من مواعظ الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه
قال له رجل مرة كيف الخلاص من العجب ؟ ( الإعجاب بالنفس من عمل وعبادة ومنزلة )
فقال له من رأى الأشياء ( الأعمال والعبادات والمقامات الدنيوية والدينية )
كلها بتوفيق من الله سبحانه وتعالى
وأنه هو الذي وفقه لعمل الخير والفضل فضل الله وحده
.... وأخرج نفسه من البين فقد سلم من العجب.
ومن كلامه
احذر ( مكر ربك) ولا تركن ( الي عمل وعبادة )
وخف ولا تأمن ولا تضف إلى نفسك حالا ولا مقالا
ولا تظهر شيئاً من ذلك للخلق ،، ولا تخبر أحداً به
فإن الله تعالى كل يوم هو في شأن في تغيير وتبديل ويحول بين المرء وقلبه
فقد يحرمك مما أخبرت به الناس .... فتخجل عند من أخبرته بذلك
بل احفظ ذلك ولا تتعداه إلى غيرك
فإن كان الثبات والبقاء ( اي دوام العلم والعبادة )
فتعلم أنه موهبة ... فتشكر وتسأل الله تعالى التوفيق والثبات
الخلق حجابك عن نفسك، ونفسك حجابك عن ربك
، وما دمت ترى الخلق لا ترى نفسك .... وما دمت ترى نفسك لا ترى ربك
إذا أقامك االله تعالى في حالة فلا تختر غيرها أعلى منها أو أدنى منها
لا تختر جلب النعم ولا دفع البلوى
فإن النعم واصلة إليك بالقسمة استحليتها أم كرهتها
والبلوى نازلة بك ولو كرهتها ودفعتها
فسلم لله تعالى في الكل يفعل ما يشاء
فإن جاءتك النعمة فاشتغل بالذكر والشكر
وإن جاءتك البلوى فاشتغل بالصبر والموافقة والرضا
ولا تجزع من البلوى فإن البلية لم تأت العبد لتهلكه وإنما تأتيه لتختبره
لا تشكون لأحد ما نزل بك من ضر كائناً ما كان صديقاً أو قريباً،
ولا تتهم ربك قط فيما فعل فيك ونزل بك من إرادته بل أظهر الخير واشكر
، لا فاعل سوى ربك "وكل شيء عنده بمقدار - إن يمسسك بضر فلا كاشف له إلا هو"
{ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ * وَأَنَّهُۥ هُوَ أَضۡحَكَ وَأَبۡكَىٰ }
منقول / كتاب الفتح الرباني