اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد بسم الله الرحمن الرحيم

🌹كل عام وانتم بخير 🌹شهر رمضان المعظم 🌹كل العام وانتم بالف خير ءامين🌹 تهنئة بمناسبة شهر رمضان المعظم

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمد _ كتاب بوارق الحقائق لطاهر الأنفاس سيدى الرواس اضغط هنا للقراءة كتاب بوارق الحقائق


العودة   منتدى شبكة الصوفية > ساحة التجليات الصوفية > دروس العرفان


تلاوة وتدبير 1 - نقلا عن سيدى ابو الانوار

دروس العرفان


 
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-2019, 07:10 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

البدوي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 16
تم شكره 31 مرة في 28 مشاركة
المنتدى : دروس العرفان
افتراضي تلاوة وتدبير 1 - نقلا عن سيدى ابو الانوار

بسم الله الرحمن الرحيم
تلاوة وتدبر (1)
قال تعالى: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا*وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * َولَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا "النساء66,67,68.
ماجاء في التفاسير من فهم لهذه الآية الكريمة لا يشفي غليل من تدبرها عن قرب واستشف معانيها.
لأن كل التفاسير دارت حول ما أسموه تفاخر بين الصحابي الجليل ثابت بن قيس وأحد سكان المدينة من اليهود.
وهو أنه لما نزلت هذه الآية قال اليهودي للصحابي ثابت: لقد كتب علينا أن نقتل أنفسنا ففعلنا بالمدي والسيوف حتى بلغ عدد القتلى سبعون الف. وعندما بلغ الخبر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن من أمتي لرجال الإيمان في قلوبهم أثبت من الجبال الرواسي".
لا يستقيم ما جاء في تفسير هذه الآية وقوله تعالى :ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيا* وقوله وإذا لهديناهم صراطا مستقيما* كيف يقتل الانسان بالسيف وبعد ذلك يكون له أشد تثبيتا . ويهديه الله صر اطا مستقيما؟ ونحن نعتقد أن الإنسان لا عمل له بعد الموت ؟
فالمفهوم عندي لهذه الآيات وهي من أعظم الدروس في سبيل تحقيق معاني الإسلام والإيمان والإحسان.
أولا لما أمر موسى عيه السلام قومه بقوله : "أقتلوا أنفسكم " كان يريد منهم أن يجردوها من حولها وقوتها ويخلصوها من ريبتها وشكها وميولها الى الشبهات والرزيلة والشهوات الذميمة. ولم يأمرهم بذبح رقابهم بالمدي والسيوف.
وهنا علينا بمعرفة شيء من معاني كلمة( نفس) ولو أن لها تعريفات كثيرة.
لما يشار اليها بالنفس الكلية يعنوا بها تلك المنبثقة من النفس الرحماني الذي هو مصدر الكائنات جميعها. ففي قوله تعالى: أربع مرات في سورة النساء الآية 1 وفي الأنعام الآية 98 وفي الأعراف 189 وفي الزمر الآية2. تشير جميعها الى حقيقة سيد الوجود وليست الى أبينا آدم كما حكت التفاسير.
لأنه عليه الصلاة والسلام القائل: إن الله خلق نوري ومن نوري خلق كل شيء" أما خطابه تعالى للناس في " يا أيها الناس " فالناس هم الإنسان والله جل جلاله في جميع الصحف والكتب السماوية كان يخاطب البشر بقوله " يا بني آدم. ولم يخاطب البشرية بقوله " يا أيها الناس الا في القرآن المبين إكراما لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
وأما قوله تعالى وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ " فالزوجية هي لابد منها من كل شيء سواء كان من عالم الأمر أو من عالم الخلق لقوله تعالى: وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " الزاريات49
وأما قوله تعالى رجالا كثيرا ونساء فالرجال هم الصادقون مع الله بوفاء العهود. وهم الذين طهرهم ربهم من العيوب ونزههم من كل ريب حتى كمل فيهم الإسلام ظاهرا وباطنا, والإيمان بكل تشعباته والإحسان بمراتبه فلم يشغلهم عن الله شيء. وهنا تدرك أن الرجال تعني صنف إنساني ذكرا كان أو أنثى..
