اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد بسم الله الرحمن الرحيم

🌹كل عام وانتم بخير 🌹شهر رمضان المعظم 🌹كل العام وانتم بالف خير ءامين🌹 تهنئة بمناسبة شهر رمضان المعظم

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبر اللهُ أكبر، ولله الحَمد _ كتاب بوارق الحقائق لطاهر الأنفاس سيدى الرواس اضغط هنا للقراءة كتاب بوارق الحقائق


العودة   منتدى شبكة الصوفية > ساحة الطرق الصوفية > رواق الطريقة التجانية


كلام عن الجن من موقع الطريقة التجانية - منقول

رواق الطريقة التجانية


إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
المنتدى المشاركات الجديدة ردود اليوم شاهدة المشاركات المشاركة التالية
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-14-2017, 06:50 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو

إحصائية العضو





 

تجانى غير متواجد حالياً

 


شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
المنتدى : رواق الطريقة التجانية
افتراضي كلام عن الجن من موقع الطريقة التجانية - منقول

ورد هذا السؤال :
السلام عليكم هل يمكن أن تعطوني بعض المعلومات عن الجن عموما، وكذلك في الطريقة التجانية ؟


الجواب

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
قال العارف بالله سيدي العربي بن السايح رضي الله عنه في البغية ص 233 طبعة دار التجاني: تنبيه:ما ذكر من أن هذه الطائفة المخصوصة من أهل هذه الطريقة المباركة مشتملة على الإنس والجن هنا يستدعي التنبيه على طرف مما هو معتقد أهل السنة في الجان وأحواله وما يدور على ذلك من الأحكام فنقول :اختلف في وجود الجن قديما وحديثا وأكثر الفلاسفة على إنكار وجوده والجمهور من أرباب الملل والمصدقين للأنبياء عليهم السلام على إثبات وجوده وهو معتقد أهل السنة رضوان الله عليهم ثم اختلف المثبتون لوجوده أيضا على قولين فمنهم من زعم أنها ليست أجساما ولا حالَّة في الأجسام وإنما هي جواهر قائمة بأنفسها ثم هي عندهم مختلفة بالماهية كاختلاف ماهيات الأعراض بعد استوائها في الحاجة إلى المحل فبعضها خيِّرة وبعضها شريرة وبعضها كريمة محبة للخيرات وبعضها دَنيَّة خسيسة محبة للشرور والآفات قالوا ولا يعلم عدد أنواعهم وأصنافهم إلا الله تعالى والقول الثاني: في الجن أنهم أجسام واختلف هؤلاء أيضا على قولين فقيل إن الأجسام مختلفة في ماهياتها والقول الثاني أنها متساوية في تمام الماهية ثم هؤلاء القائلون بهذا القول الثاني فرقتان الأولى قائلة بأن البنية ليست شرطا للحياة وهو قول الإمام الأشعري وجمهور أتباعه وأدلتهم في هذا الباب ظاهرة قوية والثانية قائلة بأن البنية شرط للحياة وهو مذهب المعتزلة ولا دليل لهم عليه إلا الاستقراء وهو إنما يتمشى على مذهبهم من إنكار وجود خرق العادة واستقراؤهم في ذلك ركيك ومذهبهم فاسد حسبما أوضح المحققون من أهل السنة ذلك وإذا ثبت كما عليه الأشعرية أن البنية ليست شرطا للحياة لم يبعد أن يخلق الله تعالى في الجوهر الفرد علما بأمور كثيرة وقدرة على أشياء شاقة شديد فبان من مجموع هذا صحة القول بإمكان وجود الجان سواء كانت أجسامهم لطيفة أو كثيفة وسواء كانت أجرامهم كبيرة أو صغيرة.إهـ مخلص ما في هذا المبحث على طريقة المتكلمين .وقد دل القرآن العظيم، والذكر الحكيم، الذي{لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}على وجود الجان ويكفي قوله تعالى:{قل اوحي إلي}الآية.