اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد بسم الله الرحمن الرحيم

🌹كل عام وانتم بخير 🌹شهر رمضان المعظم 🌹كل العام وانتم بالف خير ءامين🌹 تهنئة بمناسبة شهر رمضان المعظم

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمد _ كتاب بوارق الحقائق لطاهر الأنفاس سيدى الرواس اضغط هنا للقراءة كتاب بوارق الحقائق


العودة   منتدى شبكة الصوفية > ساحة الطرق الصوفية > رواق الطريقة التجانية > الفيضة التجانية


خَزَعْبَلَاتُ صُلَاحُ إِمْبَابَه....والرد عليها من ابو الانوار

الفيضة التجانية


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-23-2021, 10:18 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

البدوي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 16
تم شكره 31 مرة في 28 مشاركة
المنتدى : الفيضة التجانية
افتراضي خَزَعْبَلَاتُ صُلَاحُ إِمْبَابَه....والرد عليها من ابو الانوار

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
خَزَعْبَلَاتُ صُلَاحُ إِمْبَابَه:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ"
قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ".
۔ فِي العُمُومِ، أَنَا لَا أَرُدُّ عَلَى التَّفَاهَاتِ عَمَلاً بِقَوْلِ مَنْ قَالَ: إِذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلَا تُجِبْهُ، وَخَيْرٌ مِنْ إِجَابَتِهِ السُّكُوتُ".
وَلَكِنْ لَمَّا وَصَلَ الأَمْرُ عَلَى تَكْذيبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالشَّيْخُ التِّجَانِيُّ فَالسُّكُوتُ يَكُونُ مَعْصِيَةٌ، لِأَنَّ الذُّودَ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ صَلَاةُ اللَّهِ فَرْضُ عَيْنٍ.
فُوجِئْتُ وَفُجِعْتُ بِكِلَامٍ يُشْبِهُ لُغَةَ الطَّيْرِ٬ أُرْسِلَ إِلَيَّ مِنْ صَفْحَةِ صَاحِبِهَا يُدْعَى AhmedIsmail.
وَهُوَ مِنْ أَخَصِّ تَلَامِذَةِ المَدْعُوِّ صَلَاحُ إِمْبَابَة٬ وَهَذَا مَا نَشَرَهُ فِي صَفْحَتِهِ الخَاصَّةِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
" فَيْضَةُ السَّبْعُ المَثَانِي "
سَأَلْتُ سَمَاحَةُ الإِمَامِ مُجَدِّدُ العَصْرِ وَالذِّي لَا تَأْخُذُهُ فِي الحَقِّ لَوْمَةَ لَائِمٍ الحَفِيدِ الوَجِيهِ العَلَّامَةِ صَلَاحُ الدِّينِ التِّجَانِيِّ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ كَلِمَةِ المَكَانِي الوَارِدَةِ فِي جَوْهَرَةِ الكَمَالِ ؟ فَأَجَابَ سَمَاحَتُهُ بِقَوْلِهِ:
۔ هَذِهِ العِبَارَةُ (أَمْكِنَةُ المَكَانِّي) لَا تَصِّحُ مُعَنًّى وَلَا تَسْتَقِيمُ لُغَةً وَمَبْنًى بِأَيِّ حَالٍ وَبِأَيِّ تَفْسِيرٍ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ وَلَا تَتَحَمَّلُهَا أَيُّ لُغَةٍ دَارِجَةٍ٬ وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الكَلَامُ يَفْهَمُهُ جَمِيعُ العُلَمَاءِ مِنْ أَهْلِ الطَّرِيقَةِ فَلَيْسَ غَرِيباً وَلَا وَلِيدَ السَّاعَةِ بَلْ مُعْتَرِضٌ عَلَيْهِ مُنْذُ زَمَنٍ.
وَيَسْتَحِيلُ أَنْ تَكُونَ مِنَ إِمْلَاءِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْصَحُ العَرَبِ عَلَى حَضْرَةِ سَيِّدِي أَحَمَدِ التِّجَانِي رَضِيَّ اللَّهُ عَنْهُ٬ وَقَدْ رَاجَعْتُ جَمِيعَ شُرُوحِهَا هِي وَكَلِمَةُ (الأَسْقَمْ) مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ٬ فَأَشْفَقْتُ عَلَى مُقَدِّمِي الطَّرِيقَةِ وَعُلَمَائِهَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يُرْهِقُونَ أَنْفُسَهُمْ وَيَتَكَلَّفُونَ مَا لَا يُطِيقُونَ مِنْ تَعَسُّفَاتٍ نَحْوِيَّةٍ وَلُغَوِيَّةٍ مَعَ لِي أَعْنَاقُ اللُّغَةِ طَلَباً لِلْخُرُوجِ بِهَا مِنْ مَأْزِقٍ لَا مَحِيدَ عَنْهُ وَلَا مَطْمَعٌ مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعيدٍ فِي النَّجَاةِ مِنْهُ٬
بَلْ وَيَضَعُونَ التَّآلِيفَ الكَثِيرَةَ وَيَسْتَهْلِكُونَ الأَوْقَاتَ فِيمَا لَا طَائِلَ مِنْ وَرَائِهِ.
