اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد بسم الله الرحمن الرحيم

🌹كل عام وانتم بخير 🌹شهر رمضان المعظم 🌹كل العام وانتم بالف خير ءامين🌹 تهنئة بمناسبة شهر رمضان المعظم

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمد _ كتاب بوارق الحقائق لطاهر الأنفاس سيدى الرواس اضغط هنا للقراءة كتاب بوارق الحقائق


العودة   منتدى شبكة الصوفية > ساحة الطرق الصوفية > رواق الطريقة الرفاعية


بوارق الحقائق

رواق الطريقة الرفاعية


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-19-2018, 12:09 AM رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

((( آمد )))

بلدة من قواعد بلاد الاكراد مختلطة الأجناس، فلما وصلتها استقبلتني كل روح لذي حال مع الله تعالى فيها، ودخلتها بموكب من مواكب الحق، وهناك انجلت دولة السلطان المحمدي، فانبلج في سماء قلبي من شروق طالعها السعيد حال سلخ مني جميع مشاهد الآثار، وارتاحت روحي بسانح بشرى ذلك الاشراق، فتجرَّدْتُ بي عني وقلت:

وجهي على تراب اعتابك يا رسول الله. ثلاث مرات ولبثت قليلاً وقلت:


بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام من حضيرة القدس الاقدس، عليك يا مهبط سرّ نَفَسِ الجناب الإلهي المقدس، يا باب الرحمة الرحمانية الخاصة العامة، القائمة بكل شيء ومع كل شيء، وهي السبب في كل شيء، يا باب الله الأعظم، الذي هو عين الدخول على حضرة الله الاكرم، يا سر الله القديم المنزه بلسان التعظيم، المخاطب برقائق حكم التكريم، (( وانك لعلى خلق عظيم )) يا روح كل حقيقة، وروح الاشياء في كل دقيقة، يا ينبوع مدد الله، ويا أصل فيض فضل الله الجاري في ملك الله وملكوت الله والممدود على كل شيء لله باذن الله، يا كتاب الله الذي لا يرفض، يا رقيم سر القيوم الذي لا ينفض، يا آية القصد من كل مقصود، يا حركة الوجود في كل موجود، يا روح روح الحق الموجودة مع كل كائن، يا علم سر القهر والجبر في كل غائب وباين، يا لوح محفوظ سرّ حقائق علوم غيب الله في سموات الله وأرض الله، يا دولة قلم أمر الله الخاط بقدرة الله في صحائف ملك جناب الله، يا بدل الحقيقة الإلهية في المعاني المعنوية، وعين الذات المظهرية في باطن الرموزات العينية، يا آلة المنح والمنع وكل رمز غيبي في العرش والفرش وسطح القدرة وأرض المقادير وجدران التقديرات، ودور الكائنات والمكونات، الكليات والجزئيات، العلويات والسفليات، الباطنيات والظاهريات في كل ماض وآت، باختلاف الحالات والدرجات، ومع الماضيات والحاضرات، والذاهبات والآتيات، يا محمد الحقائق الذاتية، يا أحمد الدقائق الصفاتية، يا آدم آدم، يا أبا العالم، يا عين الكل ولولاك لما كان، يا روح الكل ولاجلك خلق وكان، وكذا الظرف والمظروف والكون والمكان، أنا عبد اعتابك، الوذ بجنابك، التجئ والتجئت داخلاً على باب إحسانك، يا سيد ملوك الدنيا والدين، يا تاج هامات أماجد سلاطين النبيين والمرسلين، التفت لي بعين عناية عطفك وكرمك وجودك الذي إن وقعت نقطة منه عن غير قصد مقصود على جبال الأرض وقطع شطحات مواقع الآخرة صيرتها جوهراً جُمانيّاً، وإن لمعت بوارق دهشة عواطف مِنَنِها بلا مراد على عصاة بدويٍّ قلبتها مهنداً يمانياً، بحق عينك الطاهرة الشريفة المطّلعة علي وعلى كل شيء في الفوق الأعلى والتحت الادنى الاقصى، وبفضلك عند ربك وبجاهك عليك لاحظني بعين إحسانك ومددك العالي، وانظرني بنظر حنانك ورحمتك ورأفتك، واصنع بشأن نبوتك ومحبوبيتك عند حضرة رب العالمين ما أنت له أهل من الشيم المحمدية، والغارة الاحمدية، والغيرة المصطفوية، وامر بفضلك صاحب الزمان وأهل حاشيته الكرام الأعيان أن يساعدوني في قضاء كل حاجة تحدث أو حدثت لي من حوائج ديني ودنياي، فإنك قادر بإذن ربك على ما تشاء، والصلاة والسلام عليك وعلى آلك وأصحابك واتباعك يا سلطان الانبياء، يا ساكن البطحاء، يا سيد أهل الارض والسماء، والحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

وهناك شارفتني طارقة من طوارق الحق اطلعتني على سرادق الحضرة فقلت بعد ان جردت كوني مني :


طف بوادي القدس من وادي تهامة=وافرش الخدين في أطلال رامة
وانزل الفيحاء فيحا المنحنى=حيثما أعلى الندى الطامي خيامه
ولك الله إذا وافيتها=وأنخت الركب فيها بالسلامة
خذ سلاماً لأصيحاب الحمى=من كئيبٍ حرّك الركب غرامه
واذكر السقم الذي أودى به=علّهم أن يرحموا يوماً سقامه
غلَبته يوم بانوا شدةٌ=أوقعت فيه فما شدّ حزامه
وهو لا زال كما هم علموا=ثابت الأقدام زين الاستقامة
هجرت أخلاقه حال امرءٍ=جملٌ يوماً وفي الثاني نعامة
باعهم نفساً نأت عن غيرهم=وعليهم حملت عبء الملامة
وإذا قالوا لها موتي جَوَىً=أنشدت للموت حباً وكرامة
يا أخا الركبان بالله التفت=أن تعي من موثق الوجد كلامه
مسّ عني تُرب ذيّاك الحمى=وأجل في بابه وجهاً وهامه
باب رحبٍ نزل الروح به=وبه القرآن قد سلّ حسامه
موطن الإيمان والعلم الذي=لمعت منه على الكون العلامة
حضرة الرحمن مضمار الهدى=مهبط الوحي وميزاب الكرامة
مشهدٌ كم شوهدت من ركنه=دولة الغيب وأعلام الإمامة
كيف لا والمصطفى من هاشم ٍ= فيه ثاوٍ شرّف الله مقامه
خير من مسّ بنعليه الثرى=وأجلّ الخلق قدراً وشهامة
والنبي العربي المجتبى=والذي ظهراً أظلته الغمامة
سل تراب الغار عمّا نسجت=عنكبوت الغار ليلاً مذ أقامه
وسل الباب الذي شرّفه=كيف حامت حول ركنيه الحمامة
وسل الماء الذي من كفه=فاض والجيش به نال مرامه
لا تسل عن معجزاتٍ ظهرت=منه جلّت وهي تبدو للقيامة
كان في الدين ربيعاً عمره=صامه لله بالله وقامه
وهو نورٌ أزليٌ طرزه=صار في وجه وجوه الكون شامة
جحفل الرسل الذي قِدماً أتى=زيّن الله بمجلاه ختامه
بابه للأنبيا باب الرجا=وترى كل الورى يبغي استلامه
وهو ركن المجد مرفوع الذرى=حصن علم الغيب مكنون الدعامة
لو دعا البحر لوافى سائغاً=أو دعا المنقضّ من ميت أقامه
شَرّفت جبريل منه خدمةٌ=حوّلت فيه عن الدين لثامه
وبه الرحمن أعلى صولة ال=حق جهراً وبه شاد نظامه
مُضمَرٌ من حضرة القرب بدا=ما استطاع الطمس في الغيب اكتتامه
علّة الخلق ومِن هذا نرى=أوجب الله على الخلق احترامه
وعلى يافوخ إنسان العلا=شيّد الجبّار بالعز مقامه
وله في مقعد الصدق ابتنى=منزلاً صيّره دار الإقامة
وهو قلبٌ غُرس الذكر به*=ما رأى حرّاسه آناً منامه
سجد الأقمار عزّاً لاسمه=علّ أن تُحسب منه في القلامة
أين هي من ذلك النور الذي=عدّل المولى من الوجه قوامه
فعليه الله صلى سرمداً=وعلى آلٍ حسوا منه مدامه
وعلى الأصحاب ما حادٍ حدى=طف بوادي القدس من نادي تهامه