قال الرازي:هو أمر منه تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام أن يظهر لأصحابه ما أوحي إليه في واقعة الجن وفيه فوائد: إحداها: أن يعرفوا أنه بعث إليهم كما بعث إلى الإنس. الثانية:أن يعلم أنهم مع تمردهم لما عرفوا إعجاز القرآن آمنوا .الثالثة: أن يعلم أنهم يسمعون كلامنا ويفهمون لغاتنا. الرابعة: أن يعلم أنهم مكلفون كالإنس الخامسة: أن يظهر أن الموفق منهم يدعو غيره إلى الإيمان.قال الرازي: وفي هذه الوجوه مصالح كثيرة إذا عرفها الناس.إهـ فبان من كون النبي صلى الله عليه وسلم مبعوثا إليهم وأنهم مكلفون وأن الموفق منهم يدعو غيره إلى الله أن لهم الثواب وعليهم العقاب وأنهم يصح الاقتداء بمن تأهل له منهم. وقد روى أصبغ عن ابن القاسم رضي الله عنهما أن للجن الثواب والعقاب وتلا أعني ابن القاسم {وإنا منا المسلمون} الآية. قال ابن رشد: استدلال ابن القاسم صحيح بلا إشكال بل هو نص جلي في ذلك ففي الجن مسلمون ويهود ونصارى ومجوس وعبدة الأوثان وقالوا في قوله تعالى:{كنا طرآئق قددا} أي مختلفين في الكفر. والإجماع على تعذيب الكفار منهم لقوله تعالى: {لأملأن جهنم من الجنة والناس } الآية .واختلف في دخولهم الجنة. قال صاحب أحكام الجان: وهل يدخل المؤمنون منهم الجنة؟ أكثر العلماء على ذلك والمأثور عن مالك والشافعي رضي الله عنهما: لا يدخلون وإنما يدخلون أرباضها بحيث يراهم المؤمنون من الجنة ولا يراهم الجن .واختلف أيضا على القول بالدخول هل يرون الله أم لا؟ قال عز الدين ابن عبد السلام: لا يرونه إذ الرؤية مخصوصة بالبشر .فهذا بعض ما ينبئ على تكليفهم. وكون النبي عليه الصلاة والسلام مبعوثا إليهم بذلك وعلى صحة الاقتداء بهم.فلو فرضنا جنيا مسلما هل تصح الصلاة خلفه أم لا. قال صاحب أحكام الجان: تصح لأن الرسالة لنا ولهم.إهـ وهو الذي صرح به الرازي في الوجوه السابقة وإذا صح الاقتداء به في الصلاة فكذلك يصح جعله قدوة في الطريق كما يصح اقتداؤه بالإنسي وأخذه عنه، وهو من المعروف المشهور عند أهل الطريق. نعم لم ينقل لنا عن أحد من أهل الطريق أنه شَيَّخَ جنيا في الطريق إلا ما في بعض طرق المسلسل بالمصافحة، وكذلك تلقي بعض العارفين لبعض الأسرار الخاصة من خاصتهم كتلقي سيدي علي حرازم تلميذ سيدنا رضي الله عنه للحزب السيفي وغيره من الأسرار مشافهة من القاضي أبي محمد شمهورش الصحابي المعروف رضي الله عنه وذلك بإذن من سيدنا رضي الله عنه كما هو معروف عند الأصحاب.وكأخذ الشيخ أبي العباس سيدي أحمد ابن الشيخ محمد بن ناصر الدرعي رضي الله عنهما فاتحة الكتاب بالقراءة الورشية متصلة ميم البسملة بالحمد لله رب العالمين عن عبد المؤمن الجني الصحابي رضي الله عنه لما لقيه ببدر حين حج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبما وقفنا عليه في أسانيد بعض العلماء وما وقع لسيدي على حرازم أدخل وأوجه في التمثيل به في هذا المقام وهذا بالنسبة لنا معهم وأما هم مع بعضهم بعضا فمقتضى ما تقدم أنه يشيخ بعضهم بعضا ولا إشكال والله تعالى أعلم .