فَالكَلَامُ العَرَبِيُّ وَاضِحٌ وَصَرِيحٌ عِنْدَ أَهْلِهِ وَلَا يَحْتَمِلُ الكَلِمَاتَ التِّي لَا مُعْنَّى لَهَا.
وَأَعْتَقِدُ أَنَّهُ قَدْ آنَ الآوَانُ لِٱسْتِخْلَاصِ تِلْكَ الجَوْهَرَةُ الفَرِيدَةُ الكَرِيمَةُ البَلِيغَةُ الفَصِيحَةُ مِمَّا عَرَاهَا مِنْ تَحْرِيفٍ وَلَحْنٍ وَبِذَلِكَ تَعُودُ إِلَى سَالِفِ بَلَاغَتِهَا وَكَامِلِ رَوْنَقِهَا٬ وَتَسْتَقِيمُ أَلْفَاظُهَا وَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ الإِنْكَارَ عَلَيْهَا مِنْ أَيِّ وَجْهٍ.
فَبَعْدَ إِسْتَخَارَةِ اللَّهِ٬ وَإِذْنِ الشَّيْخِ التِّجَانِي رَضِيَّ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ إِسْتَبْدَلْنَا (أَمْكِنَةُ المَكَانِي) بِلَفْظَةٍ بَلِيغَةٍ مِنَ القُرْآنِ الكَرِيمِ (السَّبْعُ المَثَانِي) فَضَبْطُ المَظَاهِرِ وَالمَبَانِي هُوَ الطَّرِيقُ إِلَى نُورِ البَوَاطِنِ بِالمَعَانِي وَاللَّهُ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ وَالمُعِينُ عَلَيْهِ.
وَكَتَبَ الجَوْهَرَةَ إِلَى أَنْ قَالَ: (وَنُورُكَ اللَّامِعُ الذِّي مَلَأْتَ بِهِ كَوْنِكَ المَكْنُونِ فِي السَّبْعِ المَثَانِي) وَتَابَعَ إِلَى أَنْ قَالَ: (عَيْنُ المَعَارِفِ الأَكْرَمِ صُرَاطُكَ التَّامِّ الأَقْوَمِ) إِلَخْ...
۔ إِنَّ هَذَا الكَلَامُ الرَّكِيكُ لَا يُمْكِنُ بِأَيِّ حَالٍ أَنْ يَكُونَ صَادِرٌ مِنْ شَخْصٍ يَدَّعِي التَّصَوُّفَ٬ لِأَنَّ لِهَؤُلَاءِ القَوْمِ حِكْمَةٌ فِي اختيار الأَلْفَاظِ وَالعِبَارَاتِ وَلَهُمْ مُصْطَلَحَاتُهُمْ الخَاصَّةِ فِي التَّعْبِيرِ عَنْ مَجَالَاتِ هَذَا السَّرْحُ العَظِّيمُ.
مَثَلاً كَلِمَةُ " ضَبْطُ المَظَاهِرِ " لَمْ يَرِدْ عَلَى الإِطْلَاقِ فِي كَلَامِ العَارِفِينَ كَلِمَةُ مَظَاهِرٌ إلَّا مُشِيرَةً إِلَى الجَلَالِ وَالجَمَالِ وَالكَمَالِ وَهِي التَّجَلِّيَاتُ التِّي تَعْبُرُ بِهَا الأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ الإِلَهِيَّةُ وَلَيْسَ أَيْ تَجَلِّي إِلَّا عَبْرَ المَظَاهِرِ.
فَكَيْفَ إِسْتِبْدَالُ عِبَارَةُ"أَمْكِنَةُ المَكَانِي" التِّي أَنْكَرْتَهَا بِكَلِمَةِ السَّبْعُ المَثَانِي تَكُونُ ضَبْطُ المَظَاهِرِ؟...
مُنْذُ أَبِي الأُسُودِ الدُّؤُلِّي إِلَى سِيبَوِيه إِلَى بِنْ مَالِكٍ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا لَمْ نَجِدْ نَحَوِيًّا وَاحِداً إِسْتَعْمَلَ كَلِمَةُ "مَظَاهِرٌ" لَا فِي أَدَوَاتِ الرَّفْعِ وَلَا النَّصْبِ وَلَا الخَّفْضِ وَلَا وَلَا وَلَا...
وَالمَفْرُوضُ أَنْ يَكُونَ هُنَا إِنْتَهَى الحَديثُ عَنِ الخُزَعْبَلَاتِ…
أَوَّلاً: هَؤُلَاءِ العُلَمَاءُ الذِّينَ قُلْتَ فِيهِمْ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّفُونَ مَا لَا يُطِيقُونَ مِنْ تَعَسُّفَاتٍ نَحَوِيَّةٍ وَلُغَوِيَّةٍ أَلَخْ...
هُمْ عُلَمَاءٌ حَقاً عَرِفُوا مَعْنَى:لُغَةٌ عَرَبِيَّةٌ!
قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:
(لِكُلِّ آيَةٍ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ وَحَدٌّ وَمَطْلَعٌ)
وَقَالَ ﷺ:(أُعْطِيتُ القُرْآنَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ)
وَقَالَ ﷺ: (أُنْزِلَ القُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ) وَقَالَ ﷺ: ( العَرَبِيَّةُ لِسَانٌ )
٭ فَلَوْ تَدَبَّرْتَ مَعَانِي هَذِهِ العِبَارَاتُ الصَّادِرَةُ مِنَ المَعْصُومِ لَمَا سَقَطْتَ هَذِهِ السَّقْطَةُ المُدَّوِيَّةُ وَسَلَّمْتَ الأَمْرَ إِلَى أَصْحَابِهِ.
أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَدَأَتْ بِهِ اللُّغَةُ وَٱنْتَهَتْ إِلَيْهِ.
لِأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ٬ الرَّحْمٰنُ عَلَّمَهُ القُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ كَإِنْسَانٍ٬ ثُمَّ عَلَّمَهُ البَيَانَ.
وَلِذَلِكَ قَالٍ لَهُ ﷻ: ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ ﴿طه 114﴾
وَقَالَ: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانُكَ لِتَعْجَلَ بِهِ۞ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ۞ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ ﴿القيامة 16 ۔ 17 ۔ 18﴾
وَٱعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ اللُّغَةُ التِّي جَاءَ بِهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ مِنْ كَوْنِهِ رَسُولاً فِيهَا ثَلاثُ مِئَةٌ وسِتُّونَ كَلِمَةٍ٬ لَمْ يَنْطِقْ بِهَا أَهْلُ الأَرْضِ مُطْلَقاً قَبْلَ نُزُولِ القُرْآنِ تُسَمَّى الكَلِمَاتُ النُّورَانِيَّةُ٬ فَالحَبيبُ المُصْطَفَى ﷺ هُوَ الذِّي فَسَّرَهَا لِأَصْحَابِهِ، حَتَّى سَأَلَهُ الخَلِيفَةُ عُمَرُ بِنْ الخِطَابِ يَوْماً٬ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ وُلِدْتَ فِي نَفْسِ بِيئَتِنَا وَتَرَبَّيْنَا فِي نَفْسِ المَكَانِ٬ وَتَأْتِي بِكَلِمَاتٍ لَا نَفْهَمُهَا! قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَعَادَتِهِ فِي مُخَاطَبَةِ النَّاسِ بِمَا يَفْهَمُونَ: يَا عُمَرُ إِنَّهَا كَلِمَاتٌ كَانَ يَسْتَعْمِلُهَا جَدِّي إِسْمَاعِيلُ وَمَعَ الوَقْتِ نَسِيَّهَا النَّاسُ فَعَلَّمَنِي إِيَّاهَا المَلِكُ جِبْرِيلُ.
مِنْ هُنَا تَجِدُ هَؤُلَاءِ العُلَمَاءُ الذِّينَ إِعْتَدَيْتَ فِي حَقِّهِمْ يَتَعَامَلُونَ مَعَ الكَلِمَاتِ وَالحُروفِ بِتَأَنِّي يَعْبُرُونَ مِنْ ظَاهِرِهَا إِلَى بَاطِنِهَا٬ وَمِنْ بَاطِنِهَا إِلَى حَدِّهَا٬ وَمِنَ الحَدِّ إِلَى المَطْلَعِ وَلَا يَشُكُّونَ فِي شَيْءٍ مِمَّا وَرَدَ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ أَوْ الشَّيْخِ التِّجَانِيِّ يَتَعَامَلُونَ بِهِ كَمَا وَرَدَ دُونَ ٱلْتِفَاتٍ مَا دَامَتْ نُورَانِيَّتَهُمْ قَبَلَتْهَا.
فَأَنْتَ بُقَوْلِكَ هَذَا تُكَذِّبُ الشَّيْخُ التِّجَانِيُّ وَخُلَفَاؤُهُ جَمِيعُهُمْ٬ وَمِنْ هُنَا يَظْهَرُ أَنَّكَ لَا تَعْرِفُ الشَّيْخُ التِّجَانِيُّ.
هَلْ تَعْلَمْ مَا مُعَنَّى "القُطْبُ المَكْتُومُ"؟ لَوْ عَرَفَتَهُ لَمَا تَقَوَّلْتَ عَلَيْهِ أَبَداً لِأَنَّ دِيوَانَ الأَحْمَدِّيَّةِ الذِّي بَاطِنُهُ الشَّيْخُ التِّجَانِيُّ هُوَ حَضْرَةُ إِمْدَادٍ وَلَيْسَتْ حَضْرَةُ إِيجَادٍ.
وَعَلَى ذَلِكَ لَا يُخْفَى عَلَى أَصْحَابِ هَذِهِ الحَضْرَةِ مَا يَدُورُ فِي مُلْكِ الوَاحِدِيَّةِ مُلْكاً وَمَلَكُوتاً إِلَى أَنْ تَقُومُ السَّاعَةُ.
وَٱعْلَمْ إِنَّهُ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَغِيبَ الشَّيْخُ التِّجَانِيُّ عَنْ خُلَفَائِهِ بِأَيِّ حَالٍ وَخَاصَّةً عِنْدَمَا تُعْقَدُ " حَضْرَةُ الوَظِيفَةِ " لِأَنَّ بِهَا جَوْهَرَةُ الكَمَالِ.
وَمِنَ المُؤَكَّدِ أَنَّكَ لَا تَعَرِفُ مَتَى وَفِي أَيِّ مَكَانٍ جَاءَ فِيهِ الأَمْرُ لِلشَّيْخِ التِّجَانِيِّ لِأَوَّلِ مرَّةٍ يَقْرَأُ فِيهَا الوَظِيفَةُ وَمَاذَا تَعْنِي حَلَقَةُ الوَظِيفَةِ.
