اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد بسم الله الرحمن الرحيم

🌹كل عام وانتم بخير 🌹شهر رمضان المعظم 🌹كل العام وانتم بالف خير ءامين🌹 تهنئة بمناسبة شهر رمضان المعظم

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمد _ كتاب بوارق الحقائق لطاهر الأنفاس سيدى الرواس اضغط هنا للقراءة كتاب بوارق الحقائق


العودة   منتدى شبكة الصوفية > ساحة الطرق الصوفية > رواق الطريقة التجانية > الفيضة التجانية


أخي المريد الصادق (2)

الفيضة التجانية


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-13-2016, 11:43 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الفيضة التجانية غير متواجد حالياً

 


شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
المنتدى : الفيضة التجانية
افتراضي أخي المريد الصادق (2)

ان شاء الله تعالى سانشر لكم دروس سيدى ابو الانوار تباعا للافادة
ومصدرها دار الحسام للنشر والتوزيع فشكرا لهم
تكرمهم بامدادنا بالمصادر

أخي
المريد الصادق

للشيخ أبو الأنوار
محمد جرمة خاطر




دار الحسام للنشر والتوزيع

أخي المريد الصادق (2)
مستلزمات الحياة التعبدية
من مستلزمات الحياة التعبدية التي من أجلها أوجدك الله، أن تتعلم كيف تتعامل مع مرتبة الربوبية التي أقريت لها بالتذلل والخضوع والاستسلام وأنت في عوالم الغيب قبل خلق أبيك آدم عليه السلام.
إن هذه المرتبة من مراتب الذات العلية ملازمة للعبودية بحيث لا رب بدون عبد، وحتى نكون قادرين على مراعات حقوقها لابد لنا أن نقف على أبجديات حقائقها ونميز الأسماء والصفات التي تقتضيها هذه المرتبة، لنعلم إذا أن الربوبية مرتبة من مراتب الحق مندرجة تحت لواء الرحمانية وهي أي الربوبية مظهر الاسم الرحمن المطل على الكائنات قال تعالى:"إن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا". ومن هنا تجد الملك هو أعظم مظاهر الربوبية ولابد للملك من مملكة يتصرف فيها، والتصرف لا يكون بلا أفعال .إذا كل الأسماء الفعلية تابعة للاسم الملك مظهر الربوبية الأكبر وهي أمثال: النافع، الضار، المعطي، المانع.. الخ.
فالربوبية تقتضي الأسماء والصفات المشتركة بين الحق والخلق كالسميع والبصير والعالم والخبير.. الخ. والأسماء والصفات الخلقية كالخالق والرازق والمحيي والمميت.. الخ. وتسمى خلقية لأنها لا تطلق على الحق فلا يقال خالق نفسه ولا مميت لها ولا رازق لها وهلم جرا.
فاعلم أيها السالك الصادق أننا مطالبون بأن نتخلق بالأسماء الحسنى أي نتحقق بها وبقدر التحقق بها نصبح قادرين على مراقبة ما يصدر عن النفس وما يرد عليها لأن الأحاسيس المتنوعة والتجليات المختلفة التي تجري على الأحوال جميعها ليست عبثية فلا الحركات ولا السكنات ولا الأنفاس ولا الطرفات إلا هي حية عالمة سميعة بصيرة متكلمة.
فالوهم والخيال والفكر والقلق والنشوة والفرح والغضب واليأس والأمل والرجاء والخوف والحب والشوق والكراهية والسلبية والتدبير وغيرها مما يتداول ويتنازع حول كيان الإنسان هذه الأحوال جميعها محسوبة بدقة متناهية، فإما لك وإما عليك.
