بعد التبحبح بظهوره فاستيقظ من سِنَتِه ورجع إلى سُنَّته، وإني لأرجو فيه بروز شأن طرازي من سابقة المدد يكون هو المقصود، والمعني بالإشارات المنطوية في البشارات التي دلت على نشر العلم الأحمدي في بيتهم، ولو بعد حين.

وقد قامت همتي على ساق عزمي ببث أسـرار الله تعالى المضمرة ............


يتبع إن شاء الله تعالى






آخر تعديل الرفاعي يوم 01-22-2019 في 11:29 PM.
رد مع اقتباس
قديم 01-19-2019, 07:15 PM رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وقد قامت همتي على ساق عزمي ببث أسـرار الله تعالى المضمرة بإمامنا السـيد أحمد الرفاعي عليه رضوان الله وتحياته، وبنشـر ما طوي في بنيه وعشـيرته وذوي عمه وعصابته، وبما زجل مرموزاً بحكمه من أسرار طريقته، ومن أحكام طويته وسريرته، ليحيي الله به بذلك الديار، وينور الأقطار.

وما تصديت وتصدرت لإعلاء وإعلان شيء من كل ذلك إلا بإذن خاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤول إلى الله، ويدل على الله، لا علاقة لذلك بجيف الحطام الدنيوية، بل هو سحاح مدد من أنواء الغيوب، يفتح الله به أقفال القلوب، في أزمنة غلبت بها الأوهام العقول، والتفتت الأفكار إلى المشـهودات الصناعية، فقصرت أيادي القلوب عن فقه حكم النقول، ولهذا وجب على كل عارف محقق أن يخدم شريعة المصطفى عليه صلوات الله بما علَّمه الله، وقد علَّمني الله ـوالحمد للهـ عِلْمَ هذه الطريقة الأحمدية، التي هي أقوم طرق السادة الصوفية، وكلفني حبيبي ببث أحكامها ونشر أعلامها، انتظاماً بسلك الصديقين من أئمة آله المرضيين.

ومن المعلوم أن أشرف أنواع المخلوقين، النوع الإنساني، وأشرف النوع الإنساني، خواص النوع، ساداتنا الأنبياء والرسل العظام، عليهم الصلاة والسلام، وأكملهم دعوة، وأجمعهم شريعة، وأتمهم نظاماً، وأكثرهم للخلق نفعاً، وأوضحهم حجة، وأبهجهم مناراً ومحجة: سيدنا محمد الحبيب العظيم، الذي قال في حقه تعالى مخاطباً له: ((وإنك لعلى خلق عظيم)).

كيف لا وقد أتى بالدلالة السمحاء، والشريعة البيضاء، ونور بالعدل والحكمة والإنصاف وجه الآفاق، وقال: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).

وقد جمعت شريعته الطاهرة كل حكمة بديعة، وموعظة منيعة، وأسست أركان العدالة، وأوقفت كل أحد عند حده لا محالة؛ فجمع الله له القلوب، وقاد له الطباع؛ فاطمأنت لشريعته العادلة نفوس بني آدم، وعلا شاع برهان حكمة رسالته في العالم، ولم يمتنع عن الإقرار برفعة قدرها وصحة أمرها، إلا الحاسد الممقوت الممكور، والمكابر المحقور.


قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد = وينكر الفم طعم المـاء مـن سقـم


ومع كل ذلك فإن الأعداء من أصحاب الأفكار المنصفة، يذعن حزبهم سراً وجهراً للانقياد الخالص لشريعته الأحمدية وطريقته المحمدية:


أعداؤه شهدت بعالي فضلـه = والفضل ما شهدت به الأعداء


ومما يدل كل عاقل على أنَّ شريعته أعلى الشرائع النبويات مناراً، وأثبتها مداراً، جَمْعها لنفع الدين والدنيا، وأحكام أوامرها المطاعة بما يتعلق بكل حِكْمة نافعة في أمري المعاش والمعاد؛ وإنَّ باقي شرائع ساداتنا النبيين والمرسلين مقتصرة أحكامها على الأمور التعبدية، ومعاملة الخالق لا غير.

ولذلك ترى أنَّ الأمم السائرة ينتحلون لهم قوانين عمومية؛ ليصلحوا بها معاملة الخلق.