وعندما أتممت روح الوارد بنسج هذه القصيدة...............

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
قديم 04-06-2018, 10:15 AM رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وعندما أتممت روح الوارد بنسج هذه القصيدة في حضرة الشهود الإشراقي، نوديت من جانب الطور الأيمن من الواد المقدس، بشاهد العلم في منازلة الانبلاج، على لسان الآمر الأعظم: أفض لأهل محاضر الحضور في البراري والبحور علم ما سيظهره الله من طي قالبك هذا، ويطويه وينشره بك وعنك من دولة الولاية الثابتة الباقية الظهور، المجردة بالكلية عن صنوف دول الدنيا وأهلها، التي تحول وتدول .

فقلت بلسان الامتثال، لا بطارق الخيال والإدلال:


يستسد الفضاء ضوء رجالـي = ويسامي السماء طور iiجلالـي
سيعم الأعجام والعرب iiاسمي = ويطوف الأقطار شعث رجالي


وفتح لي باب الشهود، عن مخبآت الوجود، فقلت لرجال الحضور:


قدمونـي فـي زمـرة العـشـاق = واقصدونـي واستكملـوا إشراقـي
واستمـدوا منـي فـإنـي مُـمِـدٌّ = بضيـاء الهـدى أولـي الآمـاق
أنـا فـرد يقـوم والفـرد يـدري = أنـنـي للمـقـام آن انطـلاقـي
دولتي في السماء والأرض قامـت = ورُقُـوِّي سمـا جميـع المراقـي
تنطوي دولـة الشيـوخ وحكمـي = بنفـوذ إلــى القيـامـة بـاقـي
ومقـام الإطـلاق يشهـد أنــي = كـل آن فـي حضـرة الإطـلاق
وجلالـي عـلا بموكـب حــالٍ = أحمـديٍّ وصـرت فيـه الساقـي
وأنا في الرجـال قطـب رحاهـم = غـوث كبّارهـم بغيـر شِـقـاق
ضمن طي الصدور غالي الخبايـا = لا بـطـي الأزيـــاق والأدلاق
مظهري ينجلـي بسـرّ ظهـوري = وهـلالـي يـلـوح باستـشـراق
أنـا سـر الخليـل طـوراً وإنـي = لم تخف عصبتي مـن الإحـراق
أنا في الأوليـاء موسـى زمانـي = وشبـيـه المسـيـح بالاتـفـاق
أنا بين الرجـال شيـخٌ طـرازي = أحمـديّ والمجـد طـوق نطاقـي
يتجلـى نـوري بهيبـة طـوري = فترانـي فـي الأيمـن الـبـراق
جُلّ أهل السلـوك سـاروا وكلُّـوا = وسِباقـي إلـى القـيـام سِـبـاق
طاف أهل الحمـى بكعبـة عـزي = واستظل الزمـان تحـت رواقـي
أنا شيخ الطريق فـي كـل قطـر = ودلـيـل الطـريـق للـطـراق
أنا تاج الهامات فـي مشهـد الأنـ = ـس وعين الأعيـان فـي السبـاق
دولة الغيب فـي براقـع مرطـي = هبـه لـي مـن القديـم البـاقـي
صولتي لاح كوكب الفتـح منهـا = وعلت أخمصـي علـى الأعنـاق
قبل السعد شاخصاً بطـن رجلـي = واقتـدى بـي مقلـداً أخـلاقـي
سار ركب العراق يمشـي بظلـي = وَسَرَتْ بالأقطـاب شُهْـبُ نياقـي
ومريدي في حضرة الأمن مـن كـ = ــل الدواعـي، والله نعـم لواقـي
من أتاني وطاف حـول رحابـي = شملـتـه عـنـايـة الـخــلاق
قل لأهل الأقطار: خلـوا هواكـم = صاحب الوقت في صحارى العراق


وأرادت عزيمتي قبل طي محضر الوارد الشهودي التخلي عن هذا المعنى، فقال قائل العناية: بحياتي عليك، قل بشأن بروز هذا السر الإلهي ما يفاض إليك.

فأنطقني الله تعالى، فقلت متحدثً بنعمته، شاكراً مزيد منته:




في الكون يظهر كالضحى سلطاني = ويلوح مظهره لأهل زماني
ويفوح عنبره لكل مقرب = ويضيء كوكبه لكل مداني
وكأنني والطالبون طوافهم = بمنازلي والقوم في ميداني
وكأنني والعاشقون بساحتي = بمشاغل ا لاوراد والقرآن
وكأنني والتابعون لتابعي = في قبة نبوية الاركان
يعلون رغم الخصم سبق عناية = يسمون بي دهراً على الاقران
وكأنني والعين يكشف غينها = ويماط عنها حاجب الاكوان
وكأنني والباء يبرز برقها = ببصيرة تزدان بالعرفان
وكأنني ويد العناية تنجلي = فتفيض أسرار المقام الثاني
وكأنني وطريقتي تطوي المدى = ببواهر الاحسان والاتقان
وكأنني اجلى واسمي رسمه = يملى على الالواح يظهر شاني
وكأنني من الهدى يبدو الهدى = ويزيل ظلمة أمة البهتان
وكأنني والذكر ينصب باسمه = في شاسع الاقطار والبلدان
بمحافل بابن الرفاعي ازدهت = وأماكن ممدوحة السكان
وكأنني والورد رونقه به *** يجلى نظام دقائق الفرقان
وكأنني والخير من طرق العلى = يجري لمن واليت كالسحبان
وكأنني والسعد يخدم بابهم = نشراً بمجلى الحور والولدان
وكأنني والضد ينفر هارباً = منهم كعصفور من العقبان
وكأنني ويد النبوة قدست = تجري مآربهم بحد يماني
وكأنني وديارهم مرفوعة = بمظاهر من اجمل البنيان
وكأنني واماكن الاذكار يمـــ = ـلأها البهاء الساطع الصمداني
وكأنني والعيس تزحم بعضها = سعياً لنوابي ذوي ديواني
وكأنني والقوم منهم ناطق = بالسيد المهدي كل لسان
وكأنني وبكاف كن جلي العما = فالآن قف مستظهراً لأواني
وكأنني بل كاف تشبيهي انطوى = وأقيم سوق المشهد الرباني
سر من الغيب القديم طرازه = ضربت عليه سرادق الرحمن
هي نوبةٌ علويةٌ نبويةٌ = أعلى منابر شأنها العدناني
صلى عليه الله ما انبلج الخفا = عن شاهد من سره الروحاني
والآل والصحب الاماجد كلهم = وابن الرفاعي الجليل الشان


وهناك وحضرت، فسمعت من جانب المحاضرة صوت حبيبي، وقائله يقول: .............