قال تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولائِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا). وقال: (لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ ). فالربوبية هي الساهرة على كل كبيرة وصغيرة . فهلا راقبت أيها المريد الصادق جميع أحوالك حتى تستحق هذه النسبة العظيمة إلى الربوبية وهي العبودية الخالصة فتعد من الصالحين؟.
لقد أمر الباري بالتفكير فقال:) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ.) .وقال: (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)؟وقال عليه الصلاة والسلام :"من عرف نفسه عرف ربه"... انك يا أخي مظهر للأسماء والصفات فالظاهر منها الحركة والسكون، والباطن منها هي الأحوال والأخلاق.
واعلم أن الصفات ليست أجسام ولا أعراض ولا جوهر لأنها في النهاية منسوبة إلى الذات، والذات كما علمت ليست جوهرا ولا جسماً ولا عرضاً. ولكن الأفعال الصادرة من تجلياتها المختلفة وشئونها المتواترة لها صور بحسب المظهر المخرج لها في الحييز، وهذه الصور احتجبت عن البصر . فالقدرة احتجبت بالمظاهر، والإرادة بالخواطر، واحتجب الكلام بالحروف وتركيب الكلمات والأصوات وتنوع دلالاتها، كما احتجبت الحياة بالذات لعدم مفارقتها لها، كما احتجب العلم لشدة شموله واحاطته بالمعلوم، والسمع والبصر احتجبا لشدة ظهورهما في الكائنات.
والصور المشار إليها أي الصادرة من الأحوال المتواترة عليك منك واليك كيفما صدرت وحيثما صدرت تبقى ظاهرة لعوالم الأنوار والأرواح كل بحسب اختصاصه جمالا وجلالا. وهنا مِن مَن كشف عليهم من العباد فيشاهدون ذلك جلياً. يرون الشخص يعرفونه ثم ينقلب على صورة حيوان بحسب ما يمثله من صورة فعله. إن نشأت العوالم هي التي تحكم في دوائر نشاطاتها علما بأن كل ذلك راجع لأصل واحد لا يتحيز ولا يتجزأ وقدسيته تمنع عنه الأضداد السلبية.
اقرأ معي قوله تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(.. هلا انتبهت بأن فاعل أنعم ظاهر وهي التاء في (أنعمت)، وأما المغضوب عليهم فلم يظهر الفاعل. هكذا يعلمنا القرآن الأدب مع الحضرة الإلهية، فلا نترك خواطرنا تعبث لتجرفنا في أطون الشبهات والرخص بالأوامر، والتقليل من شأن النواهي. ولا نترك أفكارنا تتشتت لتسبح في آفاق الشك والوهم والخيال المنحرف، ولنحصرها حول آيات الله وكلماته ونتدبر تجليات أسماءه وصفاته، ونعيش آثار قدرته ونعظم حسن بدائعه ومقتضيات كمالات مظاهره.
كما لا نترك لقلوبنا أن تخلد في ظلام الغفلة وثقل الصدأ والران وعبث الشياطين، ولنحصر مسارات جميع هذه الصفات في دوائر أنوار الهدى ومحيط حدود الشريعة حتى نشهد تقلباتها في التجلي والصفة والاسم وتنزلات كل ذلك بحسب الشئون في مظاهرها ومراتبها ومقاماتها ودرجاتها بما تستحقه مقتضيات الكمال . وهذه المعاني قد تتسابق في الفهم فتتقدم وتتأخر بعضها عن بعض بقدر استيعاب استعداداتك الذاتية وبقدرة تصفيرك لها وسنفرتها، لأن المرايا غير المصقلة لا تظهر الصور على حقيقتها فتأتي بها مشوهة بقدر ما في المرايا من صدأ.
أخي المريد الصادق: عندما تقرر الوصول إلى الله يجب عليك أن تبدأ بنفسك وتراقب ما ذكرنا لتدرك انه ليست بينك وبينه مسافة تقطعها لتصل إليه، بل هو أقرب إليك من حبل الوريد . فيصبح معنى وصولك إليه هو وصولك إلى معرفته. والأبواب هنا تسمى الخوف والرجاء والمحبة والشوق ومفاتيحها مداومة الذكر والفكر وفعل الخير والعمل الصالح المبني على صدق النية، والعلم بما تعمل، وليكن ذلك إتباعا لما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وذكرت لك هذه الأبواب الأربعة دون غيرها لأن المحبة والشوق تقودانك إلى التمسك بالذكر حتى تجد له حلاوة، والخوف يجعلك تحافظ على الأوامر والنواهي بإخلاص والرجاء يرفع همتك فيقودك إلى محبة النوافل من الأعمال والورع والتوكل والقناعة والزهد.
