صفحة من كتاب حقائق التصوف للشيخ عبد القادر عيسى حول الحركة والتمايل في الذكر:<br>
<br>
أجاب العلاَّمة ابن كمال باشا لمَّا استفتي عن ذلك حيث قال: ما في التواجد إن حققتَ من حرج ولا التمايل إن أخلصتَ من باس فقمتَ تسعى على رِجْلٍ<br>
<br>
وَحُقَّ لمن دعاه مولاه أن يسعى على الراس..<br>
<br>
<br>
الرخصة فيما ذكر من الأوضاع، عند الذكر والسماع للعارفين الصارفين أوقاتهم إلى أحسن الأعمال، السالكين المالكين لضبط*<br>
<br>
أنفسهم عن قبائح الأحوال، فهم لا يستمعون إلا من الإله، ولا يشتاقون إلا له، إن ذكروه ناحوا، وإن شكروه باحوا، وإن وجدوه*<br>
<br>
<br>
صاحوا، وإن شهدوه استراحوا، وإن سرحوا في قربه ساحوا، إذا غلب عليهم الوجد بغلباته، وشربوا من موارد إرادته، فمنهم*<br>
<br>
من طرقته طوارق الهيبه وذاب، ومنهم من برقت له بوارق اللطف فتحرك وطاب، ومنهم من طلع عليهم الحِبُّ من مطلع القرب<br>
<br>
فسكر وغاب، هذا ما عنَّ لي في الجواب، والله أعلم بالصواب).و قال الفضيل بن عياض رضي الله عنه: (عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريقَ الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين. وكلما استوحشت من تفردك فانظر إلى الرفيق السابق، واحرص على اللحاق بهم، وغُضَّ الطرف عن سواهم، فإنهم لن يغنوا عنك من الله تعالى شيئاً، وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم فإنك متى التفتَّ إليهم أخذوك وعاقوك) ["المنن الكبرى" للشعراني ج1/ص4].