البدوي
09-01-2015, 09:36 AM
تبوح طريقة التنفس بمكنون مشاعر الإنسان وحالته النفسية، فمثلا يتنفس الإنسان بسرعة عندما يقع تحت وطأة الضغط العصبي، بينما تكاد تختنق أنفاسه عندما يشعر بالخوف. لذلك تعول تقنيات الاسترخاء على تمارين معينة للتنفس تهدف إلى التأثير على الحالة الوجدانية من أجل التخلص من التوتر والتمتع بالهدوء النفسي.
ويوضح اختصاصي العلاج النفسي بيورن هوسمان أنه وفقا لمنظور العلاج النفسي، تعتبر عملية التنفس بمثابة مسبار دقيق لقياس مشاعر الإنسان، إذ يتأثر التنفس بأية حالة نفسية أو بدنية يواجهها الإنسان، فإذا كان يحمل مثلا أكياسا ثقيلة أو يتوجب عليه حل مسألة رياضية معقدة أو وضع في موقف عصيب، سيظهر كل ذلك في طريقة تنفسه.
ويضيف هوسمان -رئيس الجمعية الألمانية لتقنيات الاسترخاء بمدينة لوبيك- أنه يمكن القول بأن التنفس يعد بمثابة همزة الوصل بين الجسد والروح، وانطلاقا من هذا المبدأ، يؤكد المعالج النفسي أن القيام بعملية التنفس ببطء وعلى نحو مدروس يمثل إحدى طرق الإسعافات الأولية في حالة مواجهة أية مخاوف، لأن معدل التنفس يؤثر أيضا على معدل ضربات القلب، إذ يقل معدل ضربات القلب لدى الأشخاص الذين يتنفسون بهدوء، والعكس صحيح.
وتوضح هايكه هوفلر -مدربة الرياضة واللياقة البدنية- أن عملية التنفس تندرج ضمن العمليات التي يقوم بها الجهاز العصبي الذاتي (اللإرادي)، إلا أنه يمكن للإنسان التأثير عليها بشكل مقصود، وذلك على خلاف ضغط الدم وضربات القلب.
وتقول إلكه بونت -عضو الرابطة الألمانية لاختصاصيي علم النفس بالعاصمة برلين- إنه غالبا ما يتم الاستفادة من هذا التأثير في تقنيات الاسترخاء، إذ يتغير معدل التنفس لدى الإنسان بمجرد أن يبدأ في مراقبة أنفاسه.
"هوسمان:تعتبر عملية التنفس بمثابة مسبار دقيق لقياس مشاعر الإنسان"
إطالة الزفير
وتضيف بونت -التي تعمل أيضا مدربة يوغا- أن تقنية "البراناياما" المتبعة في ممارسة اليوغا تعتمد في المقابل على التأثير على عملية التنفس بشكل مقصود، إذ تتم إطالة عملية الزفير لتهدئة الإنسان بشكل سريع. وللقيام بذلك توضح المدربة أنه يتم العد إلى أربعة مثلا أثناء عملية الشهيق، بينما يتم العد إلى ستة أثناء عملية الزفير، إذ يسهم ذلك في تحويل الذهن والشعور بالاسترخاء بشكل سريع، لأنه يتم تركيز الانتباه في هذا الوقت على عملية العد وليس على التفكير في أي من أعباء الحياة.
وتردف اختصاصية العلاج النفسي بأن الكثير من تقنيات التأمل، ولا سيما تقنية "زن" و"فيباسانا"، تعتمد أيضا على مراقبة عملية التنفس من أجل التركيز. وتوضح بونت كيفية ممارسة هاتين التقنيتين بأنه يتم في البداية مراقبة ردود فعل الجسم فقط أثناء عملية التنفس من خلال الإجابة على الأسئلة التالية: ما هو أول موضع أشعر خلاله بالنفس؟ وإلى أي مدى يمكنني تعقب هذا النفس داخل جسدي؟ وبالطبع يتمتع ذلك بتأثير كبير في إتاحة الفرصة للجسم للاسترخاء، إذ ينصب تركيز الإنسان في هذا الوقت على التفكير في جسده فحسب، بينما يقوم بطرد كل الأفكار الأخرى من ذهنه.