قال تعالى: (قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) .
يقول رحمته وسعت كل شيء، وانه يكتبها للذين يتقون، والتقوى هي إتباع الأوامر واجتناب النواهي مطلقا، ثم يؤتون الزكاة وهي صرف الجوارح في طاعته، ثم والذين هم بآياتنا يؤمنون، وهنا اشترط الأيمان بجميع آثار قدرته بمعنى التخلق بأسمائه وصفاته والتحقق بها، والناس في ذلك على مستويات ودرجات متعددة. فهلا تنافست مع القوم أخي المريد الصادق؟
وقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(..يقول أجيب دعوة الداع اذا دعان شريطة أن يستجيبوا لما دعوتهم إليه من الإخلاص في العبادة والإيمان بأحديتي وواحديتي وأولوهيتي وربوبيتي وبجميع مقتضيِات الكمال الذاتيِ.
تعليقا على أخي المريد الصادق 2
سأل أحد المحبين الشيخ قائلاً: (سيدي أبو الأنوار/ اسمح لي بعدة أسئلة:
1 - قولكم"من مستلزمات.."فهل هذه مستلزمة واحدة للحياة التعبدية فما باقي المستلزمات أعاننا الله عليها.
2- قولكم"الحياة التعبدية"فهل هناك حيوات أخرى؟ وما هى سمات الحياة التعبدية؟ وهل المقصود بها الحياة الدنيا؟.
3- قولكم"ومن أجلها أوجدك الله"فهل هذا معنى قوله تعالى"وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون"أم أن الإيجاد غير الخلق وما معنى كلمة يعبدون إذا في الحياة التعبدية؟.
4- قولكم :"مرتبة الربوبية"هل تقصد أن"رب العالمين"مرتبة وليست اسما لذات الله؟.
5 - قولكم :"أقريت لها بالتذلل والخضوع والاستسلام"هل هذه الثلاثة هي مظاهر الإقرار فقط أم أن الأقرار له مظاهر أخرى ومقتضيات؟.
6 - قولكم :"عوالم الغيب"هل الغيب له عوالم أليس هو عالم الغيب والشهادة؟ 7.
- قولكم :"قبل خلق أبيك آدم "كيف تكون العبودية مقرة للربوبية وآدم لم يخلق بعد؟ ومن أقر لمن؟.
8 - قولكم : هذه المرتبة من مراتب"الذات العلية" تعيدنا للسؤال الرابع هل الذات لها أكثر من مسمى بمعنى الذات العلية والذات الرحيمة والذات القديرة أم أن الأسماء لا تلتصق بالذات وإنما هي تجلى لها؟.
9 – قولكم "لا رب بدون عبد" من السهل سيدي أن نفهم أنه "لا عبد بدون رب"ولكن لا رب بدون عبد تعيدنا إلى السؤال الأول معنى أن العبودية مستلزمة من مستلزمات الربوبية وتعلم كيفية التعامل مع الربوبية من مستلزمات العبودية فهل هذا فهم صحيح؟.
10 - قولكم"مراعاة حقوقها"هل للربوبية حقوق غير العبادة المعروفة بالأركان الخمسة؟.
11 - قولكم"أبجديات حقائقها "كلمة أبجديات تعنى أنها ضرورة لا غنى عنها فما هي تلك الحقائق؟.
12 - قولكم"نميز الأسماء والصفات"ثم"تقتضيها" سيدي من الجائز للفقراء مثلي أن يقرأوا أو يتلو ن اسماءا وصفاتا أو يقتربوا من معرفة مظهرها لكن "أن نميزها"هذه قوية من يستطيع أن يميز الظاهر من الباطن أو الأول من الآخر وكيف له ذلك فما بالك بمعرفة ما تقتضيها؟.
أخيرا أعذروني أخوتي على الإطالة وذلك في الفقرة الأولى ولعل الصمت كان خيرا لي من إظهار جهلي الذي ستره اللهم ربنا على، وسؤ أدبي جرني للكلام.