تتمة: قد ذكر الشيخ محيي الدين رحمه الله تعالى في الباب الحادي والخمسين من فتوحاته المكية ما يرشد إلى أن الهرب من صحبة الجان وترك مجالستهم أولى بالعاقل وأن الإيثار لمجالستهم جهل قائلا: فإن مجالستهم ردية جدا قل أن تنتج خيرا لأن أصلهم نار والنار كثيرة الحركة ومن كثرت حركته كان الفضول أسرع إليه ثم قال بعد كلام في بيان ما ذكره ما نصه: وما جالس الجان أحد فحصل عنده منهم علم بالله جملة واحدة لأنهم أجهل العالم الطبيعي بالله تعالى ويتخيل جليسهم بما يخبرونه به من حوادث الأكوان وما يجري في العالم مما يحصل لهم من استراق السمع من الملأ الأعلى فيظن أن ذلك من كرامة الله بهم وهيهات ما ظنوا وغاية الرجل الذي تعتني به أرواح الجن أن يمنحوه من علم خواص النبات والأحجار والأسماء والحروف وهو علم السيمياء فلم يكتسب هذا منهم إلا العلم الذي رمته ألسنة الشرائع.وأطال في ذلك ثم قال رضي الله عنه: ومن ادعى صحبتهم وهو صادق في دعواه فاسألوه عن مسألة في العلم الإلهي فما تجدون عنده من ذلك ذوقا أصلا فرجال الله يفرون من صحبة الجان وقد أُخبرت بأن صحبتهم تورث التكبر على الناس ومن تكبر على الناس مقته الله تعالى من حيث لا يشعر فنسأل الله العافية.إهـ
وقال الخليفة المعظم سيدي علي حرازم رضي الله عنه في جواهر المعاني وبلوغ الأماني ص 538 بتحقيق سيدي محمد الراضي كنون:وسألته رضي الله عنه عن الجن هل يدخلون الجنة ويتنعمون فيها كالآدميين أولا نصيب لهم فيها؟ وهل يرجعون ترابا كالحيوانات أم لا؟ فأجاب رضي الله عنه بقوله: اعلم أن القول الذي يجب المصير إليه وهو عين الحق والصواب أن الجان مستوون مع بني آدم في عموم التكليف بالقيام بأمر الله أمرا ونهيا وتحريما ووجوبا وفي عموم الرسالة إليهم ودعوتهم إلى الله تعالى لا فرق بينهم وبين بني آدم في هذا الأمر الذي ذكرناه بقواطع نصوص الكتاب والسنة و الإجماع. أما الكتاب فما ذكر الله عنهم في سورة الأحقاف وفي سورة الجن وهو صريح لا يقبل التأويل.وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم:{بعثت إلى الثقلين الإنس والجن} وهو حديث مجمع على صحته وتواتره كل من اعتقد خلافه كفر وانعقد إجماع الأمة على هذا في عموم الرسالة لنا ولهم وعموم دعوتنا ودعوتهم إلى الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وفي عموم تكليفنا وتكليفهم بالقيام بأمر الله تعالى وحيث كان الأمر هكذا فهم مساوون لنا فيما يشتمل عليه عموم الخطاب الإلهي والنبوي من تقرير الثواب والعقاب لمن أطاع الله أو عصاه منا ومنهم ودخول الجنة والتمتع بها لمن أطاع الله أو غفر له معاصيه وكان مؤمنا منا ومنهم والعذاب بالنار ودخولها لمن عصا الله ولم يغفر له منا ومنهم.يشهد لهذا قوله سبحانه وتعالى:(ومآ أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله) وقوله سبحانه وتعالى:(من يطع الرسول فقد اطاع الله) فهي صادقة في كل من أرسل إليهم لمن آمن بالله وقام برعاية حدوده وأحكامه أمرا ونهيا فلا فرق بينهم وبين الآدميين في هذا لشمول الرسالة والدعوة إلى الله تعالى والتكليف بالقيام بأمر الله منا ومنهم قال سبحانه وتعالى:(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله ندخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم)إلى قوله:(مهين) مشتملة بجميع أحكامها على كل فرد من أفراد المرسول إليهم الذين أمر الرسول بدعوتهم إلى الله تعالى وقال سبحانه وتعالى:(ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) فهي مشتملة على كل من أرسل إليهم الرسول ودعاهم إلى الله تعالى وقال تعالى في حق أولي الألباب من المؤمنين حيث أخبر عنهم أنهم قالوا:(ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان) إلى قوله:(من ذكر او انثى) فهي مشتملة على كل من اشتملت عليه الرسالة والدعوة إلى الله تعالى من الجن والإنس.