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
قديم 04-06-2018, 10:31 AM رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وهناك، وحضرت، فسمعت من جانب المحاضرة صوت حبيبين وقائله يقول: أكثر من قراءة:

يا قادراً قدرته اقدر من قدرة كل قدير، عجل فرجي، يا من تيسير العسير عليك يسير، يا قدير.

فجعلت بعد ذلك هذا الحزب الأنور وردي، في جزري ومدي.


شؤون غيب وحِكـم = أفاضها لِـيَ الحَكَـم
جليـلـة شؤونـهـا = على طريق منتظـم
قد بُدأ الأمـر بهـا = وربنا إن شـاء تـم
وابتدأ الوهـب بمـا = نراه والأمـر ختـم
فصار معنىً دائمـاً = بمحض إسعاف الكرم


وعلى أثر ذلك الشاهد، وأنا في أزقة ( آمد ) مررت بجامع، فقيل لي: هنا مرقد البطل المغوار سيدنا سليمان بن الفحل الفتاك سيف الله، سيدنا الأمير خالد بن الوليد رضي الله عنهما.

فدخلت الجامع، وركعت ركعتي التحية، وزرت الأمير سليمان، فرأيت مشهداً جمع من حال أبيه، وطرازاً من ذلك الطراز.

فتذكرت ما انبلج لي من أضـواء الشـهود بـ ( حمص )، وغاب بي محضري حتى تدليت إلى تلك الحضيرة الخالدية الزكية، وطفت بالمشـهد الأنور الخالدي هناك، ورجعت إلي، وحفني من البركة والنور الجمعي ما أوضح لي طارق فرقي في محاضرتي من معنى مشـاهدة جمع شأني الأول، في مرتبة انجدال النور الفرعي بالأصلي، والحمد لله رب العالمين.

وخرجت من مشهد سليمان الإقبال أسمع نغمة داود الإحسان، وفي الباب، والخضر ـ عليه السـلام ـ أخذ بزيقي وقال لي:

أيها السيد (( كهيعص )). وتبسم. ودهشني من طارق منازلته حال أسكتني، فانصرف وأنا أراه ولم أتكلم.

ثم تفكرت في معنى هذا الرمز الإغلاقي، فرأيت فيه من معاني الجمع في مقام النظر من حيث إضافة الفروع إلى الأصول العجائب، وغلبني حكم الإناطة في تفرقة الفروع، فاستعظمت أحكامها وما يترتب عليها، فنوديت: (( كذلك قال ربك هو عليّ هين )). فقلت: آمنت بالله، إن ربي على كل شيء قدير.

وفي صباح اليوم الثاني، نهض جواد العزيمة إلى المسير من طريق ((ماردين ))، مع قافلة فيها رجل من أحباب الله المقربين، فكان إذا وقع نظره عليّ يخشع ويقول ـ وهو عربي بالكردية ـ: [ بسر سيد أحمد الرفاعي هيوهايا ]. يعني القمر. فكنت أتوارى من القافلة وكأن المقصود غيري.

حتى إذا أشرفنا على قبر العارف بالله تعالى الشيخ موسى الزولي، أحد أصحاب الشـيخ عقيل المنبجي، صاحب سـيدنا ومولانا الإمام الرفاعي رضي الله عنهم أجمعين. فقصدت قبره للزيارة، فأقبل من حضرته المباركة عليّ بالبشـر التام، وشارفت منزلته، فقرأت صحيفة بارزها، فإذا هو من ملوك الأولياء، وله حال جليل وشان، شريف الهمة والمقام.

فقلت له ـ وقد انجلى على منصة ولايته ـ: بأي طـريق وصـلت؟ وبأي نهضة لحقت؟ وعلى أي يد سلكت؟.

فقال: بطريق الذل والانكسار إلى الله وصـلنا، وبنهضة قلب الإمام السـيد أحمد الرفاعي لحقنا، وعلى يد المربي الجليل الشيخ عقيل المنبجي سلكنا، وبسر السـر تحققنا، وبلباب الشـرع تخلقنا، وعن الحوادث أعرضنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فأخذت من لسانه حصة من شـرف حال اللسـان الأحمدي، فقلت: أنتم الآن في حضرة لا يشوبها عارض من عوارض الحادثات، أي طريق في طرقكم معاشر الأولياء أنهض بالعبد إلى حضرة القرب؟ وأي مسـلك منكم أعلم بعلل القطع والوصل وأتم حكمة؟.

فقال: عنيت بالمسؤول عنهم رجال الخرقة وأشياخ الطريقة؟

فقلت: نعم.

فقال: أنهض طرق القوم بالعبد إلى الحضرة، طريق شـيخ الوجودات سيدي السـيد أحمد الرفاعي، وهو المسلك العالم بعلل القطع والوصل أكثر من غيره من رجال هذه الخرقة، وأتمهم حكمة على الإطلاق، وهو الآن (( في مقعد صدق عند مليك مقتدر )).

فقلت: أنا اليوم ممن تشبث بأذيال روحه الطاهرة بعزم وصدق وأمر، فما رأيك بي؟

فقال: ها هو يلمع على جبهتك طابعه، وحوله دائرة القطبية الكبرى، والغوثية العظمى، والختمية التي لا تلحق بأخرى، فاشكر الله؛ فإن الله الوهاب، بيده الأمر، له الآخرة والأولى؛ وهبن وأعطى ، وأمات وأحيا، وأفقر وأغنى، ووضع وأعلى؛ فتحقق بتوحيده تعالى على ما شرع نبيّ الهدى الحبيب المجتبى، الصفي المصطفى صلى الله عليه وسلمن وحسبنا الله وكفى.

فأعلنت بالحمد والشكر، وصقلت العزيمة بصيقل الفكر، وخرجت بخير الزاد، وهو التقوى.

ومددت باع العزم بالمسير إلى(( ماردين ))، فوصلتها بعد العشـاء ودخلت جامعها الكبير، وجلست في رواقه أذكر الله وأحمده وأشكره.

فانكشفت حجب العلى، ولمعت زواهر القبول من السماء، وطافت بي أرواح سكانها من كل فج، وهم من كل حدب ينسلون، وعلي يباركون، وبي يحفون، ولي بالعناية والإسعاف ينظرون ويقولون: (( ن والقلم وما يسـطرون ))، إن هذا لهو السر المكنون، والدر المخزون، والوعد المأمون.