وتؤكد مدربة الرياضة هوفلر أنه يمكن تعلم تقنيات التنفس على نحو أسرع وأسهل مما يحدث عند تعلم تقنيات الاسترخاء الأخرى، موضحة أنها غالبا ما تبدأ تعليم تقنيات التنفس بالتدريب على تمرين التنفس البطني، الذي يضع خلاله المتدربون أيديهم على بطنهم ويقومون بعملية الشهيق، بذلك يشعرون بمدى ارتفاع بطنهم إلى راحة أيديهم. وعند القيام بعملية الزفير، يتوجب على المتدربين محاولة الشعور وإدراك كيفية تحرك البطن إلى الخلف مرة ثانية من خلال حركة الحجاب الحاجز.
كما تقدم هوفلر تمرين التنفس التالي الذي يتم إجراءه أثناء الحركة: يقف المتدرب ويمد ذراعيه جانبا وإلى أعلى أثناء عملية الشهيق، ثم يخفضهما إلى أسفل أثناء عملية الزفير. لافتة إلى أن الهدف من هذا التمرين هو إطالة مدة عملية الزفير مع كل مرة يتم تكراره فيها، إذ تمثل عملية الزفير الركن الأهم في تقنية التنفس.
"تقدم هوفلر تمرين التنفس التالي:يقف المتدرب ويمد ذراعيه جانبا وإلى أعلى أثناء عملية الشهيق، ثم يخفضهما إلى أسفل أثناء عملية الزفير"
المواظبة والتكرار
ويوصي المعالج النفسي هوسمان من يرغب في التدرب على استخدام تقنيات التنفس في عملية الاسترخاء، بضرورة القيام بمثل هذه التمارين بصورة متكررة، لافتا إلى أنه يمكن لأي شخص دعم قدرته على التركيز من خلال المواظبة على هذه التمارين ولفترات طويلة، حتى وإن مارسها لمدة قصيرة.
وتؤكد الخبيرة هوفلر ذلك، مشيرة إلى أنه من الأفضل أن تتم ممارسة هذه التمارين يوميا إن أمكن لمدة تتراوح من عشر دقائق إلى 15 دقيقة على مدار ثمانية أسابيع، لافتة أن الشخص سيقوم بعد ذلك بممارسة هذه التمارين بشكل بديهي، ويكفي بعد ذلك ممارستها بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا.
ولكن إذا كان الإنسان واقعا تحت قدر كبير من الضغط العصبي، فتلفت هوفلر إلى أن ممارسة بعض تمارين التنفس لن تكون كافية حينئذ، إذ يحتاج الإنسان في هذه الحالة إلى ممارسة تقنيات استرخاء منهجية مثل تدريب التحفيز الذاتي أو رياضة التاي تشي الصينية.
المصدر : الألمانية
ويوضح اختصاصي العلاج النفسي بيورن هوسمان أنه وفقا لمنظور العلاج النفسي، تعتبر عملية التنفس بمثابة مسبار دقيق لقياس مشاعر الإنسان، إذ يتأثر التنفس بأية حالة نفسية أو بدنية يواجهها الإنسان، فإذا كان يحمل مثلا أكياسا ثقيلة أو يتوجب عليه حل مسألة رياضية معقدة أو وضع في موقف عصيب، سيظهر كل ذلك في طريقة تنفسه.
ويضيف هوسمان -رئيس الجمعية الألمانية لتقنيات الاسترخاء بمدينة لوبيك- أنه يمكن القول بأن التنفس يعد بمثابة همزة الوصل بين الجسد والروح، وانطلاقا من هذا المبدأ، يؤكد المعالج النفسي أن القيام بعملية التنفس ببطء وعلى نحو مدروس يمثل إحدى طرق الإسعافات الأولية في حالة مواجهة أية مخاوف، لأن معدل التنفس يؤثر أيضا على معدل ضربات القلب، إذ يقل معدل ضربات القلب لدى الأشخاص الذين يتنفسون بهدوء، والعكس صحيح.
وتوضح هايكه هوفلر -مدربة الرياضة واللياقة البدنية- أن عملية التنفس تندرج ضمن العمليات التي يقوم بها الجهاز العصبي الذاتي (اللإرادي)، إلا أنه يمكن للإنسان التأثير عليها بشكل مقصود، وذلك على خلاف ضغط الدم وضربات القلب.
وتقول إلكه بونت -عضو الرابطة الألمانية لاختصاصيي علم النفس بالعاصمة برلين- إنه غالبا ما يتم الاستفادة من هذا التأثير في تقنيات الاسترخاء، إذ يتغير معدل التنفس لدى الإنسان بمجرد أن يبدأ في مراقبة أنفاسه.