وقال تعالى:(وعد الله المومنين والمومنات جنات تجري من تحتها الانهار) الآية فهي مشتملة أيضا وقال تعالى:(ان الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس) الآية وكل هذه الآيات وأمثالها مشتملة على كل فرد من المرسول إليهم ولا يلتفت لما سطر في الأوراق مما يناقض هذا فإن تلك تخيلات عقلية بينة البطلان بصريح نصوص الكتاب والسنة كما ذكرناه آنفا وفي غيرها. وفي هذا كفاية لمن تأمل والسلام. انتهى من خط محبنا سيدي المختار بن الطالب من إملاء شيخنا رضي الله عنه عليه من حفظه ولفظه .
وفي جواهر المعاني وبلوغ الأماني للخليفة المعظم سيدي علي حرازم رضي الله عنه ص 543 بتحقيق سيدي محمد الراضي كنون:وسألته رضي الله عنه عن مشاهدة الخلق أعني الملائكة والجن والإنس فأجاب رضي الله عنه بقوله:اعلم أن أولياء الجن دورانهم حول الفعل وسر الفعل ونور الفعل والروحانيون دورانهم حول الإسم وسر الإسم ونور الإسم والملائكة دورانهم حول الصفات وسر الصفات ونور الصفات وأولياء الآدميين دورانهم حول الذات وسر الذات ونور الذات قد علم كل أناس مشربهم.الآدمي أول مرتبة يطلع عليها في الكشف مرتبة الجن ثم يترقى إلى الرابعة لا حرمنا الله منها والسلام.إهـ
وقال المحقق سيدي العربي بن السائح رضي الله عنه في البغية ص 144 طبعة دار التجاني ما نصه: تسخير الروحانية منه ما يكون من طريق الاستخدامات والاستنـزالات المعروفة عند أربابها وهو طريق مذموم وصاحبه على ألسنة الشرائع والحقائق مٌدْنِفٌ ملوم بل هو طريق مشؤوم وصاحبه مخذول محروم وهو سيء العاقبة بلا شك والعياذ بالله والتسخير من هذا الطريق منزه عنه من كان من أمثال والد الشيخ رضي الله عنه ومنه ما يكون من طريق انقياد الكون بما احتوى عليه لمن أهله الله تعالى لبساط قربه ومشاهدته واصطفاء لحضرة تخصيصه وعنايته وهذا من باب كرامات الأولياء وخرق العوائد لخاصة الأصفياء إلا أن الزهد فيه وعدم الإكتراث به هو الكرامة الحقيقية الخاصة بخاصة الخاصة من عباد الله الأتقياء الأبرياء...إهـ
ويقول العارف بالله سيدي ابراهيم صالح الحسيني التجاني في كتابه النهج الحميد فيما يجب على المقدم والمريد : فلا بد من محافظة المقدم على سلوك المريدين والسعي في تقويم انحرافات بعضهم وإصلاح أخطائهم ومن نصحه لهم أن لا يرشدهم إلا إلى ما يعلم أنه فيه صلاحهم دينا ودنيا وأن لا يغشهم بحملهم على التصديق والإيمان بالأباطيل والأوهام وأن لا يحملهم على الإيمان بما لا أصل له من الطلاسم والأشكال والخواص والخط رمليا كان أو غيره والقرعة والعرافة والكهانة وسائر العلوم السحرية والكيمياء وفتح المغاليق والكنوز وإخراج المدفون والمندل بجميع أنواعه والتنجيم والتوجه إلى الجن والروحانيين بالدعاء والعبادة وأخذ الفأل بالنية والقصد فكل هذا وأمثاله من الباطل الذي لا يحل ولا يجوز للمقدم المقتدي بسيدي أحمد التجاني رضي الله عنه أن يتعاطاه لأنه نهى عنه وحذر وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاه عنه ولا تعجب فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك الأمة كلها في أحاديث صحيحة ثابتة يعلمها علماء السنة العاملون وصوفية الحق المخلصون .إنتهى
وقال العارف بالله سيدي محمد عز الدين التجاني الحسني رضي الله عنه:الذبيحة للجن قطعا محرمة كلما ذبح الإنسان لإرضاء الجن إلا وسلطه الله عليه ليركبه.إهـالسلام عليكم هل يمكن أن تعطوني بعض المعلومات عن الجن عموما، وكذلك في الطريقة التجانية ؟