فأجاب الشيخ قائلا: ردا على أسئلة الأخ طارق عبد النبي حول مقال :المريد الصادق (2)
ج- إن مستلزمات الحياة التعبدية كثيرة ولذلك اخترنا أبرزها وهو التعامل مع مرتبة الربوبية، لأنها مصدر دوائر الأمر والنهي ظاهرا وباطنا، وأما المستلزمات التعبدية الأخرى فإنها تدور في منازل الإحسان وما فوق دوائر الأمر والنهي وهي للخواص وخواص الخواص من مؤمنين ومتقين وأوابين وشاكرين وأبرار ومقربين.
ج- والسؤال هل هناك حياة أخرى؟ أقول نعم إن للحياة طبقات في مظاهر متعددة، وعند التفصيل نجد الحياة المعرفية هي غير الحياة الحيوانية، ألا ترى رسول الله صلى الله عليه يقول :"موتوا قبل أن تموتوا".. ويقول مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت".. وقال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)..وقال: (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ).
إن الموت الحقيقي هو مرتبة من مراتب الحياة لأنه انتقال من الجهل إلى العلم، ومن الكثافة إلى اللطافة، من الموت إلى الحياة، عندما يميت الله من نفس الإنسان هواه وغفلته وشهوته يصير حياً بقلبه ويتنور عقله وبصيرته ولبه وفؤاده بحيات الحق ونوره، حينها يرتفع السالك إلى التعامل مع العوالم الروحية والأروحية والنورانية والبرزخية والنفسانية . كلها عوالم من أقسام الحياة المتعددة بجانب عوالم الحيوان والطيور والحشرات والجراثيم والفيروسات والجمادات وهلم جرا.. كلها حية بحكم أنها تسبح خالقها، قال تعالى:"إن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"..
وعملا بهذه الحقائق وجب على السالك أن يعطي هذه جميعها حقها سلبا وإيجابا كلما تسنح له الفرصة بذلك. هل هيئت نفسك للدخول في دوائر هذه العوالم؟ وقد لا تستشيرك الأحوال عندما تزج بك في بحور التخلق والتحقق.
وأما معني يعبدون في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) جاء فيها لابن عباس رضي الله عنهما يعبدون أي يعرفون. ولذلك لإزالة التوهم بأن الله في حاجة إلى عبادة خلقه وهو القائل: {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } .. ولا يمنع ذلك من مفهوم العبادة على أنها ما يؤديه المكلف من أعمال تقربا إلى الله وتعظيما وتمجيدا وطاعة .
كما يدخل في العبادة التوحيد بالقلب، والتجريد بالسر، والتفريد بالقصد والخضوع بالنفس، والاستسلام للحكم.
من هنا تكون العبادة وسيلة ترفع الناس إلى مراتب الإنسانية وهي شكلا وموضوعا، وان شئت قل شبح وصور وحقيقة وفي كل هذه المجالي درجات يتخطاها الإنسان على قدر ما هو عليه من الإتباع والتخلق والتحقق، قال تعالى:"وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ".. وقال: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ"
ثانيا- نعم إن الربوبية مرتبة من مراتب الذات ولا يمكن إطلاقاً أن تكون اسما للذات، ومجرد من كونها ملازمة للعبودية ينتفي إطلاقها للذات الصرفة التي لا حاجة لها لأي ممكن من جميع الوجوه.
وأما الإقرار بالربوبية فما هي إلا حقيقة الإسلام لقوله تعالى:"فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".من هنا يظهر لك أن كل مقامات الدين ومنازلها وتبعاتها فطر الناس عليها سلباً وإيجاباً..(مع الأخذ بالاعتبار الأدب مع الحضرة الإلهية عند إطلاق النسب).