وَأَحْمُدُ اللَّهَ ﷻ أَنَّهُ دَعَانِي يَقَظَةً لَا مَنَاماً أَنْ نَلْتَقِي فِي المَكَانِ الذِّي أُمِرَ فِيهِ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ قِرَاءَةُ الوَظِيفَةِ٬ وَسَافَرْتُ وَأَصْحَابِي٬ وَجَلَسْنَا فِي المَكَانِ وَبِمُجَرَّدِ مَا أَكْمَلْتُ مَا أَمَرَنِّي بِهِ مَنْ ذِكْرٍ فِي تِلْكَ البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ حَضَرَ وَمَعَهُ جَمْعٌ مِنَ الأَحْبَابِ٬ وَشَهِدَ عَلَى ذَلِكَ أَحَدُ أَصْحَابِي٬ وَشَكَرْنَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ.
ٱعْلَمْ يَا صَلَاحُ٬ أَنَّ خُلَفَاءَ الشَّيْخِ لَا يَغِيبُ عَنْهُمْ أَبَداً٬ وَيُخَاطِبُهُمْ وَيَسْأَلُونَهُ وَيُجِيبُ٬ وَكَثِيراً مَا يَحْضُرُنَا فِي هَيْلَلَةِ الجُمْعَةِ وَالوَظِيفَةِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَعَهُ السَّادَةُ أُولُو العَزْمِ٬ وَالخُلَفَاءُ الرَّاشِدِينَ وَالشَّيْخُ التِّجَانِيُّ وَجَمْعٌ غَفِيرٌ مِنَ الصَّالِحِينَ وَيُشَاهِدُونَهُمْ الأَحْبَابُ٬ وَيَزِيدُ عَدَدُ الحَاضِرِينَ مَعَهُ وَيَنْقُصُ٬ وَلَكِنَّهُ يَحْضُرُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَخَاصَّةً فِي هَيْلَلَةِ الجُمْعَةِ يَحْضُرُ مَعَ أَوَّلِ لَفْظِ الجَلَالَةِ.
وَالوَظِيفَةُ لَمْ تَنْقَطِعْ أَبَداً فِي زَوَايَا الشَّيْخِ الذِّي إِنْتَقَلَ إِلَى البَرْزَخِ يَوْمَ الخَمِيسِ السَّابعِ عَشَرَ مِنْ شَوَّالٍ 1230المُوَافِقُ 1815 مِيلَادِي مِمَّا يَعْنِي أَنَّ الأَوْرَادَ اللَّازِمَةِ وَالوَظِيفَةِ وَهَيْلَلَةُ عَصْرُ الجُمْعَةِ مُسْتَمِرَّةٌ بِالتَّوَاتُرِ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ فَلَيْسَ هُنَاكَ مَجَالٌ لِقِيلٍ وَقَالْ.
٭ فَإِنْ كَانَ إِتِّصَالُهُمْ مُسْتَمِرٌّ مَعَنَا فِي هَذَا الزَّمَانِ السَّيِّئِ الذِّي جَمَعَ كُلَّمَا كَانَ سَبَباً فِي هَلَاكِ الأُمَمِ السَّابِقَةِ، فَكَيْفَ كَانَ حَالُهُمْ مَعَ الصَّالِحِينَ مِنَ الأَغْوَاثِ وَالأَقْطَابِ أَمْثَالِ الخَلِيفَةِ عَلِيُّ عِيسَى التَّمَاسِّينِي وَأَحْمَدُ العَبْدْلَاوِي٬ وَأَحْمَدُ سْكِيرْجُ وَصَاحِبُ الفَيْضَةِ إِبْرَاهِيمُ عَبْدُ اللَّهِ إِنْيَاسُ الكَوْلَخِيِّ وَخَلِيفَتُهُ أَحْمَدُ عَلِيُّ أَبُو الفَتْحِ اليَرْوَاوِي وَغَيْرُهُمْ كُثُرٌ.
كُلُّ هَؤُلَاءِ العُظَمَاءِ لَمْ يَنْهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَالشَّيْخُ التِّجَانِيُّ عَنْ خَطَئٍ فِي أَلْفَاظِ جَوْهَرَةِ الكَمَالِ؟ وَلَمْ يَكْتَشِفُوا شَيْئاً حَتَّى تَأْتِي أَنْتَ لِتُصَحِّحَ الخَطَأَ؟ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الجُرْأَةُ؟
وَأَنْتَ تَقُولُ لَمْ تَصْدُرْ هَذِهِ الصِّيغَةُ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ فَمَنْ الذِّي تَتَّهِمُهُ بِالكَذِّبِ عَلَيْهِ؟ الشَّيْخُ التِّجَانِيُّ رَضِيَّ اللَّهُ عَنْهُ أَمْ خُلَفَائِهِ الكِرَامِ؟ وَفِي أَيِّ زَمَنٍ حَصَلِ هَذَا التَّزْوِيرُ؟
طَبْعاً٬ لَيْسَتْ كُلُّ سُبْحَةٍ تِجَانِيَّةٍ كَمَا قَالَ الشَّيْخُ رَضِيَّ اللَّهُ عَنْهُ: " كَثِيرٌ مَنْ خَالَطَنَا٬ قَلِيلٌ مَنْ رَبِحَ".