الجواب

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
قال العارف بالله سيدي العربي بن السايح رضي الله عنه في البغية ص 233 طبعة دار التجاني: تنبيه:ما ذكر من أن هذه الطائفة المخصوصة من أهل هذه الطريقة المباركة مشتملة على الإنس والجن هنا يستدعي التنبيه على طرف مما هو معتقد أهل السنة في الجان وأحواله وما يدور على ذلك من الأحكام فنقول :اختلف في وجود الجن قديما وحديثا وأكثر الفلاسفة على إنكار وجوده والجمهور من أرباب الملل والمصدقين للأنبياء عليهم السلام على إثبات وجوده وهو معتقد أهل السنة رضوان الله عليهم ثم اختلف المثبتون لوجوده أيضا على قولين فمنهم من زعم أنها ليست أجساما ولا حالَّة في الأجسام وإنما هي جواهر قائمة بأنفسها ثم هي عندهم مختلفة بالماهية كاختلاف ماهيات الأعراض بعد استوائها في الحاجة إلى المحل فبعضها خيِّرة وبعضها شريرة وبعضها كريمة محبة للخيرات وبعضها دَنيَّة خسيسة محبة للشرور والآفات قالوا ولا يعلم عدد أنواعهم وأصنافهم إلا الله تعالى والقول الثاني: في الجن أنهم أجسام واختلف هؤلاء أيضا على قولين فقيل إن الأجسام مختلفة في ماهياتها والقول الثاني أنها متساوية في تمام الماهية ثم هؤلاء القائلون بهذا القول الثاني فرقتان الأولى قائلة بأن البنية ليست شرطا للحياة وهو قول الإمام الأشعري وجمهور أتباعه وأدلتهم في هذا الباب ظاهرة قوية والثانية قائلة بأن البنية شرط للحياة وهو مذهب المعتزلة ولا دليل لهم عليه إلا الاستقراء وهو إنما يتمشى على مذهبهم من إنكار وجود خرق العادة واستقراؤهم في ذلك ركيك ومذهبهم فاسد حسبما أوضح المحققون من أهل السنة ذلك وإذا ثبت كما عليه الأشعرية أن البنية ليست شرطا للحياة لم يبعد أن يخلق الله تعالى في الجوهر الفرد علما بأمور كثيرة وقدرة على أشياء شاقة شديد فبان من مجموع هذا صحة القول بإمكان وجود الجان سواء كانت أجسامهم لطيفة أو كثيفة وسواء كانت أجرامهم كبيرة أو صغيرة.إهـ مخلص ما في هذا المبحث على طريقة المتكلمين .وقد دل القرآن العظيم، والذكر الحكيم، الذي{لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}على وجود الجان ويكفي قوله تعالى:{قل اوحي إلي}الآية.قال الرازي:هو أمر منه تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام أن يظهر لأصحابه ما أوحي إليه في واقعة الجن وفيه فوائد: إحداها: أن يعرفوا أنه بعث إليهم كما بعث إلى الإنس. الثانية:أن يعلم أنهم مع تمردهم لما عرفوا إعجاز القرآن آمنوا .الثالثة: أن يعلم أنهم يسمعون كلامنا ويفهمون لغاتنا. الرابعة: أن يعلم أنهم مكلفون كالإنس الخامسة: أن يظهر أن الموفق منهم يدعو غيره إلى الإيمان.قال الرازي: وفي هذه الوجوه مصالح كثيرة إذا عرفها الناس.إهـ فبان من كون النبي صلى الله عليه وسلم مبعوثا إليهم وأنهم مكلفون وأن الموفق منهم يدعو غيره إلى الله أن لهم الثواب وعليهم العقاب وأنهم يصح الاقتداء بمن تأهل له منهم. وقد روى أصبغ عن ابن القاسم رضي الله عنهما أن للجن الثواب والعقاب وتلا أعني ابن القاسم {وإنا منا المسلمون} الآية. قال ابن رشد: استدلال ابن القاسم صحيح بلا إشكال بل هو نص جلي في ذلك ففي الجن مسلمون ويهود ونصارى ومجوس وعبدة الأوثان وقالوا في قوله تعالى:{كنا طرآئق قددا} أي مختلفين في الكفر. والإجماع على تعذيب الكفار منهم لقوله تعالى: {لأملأن جهنم من الجنة والناس } الآية .