و النساء هنا في مقابل الرجال فإن كان الرجال هم من صلح من الناس ذكرا كان أو أنثي فالنساء هم من خبث من الناس أنثى كانت أم ذكر. كما جاء في قوله تعالى: وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ". فالمراد بالنساء هنا هي النفوس الأمارة بالسوء والا فماذا نفعل بأحكام الزنا بعد أن يشهد عليها أربعة عدول؟ نمسكهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا؟
وكذلك النفس تعرف على أنها لطيفة ضمن لطائف الإنسان الخمس وهي معدن الصفات الذميمة . ومن كونها مخلوقة من الملكوت السفلي وهم أمارون بالشر ومن طبعهم التمرد والإباء والإستكبار.
مما يجعلها لطيفة ربانية تميل الى النقص . و مبنية على الرغبة والرهبة والشهوة والغضب والحدة والشك والغفلة والوهم.
والنفس كالسمكة لا تعيش الى على البحار وبحر النفس الدنيا ومائها الهوى . فمجرد ما تخرج من هذه البيئة تموت وذلك تحقيق قوله عليه الصلاة والسلام" موتوا قبل أن تموتوا"
وفي قوله تعالى: وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ". لأن النفس بطبعها تأبى العبادة وتحرض ضدها ولذلك عرف البعض العبادة بأنها مخالفة النفس وهواها. وهي الحجاب بين العبد وربه ولذلك بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام" من عرف نفسه عرف ربه".
لنرجع الآن لما نحن بصدده.
إن الله الحكيم الخبير يعلم ما في عباده من ضعف فقال إنه لو كتب عليهم أن لا يكونوا مسلمين إلا بعد أن يتخلصوا من هوى أنفسهم ونزواتها ورغباتها لم يدخل الاسلام الا القليل منهم فترك الأمر لمحض التوفيق.
ولكنه أخبر بأنه لو فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا لعقيدتهم وصدقهم في التوجه اليه " وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما و لهديناهم صراطا مستقيما. لأنهم قتلوا أنفسهم بسيف المخالفة وأخرجوها من بيتها وما بيت النفس الا شهواتها وميولها للملذات والتباهي والهوى. وعندما يتخلص من كل ذلك يبدأ في السير نحو المقامات التي قال فيها الله تبارك وتعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" المائدة93.
هنا تكون حال العبد كما قال أبينا إبراهيم عليه السلام: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
كثير من يقولها في صلاته كما أن كثير منا يقول:" صلوا صلاة مودع". دون أن تتحقق فيه الصفة . فالمودع ميت ومن قال إن صلاته ونسكه ومحياه ومماته كلها لله إذا هو ليس بموجود إنه جميعه لله بالله في الله الى الله فيكون قد قتل نفسه بإرادته وأخرجها من دارها فيثبته الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. ويضل الذين ظلموا أنفسهم بتركها تسير على هواها لإشباع رغباتها.
فعندما يقتل الإنسان نفسه يتجلى له الحق في مجلى الربوبية والواحدية فيسمع قوله:" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ *وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "يفنى العبد ويبقى الرب.
وأحيانا يغيب فتتجلى له الألوهية فيسمع قوله تعالى: وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. والضمير في وجهه عائد للشيء فالألوهية تقول لك أنت موجود لكنك بها لست بذاتك .
فهذه المجالي تزيد الإنسان رسوخا وثباتا في الدين لتحققه بمعانيه وهي الخضوع والإنكسار والطاعة والخشوع فيهديه الله الى الصراط المستقيم .
وتتحقق فيه الآية:" أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون" والكافرون هنا تعني المحجوبون عن الله أولئك الذين يعبدون الله من وراء حجابَ.
أبو الأنوار
.