جاء بأمان الله فرسانه، وانفسح بتمهيد اليد الربانية ميدانه، وسيبث الله به كلمة الهدى والإرشاد في جميع الأقطار والبلاد، (( إن الله لا يخلف الميعاد )).

ومن تحف ألطاف الله وبدائع كرمه وإحسانه، أن كل روح حنت بالعطف علي، والتفتت بنظر اللطف إلي: أعلمني شارق نورها، بطارق ظهورها، أن هذا اللطف والعطف حرمة خاصة لروح السيد أحمد الكبير الرفاعي، رضي الله عنه وعنا به، آمين.

فأنا قاصر اليد واللسان عن أداء حقه، وعن القيام بواجب حرمته، ومبتهجاً به أقول، وعلى قواطع الحوادث أصول :.............

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
قديم 04-06-2018, 10:43 AM رقم المشاركة : 54
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

فأنا قاصر اليد واللسان عن أداء حقه، وعن القيام بواجب حرمته، ومبتهجاً به أقول، وعلى قواطع الحوادث أصول:


لي في سماء الحمى الشرقي أقمار = لهم بدائرة الأكوان أنوار
سرّ النبوة في أبراج طالعهم = عليه من سانحات القدس أستار
قومٌ إذا سكنوا فالفضل صاحبهم = وحيث ساروا فكل المجد سيّار
لهم جوامع إرشادٍ منابرها = لها عصامٌ لطور القرب جرّار
في كلّ فجٍ عميقٍ من معارفهم = نشرٌ بيُمن المعاني البيض معطار
فرسان غيبٍ أبو العباس قائدهم = إلى العلا وأبو العباس كرّار
شيخ الوجود الرفاعيّ الذي برزت = له على صفحات الفخر أخبار
مهذبٌ أريَحِيّ الطبع ذو مددٍ = تهزّه لاصطناع البرّ أطوار
ملثمٌ حيثما التيجان ساقطةٌ = ورابضٌ إذ خميس الشوس فرّار
وخاشعٌ إذ حثالى الحيّ راقصةٌ = وثابتٌ إذ نظام الدهر دوّار
من آل بيتٍ عظيم الشأن عترته = معظّمون رجاح القدر أخيار
قطبٌ عليه رحى البرهان دائرةٌ = وباعه لبحور السرّ سبّار
محمّدي جنابٍ ضمن خرقته = حلمٌ وعلمٌ وإيمانٌ وإيثار
طودٌ من السنة الغرّاء جلبته = عزمٌ له من شؤون الله أسرار
زوى الوجود فلم يعلق عزيمته = من حيطة الكلّ إقلال ٌ وإكثار
وطاب بالله فانحطت لهمته = مراتبٌ بينها والقوم أخطار
وسار يقطع فيفاء العلا وله = طورٌ إلى العالم العلويّ طيّار
مسلسلٌ من صميم الآل أنجبه = من عترة الهاشميّ الطُهر أطهار
وسيّدٌ كلما آثاره تُليت = أمّ العبودية البحتاء أحرار
لسانه من رقيق العلم نيط به = حالٌ له طار ألبابٌ وأفكار
رمى بنبل معانٍ قوسُ حكمتها = ماضِ النبال وما للقوس أوتار
دارت مع الليل بدراً والنهار ضحىً = منه الخوارق والإنكار إقرار
هي البداهة لا تقضي العقول لها = إلا بها وعلى حسّادها العار
كفاه أن رسول الله مدّ له = يد القبول وزهرُ العصرِ حضّار
ونال من جدّه خير الورى خلقاً = له انطوى فيه إعزازٌ وإظهار
قد جانب الشطح والدعوى لمعرفةٍ = بالله والله للمكسور جبّار
وناب عن حضرة المختار منفرداً = وإنما نائب المختار مختار
وطبل إرشاده في الأرض دُقّ وقد = حازت به الرشد أنحاءٌ وأقطار
علم العقائد طبعٌ في طريقته = فسالكوها بعهد الله أبرار
مدحته مستفيضاً من مكارمه = فبحره العذب بالإحسان زخّار
وقلت حقاً وقولي قاصرٌ أبداً = عن حقه ولقول الحق آثار


وأنا في حضرة البهجة من مشهد الأنس، طائراً بجناحي همة الإمام السيد أحمد أبي العباس الرفاعي الكبير رضي الله عنه وعنا به، وإذا البساط على تلك الساحة، ورجل من رجال الغيب سقط علي في رواق الجامع كالعقاب، فسلم، فرددت عليه السلام.

فقال: قل لي، ما معنى التوجه إلى الله؟ قلت: الانقطاع عن غير الله، وصدق الثقة بالله. قال: وما معنى البروز في خلعة الخفاء تحت طي الظهور؟.

قلت: وقوف المرء مع الحكم في ساحة الإشارة تحت راية ترقب الأمر، ليكون مع الأمر لا مع الهوى، وليقوم ويقعد، ويطوى وينشر متبعاً لا مجتهداً، ممتثلاً لا مبتدعاً.

قال: وما معنى الانسلاخ من النفس مع الانجدال بالأكوان؟ قلت: قمعها بقامع الشرع، ومحق ثائرة الطبع. والانصراف بالاعتبار في الأكوان إلى الله تعالى هو الانسلاخ منها، ولا يضر لمن هو كذلك الانجدال بالأكوان، إذ تلك وحدة في كثرة.

فقال: حسب. ودعا لي، وانصرف وهو يقول: نعم البيت بيت الرفاعي! كوكب في آفاق الولاية يقفوه كوكب!.

فنَشطَتْ لقوله همتي، فقلت تلذذاً بشأن الإمام الرفاعي رضي الله عنه وعنا به:


تسلق بيت ابن الرفاعـي رفعـةً = لها في سماء المجد عز مطنـب
وأبنـاؤه الغـر المياميـن كلهـم = لهم فوق برج الشمس فخر محدب
منـازل آفـاق الولايـة دربهـم = فهم كوكب يقفوه بالشأن كوكـب

وفي الصباح قمت أصلي ركعات في المسجد، فجاء رجل من طلاب العلم، فنطر إليّ مليّاً وقال لي: ............

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
قديم 04-06-2018, 10:58 AM رقم المشاركة : 55
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

وفي الصباح قمت أصلي ركعات في المسجد، فجاء رجل من طلاب العلم، فنطر إلي ملياً وقال لي: كثيراً تمكن جبينك حالة السجود من الأرض!.

فلاطفته وقلت: بل أمكن جبهتي؛ لأن عندي جبينان، ولا أقدر على تمكينهما حالة السجود من الأرض، فتعجب وانصرف، وما عرف أن الجبهة موضع السـجود، وأن الجبينين يكتنفانها من الجانبين، والكثير لا يفرق بين الجبهة والجبين.

ثم بعد أن أتممت صلواتي وأورادي وأضحى النهار جاءني ذلك الرجل بعالم من علماء الأكراد، ينتمي إلى الطريقة النقشبندية، عليه سيما الصلاح، فأقعده عندي، وذكر ما قلت له، فأفهمته القصة، فطرب طرباً عظيماً، وتذاكرنا بكلمات من بعض العلوم.