واختلف في دخولهم الجنة. قال صاحب أحكام الجان: وهل يدخل المؤمنون منهم الجنة؟ أكثر العلماء على ذلك والمأثور عن مالك والشافعي رضي الله عنهما: لا يدخلون وإنما يدخلون أرباضها بحيث يراهم المؤمنون من الجنة ولا يراهم الجن .واختلف أيضا على القول بالدخول هل يرون الله أم لا؟ قال عز الدين ابن عبد السلام: لا يرونه إذ الرؤية مخصوصة بالبشر .فهذا بعض ما ينبئ على تكليفهم. وكون النبي عليه الصلاة والسلام مبعوثا إليهم بذلك وعلى صحة الاقتداء بهم.فلو فرضنا جنيا مسلما هل تصح الصلاة خلفه أم لا. قال صاحب أحكام الجان: تصح لأن الرسالة لنا ولهم.إهـ وهو الذي صرح به الرازي في الوجوه السابقة وإذا صح الاقتداء به في الصلاة فكذلك يصح جعله قدوة في الطريق كما يصح اقتداؤه بالإنسي وأخذه عنه، وهو من المعروف المشهور عند أهل الطريق. نعم لم ينقل لنا عن أحد من أهل الطريق أنه شَيَّخَ جنيا في الطريق إلا ما في بعض طرق المسلسل بالمصافحة، وكذلك تلقي بعض العارفين لبعض الأسرار الخاصة من خاصتهم كتلقي سيدي علي حرازم تلميذ سيدنا رضي الله عنه للحزب السيفي وغيره من الأسرار مشافهة من القاضي أبي محمد شمهورش الصحابي المعروف رضي الله عنه وذلك بإذن من سيدنا رضي الله عنه كما هو معروف عند الأصحاب.وكأخذ الشيخ أبي العباس سيدي أحمد ابن الشيخ محمد بن ناصر الدرعي رضي الله عنهما فاتحة الكتاب بالقراءة الورشية متصلة ميم البسملة بالحمد لله رب العالمين عن عبد المؤمن الجني الصحابي رضي الله عنه لما لقيه ببدر حين حج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبما وقفنا عليه في أسانيد بعض العلماء وما وقع لسيدي على حرازم أدخل وأوجه في التمثيل به في هذا المقام وهذا بالنسبة لنا معهم وأما هم مع بعضهم بعضا فمقتضى ما تقدم أنه يشيخ بعضهم بعضا ولا إشكال والله تعالى أعلم .تتمة: قد ذكر الشيخ محيي الدين رحمه الله تعالى في الباب الحادي والخمسين من فتوحاته المكية ما يرشد إلى أن الهرب من صحبة الجان وترك مجالستهم أولى بالعاقل وأن الإيثار لمجالستهم جهل قائلا: فإن مجالستهم ردية جدا قل أن تنتج خيرا لأن أصلهم نار والنار كثيرة الحركة ومن كثرت حركته كان الفضول أسرع إليه ثم قال بعد كلام في بيان ما ذكره ما نصه: وما جالس الجان أحد فحصل عنده منهم علم بالله جملة واحدة لأنهم أجهل العالم الطبيعي بالله تعالى ويتخيل جليسهم بما يخبرونه به من حوادث الأكوان وما يجري في العالم مما يحصل لهم من استراق السمع من الملأ الأعلى فيظن أن ذلك من كرامة الله بهم وهيهات ما ظنوا وغاية الرجل الذي تعتني به أرواح الجن أن يمنحوه من علم خواص النبات والأحجار والأسماء والحروف وهو علم السيمياء فلم يكتسب هذا منهم إلا العلم الذي رمته ألسنة الشرائع.وأطال في ذلك ثم قال رضي الله عنه: ومن ادعى صحبتهم وهو صادق في دعواه فاسألوه عن مسألة في العلم الإلهي فما تجدون عنده من ذلك ذوقا أصلا فرجال الله يفرون من صحبة الجان وقد أُخبرت بأن صحبتهم تورث التكبر على الناس ومن تكبر على الناس مقته الله تعالى من حيث لا يشعر فنسأل الله العافية.إهـ