ثَالِثاً تَقُولُ: "بَعْدَ أَنْ ٱسْتَخَرْتَ اللَّهَ وَأَذِنَ الشَّيْخُ التِّجَانِيُّ "!...
۔ كَيْفَ إِسْتَقَامَ عَنْكَ إِسْتَخَارَةُ اللَّهِ وَإِذْنُ الشَّيْخُ التِّجَانِيُّ؟ أَلَا تَخْجَلُ؟ أَنْتَ تَتَحَدَّثُ كَلَامُ العَوَّامِ "إِسْتَخَرْتَ اللَّهَ" جَاءَ إِسْمُ اللَّهَ مَفْتُوحاً٬ مِمَّا يَعْنِي مَظْهَرٌ جَمَالِيٌّ وَالشَّيْخُ التِّجَانِي مِنَ المَعْلُومِ أَنَّهُ جَلَالِيٌّ بِكَتْمِيَّتِهِ فَهَلَا جَاءَكَ الرَّدُّ عَلَى إِسْتَخَارَتِكَ مُبَاشِرَةً مِنَ الحَضْرَةِ التِّي إِسْتَخَرْتَهَا؟ هَكَذَا يَتَعَامَلُ الرِّجَالُ أَدَباً مَعَ الحَضْرَاتِ وَمَظَاهِرِهَا.
يَا صَلَاحُ٬ أَلَمْ يَخْطُرُ بِبَالِكَ أَنَّ مَا أَتَيْتَ بِهِ مِنْ جُمْلَةٍ لَا تَسْتَقِيمُ بَلْ فِيهَا قِلَّةُ أَدَبٍ مَعَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ٬ إِسْتَبْدَلْتَ "صِرَاطُكَ التَّامِّ الأَسْقَمِ" بِقَوْلِكَ "صِرَاطُكَ التَّامِّ الأَقْوَمِ".
٭ هَلْ تَعْلَمُ مَنْ هُوَ الصِّرَاطُ التَّامُّ الأَسْقَمُ؟ جَاءَ هُنَا صِفَةٌ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ٬ وَكَوْنِكَ فِي بِيئَةٍ لَا تَسْتَعْمِلُ العِبَارَةَ لَا يَعْنِي أَنَّهَا لَيْسَتْ عَرَبِيَّةٌ فَاللَّهْجَاتُ العَرَبِيَّةُ العِرْقِيَّةُ مِنَ الشَّرْقِ إِلَى الغَرْبِ تَجِدُ فِيهَا آلَافُ الكَلِمَاتِ التِّي لَا تُفْهَمُ لِأَهْلِ الشَّرْقِ وَالعَكْسُ صَحِيحٌ بَلْ حَتَّى الكَلِمَاتُ المُتَدَاوَلَةُ وَالمُتَعَارَفُ عَلَيْهَا تُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ أَمَاكِنِهَا مِثْلُ كَلِمَةُ "أَتَمَنَّى لَكَ" كُلُّ الشَّرْقِ العَرَبِيِّ يَسْتَعْمِلُهَا بَدَلاً عَنْ "أَرْجُو لَكَ" وَعَرَبِيًّا التَّمَنِّي يُقَالُ لِلشَّيْءِ الذِّي لَا يَحْصُلُ أَبَداً قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ٰۗ تِلْكَ أَمَانِيُهُمْ ۗ﴾ البقرة
وَقَالَ تَعَالَی: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَـٰئِكَ يَرْجُونَّ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ البقرةـ218
۔ وَهَكَذَا العَشَرَاتُ مِنَ الكَلِمَاتِ تُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ مَكَانِهَا وَأَصْبَحَتْ عَادِيَّةٌ.
وَعِبَارَتُكَ "الأَقْوَمُ" هَذِهِ جَعَلْتُهَا أَفَضْلُ تَفْضِيلٍ لِأَيِّ فِعْلٍ مِنَ الأَفْعَالِ؟ هَلْ تَعْلَمُ الإِشْكَالِيَّةُ التِّي أَدْخَلْتَ نَفْسَكَ فِيهَا؟ أَوَّلُهَا إِشْكَالِيَّةٌ فِي قَوَاعِدِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ التِّي تُدَافِعُ عَنْهَا.
وَالسُّؤَالُ: لَمَّا أَذِنَ لَكَ الشَّيْخُ التِّجَانِيُّ رَضِيَّ اللَّهُ عَنْهُ هَلْ هُوَ الذِّي إِخْتَارَ لَكَ الكَلِمَاتُ التِّي غَيَّرْتَهَا مِنَ أَلْفَاظِ الجَوْهَرَةِ أَمْ أَذِنَ لَكَ بِتَغْيِّيرِ مَا تَرَاهُ مُنَاسِباً؟ وَلَمْ تَقُلْ لَنَا أَكَانَ ذَلِكَ يَقَظَةً أَمْ مَنَاماً؟
إِعْلَمْ أَنَّ مَعْنَى الكَلَامِ العَرَبِيِّ لَا يَعْنِي إِطْلَاقاً أَنَّهَا لُغَةُ عِرْقٍ عُنْصُرِيٍّ قَوْمِيٍّ مِنَ البَشَرِ٬ إنَّ العَرَبِيَّ إِنَّمَا يَعْنِي: الكَامِلُ التَّامُّ المُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ أَوْ عَيْبٍ.
وَلِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى:﴿أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ أَيْ كَامِلاً تَامًّا لَيْسَ فِيهِ عَيْبٌ وَلَا نَقْصٌ بِأَيِّ حَالٍ.
وَمَعَ الأَسَفِ إِرْتَكَبَ المُفَسِّرُونَ خَطَأً يَتَمَاشَى مَعَ مُرَادِ اليَهُودِ لِجَعْلِ هَذَا الدِّينُ دِينٌ عِرْقِيٌّ عُنْصُرِيٌّ يُسَمَّى عَرَبٌ وَدِينُهُمْ الإِسْلَامُ٬ كَمَا لَهُمْ دِينُ قَبِيلَةُ بَنِّي إِسْرَائِيلَ وَإِسْمُهُ اليَهُودِيَّةُ. ونحن نعلم ان اليهودية والنصرانية ليست دين بأي حال انهما مجرد رسالات وإن الدين عند الله الإسلام فقط وكونهم يسمون معتقدهم الفاسد هذا دين ذلك شأنهم لأن التحريف صنعتهم.
وكَيْفَ يَسْتَقِيمُ المَفْهُومُ أن الاسلام دين عنصر قومي مَعْ قَوْلِهِ تَعَالَى:﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ سَبَأ۔28
وَإِنْ كَانَ المَقْصُودُ٬ العَرَبُ كَعِرْقٍ أَوْ عُنْصُرٍ فمَاذَا نَفْعَلُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ﴾ الرَّعْدَ 37
هَلْ يَعْنِي أُنْزِلَ القُرْآنُ عَمَلاً بِحُكْمِ العَرَبِ؟ الحُرُوبُ وَالقَتْلُ وَغَزْوِ بَعْضُهُمْ البَعْضِ وَوَأْدِ البَنَاتِ وَعِبَادَةُ هُبُلٍ وَاللَّاتِ وَالعُزَّى؟
٭ طَبْعاً هَرَبَ المُفَسِّرُونَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا: كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ الكُتُبَ عَلَى الرُّسُلِ السَّابِقِينَ بِلُغَاتِهِمْ أَنْزَلَ القَرَّانُ بِلُغَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَسَبَ الدِّينُ إِلَيْهِ مِنْ كَوْنِهِ عَرَبِيٌّ عِرْقاً.
وَالحَقِيقَةُ أَنَّ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ التِّي نَزَلَ بِهَا القُرْآنُ هِي لُغَةٌ أَبْرَزَهَا الحَقُّ مِنَ الغَيْبِ لِتَكُونَ حَامِلَةٌ لِكَلَامِهِ الذِّي لَيْسَ لَهُ حَرْفٌ وَلَا تَرْكِيبٌ وَلَا صَوْتٌ.
تَنَزَّلَ الحَقُّ مُتَجَلِّيًّا فِي مَرْتَبَةٍ مِنْ مَرَاتِبِهِ المُتَعَدِّدَةِ وَمِنْهَا الرَّحْمَانِيَّةُ فَقَالَ: ﴿الرَّحْمَنُ۞عَلَّمَ الْقُرْآنَ۞خَلْقَ الإِنْسَانَ۞ عَلَّمَهُ البَيَانَ۞﴾ الرحمن ۔1۔2۔3۔4
۔ فَالرَّحْمَانِيَّةُ أَخَصُّ أَسْمَاءُ الحَقِّ تَعَالَى هِي المَظْهَرُ الأَعْظَمُ وَالمَجْلَى الأَتَّمُ وَلِذَلِكَ إِسْتَوَى بِهَا عَلَى العَرْشِ مِمَّا يَعْنِي أَنَّهَا تُعَبِّرُ عَنْ ظُهُورِ الذَّاتِ فِي المَرَاتِبِ العَلِيَّةِ فَلَيْسَ لِلْذَّاتِ مُرَتَّبَةٌ خَاصَّةٌ بِالمَرَاتِبِ العَلِيَّةِ إلَّا الرَّحْمٰانِيَّةِ.
۔ وَالأُلُوهِيَّةُ أَعَمُّ لِأَنَّهَا مَظْهَرُ حَقٍّ وَخَلْقٍ وَالرَّحْمٰانِيَّةُ لِقَدَاسَتِهَا تَخْتَصُّ فَقَطْ بِمَا ٱنْفَرَدَ بِهِ الحَقُّ تَعَالَى مَنْ صِفَاتٍ ذَاتِيَّةٍ.
وَمِنْ هُنَا قَالَﷻ:﴿ قُلِّ ٱدْعُوا اللَّهَ أَوِّ ٱدْعُوا الرَّحْمٰنَ ۖ أَيًّا مَا تَدْعُوَا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى ٰۚ﴾ الإسراء۔110
وَحَتَّى تَتَبَيَّنَ لَكَ المَرَاتِبُ أُنْظُرْ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿الرَّحْمَنُ۞ عَلَّمَ الْقُرْآنَ۞ خَلْقَ الإِنْسَانَ۞ عَلَّمُهُ البَيَانَ﴾.