بسم الله الرحمن الرحيم
تلاوة وتدبر (1)
قال تعالى: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا*وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * َولَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا "النساء66,67,68.
ماجاء في التفاسير من فهم لهذه الآية الكريمة لا يشفي غليل من تدبرها عن قرب واستشف معانيها.
لأن كل التفاسير دارت حول ما أسموه تفاخر بين الصحابي الجليل ثابت بن قيس وأحد سكان المدينة من اليهود.
وهو أنه لما نزلت هذه الآية قال اليهودي للصحابي ثابت: لقد كتب علينا أن نقتل أنفسنا ففعلنا بالمدي والسيوف حتى بلغ عدد القتلى سبعون الف. وعندما بلغ الخبر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن من أمتي لرجال الإيمان في قلوبهم أثبت من الجبال الرواسي".
لا يستقيم ما جاء في تفسير هذه الآية وقوله تعالى :ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيا* وقوله وإذا لهديناهم صراطا مستقيما* كيف يقتل الانسان بالسيف وبعد ذلك يكون له أشد تثبيتا . ويهديه الله صر اطا مستقيما؟ ونحن نعتقد أن الإنسان لا عمل له بعد الموت ؟
فالمفهوم عندي لهذه الآيات وهي من أعظم الدروس في سبيل تحقيق معاني الإسلام والإيمان والإحسان.
أولا لما أمر موسى عيه السلام قومه بقوله : "أقتلوا أنفسكم " كان يريد منهم أن يجردوها من حولها وقوتها ويخلصوها من ريبتها وشكها وميولها الى الشبهات والرزيلة والشهوات الذميمة. ولم يأمرهم بذبح رقابهم بالمدي والسيوف.
وهنا علينا بمعرفة شيء من معاني كلمة( نفس) ولو أن لها تعريفات كثيرة.
لما يشار اليها بالنفس الكلية يعنوا بها تلك المنبثقة من النفس الرحماني الذي هو مصدر الكائنات جميعها. ففي قوله تعالى: أربع مرات في سورة النساء الآية 1 وفي الأنعام الآية 98 وفي الأعراف 189 وفي الزمر الآية2. تشير جميعها الى حقيقة سيد الوجود وليست الى أبينا آدم كما حكت التفاسير.
لأنه عليه الصلاة والسلام القائل: إن الله خلق نوري ومن نوري خلق كل شيء" أما خطابه تعالى للناس في " يا أيها الناس " فالناس هم الإنسان والله جل جلاله في جميع الصحف والكتب السماوية كان يخاطب البشر بقوله " يا بني آدم. ولم يخاطب البشرية بقوله " يا أيها الناس الا في القرآن المبين إكراما لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
وأما قوله تعالى وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ " فالزوجية هي لابد منها من كل شيء سواء كان من عالم الأمر أو من عالم الخلق لقوله تعالى: وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " الزاريات49
وأما قوله تعالى رجالا كثيرا ونساء فالرجال هم الصادقون مع الله بوفاء العهود. وهم الذين طهرهم ربهم من العيوب ونزههم من كل ريب حتى كمل فيهم الإسلام ظاهرا وباطنا, والإيمان بكل تشعباته والإحسان بمراتبه فلم يشغلهم عن الله شيء. وهنا تدرك أن الرجال تعني صنف إنساني ذكرا كان أو أنثى..
و النساء هنا في مقابل الرجال فإن كان الرجال هم من صلح من الناس ذكرا كان أو أنثي فالنساء هم من خبث من الناس أنثى كانت أم ذكر. كما جاء في قوله تعالى: وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ". فالمراد بالنساء هنا هي النفوس الأمارة بالسوء والا فماذا نفعل بأحكام الزنا بعد أن يشهد عليها أربعة عدول؟ نمسكهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا؟
وكذلك النفس تعرف على أنها لطيفة ضمن لطائف الإنسان الخمس وهي معدن الصفات الذميمة . ومن كونها مخلوقة من الملكوت السفلي وهم أمارون بالشر ومن طبعهم التمرد والإباء والإستكبار.
مما يجعلها لطيفة ربانية تميل الى النقص . و مبنية على الرغبة والرهبة والشهوة والغضب والحدة والشك والغفلة والوهم.
والنفس كالسمكة لا تعيش الى على البحار وبحر النفس الدنيا ومائها الهوى . فمجرد ما تخرج من هذه البيئة تموت وذلك تحقيق قوله عليه الصلاة والسلام" موتوا قبل أن تموتوا"
وفي قوله تعالى: وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ". لأن النفس بطبعها تأبى العبادة وتحرض ضدها ولذلك عرف البعض العبادة بأنها مخالفة النفس وهواها. وهي الحجاب بين العبد وربه ولذلك بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام" من عرف نفسه عرف ربه".
لنرجع الآن لما نحن بصدده.
إن الله الحكيم الخبير يعلم ما في عباده من ضعف فقال إنه لو كتب عليهم أن لا يكونوا مسلمين إلا بعد أن يتخلصوا من هوى أنفسهم ونزواتها ورغباتها لم يدخل الاسلام الا القليل منهم فترك الأمر لمحض التوفيق.
ولكنه أخبر بأنه لو فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا لعقيدتهم وصدقهم في التوجه اليه " وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما و لهديناهم صراطا مستقيما. لأنهم قتلوا أنفسهم بسيف المخالفة وأخرجوها من بيتها وما بيت النفس الا شهواتها وميولها للملذات والتباهي والهوى. وعندما يتخلص من كل ذلك يبدأ في السير نحو المقامات التي قال فيها الله تبارك وتعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" المائدة93.
هنا تكون حال العبد كما قال أبينا إبراهيم عليه السلام: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
كثير من يقولها في صلاته كما أن كثير منا يقول:" صلوا صلاة مودع". دون أن تتحقق فيه الصفة . فالمودع ميت ومن قال إن صلاته ونسكه ومحياه ومماته كلها لله إذا هو ليس بموجود إنه جميعه لله بالله في الله الى الله فيكون قد قتل نفسه بإرادته وأخرجها من دارها فيثبته الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. ويضل الذين ظلموا أنفسهم بتركها تسير على هواها لإشباع رغباتها.
فعندما يقتل الإنسان نفسه يتجلى له الحق في مجلى الربوبية والواحدية فيسمع قوله:" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ *وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ "يفنى العبد ويبقى الرب.
وأحيانا يغيب فتتجلى له الألوهية فيسمع قوله تعالى: وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. والضمير في وجهه عائد للشيء فالألوهية تقول لك أنت موجود لكنك بها لست بذاتك .
فهذه المجالي تزيد الإنسان رسوخا وثباتا في الدين لتحققه بمعانيه وهي الخضوع والإنكسار والطاعة والخشوع فيهديه الله الى الصراط المستقيم .
وتتحقق فيه الآية:" أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون" والكافرون هنا تعني المحجوبون عن الله أولئك الذين يعبدون الله من وراء حجابَ.
أبو الأنوار
.







رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

Flag Counter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
  تصميم علاء الفاتك
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97