ولا بدع فإنها لا تخلو من أمور مغايرة للحكمة؛ لأنها من موضوعات المخلوقين، وقد يُرى أنَّ قانون قوم يطابق نفع جماعة منهم، ويخالف منافع آخرين؛ إلا أنَّ الشريعة المحمدية لكونها جاءت من الله بأمر الله على لسان حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ترى أن كل حكم من أحكامها الكلية والجزئية إذا أبصرته بعين التدقيق منصفاً، تجده محض نفع لا يثقل على طبع، ولا يضيق له وسع، ويؤيد ذلك قوله تعالى: ((لا يكلف الله نفس إلا وسعها)).

وقد استجمع نظامها الشريف الحكم الملائم لقوى النوع الإنسـاني في العبادات والمعاملات والعقائد.

ألا ترى أن أول أركان الإسلام التوحيد، والإقرار برسالة النبي العظيم، عليه أفضل التحية والتسليم، ثم إقام الصلاة، ثم إيتاء الزكاة، ثم صوم رمضان، ثم حج البيت من استطاع إليه سبيلا؛ ولم يجعل الجهاد ركنا سادساً ـ حال كونه من أعظم المفروضات الدينية لحكمة عجيبة، يسلم لها بعد إيضاحها عقل كل عاقل.

وهو أن التوحيد لَمَّا كان من الحقائق الثابتة بالبداهة، المؤيدة الحجة بالبراهين القاطعة العقلية والنقلية لقبول الطبع والعقل، صرف وجهة الاطمئنان إليه.

ويدل على ذلك تناهي الطبائع المصنوعة إلى شكل يفتقر إلى صانع يوطد برهانه، ويقيم على هيئته الطبيعية أركانه، وبعد هذه الحجة الواضحة، فإنه تعالى وتقدس:


في كل شيء له آية = تدل على أنه واحد


ومن المروءة أن يشكر الرجل المنعم والمحسن على نعمته وإحساناته، قلَّت أو كثرت، حتى إن خادم الرجل إذا سـقاه الماء؛ يجد بحكم الطبع السـليم أن يبش بوجهه مقابلة لصنيعه، وعلى هذا إذا صرف الشكر لكل ما يرد إليه من أنواع النعم والمعونات الواصلة إليه بحكم الضرورة البشرية كل على حدة، كالماء والطعام، كل نوع منه على حدة، والملبوس , كل لون ونوع منه على حدة، والمقيل وأسبابه، والنسيم وفروعاته، والنهار وبهجته، والليل وسكونته، وغير ذلك، يتشتت أمره، ولا يقدر على صرف وجهة الشكر لهذه الطبائع المتعددة، كل واحدة منها على حدتها، وإذا لم يفعل ذلك ويؤدي واجب شكر ما يرد إليه، فعلى قاعدة الآداب المعروفة يكون كفر نعمة، بل ويجد نفسه مُفرِّطاً ولا ريب.

فإذاً وجب عليه عقلاً ومروءةً وديناً أن يصرف وجهة الشكر القلبي لخالق النعم، وموجد الأمم، وأن يوحده وينزهه عن الأغيار: ((ألا له الخلق والأمر)).

ومن هذا يجب عليه ذكر من دله على سر هذا التوحيد، ليعرف منزلته، ويتبع أثره وطريقته، إقراراً برسالته، وتشرفاً بمتابعته عليه أجل الصلوات والتسليمات، فيقول بعد قوله: (اشهد أن لا إله إلا الله): (وأشهد أن محمداً رسول الله) ومتى تنور قلبه بالإذعان الخالص المحض، والاعتقاد السليم بمعرفة مكانة نبيه عليه السلام، ألزم نفسه العمل بعمله، فصلى، وزكى، وصام، وحج.

على أنَّ في الصلاة بتكررها في اليوم والليلة خمس مرات ملاحظة الوقوف بين يدي الله، ومن الملاحظة المذكورة يتنبه العبد، فلا يعصي الله، ولا يخالف أمره، ومن ذلك تحصل له نتيجة الأدب مع الله، وسلامة النية لخلق الله، فلا يعدو على أحد، ولا يؤذي أحداً، لا بمال، ولا بعرض، ولا بنفس، وقوفاً عند حدود الله، وعملاً بقوله تعالى: ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)).

وذا لم يتنبه من الوقوف بين يدي الله في صلاته، ويتذكر الوقوف بين يديه في حشره ويخشى سؤاله، فليس بمصلّ.

وأما الزكاة، فإنها مشتملة على حِكَمٍ عظيمة، منها الحث على جمع المال الحلال، وفيه توسيع أمر التجارة والصناعة والعمران، ومعونة الفقراء من إخوانه المسلمين الموحدين وغير ذلك.

وإلا إذا اجتمع المال من حرام وغدر وخيانة، فزكاته ليست بزكاة , وفي هذا يكفي للمتدبر.