فَالرَّحْمَانِيَّةُ عَلَّمَتِ القُرْآنَ قَبْلَ خَلْقِ الإِنْسَانِ٬ وَالقُرْآنُ لَمْ يَصْدُرْ إلَّا وَهُوَ عَرَبِيٌّ٬ فَأَيْنَ الأَجْنَاسُ وَالقَبَائِلُ؟
وَالقَوْلُ بِأَنَّ الرُّسُلَ قَبْلَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسُّلَامُ أُنْزِلَتْ إِلَيْهِمْ الصُّحُفُ وَالكُتُبُ بِلُغَاتِهِمْ مُجَانِقاً لِلْحَقِيقَةِ لَمْ يَكُنْ دَقِيقاً عَلَى الإِطْلَاقِ.
لَمْ يُكَلِّمْ اللَّهَ رَسُولاً أَوْ نَبِيَّا إلَّا وَحْيًّا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلُ رَسُولًا٬ إلَّا مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَاطَبَهُ الحَقُّ دُونَ وَاسِطَةٍ.
وَعَلَى ذَلِكَ تَأْتِّيَهُمْ الرَّسَائِلُ سَوَاءً كَانَ وَحْيًّا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ٬ تَأْتِّيَهُمْ عَرَبِيًّا لِأَنَّ الحَرْفَ الهِجَائِيِّ عَرَبَيٌّ وَعَلَيْهِمْ مُخَاطَبَةُ أُمَمِهِمْ بِمَا يَفْهَمُونَهُ عَنْهُمْ.
وَالقَوْلُ بِأَنَّ السِّرْيَانِيَّةَ هِي لُغَةُ الخِطَابِ الأَوَّلِ خَطَأٌ وَهُوَ مِنْ صِنَاعَةِ أَهْلُ الكِتَابِ.
وَلُو كَانَ الحَديثُ هُنَا خَاصًّا بِالمَوْضُوعِ لَأَسْهَبْنَا فِيهِ.
رَابِعاً: تَقُولُ: (رَاجَعْتُ جَمِيعَ الشُّرُوحِ فَلَمْ أَجِدْ لِكَلِمَةِ أَمْكِنَةِ المَكَانِي هِي وَكَلِمَةُ الأَسْقَمِ٬ فَأَشْفَقْتُ عَلَى مُقَدِّمِي الطَّرِيقَةِ وَعُلَمَائِهَا وَهُمْ يُرْهِقُونَ أَنْفُسَهُمْ وَيَتَكَلَّفُونَ مَا لَا يُطِيقُونَ مِنْ تَعَسُّفَاتٍ نَحْوِيَّةٍ وَلُغَوِيَّةِ مَعَ لِي أَعْنَاقُ اللُّغَةِ طَلَباً لِلْخُرُوجِ مِنْ مَأْزِقٍ لَا مَحِيدَ عَنْهُ وَلَا مَطْمَعٌ مِنْ قَرِيبٍ وَلَا بَعيدٍ فِي النَّجَاةِ مِنْهُ)
۔ هَلْ عَلِمْتَ يَا صَلَاحُ أَنَّ سُكَّانَ مَنْ عُرِفَ بِالجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ عِدَّةِ لُغَاتٍ وَلَهْجَاتٍ؟ وَمِنْ نَبِيِّ اللَّهِ إِسْمَاعِيلُ إِلَى كِنْعَانَ كَمْ كَانَتِ البُطُونُ وَالقَبَائِلُ وَمِنْ كِنَانَةٍ إلى قُرَيْشٍ كَمْ كَانَتِ اللُّغَاتُ وَاللَّهْجَاتُ؟ وَلَمَّا جَاءَ سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ بِنْ عَبْدِ اللَّهِ بِنْ عَبْدِ المُطَّلِبِ بِنْ هَاشِمٍ مِنْ بُطُونِ قُرَيْشٍ المُنْتَمِيَةِ إِلَى كِنَانَةٍ يَسَّرَ اللَّهُ كَلَامُهُ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ فَقَالَﷻ: ﴿إِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴾ مريم۔97
وَقَالَ أَرْبَعُ مَرَّاتٍ فِي سُورَةِ القَمَرِ ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُّدَّكِرٍ﴾
وَالذِّكْرُ هُنَا لَيْسَ تَيْسِيرٌ لِلتِّلَاوَةِ وَالحِفْظِ وَفَهْمِ مَعَانِيهِ كَمَا جَاءَ فِي التَّفَاسِيرِ أَبَداً٬ الذِّكْرُ هُنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الذِّي يُسِّرَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ بِلِسَانِهِ العَرَبِيِّ المُبِينِ٬ وَتَجِدُ هَذَا الإِسْمُ لِرَسُولِ اللَّهِ فِي أَكْثَرِ مِنْ آيَةٍ أَبْرَزُهَا قَوْلِهِ تَعَالَى:﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ۞﴾ فَالذِّكْرُ وَالقُرْآنُ هُوَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ ﴿ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ ﴾ يس
وَهَلْ كَانَ المَلِكُ جِبْرِيلُ يُمْلِي عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَأْتِي بِهِ مِنْ آيَاتٍ مُنَجَّمَةٍ فُرْقَاناً مِنْ حَضْرَةِ الرُّبُوبِيَّةِ إمْلَاءٌ بِالحُروفِ وَالكَلِمَاتِ التِّي يُتْلَى بِهَا الكِتَابُ أَمْ يَسْمَعُهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَمَا قَالَ: "كَصَلْصَلَةِ الجَرَسِ" أَوْ "كَدَّوِيِّ النَّحْلِ"؟ وَعَلَيْهِ أَنْ يُخْرِجَهَا بِاللِّسَانِ العَرَبِيِّ المُبِينِ؟
مِنَ الأَخْطَاءِ التِّي نُعَانِي مِنْهَا هُوَ ذَلِكَ الفَهْمُ الخَاطِئُ القَائِلُ: لِفَهْمِ كَلَامِ اللَّهِ يَكْفِي أَنْ يَتَمَّكَنَّ الإِنْسَانُ مِنْ قَوَاعِدِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ مِنْ نَحْوٍ وَصَرْفٍ وَغَيْرِهَا مِمَّا جَعَلَهُمْ يَسْتَشْهِدُونَ بِالشِّعْرِ الجَاهِلِيِّ لِتَبْرِيرِ بَعْضِ أَلْفَاظِ القُرْآنِ الكَرِيمِ.