ج- نعم إن للغيب عوالم لا حصر لها. وبالجملة هي كلما هو معلوم بالعين ظاهر الحكم والأثر فهو غيب. مثال ذلك غيب الهوية والإطلاق أو الصرافة والغيب المضاف ونقصد به عالم العقول وغيب عالم البرزخ الخ.
وأما كون جاء مفرد في قوله: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ}.. فيعني أنه يعلمها غيباً وشهادة وكلها شهادة عنده. ألا تر كيف جاء بالأسماء والصفات الذاتية بعد كونه عالم الغيب والشهادة فقال: الكبير المتعال،العزيز الرحيم، الرحمن الرحيم العزيز الحكيم، والحكيم الخبير.
إن عزته وكبره ورحمانيته وتعاليه وحكمته وخبرته لا تترك مجال لغيب ما. لأن كل ما تعدد فهو من دوائر الممكن. أفهم
فالإنسان والحيوان والنبات والجمادات جميعها من عالم الشهادة في ظاهرها وغيوب في بواطنها، ولذلك قسم الله العالم بين ظاهر وباطن، وغيب وشهادة، وحس ومعنى، وملك وملكوت، فهذه كلها درجات من الغيب والشهادة. بل كلها كانت غيباً قبل أن تكون شهادة وبعضها يرجع إلى غيبه ومنهم من هو غيب في شهود ومن هو شهود في غيب، وماذا نسمي تلك العوالم التي لا يكشفها إلا المجهر كالفيروسات؟ ومنها لا تظهر حتى بالمجهر كالاشعاعات، هل هي غيب أم شهادة؟.
ج- ارجع للرد حول عالم الغيب والشهادة تجد أن أقرار العبودية للرب لا علاقة له بخلق آدم فالغيب عند الله شهادة، واسمع قوله تعالى:(قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ). وقال:(و أُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ).يظهر لك أن أول العابدين للربوبية؛ وأول المستسلمين لها هو الفاتح لما أغلق وليس المخلوق على صورته.
ج- وأما مراتب الذات فلا حصر لها ويمكن الإشارة إلى أمهاتها، والعارفون كل بما أوتي من كشف واستدلال وفهم في كتاب الله المبين وسنة رسوله الأمين دار حول مراتب الوجود من حيث أن واجب الوجود تكون هويته وصرافته وإطلاقه كلها مراتب ذاتية؛ ثم الوجود الساري والربوبية والمالكية والصفات النفسية والأسماء الجلالية والجمالية والفعلية ثم بعده عوالم الامكان كل هذه مراتب حقيقة وخلقية تنزلات ومجالي ولكل ذي حق حقه.
ج- جاء رده فيما سبق
ج-إن الأركان الخمسة ما هي إلا جزء قليل من حقوق الربوبية إذ أنها لا تمثل إلا أعمال الجوارح وقال فيها جل شأنه: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا).. فالمساجد هي ما يسجد بها الإنسان اليدين وزراعيها والساقين وركبتيها وقدميها والوجه وما يحتويه . وكل دوائر أركان الإسلام هي في المساجد ظاهرها وباطنها.
وأما الأيمان وهو من أعز حقوق الربوبية بما له من منازل باطنة والإحسان وماله من سبح في سماء الروح كل ذلك يدخل إلى النفس الرحماني عن طريق إدارة ومراقبة المالكية وبوابة الربوبية وسعة الرحمانية وجمعية الألوهية.
من هنا تدرك إقرارك لها روحاً قبل أن تكون جسماً، وغيباً قبل أن تكون شهادة، وباطناً قبل أن تكون ظاهراً، ومعنا قبل أن تكون حساً، وملكوتا قبل أن تكون ملكاً، والسلام
***







رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الصادق, المريد, أخي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

Flag Counter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
  تصميم علاء الفاتك
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97