وهناك والرجل عندي وإذا برجل سـوقي فجاء فسأله سؤالاً بشـأن حائض كتمه السائل عني، تم انصرف، فقال لي العالم الكردي: سألني هذا ـ وهو أصله من فصيلة الأكراد ـ عن حائض هي من أقاربي أعرف اسمها.

فأردت أن ألاطف الشيخ الكردي فقلت: أنا أعرف لها اثني عشر اسماً. فتعجب، فسألني عن أسمائها ـ يظن أني أعرف للمرأة اسما، غير الاسم الذي يعرفه لها ـ ؟ فقلت: طامث , وطامت بالتاء المثناة، وطامي، وطامس، ودارس، ونافس، وعارك، وفارك، وضاحك، وكابر، ومعصر، وقلت: هذه أحد عشر.

فظن أن الاسم الذي يعرفه الثاني عشر فقال: سبحان الله ! لا أعرف لها إلا الاسم الذي يعرفه زوجها.

قلت: وحائض . ففطن وعرف أن هذه الأسماء للحائض، فقبل يدي وازداد تعجباً، تم قلت له: أي مولاي، الأكراد شعب ما هم فصيلة، وان شئت قلت: قبيلة. وأنشـدته قول القائل:


قبيلة بعدها شعب وبعدهمـا = عمارة ثم بطن تلوها فخـذ
وليس يأوي الفتى إلا فصيلته = ولا سداد لسهم مالـه قُـذذ


فهام طرباً وقال: إن الله لذو فضل عظيم على الناس.

فقلت في سري: سبحان الله! هذا الشيخ أراد معنى، وفي الإشارة معانٍ أخر؛ فإن بعض مشايخنا السادة الأحمدية قال: المقصود ـ والله أعلم بمراده ـ من قوله تعالى: (( إن الله لذو فضل على الناس )): إظهار ما لله تعالى على محمد سيد الوجودات صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأبرار، من عظيم فضل الله عليهم، لكونهم في حجاب عن الوصول إلى مقام الاطلاع على شرف الفضل الذي اختصهم الله به، وهم الناس المرادون من جميع الناس، المختارون لذلك الفضل، ويدخل في الآل، ذراريهم الطاهرة إلى يوم القيامة.

ثم إني قمت بعد الذي حصل، وبي نشـطة من نشطات السرور فارتبطت بي أشعة أرواح عباد الله المقربين والعارفين سكان البلدة، فكدت أمشي على جسر من خيوط أنوار الأرواح، وحفتني البركة ومُدت لي ـ ولله الحمد ـ موائد القبول.

وقمت في صباح ذلك اليوم من طريق قرية [ دارا ] إلى [ نصيبين ]، وبظاهرها تنورت بزيارة سيدي السيد الجليل علي الصيادي الحسيني رضي الله عنه، فخلع عليَّ مرطاً من نور أبيض مسهماً بسواد، فقال لي: الزم باب السيد احمد الرفاعي، فهو من أعيان صدور المجلس المحمدي. فقلت: سبحان ربي!.


كل يشيـر إلـى نعمـى ويذكرهـا = بما يليـق بهـا مـن عـزة الرتـب
والناس في غفلة عن نـور طالعهـا = كالشمس لكن توارت في دجى الحجب


وانطلقت بنور الهدي المحمدي والإرشاد الأحمدي إلى الجزيرة على نجب العناية، فتجلى لي هناك حبيبي صلى الله عليه وسلم، فنفخ في فمي سبع مرات فقال: جدد، جدد، جدد، وضمني ـ صلوات الله عليه ـ إلى صدره الشريف، وقال لي في إذني: ولدي أحمد الرفاعي ينتظرك، فإذا وصلت إليه سلم عليه. فرحت سكران حال أزج في نور الرأفة المصطفوية، تحت العَلَم الطويل النبوي، أسمع ذكر الله من كل صامت وناطق، وأنا على هيامي أقوم وأقعد. إذا أطعمني الناس أكلت، وما فهمت من ذوق الطعام شيئاً، وإذا سقاني الناس شربت، وما فهمت من ذوق الماء شيئاً:

(( والذي هو يطعمني ويسقين )).

وسرت أقوم هائماً وأقعد هائماً من الجزيرة في الصحراء إلى:

[ الموصل الحدباء ]

...........................


يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
قديم 04-06-2018, 11:15 AM رقم المشاركة : 56
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

[ الموصل الحدباء ]

فلما لاحت أنوار القبـاب، وفتحت من تلك الحضـرات الأبواب، حضر جمعي بعد طمس من مشهد فرق، وقام فرقي بعد ذهول من مشاهد جمع، وبَسَطَتْ لي أيادي السادة الأنبياء، أصحاب المشاهد المطهرة، والحضرات المنورة، في [ الموصل ] موائد الكرم.

فزرتهم جميعاً، وقد حنـوا عليّ عليهم الصلاة والسـلام، ونظروني بنظر الرفق والرحمة، وشاهدت من شريف عناياتهم النبوية، وملاحظة أنظارهم الرسولية مدداً جعل سري مستغرقاً في حضرة الفتوح والإقبال، جوالاً في ميادين الإسعاف والجمال، كل ذلك ببركة الهمة المعظمة الإبراهيمية، التي سـبقت الإشارة بشأنها، وتلك ـ أيضا ـ من نفحات عناية قلب المصطفى الأعظم صلى الله عليه وسلم.

وكل نبي منهم ـ عليهم الصلاة والسلام ـ ألبسني خلعة من مشهد مقامه ونوع حاله. وكان أكثرهم التفاتاً إلي ورأفة بي، بل وأزيدهم عناية إلي وحناناً علي: سيدنا ومولانا نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام.

وكلهم ـ صلوات الله عليهم ـ أوصوني بالتمسك كل التمسك بطريقة الإمام السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه.

وقال سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام: طر بجناحي السيد أحمد إلى حظيرة القدس، فهو من أهل الهمم الفعالة، والأرواح الجوالة، ومن أبواب النبي العزيز القدر محمد صلى الله عليه وسلم.

وأخذني إليه ـ صلوات الله عليه ـ وقال: افتح فمك. ففتحت فمي » فتفل فيه وقال:

بسم الله الرحمن الرحيم

(( هاموتا سورائيل , روحيائيل , ناجوتاء ))، (( الله على كل شيء قدير )).

فعم سري وشمل كوني نور يونسي أغرقني عن النظر إلي، وقال: سر اليوم في البلدة، وزر من شئت، واركب النهر صباحا، ورُحْ إلى محلك.

فقمت أتبختر زاهياً بمنن الله تعالى التي تكرم علي بها، بواسطة عبده ونبيه سيدنا يونس بن متى عليه الصلاة والسلام.

وقصدت زيارة الرجال، منهم الشـيخ فتحي الموصلي، والشـيخ محمد الغزالي المعروف بالغزلاني، صاحب الإمام الرفاعي، والسيد خزام الموصلي الرفاعي، الذي ينتهي نسبنا إليه، رضوان الله عليه وعليهم أجمعين.

فحصل لي جمع حال من هممهم، ومدد من مددهم، وكلهم مدوني بعنايتهم، وشملوني بكريم أنظارهم.