وقال الخليفة المعظم سيدي علي حرازم رضي الله عنه في جواهر المعاني وبلوغ الأماني ص 538 بتحقيق سيدي محمد الراضي كنون:وسألته رضي الله عنه عن الجن هل يدخلون الجنة ويتنعمون فيها كالآدميين أولا نصيب لهم فيها؟ وهل يرجعون ترابا كالحيوانات أم لا؟ فأجاب رضي الله عنه بقوله: اعلم أن القول الذي يجب المصير إليه وهو عين الحق والصواب أن الجان مستوون مع بني آدم في عموم التكليف بالقيام بأمر الله أمرا ونهيا وتحريما ووجوبا وفي عموم الرسالة إليهم ودعوتهم إلى الله تعالى لا فرق بينهم وبين بني آدم في هذا الأمر الذي ذكرناه بقواطع نصوص الكتاب والسنة و الإجماع. أما الكتاب فما ذكر الله عنهم في سورة الأحقاف وفي سورة الجن وهو صريح لا يقبل التأويل.وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم:{بعثت إلى الثقلين الإنس والجن} وهو حديث مجمع على صحته وتواتره كل من اعتقد خلافه كفر وانعقد إجماع الأمة على هذا في عموم الرسالة لنا ولهم وعموم دعوتنا ودعوتهم إلى الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وفي عموم تكليفنا وتكليفهم بالقيام بأمر الله تعالى وحيث كان الأمر هكذا فهم مساوون لنا فيما يشتمل عليه عموم الخطاب الإلهي والنبوي من تقرير الثواب والعقاب لمن أطاع الله أو عصاه منا ومنهم ودخول الجنة والتمتع بها لمن أطاع الله أو غفر له معاصيه وكان مؤمنا منا ومنهم والعذاب بالنار ودخولها لمن عصا الله ولم يغفر له منا ومنهم.يشهد لهذا قوله سبحانه وتعالى:(ومآ أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله) وقوله سبحانه وتعالى:(من يطع الرسول فقد اطاع الله) فهي صادقة في كل من أرسل إليهم لمن آمن بالله وقام برعاية حدوده وأحكامه أمرا ونهيا فلا فرق بينهم وبين الآدميين في هذا لشمول الرسالة والدعوة إلى الله تعالى والتكليف بالقيام بأمر الله منا ومنهم قال سبحانه وتعالى:(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله ندخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم)إلى قوله:(مهين) مشتملة بجميع أحكامها على كل فرد من أفراد المرسول إليهم الذين أمر الرسول بدعوتهم إلى الله تعالى وقال سبحانه وتعالى:(ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) فهي مشتملة على كل من أرسل إليهم الرسول ودعاهم إلى الله تعالى وقال تعالى في حق أولي الألباب من المؤمنين حيث أخبر عنهم أنهم قالوا:(ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان) إلى قوله:(من ذكر او انثى) فهي مشتملة على كل من اشتملت عليه الرسالة والدعوة إلى الله تعالى من الجن والإنس.وقال تعالى:(وعد الله المومنين والمومنات جنات تجري من تحتها الانهار) الآية فهي مشتملة أيضا وقال تعالى:(ان الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس) الآية وكل هذه الآيات وأمثالها مشتملة على كل فرد من المرسول إليهم ولا يلتفت لما سطر في الأوراق مما يناقض هذا فإن تلك تخيلات عقلية بينة البطلان بصريح نصوص الكتاب والسنة كما ذكرناه آنفا وفي غيرها. وفي هذا كفاية لمن تأمل والسلام. انتهى من خط محبنا سيدي المختار بن الطالب من إملاء شيخنا رضي الله عنه عليه من حفظه ولفظه .