"هوسمان:تعتبر عملية التنفس بمثابة مسبار دقيق لقياس مشاعر الإنسان"
إطالة الزفير
وتضيف بونت -التي تعمل أيضا مدربة يوغا- أن تقنية "البراناياما" المتبعة في ممارسة اليوغا تعتمد في المقابل على التأثير على عملية التنفس بشكل مقصود، إذ تتم إطالة عملية الزفير لتهدئة الإنسان بشكل سريع. وللقيام بذلك توضح المدربة أنه يتم العد إلى أربعة مثلا أثناء عملية الشهيق، بينما يتم العد إلى ستة أثناء عملية الزفير، إذ يسهم ذلك في تحويل الذهن والشعور بالاسترخاء بشكل سريع، لأنه يتم تركيز الانتباه في هذا الوقت على عملية العد وليس على التفكير في أي من أعباء الحياة.
وتردف اختصاصية العلاج النفسي بأن الكثير من تقنيات التأمل، ولا سيما تقنية "زن" و"فيباسانا"، تعتمد أيضا على مراقبة عملية التنفس من أجل التركيز. وتوضح بونت كيفية ممارسة هاتين التقنيتين بأنه يتم في البداية مراقبة ردود فعل الجسم فقط أثناء عملية التنفس من خلال الإجابة على الأسئلة التالية: ما هو أول موضع أشعر خلاله بالنفس؟ وإلى أي مدى يمكنني تعقب هذا النفس داخل جسدي؟ وبالطبع يتمتع ذلك بتأثير كبير في إتاحة الفرصة للجسم للاسترخاء، إذ ينصب تركيز الإنسان في هذا الوقت على التفكير في جسده فحسب، بينما يقوم بطرد كل الأفكار الأخرى من ذهنه.
وتؤكد مدربة الرياضة هوفلر أنه يمكن تعلم تقنيات التنفس على نحو أسرع وأسهل مما يحدث عند تعلم تقنيات الاسترخاء الأخرى، موضحة أنها غالبا ما تبدأ تعليم تقنيات التنفس بالتدريب على تمرين التنفس البطني، الذي يضع خلاله المتدربون أيديهم على بطنهم ويقومون بعملية الشهيق، بذلك يشعرون بمدى ارتفاع بطنهم إلى راحة أيديهم. وعند القيام بعملية الزفير، يتوجب على المتدربين محاولة الشعور وإدراك كيفية تحرك البطن إلى الخلف مرة ثانية من خلال حركة الحجاب الحاجز.
كما تقدم هوفلر تمرين التنفس التالي الذي يتم إجراءه أثناء الحركة: يقف المتدرب ويمد ذراعيه جانبا وإلى أعلى أثناء عملية الشهيق، ثم يخفضهما إلى أسفل أثناء عملية الزفير. لافتة إلى أن الهدف من هذا التمرين هو إطالة مدة عملية الزفير مع كل مرة يتم تكراره فيها، إذ تمثل عملية الزفير الركن الأهم في تقنية التنفس.
"تقدم هوفلر تمرين التنفس التالي:يقف المتدرب ويمد ذراعيه جانبا وإلى أعلى أثناء عملية الشهيق، ثم يخفضهما إلى أسفل أثناء عملية الزفير"
المواظبة والتكرار
ويوصي المعالج النفسي هوسمان من يرغب في التدرب على استخدام تقنيات التنفس في عملية الاسترخاء، بضرورة القيام بمثل هذه التمارين بصورة متكررة، لافتا إلى أنه يمكن لأي شخص دعم قدرته على التركيز من خلال المواظبة على هذه التمارين ولفترات طويلة، حتى وإن مارسها لمدة قصيرة.
وتؤكد الخبيرة هوفلر ذلك، مشيرة إلى أنه من الأفضل أن تتم ممارسة هذه التمارين يوميا إن أمكن لمدة تتراوح من عشر دقائق إلى 15 دقيقة على مدار ثمانية أسابيع، لافتة أن الشخص سيقوم بعد ذلك بممارسة هذه التمارين بشكل بديهي، ويكفي بعد ذلك ممارستها بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا.
ولكن إذا كان الإنسان واقعا تحت قدر كبير من الضغط العصبي، فتلفت هوفلر إلى أن ممارسة بعض تمارين التنفس لن تكون كافية حينئذ، إذ يحتاج الإنسان في هذه الحالة إلى ممارسة تقنيات استرخاء منهجية مثل تدريب التحفيز الذاتي أو رياضة التاي تشي الصينية.
المصدر : الألمانية