فالشيخ فتحي قطبٌ مقامه الصدق، والشيخ محمد الغزلاني قطبٌ مقامه الزهد، والسيد خزام قطبٌ مقامه الشهود، (( ولكل وجهة هو موليها )).

ورأيت رجلاً من الأحمدية اسمه خَضِر، من الأولياء المجردين، ورجلاً آخر اسمه موسى، من الأولياء المولهين، وصاحب النوبة إذ ذاك بالموصل رجل خياط، وقطبها أحمدي من عرب حرب، صاحب عزم وحال، وبها أكثر من ستين رجلاً من الأولياء الأحياء، مشهدهم طارق الحب، سبحان الله العظيم! وكل روح بها لله عناية أطلعني الله عليها، وحصل لي منها البركة، والحمد لله رب العالمين.

وفي تلك الليلة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا ولدى، سنة أربع وتسـعين يرى الهلال، وبعد سـت سـنين يضيء القمر، وبعد عشر ينجلي البدر، وأنت أبو الدائرة الأحمدية، جدد، جدد، جدد.

فأصبحت وقمت إلى النهر لأركب الكلك إلى [ بغداد ]، فرأيت الخضر عليه السلام على شاطئ النهر، فقلت: بالله أسألك، عبر لي قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ: جدد، جدد، جدد.

فقال: الأولى، جدد للأمة أمر دينها بحكمك المحمدية، وعلومك الشرعية، وفقهك في معاني الحقائق القدسية.

والثانية: جدد طريقة الإمام السيد أحمد الرفاعي، فهي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وطريقة السلف الصالح من أهل بيته وأصحابه وتابعيهم.

والثالثة: جدد طرق الصوفية، فقد طمتها البدع القولية، والاعتقادات الردية، وقبائح الأمور الفعلية.

فطرت فرحاً، وشـببت إلى هام العلى طرباً بإحسـان رسـول الله صلى الله عليه وسلم، وركبت الكلك، فسمعت دواب الماء، تقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَرُبَ وقت ظهور السر المحمدي، وبروز الهلال الأحمدي و صاحب الوقت في الكلك. وبعد برهة يسـيرة سمعت صاحب نوبة الماء يقول:


يا ذاهباً مـع الكلـك =أبشر فإن الكـل لـك
أعطاك ربك المنـى = وللمـقـام أهـلــك
هذي زليخـاء العـلا = تقول جهرا: هيت لك
فزد هـدى وبعدهـا = صل على من أوصلك


فحمدت الله تعالى.

وسرنا كل ذلك اليوم، ففي الليل ونحن على شاطئ النهر، رأيت ـ أيضاً ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا ولدي، أنت بهاء الدين، مهدي نبي الطاهرين، جدد، جدد، جدد. فقلت روحي الفداء لعتبة بابك الطاهر، عبر لي الخضر أمرك هذا، أكما عبر هو؟ قال: نعم، وفي ذلك أسرار إلهية أخر.

قلت: دلني على الحق. قال: القرآن فيه مطلوبك. قلت: دلني على الطريق إلى الله. قال : تمسك بولدي أحمد الرفاعي، وتصل إلى الله، فهو سيد أولياء أمتي بعد أولياء القرون الثلاثة، وأعظمهم منزلة، ولا يجئ مثله إلى يوم القيامة غير سميك المهدي بن العسكري. وكيف لا وأحمد الرفاعي قطب أهل بيتي، وخزانة فقهي وحكمي، وصندوق أذواق أحوالي، وتحف علمي؟!.

وأنت قطب أهل بيته، ولك مني عطية: أن لا يخزي الله من أحبك واتبعك في طريقك، ولا يفضح، ولا يغلب، ولا تسوء له خاتمة، وإن عيني عليك وعلى من اتبعك وأحبك، (( لا تخف إنك من الآمنين )).

ونفخ في وجهي، فسرى سر نفسه الشـريف في، فغبت عني، وما تداركت حضوري إلا وأنا بـ [ بغداد ]، وكل غيبتي وأنا بمحضره السعيد المنور صلى الله عليه وسلم.

وقد وصل الكلك إلى:

[ بغداد ]

......................

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
قديم 04-06-2018, 11:24 AM رقم المشاركة : 57
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

[ بغداد ]

صباح يوم جمعة، فانكشف لي مع حضوري حجاب الإسدال عن عوالم الأرواح، فأحدقت بي من كل جانب أرواح الأئمة الطاهرين، والآل المرضيين، والمشايخ العارفين، والمحبين، والمقربين، وعباد الله الصالحين.

وأعظم روح قام موكب سلطانها في بغداد بكبكة النبوة من طريق الإفاضة المعنية، هي روح سـيدنا ومولانا، باب الحوائج إلى حضرة الصدق في مقام التوكل المحض بمشهد التسليم، الإمام موسى الكاظم، سلام الله ورضوانه عليه.

فحبى مظهر مطافي من حنان روحه الطاهرة الإمامية بمدد الإسعاف في المقام والحال والشـأن والوقت والاسـتقبال، وطوى في طالع تلك الروح النورانية من رقائق العلم المحمدي، مـا أقـام لي قاعـدي، وقوم لي اعوجـاجي، وطـاف بي في حضـرات الشـهود حضرة حضرة، وأخذني نجاب أمره إلى حضرة العز من مطارقات التدليات السماوية في رفرف: ( لي مع الله وقت لا يسعني إلا ربي ).

فازدوجت الحجب في الحضرة، فجذب طنبها كل روح مقربة لعبد محبب في بغداد، وكلهم انتفعت بهم، وأطلعني الله تعالى ـ ببركة نفحة الروح الكاظمية ـ على مقاماتهم وغاياتهم ومشاربهم ومراتبهم وعلومهم وفهومهم، نفع الله بهم أجمعين.

وفي تلك الليلة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني بزيارة الأمير السيد إبراهيم المرتضى بن الكاظم، وبزيارة السيد علي أبي الحسـن الرفاعي، والد سيدنا الإمام أحمد الرفاعي، وبزيارة الكرخي والجنيد، وأمرني بالسلام عليهم. ففعلت وزرتهم `كلهم رضي الله عنهم، وسلمت عليهم كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وظهر ذلك اليوم، رأيت وقت القيلولة السيدة البتول الزهراء، رضي الله عنها وعليها السلام، فأمرتني بزيارة السيد سراج الدين، وبزيارة السيد محمد الوتري، وبعدهما أطلقت لي العنان فقالت: وَزُرْ بعد هذين من شئت حياً أو ميتاً ففعلت وزرت مراقد الأوليـاء المدفونين ببغداد كلهم، وحكّمني الله في منازلاتي، فعرفت حقائق مراتبهم، وانتفعت بزيارتهم، وأكثرت من زيارة مراقد العلماء والفقهاء ومشايخ الخرقة وأئمة المذاهب، واجتمعت مراراً على قطب البلدة، وكان لحّاماً.

ورأيت أصحاب النوبة بها كلهم، وفيهم رجلان من أهل البادية، ورجلان من الأعاجم ـ أعني من غير العرب ـ ورئيسهم أحمديّ، اسمه وليّ.

ورأيت جماعة من العلماء لهم معرفة تامة بعض العلوم، ولكن فيهم ثائرة دعوى فوق ما عندهم من العلم، ورأيت أن الغوغاء على الدنيا إلا من عصم ربي.