وفي جواهر المعاني وبلوغ الأماني للخليفة المعظم سيدي علي حرازم رضي الله عنه ص 543 بتحقيق سيدي محمد الراضي كنون:وسألته رضي الله عنه عن مشاهدة الخلق أعني الملائكة والجن والإنس فأجاب رضي الله عنه بقوله:اعلم أن أولياء الجن دورانهم حول الفعل وسر الفعل ونور الفعل والروحانيون دورانهم حول الإسم وسر الإسم ونور الإسم والملائكة دورانهم حول الصفات وسر الصفات ونور الصفات وأولياء الآدميين دورانهم حول الذات وسر الذات ونور الذات قد علم كل أناس مشربهم.الآدمي أول مرتبة يطلع عليها في الكشف مرتبة الجن ثم يترقى إلى الرابعة لا حرمنا الله منها والسلام.إهـ
وقال المحقق سيدي العربي بن السائح رضي الله عنه في البغية ص 144 طبعة دار التجاني ما نصه: تسخير الروحانية منه ما يكون من طريق الاستخدامات والاستنـزالات المعروفة عند أربابها وهو طريق مذموم وصاحبه على ألسنة الشرائع والحقائق مٌدْنِفٌ ملوم بل هو طريق مشؤوم وصاحبه مخذول محروم وهو سيء العاقبة بلا شك والعياذ بالله والتسخير من هذا الطريق منزه عنه من كان من أمثال والد الشيخ رضي الله عنه ومنه ما يكون من طريق انقياد الكون بما احتوى عليه لمن أهله الله تعالى لبساط قربه ومشاهدته واصطفاء لحضرة تخصيصه وعنايته وهذا من باب كرامات الأولياء وخرق العوائد لخاصة الأصفياء إلا أن الزهد فيه وعدم الإكتراث به هو الكرامة الحقيقية الخاصة بخاصة الخاصة من عباد الله الأتقياء الأبرياء...إهـ
ويقول العارف بالله سيدي ابراهيم صالح الحسيني التجاني في كتابه النهج الحميد فيما يجب على المقدم والمريد : فلا بد من محافظة المقدم على سلوك المريدين والسعي في تقويم انحرافات بعضهم وإصلاح أخطائهم ومن نصحه لهم أن لا يرشدهم إلا إلى ما يعلم أنه فيه صلاحهم دينا ودنيا وأن لا يغشهم بحملهم على التصديق والإيمان بالأباطيل والأوهام وأن لا يحملهم على الإيمان بما لا أصل له من الطلاسم والأشكال والخواص والخط رمليا كان أو غيره والقرعة والعرافة والكهانة وسائر العلوم السحرية والكيمياء وفتح المغاليق والكنوز وإخراج المدفون والمندل بجميع أنواعه والتنجيم والتوجه إلى الجن والروحانيين بالدعاء والعبادة وأخذ الفأل بالنية والقصد فكل هذا وأمثاله من الباطل الذي لا يحل ولا يجوز للمقدم المقتدي بسيدي أحمد التجاني رضي الله عنه أن يتعاطاه لأنه نهى عنه وحذر وأوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاه عنه ولا تعجب فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك الأمة كلها في أحاديث صحيحة ثابتة يعلمها علماء السنة العاملون وصوفية الحق المخلصون .إنتهى
وقال العارف بالله سيدي محمد عز الدين التجاني الحسني رضي الله عنه:الذبيحة للجن قطعا محرمة كلما ذبح الإنسان لإرضاء الجن إلا وسلطه الله عليه ليركبه.إهـ







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...

Flag Counter

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
  تصميم علاء الفاتك
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 12 13 14 16 17 18 19 20 21 22 23 24 26 27 28 29 30 31 34 35 36 37 38 39 41 42 43 44 46 53 54 57 58 59 62 63 64 66 67 70 71 72 73 74 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97