سُبْحَانَ اللَّهِ...
۔ وَكَأَنَّ قَوَاعِدَ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ وُضِعَتْ قَبْلَ التَّنْزِيلِ وَعَلَيْهَا جَاءَ الوَحْيُّ.
إِفْهَمْ يَا صَلَاحُ٬ أَنَّ عِلْمَكَ لِقَوَاعِدِ اللُّغَةِ المُتَعَارَفِ عَلَيْهَا عَرَبِيَّةٌ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْقُطَ فِي قَاعِ الجَهْلِ.
تَقُولُ:" الكَلَامُ العَرَبِيُّ وَاضِحٌ وَصَرِيحٌ عِنْدَ أَهْلِهِ وَلَا يَحْتَمِلُ الكَلِمَاتَ التِّي لَا مَعْنَّى لَهَا".
صَحْ وَلِذَلِكَ أَنْتَ لَمْ تَفْهَمْ مَعْنَّى
" أَمْكِنَةُ المَكَانِي "
أَوَّلاً: إنَّ المَكَانَ أَمْرٌ نِسْبِيٌّ فِي عَيْنِ مَوْجُودِهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ المُتَمَكِّنُ أَوْ يَقْطَّعَهُ بِالإِنْتِقَالِ عَلَيْهِ لَا فِيهِ.
وَعِنْدَ القَوْمِ المَكَانُ عِبَارَةٌ عَنْ مَنْزِلٍ فِي البِسَاطِ لَا يَكُونُ إلَّا لِأَهْلِ الكَمَالِ الذِّينَ تُحَقَّقُوا فِي المَقَامَاتِ وَالأَحْوَالِ وَجَاوَزُوهَا إِلَى مَا فَوْقِ مَظْهَرِ الجَلَالِ وَالجَمَالِ حَيْثُ لَا يُصْبِحُ لَهُمْ نَعْتٌ وَلَا صِفَةٌ.
فَمَا الذِّي إِسْتَنْكَرْتُهُ مِنْ هَذِهِ المَعَانِي؟ كَوْنُ " الأَمْكِنَةِ " جَمْعٌ لِكَلِمَةِ مَكَانٍ؟ أَمْ عِبَارَةُ " المَكَانِي " فَجَعَلْتَ اليَّاءُ فِي مَكَانِي يَاءُ النِّسْبَةِ لَا يَا صَلَاحُ٬ هَذَا الحَرْفُ العَظِّيمُ اليَّاءُ حَرْفٌ نُورَانِيٌّ وَسِرٌّ رَبَّانِيٌّ وَالإِسْمُ مِنْهُ "يَقِينٌ" كَمَا جَاءَ فِي كهيعص.
فَيَاءُ المَكَانِي هُنَا يُعَبِّرُ عَنِ اليَقِينِ فِي النَّفْسِ المُطْمَئِنَّةِ الآمِنَةِ.
مِمَّا يَعْنِي أَنَّ كُلَّ المَوْضُوعِ يَدُورُ حَوْلَ المَعَانِي الرُّوحَانِيَّةِ أَوْ سِمِيهَا الغَيْبِيَّةِ أَوْ المَلَكُوتِيَّةِ.
فَمَنْ لَمْ يَعِي المَفَاهِيمَ الذَّوْقِيَّةَ مَا عَلَيْهِ إلَّا إِحْدَى إِثْنَيْنِ٬ أَنْ يَثِقَ بِالمُقَدِّمِينَ وَبِشَيْخِهِ وَيَعْمَلُ بِمُقْتَضَى مَا وَصَلَهُ مِنْهُمْ أَمَلاً أَنْ يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
أَوْ يَسْعَى لِيَدْخُلَ فِي دَائِرَةِ الرِّجَّالِ عَنْ طَرِيقِ مُقَدِّمٍ وَاصِلٍ مُحَقِّقٍ تَقِيٍّ.
قَالَ تَعَالَى:﴿ الَّذِي خَلَّقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى العَرْشِ ۚ الرَّحْمٰنُ فَٱسْأَلْ بِهِ خَبِيراً ﴾ الفرقان۔59
أبو الأنوار
يَوْم 28 صَفَرْ 1443







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

Flag Counter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
  تصميم علاء الفاتك
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97