وفي ليلة الجمعة رأيت ـ أيضا ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: طب قلباً! سيظهر الله لك ولذويك وللطريقة الرفاعية بهذه البلدة شأناً عظيماً.

فقلت: يا رسول الله، عليك الصلاة والسلام! إني أرى عنايتك بالطريقة الرفاعية أكثر من عنايتك بغيرها!.

فقال صلى الله عليه وسلم: هي طريقتي الخاصة من الطريق الخاص في السلوك الأخص على الوجه المخصوص، وأنا أحب السيد أحمد الرفاعي ومن أحبه.

ثم ألبسني مرطاً أخضر وقال لي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: سر إلى [ أم عبيدة ]، إلى ديار الأحبَّة. وتمايل شوقاً، عليه الصلاة والسلام والتحية. فأخذني من ذلك حال غالب، فغبت عني، وقمت مغلوباً بوجدي وحالي.

وبعد صلاة الجمعة سرت ممتثلاً الأمر النبوي في غلبة وجدي وسالب حالي، لا أشعر ولا أصحو إلا وقت أداء المفروضات، ونور الطالع المحمدي محيط بي من كل جهاتي، ورفارف الأكوان تطوى لي، ويد العون والإغاثة الربانية تمدني بصنوف المدد وعجائب المنن والمواهب، حتى وصلت:

[ كربلاء ]

...................

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس
قديم 08-29-2018, 02:12 AM رقم المشاركة : 58
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

[ كربلاء ]

دار شهادة سيدنا ومولانا وولي نعمتنا الإمام الشهيد السبط السعيد، أمير المؤمنين، الحسين عليه السلام.

فانكشف رداء الإغماض عن حضرة الجلال المنصوب بها سرير الشهيد، فتجلى سلطان مشهده بلامة حربه وعدته، فوقفت باكياً مضطرباً أنظر إليه وقد غاب قلبي مني، وانسلخ كلي عني، وقلت ـ وغالب حزني يعاركني ـ :

يا ليتني كنت مقتـولاً بخدمتـه = أو قاتلاً وبهـذا ينجـح الأمـل
إن الكـرام إذا قامـوا بمعركـة = ما ظاهروا ولَوَوْا وجهاً ولو قتلوا
هذي فعال ابن بنت الطهر فاطمة = وفَّى وما رد حتـى ردَّه الأجـل
الشمس تكسف لكن لا انمحاق لها = لابد تجلى وأيـام الـورى دول
مضوا أعادي حسين في مثالبهم = سوداً وشمس حسين مالها أفـل

وسقطت غائباً، فرفعني رجل من المشـاهدة إلى بيت له، فبقيت يومين مفقود الحضور حزناً لما جدد لي طارق المشاهدة من ألم مصيبته، عليه السلام والرضوان.

ثم حضرت وقمت فدخلت المشهد الأنور الحسيني، فحفت بي شهداء الحضرة من كل جانب، ورأيت لامعة نور النبي صلى الله عليه وسلم تنجلي في ذلك المشـهد، ورأيت الخضر عليه السلام يطوف بالمرقد، ورأيت القطب الغوث صاحب الوقت بيده مكنسة ويكنس حائط القبة، ومع كل هذا فغلبة طارق الحزن صائلة، (( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله )).

فبرز بحلة الجمال، على كرسيّ الجلال، بطالع البشر، عليه رونق البضعية المحمدية، وسلم علي، ثم قال: أنت ولدي وريحانتي، سيكون لك في الله دولة من دول الأولياء المحمديين، هي مذكورة مجفورة، مشكورة مبرورة.

وقلدني وأبرزني في الحضرة، وأمر أرواح القوم بتقليدي والإفاضة إلي، وقال: سِر مباركاً راشداً مهدياً إلى [ أم عبيدة ]، إلى دار الحبيب، وقل بقوله، واعمل بعمله، وطر بروحه، فهو النائب في المحضر والمغيب، والمظهر والمشهد عن النبي الأطهر، وبنيه الأئمة الهادين.

وطرقني طارق حضور، وانطوى بساط الشـهود الشريف الحسـيني، على صاحبه السلام.

فقمت من يومي، وضربت الصحراء، إلى البصرة ...........

يتبع إن شاء الله تعالى






آخر تعديل الرفاعي يوم 01-23-2019 في 07:11 AM.
رد مع اقتباس
قديم 08-29-2018, 12:57 PM رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

فقمت من يومي، وضربت الصحراء، إلى [ البصرة ]، فلما تنحيت عن [ كربلاء ]، لاح لي نور حبيبي صلى الله عليه وسلم فملأ الأكوان، فانطويت عني بمشاهدة قدس طالعه، ولم أزل في مكافحة تلك المحاضرة لا أرى سواها، ولا أشهد إلا إياها، في أنموذج غيبة مع حضـرة، في رداء حضـرة مع غيبة، حتـى جئت من الطـريق الشمـالي إلى (( السبيليّات )) : بليدة صغيرة بجانب البصرة، فيها قبر السيد الجليل يحيى الرفاعي، جد الإمام السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنهما، وفيها قبر القطب السيد رجب بن القطب السيد شمس الدين محمد الرفاعي، وجماعة من أعيان البيت الطاهر الرفاعي.

فزرتهم، وتجلت لي في مظاهر المحاضر أرواحهم، يقدمهم النقيب السيد يحيى رضي الله عنه، بهيكله النوعي، أسمر اللون، رفيع القامة، ربعة من القوم، فأفاض علي من وارد المحبوبية، وأفاض عليّ السيد رجب من وارد الإرشاد.

وقمت في محضرهم أتلقى تحف الواردات، مشمولاً بالعنايات.

فقال السيد يحيى :

سـر لـلـحـبـيـب عـلـى عـجـل = فـهـنــاك قـصــدك والأمـــل
وخــذ الـطـريــق وقــم بـــه = كـأبـيـك واهـجـر مـن بـطــل
فـالـوقـت وقـتــك فـانـتــدب = لـلــه يــا هـــذا الـبــطــل

وضمني إليه وقال : ادخل [ البصرة ] معموراً بالله تعالى . فقلت :

سبحان الله ! ما أعظم شأن الأرواح ! يا خسارة المحجوبين ! .

فانطلقت إلى [ البصرة ]، فرأيت على الطريق رجلاً حسن الهيئة، فسـلمت عليه، فأخذني إلى بيته واحتفل بشأني كل الاحتفال، فعرفت أنه السيد إبراهيم الرفاعي مفتي [ البصرة ]، وعالمها، وشيخها، وهو من ذرية الإمام السيد شمس الدين محمد الرفاعي رضي الله عنه.

فلما خلونا أمرني بالوضوء، ففعلت، وبايعته في الطريق، وأوضح لي كل ما يحتاج إليه السالك، وقال : أنت شيخنا في المعنى، أنت الرفاعي الثاني، أنت شيخ أشياخك حُكماً، ولكن لربط اليد أسرار معلومة عندك، فحمدت الله.

