الصلاه الاميه لرؤيه الكمال الجاذبه لمحبه سيد الرجال
رسالة بخط الواسطة المعظم سيدي محمد بن العربي الدمراوي رضي الله عنه جوابا عن كتاب وجهه سيدنا رضي الله عنه إليه على يد صاحب الترجمة ، يخبره فيه بأنه رجع لعين ماضي بقصد قضاء ما أمره به، و أقام بها ثمانية عشر يوما مع محب سيدنا السيد الجيلاني بن التومي حامل هذه الرسالة إليه . و قد كشف الله له عن أسرار ، وشرح له في هذه الرسالة جلها مما يتعين كتمه على الخاصة من أحباب سيدنا رضي الله عنه فضلا عن العامة . و من جملتها صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم الموصلة لرؤيته عليه السلام يقظة و مناما ، مخبرا بأن هذه الرؤيا تسمى رؤية الكمال الجاذبة لمحبة سيد الرجال .
وها أنا أذكرها هنا بقصد نفع الإخوان أهل الصفا ، و أتحقق أنه لا ينتفع بها أهل الجفا . قال الواسطة المعظم رحمه الله في هذه الرسالة مخبرا للشيخ رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه و سلم أجازه في هذه الصلاة ، و هي :
( اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و نبيك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم تسليما .)
قال : تقرؤها خمسة و عشرين ألفا ، و تهدي ثوابها لروح النبي صلى الله عليه و سلم ، و تقول : يا رسول الله إني أقدم لك ما تعلم من جلال الله و عظمته ، و أسألك بالله أن تجيزني و تمدني في جميع ما أنا أتلوه من الأوراد و الأذكار و الصلوات عليك . و إني أقدم لك وجه الله و جلاله و عظمته أن لا تردني خائبا .
و تعتقد و تعلم في قلبك أنه أجازك و أمدك ، فتكون مجازا ممدودا في كل ما يخطر في قلبك .
ثم تقرأ الصلاة أيضا خمسة و عشرين ألفا بنية رؤيته صلى الله عليه و سلم ، فإذا رأيته رأيته ، و إن لم تره فإنه رآك ، و إذا رآك و أبصر نوره ذاتك فكأنك رأيته بنورك وبصرك .
و هذه الرؤيا تسمى برؤية الكمال الجاذبة لمحبة سيد الرجال . و من اليوم الذي يحصل لك هذا الخير و تفوز بهذا الكنز الكبير ، يتعلق قلبك بمحبته ، و تتوجه ذاتك كلها إلى محبته .
فإذا تعلق قلبك بمحبته حتى لم تجد عليه صبرا ، و تشتعل نار محبته في قلبك حتى تكون كالمحموم الذي يفقد عنه الأكل و يحرم عنه النوم ، تعلم أنك رأيته .