والصوم مشتمل على حِكَم، منها أن الغني يجوع، فيذكر الله، ويرجع إليه، ويتذكر الفقراء، فيعينهم ويحسن إليهم ويتودد لهم، والفقير ترقى همته فيرى أعمال الأغنياء من الخيرات، فيسعى في طلب المعيشة وإصلاح شأنه.

ومنها أن الإفطار لابد أن يكون على المال الحلال؛ فإذن يمتنع المكلف بالصوم عن إضرار الناس أموالهم البتة.

ومنها أن النظر إلى أعراض الناس، والإفساد بينهم، ومغيبتهم، والسعي بالرجل واليد لأذية فرد من أفراد الخلق، من مفسدات رابطة الصوم، فإذن ينقطع الصائم عن كل فعل ممنوع عنه شرعا، وإلا فلا يعد صائماً.

والحج فيه حِكَمٌ كثيرة، منها السعي لازدياد المال الحلال بالكسب الطيب، حتى يتمكن من الزاد والراحلة، وفيها بركة السياحة التي توقف الرجل على خبايا الزمان، وأسرار البلدان، وتصلح طبعه؛ فإن من لم يسافر ويختلط بالناس، ويرى البلاد السائرة، محجوب عن الوصول إلى حقائق ما وضع في الزمان على الغالب، وقد تزكو أخلاق السياح، وتنقلب من الكبر إلى التواضع، ومن الوحشة إلى المؤانسة، ومن الغلظة إلى الرقة، ومن الجهل إلى العلم، ولو بأمزجة الناس وكيفية مسالكهم في أوطانهم.

وان كان السياح من أهل الفضل والعلم والكمال، فلا بد أن يزداد فضلاً وعلماً وسعة اطلاع.

ومن الحِكَمِ المطوية في الحج، تذكر الحشر والنشر في الجبل، ووقوف الرجل على أحوال إخوانه المسلمين، والإحاطة بأخبارهم من سائر أقطار الدنيا، خفيها وجليها، وغير ذلك.

وكل ما ذكرناه من الأركان الدينية مؤيد بعضه لحكمة بعض؛ آمر بوقاية حقوق النوع الإنساني وتمهيد أركان حضرة الإطلاق الشرعية لكل فرد من أفراد المخلوقين، والحكم الكافل لدوام هذه الأركان الشريفة الجهاد، ولذلك لم يُعَدّ ركناً سادساً، لكونه كافلاً لحفظ الأركان، ولا يستعمل إلا بشروطه الصحيحة المرعية شرعاً.

منها أن الهيئة الإسلامية إذا رأت فرقة أو حزباً أو فرداً من الناس قام لهدم هذه الأركان، وتصدى لإعادة بغي الجاهلية وإقامة شعائر الظلم والعدوان، وتخريب منار الحرية الإسلامية التي أمن بها كل فرد على نفسه وماله ودينه وعرضه؛ يُنصح إلى أن يفىء إلى أمر الله، فإن فاء إلى أمر الله وتاب وآب واندرج ضمن هذه الهيئة المباركة قولاً أو ديناً، أقرُّوه دار الأمان، وقالوا له: لك ما لنا، وعليك ما علينا، وان لم يفعل قاتلوه، لا على عصبية، ولا على غرض، إنما لتمهيد أركان الأمن العام، ووقاية نظام العدالة الإلهية التي وهبها الله تعالى بأمر رسوله العظيم لكل من المخلوقين، ((والحمد لله رب العالمين )).

وكل هذا لُباب ما قرره شيخنا سيد الصديقين، الإمام الرفاعي رضي الله عنه. وقد ذكر من مناهج السلوك إلى الله وسائل في الطريق أربعة فيها الحصول على خير الأمر الديني وجمع الحال مع الله تعالى .

فالوسيلة الأولى:........

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
قديم 01-21-2019, 10:53 AM رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

فالوسيلة الأولى: صحة الاعتقاد، ولنذكر ذلك بالاختصار على الوجه الكافي؛ وهو أن يعتقد المرء أنَّ اللهَ واحدٌ لا شريك لهُ، فردٌ لا مثل لهُ، صمدٌ لا ضد لهُ، متفردٌ لا ند له، وأنَّهُ قديمٌ لا أول لهُ، أزليٌّ لا بداية لهُ، مستمرٌ الوجود لا آخر له، أبديٌّ لا نهاية له، قيومٌ لا انقطاع له، دائمٌ لا انصرام له، وهو الأول والآخر، والظاهر والباطن، لا يماثل موجوداً، ولا يماثله موجود، ((ليس كمثله شيء)) ولا هو مثل شيء، لا يحده المقدار، ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السموات.

العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، بائن بصفاته عن خلقه، ليس في ذاته سواه، ولا في سواه ذاته، مقدس عن التغير والانتقال، منزه عن الغيبة والزوال، حيٌّ، قادرٌ، جبارٌ , قاهرٌ، لا يعتريه قصور ولا عجز، و ((لا تأخذه سنة ولا نوم))، ولا يعارضه فناء ولا موت، ذو الملك والملكوت، والعزة والجبروت، وله السـلطان والقهر، والخلق والأمر، عالم بجميع المعلومات، مريد للكائنات، مدبر للحادثات، وهو المبديء المعيد، الفعال لما يريد، لا راد لحكمه، ولا معقب لقضائه، ولا مهرب لعبد عن معصيته إلا بتوفيقه ورحمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمحبته وإرادته.

سميعٌ بصيرٌ، لا يعزب عن سمعه مسموع وإن خفي؛ ولا يغيب عن رؤيته مرئي وإن دقَّ.

متكلم، آمر، نـاهٍ ، واعد، متوعد بكلام أزلي قديم، قائم بذاته، لا يشـبه كلام الخلق، ليس بصوت يحدث من انسلال هواء واصطكاك أجرام، ولا بحرف يتقطع بأطباق شفة أو تحريك لسان؛ وأن القرآن والتوراة والإنجيل والزبور كتبه المنزلة على رسله، وأن القرآن مقروء بالألسنة، مكتوب في المصاحف، محفوظ في القلوب، قديم، قائم بذاته، لا يقبل الانفصال والفراق بالانتقال إلى القلوب والأوراق.

وأن موسى ـ عليه السلام ـ سمع كلام الله بغير صوت ولا حرف، كما يرى الأبرار ذات الله من غير جوهر ولا عرض.

وإذا كانت له هذه الصفات، كان ـ جل علاه ـ حيّاً، عالماً، قادراً، مريداً، سميعاً، بصـيراً، متكلماً بالحياة، والعلم، والقـدرة، والإرادة، والـسـمع، والبصر، والكلام لا بمجرد الذات.

ويجب أيضاً على المرء أن يعتقد أن الله حكيمٌ في أفعاله، عادلٌ في أقضيته، يثيب عباده على الطاعات بحكم الكرم والوعد، لا بحكم الاستحقاق واللزوم، إذ لا يجب عليه فعل، ولا يتصور منه ظلم، ولا يجب لأحد عليه حق.

بعث الرسل وأظهر صدقهم بالمعجزات الظاهرة، فبلغوا أمره ونهيه ووعده ووعيده، وأوجب على الخلق تصديقهم فيما جاؤوا به، وبعث النبي الأمي القرشي محمداً صلى الله عليه وسلم برسالته إلى كافة العرب والعجم والجن والإنس، فنسخ بشرعه الشرائع إلا ما قرره، وفضله على سائر الأنبياء، وجعله ســيد البشر، ومنع كمال الإيمان بشهادة التوحيد وهي قول: لا إله إلا الله. ما لم تقترن بها شهادة الرسول، وهي قول: محمد رسول الله. وألزم الخلق بتصديقه في جميع ما أخبر عنه، من أمر الدنيا والآخرة.

ويجب على المرء أن يؤمن بما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الموت، وذلك سؤال منكر ونكير، وأن القبر والميزان، والصراط، والحساب، والقضاء العدل في أمر الخلق بعد حسابهم، وتفاوت الخلق في الحساب إلى مُناقَش فيه ومُسامَح، ومن يدخل الجنة بغير حساب.

وأن يؤمن بالحوض المورود، حوض سيد الوجود صلى الله عليه وسلم، يشـرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة وبعد جواز الصراط؛ من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.

وأن يؤمن بإخراج الموحدين من النار بعد الانتقام، حتى لا يبقى في جهنم موحد بفضل الله تعالى.

ويؤمن بشفاعة الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء، ثم سائر المؤمنين، كل على حسب جاهه ومنزلته؛ ومن بقي من المؤمنين ولم يكن له شفيع أُخرج بفضل الله، ولا يخلد في النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان.

وأن يعتقد فضل الصحابة الكرام رضي الله عنهم وترتيبهم، وأن يحسن الظن بهم جميعا، ويثني عليهم كما أثنى الله ورسوله عليهم.

والوسيلة الثانية:.............

يتبع إن شاء الله تعالى






رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بوارق, الحقائق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

Flag Counter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
  تصميم علاء الفاتك
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97