وفي الصباح سـرت على البركة لزيارة الجنـاب الأحمـدي، وبقيت يومين، فتراءت :

[ أم عبيدة ]

يتبع إن شاء الله تعالى






آخر تعديل الرفاعي يوم 01-23-2019 في 07:11 AM.
رد مع اقتباس
قديم 08-29-2018, 01:45 PM رقم المشاركة : 60
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

الرفاعي غير متواجد حالياً

 


شكراً: 8
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
كاتب الموضوع : الرفاعي المنتدى : رواق الطريقة الرفاعية
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــ

[ أم عبيدة ]

بعد طي شقق المسافات البعيدة، فتمثلت مولهاً بقول العلامة رشيد الدين الشافعي رحمه الله تعالى :


مر النسيم على الروض البسيم فما = شككت أن سليمى حلـت السَّلَمَـا

ولاح برق على أعلى الثنية لـي = فخلت برق الثنايـا لاح وابتسمـا


قال الفيروز آبادي ـ رحمه الله ـ في القاموس: أم عَبِيدة: كسـفينةٍ، قرية قرب واسط، بها قبر السيد أحمد الرفاعي .

قلت: هي دار البرهان والعرفان، ومحل نفحات الرحمن، ومضمار علوم انبجست من قلب سيد الأكوان، وخزانة أسرار لمعت أشعة شموسها في الأكوان، وغمد سيف أصلته سياف المدد لاعلاء شريعة الرسول، وديباجة بارق سلطانه في كل ليّة من خبطات صولته سيف بالقدرة مسلول، فلما تراءت عن قرب تذكرت ما طوته في حالة البعد، ووقفت أستجلي من مرآة تلك المطالعة نسيج اعلام القبول الخفّاقة بالمدد المؤبد، وخيام الاختصاص، واطنبة الاخصاص المنعقدة على أصابع الاخلاص؛ حولها خيل الدولة الغيبية محيطة بالحمى، وأنوار الترقيات مع وفود هوابط الرحمات صاعدة نازلة؛ من الأرض ومن السماء، ووراء صفوف تلك الآلآء، وصنوف هاتيك العناية البيضاء بارق لمّاح تنطلق من طرق طرائقه أنوارُ السماح، فذكّرت نفسي ولها أن تذكر قول من قال: فقلت قوله من حيث لا أشعر:

والوفدون إليك من أوطانهم = شاموا لبشرك بارقاً لماحـا
لما رأوك من السماح غمامة = ركبوا إليك من المطيّ رياحا

وعجَّ في العجاج الطيب فعبقنا من مكان قريب ورحم الله من قال:

وطيب لا يقاس بكل طيب = يحيينـا بأنفـاس الحبيـب
متى يشممه أنفٌ حنَّ قلبٌ = كأن الأنف جاسوس القلوب

وهناك قلت في وقفتي حالة مشاهدتي في مطالعتي عند بروز نار القِرى من أم عبيدة التي هي محضر التدلي نائبة أم القُرى :

أَأُم عبيـدةٍ أقلـقـت ركـبـي = وقلقلت العِـواج إلـى حمـاكِ
فافناها المسير فقمـتُ أسعـى = على القدمين مُنبـتّ الشـراك
وأعملت العزيمة جهد طوقـي = عسى عسيني بناظرها تـراك
وقلت لهمتي جـدي وسيـري = لأم عباد بـورك فـي سـراك
فطفت الأرض شبراً بعد شبـر = فما التفت العيان إلـى سـواك
ولا قيّدت ذاتـي فـي نطـاقٍ = يميل بها شهودي عـن ربـاك
ضحكتُ مسرةً مُذ ضئت صبحاً = لعيني لا عـدا عينـي هـواك
مقام القرب أضحكنـي كبعـد = أسال سحاب أجفاني البواكـي
أطير إلى حمـاك بـلا جنـاح = لأغنم فيض همة مـن حمـاك
فأنت منـار قبلـة كـل قلـب = تسلق بالهـدى درج السِمـاك
عرفتكِ في مناط الروح حتـى = غـدوتُ بكـل بــارزة أراك
رعاكِ الله لي من طور روحي = يـد علقـت بهمتهـا عـراك
جذبتِ الروح من دركات كوني = وها أنا جئت مجذوبـاً فهـاك
فانت أقامك الرحمـن طُـوراً = وقدَّسـك المهيمـن وانتـقـاك
وشادك في مطاف الغيـب داراً = وللغوث الرفاعـيّ اصطفـاك
ومـد عليـك أسجفـة التدلـي = وقد طبع القلوب علـى هـواك
فلا برحت ترقُّ بـك المعانـي = وتنفتـق الفهـوم لمـن أتـاك


وتقدمت على رؤوس الأصابع أتخطى إلى أم عبيدة البقعة المقدسة، طور سينا قلوب العارفين، كعبة همم المحققين، حرم الأمان للطالبين، مدينة أفئدة المتمكنين، البيت المقدس الأمين، إشارة (( والتين والزيتون ))، سرارة تدليات الإفاضة من شوارق أمر كن فيكون، مهبط الرحمات، منبع الفتوحات، عنوان المنشور النبوي، نمط الجفر العلوي.

وأبرح ما يكون الوجد يوماً = إذا دنت الخيامُ من الخيـام

ورأيتني هناك كما قيل :

واحسم ذكر سعدى عن لساني = وأُخفي عن صبابتي هواهـا
وأحسد ناظري عند التلاقـي =على بعد المـزار إذا رآهـا

نعم ونعمَّا هي من زورة قطعت حبل الفراق، ووصلت أطنبة التلاقي، ولكن أخذ شاهدي من سلطان الجلال وغلبة تجلي العظمة ماهز ثابت قلبي وأطاش غُصين لبيّ حفقت أعلام مشتبكة ببعضها واردة من الجهات الأربع، ومشارق أنوار متصادمة صاعدة نازلة من الجهتين، وخيام منصوبة، ودواوين محبوكة، ووفود رجال الغيب والحضور أفواجاً أفواجاً، (( وفتحت السماء فكانت أبواباً ))، وانبسط من عياني إلى الحضرة السعيدة الأحمدية سرداباً، فلما قرعت باب السرداب، ووقفت بالأعتاب أخذت أُحدّق النظر بأدبٍ جامعٍ، وحالٍ صادقٍ، وقلبٍ خاشعٍ. وربط صحيح، وعزم ثابت، وهمة مكينة، وأُسَير الطرف لأتملى بمشاهدة ذلك الوجه الوجيه عند الله تعالى ورسوله العزيز الكريم صلى الله عليه وسلم، وطوراق دهشة المحضر الشريف الأحمدي تأخذ قلبي، وتهز عزمي، وأنا على منوال قول من قال:

أسعى لأسعد بالوصال وحق لـي = إن السعادة فـي وصـال سعـادِ
قالت وقد فتَّشت عنها كـل مـن = لاقيتـه مـن حاضـر أو بـادِ
أنا في فؤادك فارم نعلك كي ترى = وجهي هناك فقلت أيـن فـؤادي

[ جملة جميلة ]

قال الإمام الهمام السجّاد وارث هدي سيد العباد سيدنا علي زين العابدين

يتبع إن شاء الله تعالى






آخر تعديل الرفاعي يوم 01-23-2019 في 07:14 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بوارق, الحقائق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

Flag Counter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
  تصميم علاء الفاتك
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97