قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ». أخرجه البخاري (6406)، ومسلم (2694) في صحيحيهما.
و«سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ عز وجل، واصْطَفَاه اللهُ عز وجل لِمَلَائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ كما قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما أخرجه مسلم في صحيحه (2731).
قال ابن القيم رحمه الله في المنار المنيف (ص34): الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ: وَهِيَ تَفْضِيلُ «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» عَلَى مُجَرَّدِ الذَّكْرِ بِسُبْحَانَ اللهِ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً، فَإِنَّ مَا يَقُومُ بِقَلْبِ الذَّاكِرِ حِينَ يَقُولُ «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ» مِن مَعْرِفَتِهِ، وَتَنْزِيهِهِ، وَتَعْظِيمِهِ، مِنْ هَذَا الْقَدْرِ الْمَذْكُورِ مِنَ الْعَدَدِ أَعْظَمُ مِمَّا يَقُومُ بِقَلْبِ الْقَائِلِ «سُبْحَانَ اللهِ» فَقَطْ.
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله في العين (8/17):
وسُبحانَ اللهِ مدادَ كلماتِه من المَدِّ لا من المداد الذي يُكتَبُ (به)، ولكنَّ معناه على قَدْر كَثرتها وعَدَدها.